أثار مشهد اكتمال القمر قبل انتصاف شهر رمضان جدلًا بشأن مدى دقة حسابات استطلاع الهلال في المنطقة العربية، وبدء المسلمين للصيام متأخرين يومًا.
ومع تناقل صور ومقاطع فيديو التقطها أشخاص للقمر قالوا إنه يبدو مكتملًا في طور البدر قبل موعده، وسط تساؤلات عن صحة الرؤية الفلكية ومواعيد الصوم والاحتفال بالعيد.
لأيام خلت، غابت المؤسسات الرسمية عن التعليق على الواقعة إلى أن خرجت بعضها، مثل دار الإفتاء المصرية التي نفت "الخطأ في تحديد شهر رمضان"، مُناشدة المسلمين ألا يلتفتوا لـ"دعوات التشكيك".
لجان شرعية للرصد
توافقت رؤية عدد من الدول العربية على بدء الصوم هذا العام من الخميس 16 مايو الجاري، التي عادةً تعتمد على لجان "شرعية" مُوزعة في ربوع مختلفة من بقاعها لرصد الهلال. وتنامت حالة الجدل بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بالتزامن مع استمرار تدفق المواد المصورة الخاصة بشكل القمر. وفي بيان مُطول، طمأنت دار الإفتاء الصائمين في مصر، قائلة إن "الحديث عن الاكتمال في الليلة الثانية عشرة من رمضان، أمر غير صحيح، إذ قد يبدو القمر مكتملًا ولكن في الواقع ليس مكتملًا، فقد يكون بنسبة 96% فقط حسبما أعلن خبراء الفلك". ودعت الدار المسلمين جميعًا ووسائل الإعلام بعدم الالتفات إلى تلك المعلومات "غير الدقيقة التي تشكك الناس في مؤسساتهم الدينية وتثير البَلبلة والشكَّ في نفوسهم، وتعكر على الصائمين صفو عبادتهم"، مناشدةً أن يتلقوا المعلومات من مصادرها الصحيحة وأهل الاختصاص حتى لا يحدث اضطراب في المجتمع. وفي حسابه على تويتر، بثّ مركز الفلك الدولي، وهو مشروع عربي بالتعاون مع معهد سيتي الأمريكي، تغريدة تضمنّت ردًا مطولًا على الصور المتداولة. وقال المركز، صاحب المشروع الإسلامي لرصد الأهلة: "لا يمكن الاعتماد على العين المجردة في رصد القمر، وإنه عادةً يوجد نقص طفيف يصعب رؤيته قبل بلوغه طور البدر في ليالي 13 و14 و15 من الشهر الهجري.السعوديون فطروا لدى رؤية "زُحل"
قبل 8 سنوات، فجّرت السعودية ضجة مُماثلة بإثارتها الكثير من اللغط في أنحاء العالم الإسلامي، بعدما كشفت الجمعية الفلكية بالسعودية أن ما تم رصده ليلة تحري هلال عيد الفطر من المرجح أن يكون كوكب زحل وليس هلال شوال. آنذاك، برر المهندس ماجد أبو زهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، ما حدث بأن كوكب زحل يظهر في هذا التوقيت من العام فى سماء السعودية، ويمكن رؤيته بالعين المجردة في بعض المناطق. إذ ذاك سخر سعوديون ومصريون من الواقعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهاجموا الجمعية، ونشروا صورًا للهلال، مؤكدين أنه هلال ثاني يوم وليس أول يوم من شوال. وفي ذلك الوقت، سرت شائعة منسوبة إلى قناة العربية، مفادها أن السعودية دفعت مليارًا و6 ملايين ريال كنوع من الكفارة عن الشعب السعودي، بسبب خطأ تحديد عيد الفطر.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...