شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
مهاجرو قوارب الموت بين

مهاجرو قوارب الموت بين "فخ ليبيا" والصفقات "المشبوهة"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 12 يونيو 201806:18 م
يلتهم البحر منهم العشرات شهريًا قبل أن يصبح حلمهم بتنفس هواء جنة الشمال الأوروبية حقيقةً، في رحلة تمتد آلاف الكيلومترات تحت حرارة الصحراء من بلادهم إلى شواطىء البحر المتوسط. بالنسبة لهم لفحة نار الصحراء لا يساويها شيء من معاناة شظف العيش في بلادهم الضيقة على أحلامهم في العيش الكريم، إلا أن رحلتهم ليست بهذه المثالية الحالمة، فلا تخلو حكايات الناجين من سيرة شبكات تهريب البشر أو مراكز احتجاز فيها اغتصاب وتعذيب، وثقته تقارير مؤسسات حقوقية ووكالات دولية. وفي السنوات الأخيرة، شكلت ليبيا نقطة ترانزيت رئيسية للمهاجرين، وعلى نحو موازٍ لها لعبت إيطاليا دور الحاضنة الأساسية للفارين من شمال إفريقيا وجنوب الصحراء إلى أوروبا.

أكواريوس... طوق نجاة "مؤقت" في المتوسط

ذهابًا وإيابًا، تبحر سفينة أكواريوس، التى استأجرتها منظمتان غير حكومتين هما "إس أو إس المتوسط" وأطباء بلا حدود، لنجدة المهاجرين عبر "قوارب الموت" المطاطية وتقديم المساعدة لهم، لحين وصولهم إلى بلاد تقبل دخولهم. هذا الأسبوع، اكتسبت أزمة المهاجرين عبر المتوسط المزيد من الاهتمام، بعد رفض إيطاليا ومالطا السماح برسو السفينة في موانئها، قبل أن تقدما مساعدات لـ 629 شخصًا على متنها. ولم تزل السفينة عالقة في عرض البحر بالمياه الدولية بين البلدين، رغم عرض من جزيرة كورسيكا الفرنسية، وإسباني (عبر رئيس وزرائها الجديد، الاشتراكي ، بيدرو سانتشيث) السماح برسوها في ميناء فلنسيا.
  ورفض القائمون عليها التوجه مباشرة نحو إسبانيا لحاجة المهاجرين إلى الرسو بالسفينة في أقرب ميناء لاسترداد عافيتهم، خاصة أن رحلتهم إلى فالنسيا تستغرق حوالى 4 أيام من الإبحار للوصول إلى مينائها الكائن على بعد 1300 كيلومتر عن موقع السفينة الحالي. ووسط هذه الأجواء، أُصيب المهاجرون "المنهكون" بحالة من القلق والهياج، وهدد بعضهم بالقفز من السفينة في البحر. ونتيجة لضغوط دولية عرضت إيطاليا نقلهم عبر سفينتين إلى إسبانيا.
وحتى وقت قصير، أظهرت خرائط حية للملاحة البحرية، السفينة وهي تدور في حلقات دائرية بلا هدى على أمل سماح السلطات الإيطالية برسوها في موانئها، بينما حذرت روما من الاقتراب من سواحلها، وإلا تحفظت على المهاجرين وإعادتهم إلى بلادهم. INSIDE_BoatsLibya

"ثمة من يقول لا"

"قضينا 12 ساعة في البحر، لم نكن نعتقد أننا قد أُنقذنا. كان الله هو الذي أنقذنا. عندما سقطت في الماء، ظننت أن حياتي انتهت، كنت خائفة. لم أر مثل هذا البحر من قبل، لم يكن لدي سترة نجاة، ثم سحبتني من الماء، ولهذا السبب أنا هنا اليوم". تحكي إحدى المهاجرات الناجيات من غرق مركبهم بعد وقت قصير من انطلاقهم من الشواطىء الليبية، إلى أن تمد "أكواريوس" يد المساعدة إليهم. ومنعت السلطات الإيطالية للمرة الأولى السفينة من الرسو في موانئها، في وقت أرجع البعض ذلك إلى أن شيئاً ما يتغير مع وصول تحالف حركة الخمس نجوم - رابطة الشمال الشعبوية إلى السلطة، التي تتبنى مواقف مناهضة للهجرة منذ حملتها الانتخابية. وزير الداخلية، ماثيو سالفيني، هدد باتخاذ نفس الموقف حيال سفن المهاجرين الأخرى، وقال في مؤتمر صحفي في ميلانو: "ينبغي تمرير هذا المفهوم إلى المهربين: الاتجار بالبشر لم يعد مربحًا بعد الآن". ورغم إعلان بلديات وموانىء إيطالية استعدادها لاستقبال هؤلاء، فإن سالفيني الذي يقطع وعدًا بالقيام بكل ما في وسعه في حال انتخابه لمنع هذه العمليات، خصوصاً عندما تقوم بها منظمات غير حكومية تنشط قبالة سواحل ليبيا. وقال على تويتر إن "إنقاذ حياة أشخاص واجب، و(لكن) لا لتحويل إيطاليا إلى معسكر كبير للاجئين. إيطاليا لن تنصاع بعد اليوم، وهذه المرة، ثمة من يقول لا".

الدعارة وسوق العبيد وصفقات ليبيا "المشبوهة"

تعد ليبيا وجهة رئيسية للمهاجرين، ليس لمن يعيشون في إفريقيا فحسب، وإنما للفارين من نزاعات الشرق الأوسط، خاصة بعدما قطعت تركيا الطريق علي إبحارهم عبر بحر إيجه إلى اليونان منذ العام 2016. جاءت الاتفاقية على حساب اللاجئين المقدر عددهم بنحو مليونين في تركيا التي تحصل على 6 مليارات يورو بموجب اتفاقية للحد من تدفقهم عبر السواحل التركية إلى أبواب الاتحاد الأوروبي. وكانت النتيجة زحف المزيد من المهاجرين إلى ليبيا، التي يوجد فيها حوالى مليون مهاجر تقطعت بهم السبل، بين الخضوع لانتهاكات، مثل الاغتصاب والدعارة والبيع في سوق العبيد، حسب شبكة "سي أن أن" الأمريكية وتقارير دولية. وتشارك في هذه الانتهاكات سلطات رسمية ومجموعات مسلحة، في بلاد تتنازع على السلطة فيها حكومتان، إحداهما في الشرق (بنغازي) والثانية في الغرب (طرابلس). وتفاقمت هذه الانتهاكات بعد اتفاقية أبرمتها إيطاليا وليبيا، وأيدّها الاتحاد الأوروبي لوضع المهاجرين الممنوعين من عبور البحر في مراكز احتجاز فى تاجوراء وصبراتة وسوق الخميس. الاتفاقية التي وُصفت بــ"الخطيرة والمشبوهة" تعرضت لانتقادات من مؤسسات دولية. وبمقتضاها يتم تدريب خفر السواحل في ليبيا ونشر قوات بحرية إيطالية قبالة شواطئها والحيلولة دون تهريب المهاجرين، وتقديم مساعدات مالية لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، فضلاً عن معدات وزوارق بحرية. وفي مايو الماضي، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة اليوم الثلاثاء، دخول 23 ألفاً و715 مهاجراً إلى أوروبا عن طريق البحر المتوسط خلال الأربعة أشهر الأولى من العام الجاري. وهو ما يبيّن انخفاضاً نسبته 76% عن أعداد العام الماضي، البالغة في نفس الفترة 165 ألفاً و41 مهاجراً. "لم أخف من الماء لأن الله خلق الماء. لا أخشى الموت، فكلنا سنموت في وقت ما. أخشى أكثر إذا قبضت علي الشرطة الليبية مرة أخرى لكنها شريرة للغاية"، قالتها فيتوريا، وهي نيجيرية، عمرها 21 عامًا، وصلت إلى صقلية في وقت سابق هذا الشهر في تعليقها لوكالة الأنباء الفرنسية عن الظروف المزرية في ليبيا. وفي حين طالبت مهاجرة من نيجيريا حكومة بلدها بأن تغلق حدودها، نظراً لما حدث لها خلال رحلة عبورها عبر ليبيا، وما تعرضت له من استغلال من قِبل المهربين، وإجبارها على العمل في الدعارة من أجل أن يكسبوا المال شأنها شأن العديد من النساء المهاجرات اللواتي يتم استعبادهن واستغلالهن من قبل المهربين. https://www.youtube.com/watch?time_continue=10&v=bKcum981asM

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image