"انتهت الأزمة دون حذف أي لقطة". هكذا انتصر المخرج خالد يوسف وصنّاع فيلمه "كارما" بقرار إلغاء سحب ترخيص الفيلم من العرض، والذي صدر أمس بسبب "مخالفته شروط الترخيص الممنوحة له"، وذلك قبل يوم واحد من عرضه الأول، وقبل أيام قليلة من طرحه رسمياً في دور العرض، ليعود يوسف صباح اليوم ويزّف الخبر السار، والذي أعاد للجمهور ثقتهم بالسينما المصرية من جديد. لم يكشف يوسف بالفيديو الذي نشره صباح اليوم عن تفاصيل مثل: "ما سبب القرار من الأساس؟"، "لماذا ألغي؟"، و "كيف بهذه السرعة؟". ولكن على ما يبدو أن مواقع التواصل الاجتماعي قد أدت دورها بشكل "مثالي" هذه المرة، احتجاجاً على القرار غير الواضح، والذي أتى متأخراً، ليقول أحدهم:"يوم أسود في تاريخ الفن والسينما وخطيئة كبرى في حق حرية الإبداع وسمعة البلد"، أما المنتج محمد العدل، فقد اختصر غضبه بقوله:"استمرار دولة اللا قانون"، كما نشر صورة للقرار الموجه لدور العرض بسحب ترخيص الفيلم. من ناحية أخرى، نشر بطل العمل "عمرو سعد"، فيديو عبر حسابه على "فيسبوك" بعد "الفوضى" التي جرت أمس قائلاً:"مصر دولة كبرى لن تسمح بمنع عرضه، بالتزامن مع عرضه في الدول العربية"، مضيفاً أن مصر كانت الوحيدة التي دافعت عن فيلمه السابق "مولانا" دون أن تحذف منه مشهداً واحداً. / لم يقتصر "الاحتجاج الشعبي" على رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ولا على صناع العمل، ونجوم الفن، وأهل الإعلام، بل ازدادت الأزمة مع قرار لجنة السينما بوزارة الثقافة التي أعلنت استقالتها اعتراضاً على قرار سحب الفيلم لثلاثة أسباب:
- إن هناك انهياراً غير مسبوق في مناخ حرية الرأي والإبداع على جميع المستويات وتجاهلاً مهيناً وواضحا للمثقفين والفنانين المصريين في كافة المجالات.
- إن هناك تدخلاً معيباً بين السلطات واعتداءً على القانون والدستور، يتم في استهتار بكل قيم المجتمع الديمقراطي الذي نسعى جميعاً لتحقيقه من أجل تقدم الوطن ورفاهيته ودوره الرائد في منطقته والعالم.
- إن صناعة السينما بصفتها إحدى دعائم القوى المصرية تتعرض لكارثة محققة على المستوى المهني والصناعي، دون أي تدخل من جهات الدولة لحماية الصناعة ودعهما وحق الفنان والمثقف في التعبير بحرية عما يراه الأفضل لوطنه ومجتمعه.
أتى قرار سحب فيلم "كارما" من دون أي سند قانوني، ليعلّق المنتج محمد العدل:"استمرار في دولة اللا قانون"، قبل أن تتراجع الرقابة المصرية عن قرارها، وتكون بذلك قد أهدت إلى صناع العمل "أضخم" حملة إعلانية للفيلم.
"سرقونا وطاروا لفوق..وسابونا نعافر تحت.. مهما ينادينا الشوق..نحيا ونموت في الفحت.." هل لصراع الطبقات المختلفة سبب في قرار سحب ترخيص فيلم "كارما"، والتراجع عنه؟يُقال أو يُشاع أن سبب قرار سحب الرخص يعود إلى أغنية العمل، التي طُرحت يوم 8 يونيو، بصوتَيْ هاني عادل وأحمد شيبة، والتي تدور قصتها حول "صراع الطبقات الاجتماعية المختلفة" ومطلعها: "سرقونا وطاروا لفوق وسابونا نعافر تحت مهما ينادينا الشوق نحيا ونموت في الفحت يقولولنا بكره تروق ولا مرة في بكره ارتحت وأنا من سكة وانت في سكة.." &feature=youtu.be&t=31 وبقرار "سحب الفيلم من دور العرض"، والتراجع عنه في اليوم التالي، تكون قد أهدت الرقابة المصرية "أضخم" إعلان دعائي لصناع العمل، بخلقها ذلك "التشويق" ليتساءل الجمهور: "ماذا هناك كي يُسحب"؟ يُناقش الفيلم الذي ألفه وأخرجه خالد يوسف العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في إطار درامي اجتماعي من خلال قصة شاب مسلم يتعلق بحب فتاة مسيحية ويتزوج منها، كما يعالج الفيلم بشكل درامي كيف يتدخل رأس المال في الدولة، حيث يكون لرجل أعمال علاقة وثيقة في قضية فساد كبيرة بالدولة، وهو من بطولة عمرو سعد، غادة عبدالرازق، زينة، خالد الصاوي، دلال عبدالعزيز، وفاء عامر، وآخرين. &t=5s
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...