شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
هل يمكن زرع رأس إنسان على جسد جديد؟

هل يمكن زرع رأس إنسان على جسد جديد؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

تكنولوجيا

الثلاثاء 18 أكتوبر 201605:32 ص

يأمل الروسي فاليري سبيريدونوف Valery Spiridonov، الذي يعاني من حالة طبية قاتلة، أن يصبح أول شخص يخضع لعملية زرع رأس، ويتمنى إجراء هذه العملية في أقرب وقت من العام المقبل، مؤكداً أنه مستعد لوضع ثقته في الجراح المثير للجدل الطبيب الإيطالي سيرجيو كانافيرو Sergio Canavero الذي يدعي أنه قادر على قطع رأسه ووضعه على جسم إنسان آخر صحيح.

يشير سبيريدونوف الذي يبلغ من العمر 30 عاماً، إلى أن قراره هذا نهائي، وأنه لا يخطّط لتغيير رأيه، حيث أنه يعاني من مرض الهزال العضلي الجيني النادر الحدوث الذي يطلق عليه اسم Werdnig Hoffman وذلك منذ كان في السنة الأولى من عمره، ويأمل أن يجد فرصته للحصول على جسد جديد قبل أن يموت.

يقول سبيريدونوف: "بالطبع أنا خائف، لكن الأمر ليس مخيفاً فقط، بل هو مثير جداً للاهتمام أيضاً، وفي جميع الأحوال ليس لدي العديد من الخيارات، فإذا لم أحصل على هذه الفرصة فإن مصيري سيكون محزناً، فحالتي تزداد سوءاً في كل عام".

الجدير ذكره أن كانافيرو تحدث إلى سبيريدونوف عبر Skype فقط، ولم يلتقيا بعد، كما أن الطبيب لم يراجع بعد السجلات الطبية.

لكن كانافيرو أشار إلى أنه تلقى العديد من رسائل البريد الإلكتروني من أشخاص يسعون لإجراء هذا النوع من العمليات، ولكنه يصر على أن يكون أول المرضى الذين سيخضعون لهذه الجراحة.

يطلق كانافيرو على هذه الجراحة اسم HEAVEN أي النعيم، وهو اختصار للمشروع الطبي الذي ينطوي على عمليات جراحية تعمل على الربط بين الرأس والجسم، ويصر على أن كل التقنيات اللازمة لإجراء عملية زرع رأس الشاب الروسي على جسد المانح متوفرة حالياً.

وقد تم إجراء أول عملية لنقل رأس قرد قبل حوالي 45 عاماً، ففي عام 1970 الدكتور روبرت وايت زرع رأس قرد على جسم قرد آخر في مدرسة جامعة "كيس ويسترن ريزيرف" للطب، ولكن القرد توفي بعد ثمانية أيام من إجراء الجراحة، لأن الجسم المضيف رفض الرأس، وكان القرد غير قادر على التنفس من تلقاء نفسه، ولم يستطع الحركة أيضاً لأن الحبل الشوكي كان غير متصل، كما أجريت أخيراً عملية مشابهة لهذه العملية على فأر في الصين.

يشير منتقدو كانافيرو إلى أن خطته هي "ضرب من الخيال"، وأن العملية التي سيجريها تشبه قصص الدكتور فرانكنشتاين. كما تم وصف كانافيرو من قبل آرثر كابلان، مدير مركز الأخلاق الطبية في مركز لانغون الطبي في جامعة نيويورك بـ"الشخص المجنون".

وعُيّنت تكلفة العملية التي ستستغرق 36 ساعة، والتي لا يمكن أن يتم إجراؤها إلا في أكثر غرف العمليات تقدماً في العالم، بحوالي 11.2 مليون دولار، وسيتم أخذ الجسد من متبرع ميت دماغياً، ولكن جسده بقي في صحة جيدة.

في العملية، سيفصل رأس الجهة المانحة ورأس المريض عن الحبل الشوكي في الوقت ذاته، وذلك باستخدام شفرة حادة ليكون القطع نظيفاً قدر الإمكان، ثم يوضع رأس المريض على جسم المتبرع ويربط به باستخدام ما يسميه كانافيرو المكون السحري- وهو مادة تشبه الغراء تستعمل لصهر طرفي الحبل الشوكي معاً.

سيجري أيضاً ربط العضلات والأوعية الدموية، قبل وضع المريض في غيبوبة أربعة أسابيع لمنعه من التحرك، ويبقى على هذه الحال حتى يتماثل الرأس والجسم للشفاء. وعندما يستيقظ المريض سيكون قادراً على التحرك، والشعور بوجهه وحتى التحدث بصوته الأساسي، كما سيتم إعطاؤه أدوية قوية خوفاً من رفض الجسم الجديد للرأس.

يقول المنتقدون إن كانافيرو يذلل كثيراً من الصعوبات التي ينطوي عليها ربط الحبل الشوكي بين الرأس والجسم، كما أن الطبيب الإيطالي فشل حتى الآن في تأمين التمويل اللازم لتوظيف 150 طبيباً وممرضاً لا بد من وجودهم لإكمال العملية. مع ذلك، فإن الطبيب واثق تماماً من قدرته على النجاح في زراعة الرأس، وإذا ما نجح، فإن هذه العملية يمكن أن تعطي أملاً جديداً لآلاف المشلولين والمعوقين.

يقول سبيريدونوف إن  عائلته تدعم قراره أن يكون أول إنسان يخضع لمثل هذه الجراحة بشكل تام، مضيفاً أنه كان مهتماً منذ زمن طويل بمثل هذه العمليات الجراحية، وكان يقرأ الكثير من قصص الخيال العلمي التي تتضمن أشياء مشابهة، ولكنه بعد أن قرأ عن ادعاءات الطبيب الطموحة، قرر الاتصال به في مكان عمله في جامعة تورينو في إيطاليا، وقدّم نفسه له لجعل هذه العملية أمراً ممكناً، ومنذ ذلك الحين وعلى مدى عامين حتى الآن أجرى الاثنان الكثير من المحادثات حول هذه الفكرة وقاما بالتخطيط للعملية.

يرى سبيريدونوف أن هذه العملية أخلاقية تماماً، وهي تشبه إلى حد كبير عملية زرع القلب أو الكلى، وهما كانتا في مرحلة ما من الزمن عملية غير أخلاقية، لافتاً إلى أن هذه هي الطريقة الطبيعية لتطور التكنولوجيا، وسيكون مستغرباً أن يتوقف الطب لدى هذه النقطة عندما يكون جرّاح المخ والأعصاب على استعداد لاتخاذ الخطوة التالية.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image