"بقول مش عايزهم… مع إنّي بموت فيهم".
هذا حال" نادر التركي" (يحيى الفخراني)، في مسلسله "بالحجم العائلي"، الذي ترك فيه عمله كسفير لوزارة الخارجية، ليحقق حلماً هو امتلاك أحد المنتجعات في "مرسى علم" السياحية، والعمل فيه كـ "شيف"، بين "المغرفة"، و "المبْشرة"، و"فتاحة العلب".
https://youtu.be/46RmvxV_HOc?t=36
وعندما استغنى عن منصبه، وتغيرت حياته "المهنية" رأساً على عقب، و "قلع الكرافته ولبس الشورت"، تصاعدت المشاكل بينه وبين أسرته التي تسكن في "القاهرة" حتى جفّت المشاعر، ولكنه لم يلتفت إليها، كونه بعيداً عنها من الأساس، وأيضاً، بسبب حبه لمنتجعه السياحي و "فداءً" للطهو حتى أصبح "عمدة" مرسى علم، يعيش حياته "بالطول والعرض"، ولا يتلقى اتصالاً من أبنائه إلا وقت "الحاجة"، من خلال "فويس مسج" على "الواتساب".
وعندما أصبح الفندق، كما تمناه أن يكون، شعر "نادر" بنقصٍ في حياته، أي غياب أسرته من حوله. ولكن كيف يقنعهم بالمجيء الآن؟
من منا تخيل أن يطل يحيى الفخراني بشخصية "شيف" محب للحياة؟
يجسد يحيى الفخراني في مسلسل "بالحجم العائلي" دور مشابه له في الحقيقةمن هنا تبدأ محاولات "سيادة السفير" التي تبدو مضحكة، ولكنها في الواقع عكس ذلك. فيقرر مع طبيبه الذي يعمل في الفندق إخبار عائلته بأنه مريض بالقلب، على أمل أن تأتي إليه، ولكن سرعان ما تعود إلى "القاهرة" لاستكمال حياتها. / أما محاولته الثانية والأكثر إثارة، فكانت عندما قرر مع "المدربة الرياضية" رشا (ندى موسى)، والتي تعمل في الفندق أيضاً، إطلاق "إشاعة" قصة حبهما التي ستتوج بالزواج. فتعلم أسرته بالموضوع، وخوفاً من أن "تورثه رشا… وتضحك على الرجل العجوز"، قررت الأسرة مع الأحفاد أيضاً قضاء "عطلتهم" معه. وحينها، يكتشف نادر ما كانت تخبئه زوجته عنه. فثريا (ميرفت أمين) "المتسلطة"، كانت قد منعت أبناءها من رؤية والدهم، خوفاً من أن يكتشف "مشاكل" حياتهم، ويعتبرها "فشلت" في تربيتهم بغيابه، حتى علم أن أبناءه ليسوا أسعد أبناء العالم كما تظاهروا، محاولاً إيجاد حلول ليتمكن من إرجاع الأمور إلى طبيعتها لكسب عائلته من جديد. مسلسل "بالحجم العائلي" من بطولة يحيى الفخراني، ميرفت أمين، يسرا اللوزي، عمرو صالح، ركين سعد، وآخرين، ومن تأليف محمد رجاء وإخراج هالة خليل، ويعود اسمه إلى الدمج ما بين "التجمع الأسري"، و "الأكل".
بهجة السيناريو والفخراني
لم يطل الفخراني بدور تمثيلي عادي. بل كل "تفصيل" من تفاصيل الشخصية لعبت دوراً في بنائها. والسؤال: كيف من الممكن أن يطل بهذه الروح المبهجة؟ وما هذا السيناريو؟ اعتدنا في السباق الرمضاني أن نشاهد مسلسلات "درامية"، وعندما نفكر بالدراما، نتخيل العنف، والخيانة، و"البلطجة"، ولكن من منّا تخيل قصة "اجتماعية" حقيقية، نرى فيها "شيف" محباً للحياة يعيش في منتجعه الخاص، وهمه الأكبر والأوحد في الحياة هو وجود أسرته إلى جانبه؟ فمشاهده لا تمر مرور الكرام، بل تبقى في الذاكرة. أحدها عندما رقص على أنغام "لايف إز لايف"، حين أتت عائلته لزيارته. أو لنكن أكثر دقة، لم يرقص عليها فقط، غنّاها "سعادة السفير" بأعلى صوته فرحاً "لايف إز لايف" ليكمل "لا لا لا لا لا". وفي الشخصية التي لعبها بالمسلسل، لم يكن يتغزل بـ "مقادير" طبخته فقط، بل كان يطل على متابعيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليتكلم عن كل ما يدور في عقله أثناء الطبخ، متحدثاً عن الحب والحياة معاً، علماً بأن قصة المسلسل ليست "خيالية"، لأن الفخراني أيضاً استغنى عن مهنته كطبيب من أجل ما يحب، أي التمثيل. لم يعتمد صناع العمل على "الإساءة والشتائم"، والـ "إيفهات" السابقة من أجل صنع الكوميديا، بل على "ردود الأفعال". أما عن "بهجة الفخراني"، فلم ينشرها على العاملين في المنتجع فقط، بل على المشاهدين أيضاً، إذ نراه يرقص على أغاني الراحل "محمد فوزي"، منتقلاً إلى عالم لا ينتمي إلى عالمنا، حيث أهدى فريق العمل الحلقة الـ 13 إلى روحه، بمناسبة 100 عام على ميلاده. /رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 3 أيامtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع