أربعة وعشرون عاماً من الانتظار، توجّها عشّاق المنتخب الألماني برؤية فيليب لام Philipp Lahm القائد البافاري الأقصر (170 سم) في التاريخ وهو يرفع الكأس الذهبية الأغلى في العالم، قبل أن يعكر صفو هذا الإنجاز بإعلان مفاجئ أنهى فيه مسيرته الحافلة مع مانشافت.
ثلاثون عاماً في الحياة، قضى منها "اللاسلكي"، كما لقبه النجم السابق محمد شول Mehmet Scholl، عشر سنوات مع المنتخب الوطني، كانت كافية لينضم بها لام، إلى قائمة النجوم الذين علّقوا أحذيتهم الدولية باكراً.
لم يتعمق لام كثيراً في تفاصيل الاعتزال، إذ جاء الاختيار بعد تحقيق كأس العالم الذي لا يمكن لأي نجم أن يجد خيراً من منصته لإعلان الاعتزال، مؤكداً أن مهمته انتهت وأنه الآن من أكبر مشجّعي المانشافت.
وعلى الرغم من المفاجأة التي شكلها اعتزال أول قائد يرفع كأس العالم بعد توحيد الألمانيتين، فإن نجوم الكرة الألمانية ومسؤوليها احترموا قرار لام وشكروه على كل ما قدمه للمنتخب، فيما شكل بيكنباور Beckenbauer الاستثناء الوحيد عندما اعتبر أن لام تسرع في اتخاذ قراره، مؤكداً أنه لا يزال لديه الكثير ليقدمه في بطولة اليورو المقبلة (فرنسا 2016)، على الأقل.
ابن مدينة ميونخ الذي بدأ مشواره مع الماكينات في 18 فبراير 2004، في مباراة أمام المنتخب الكرواتي، أكمل 113 مباراة كلاعب أساسي خلال عشر سنوات، لم ينل فيها سوى 10 بطاقات صفراء بمعدل بطاقة واحدة كل عام، فيما لم ينل أي بطاقة حمراء، على الرغم من كونه مدافعاً.
كابتن ألمانيا الذي وضع عام 2010 شارة القيادة كأصغر قائد للمانشافت في بطولة كأس العالم، سجل في مسيرته الدولية خمسة أهداف، وفاز ببرونيتي كأس العالم 2006 و2010، إلى جانب فضية يورو 2008، قبل أن يحمل الكأس الذهبية الأخيرة في البرازيل.
تذخر الموسوعة الكروية بأسماء لاعبين أودعوا المستطيل الأخضر على الصعيد الدولي وهم لا يزالون قادرين على العطاء لسنوات أخرى.
غيرد مولر Gerd Müller
يتصدر الأسطورة التهديفية الألمانية غيرد مولر قائمة النجوم الذين اعتزلوا في ريعان الشباب. رأس الحربة الذي سجل 68 هدفاً في 62 مباراة محققاً نسبة تهديفية تفوق الـ100%، قرر اعتزال اللعب الدولي وهو في التاسعة والعشرين من العمر، بعد أن توج بلقب كأس العالم 74، وحاز لقب الهداف التاريخي للبطولة (14 هدفاً).
إيريك كانتونا Eric Cantona
برغم كل الحوادث والشتائم والركلات الغاضبة، لم يكن أحد يتوقع أن يعمر النجم الفرنسي إيريك كانتونا مع منتخب بلاده أو حتى مع الفرق التي لعب فيها. الملك إيريك كما يحلو لعشاق الشياطين الحمر تسميته، اعتزل كرة القدم نهائياً عام 1991 (25 عاماً) بعد مشاكل جمة مع الاتحاد الفرنسي والمدربين، قبل أن يعود مرة أخرى ويلعب في صفوف المنتخب 45 مباراة سجل خلالها 20 هدفاً كان آخرها في العام 1995 (28 عاماً)، ليطوي بعدها بعامين صفحة كرة القدم نهائياً، عقب الفوز بلقب الدوري الانكليزي مع مانشستر يونايتد Manchester United.
جورج بيست George Best
أسطورة كرة القدم الايرلندية جورج بيست وأفضل لاعب في أوروبا عام 1972، أجبرته حياة اللهو على الخروج من الباب الضيق لعالم كرة القدم وهو في الثامنة والعشرين من عمره. ودّع مانشستر يونايتد بعد مسيرة ملأى بالنجاحات، ليخوض لاحقاً العديد من التجارب الفاشلة مع فرق مغمورة، ثم يلعب مباراته الأخيرة مع المنتخب الايرلندي الشمالي عام 1977 وهو يبلغ من العمر 31 عاماً (37 مباراة - 9 أهداف).
جوس مونتين Just Fontaine
13 هدفاً في مونديال السويد 1958 كانت كفيلة بوضع جوس فونتين على رأس قائمة هدّافي كأس العالم لسنوات طويلة، إلا أن النجم الفرنسي أنهى رحلته الدولية عام 1960 وهو في السابعة والعشرين، بعد أن لعب 21 مباراة سجّل فيها 30 هدفاً، ثم ودّع كرة القدم بعد عامين معتزلاً بشكل نهائي مع فريق ريميس Reims.
بيليه Pele
لعب الجوهرة السوداء بيليه مباراته الدولية الأخيرة عام 1971 أمام منتخب يوغسلافيا قبل أن يتم عامه الحادي والثلاثين (92 مباراة - 77 هدفاً)، بعد أن سبق له أن قرر الاعتزال فور خروج السيليساو من الدور الأول لمونديال إنكلترا 1966، ثم أقنعه الجمهور البرازيلي بالعودة ليقود المنتخب إلى الكأس الثالثة في مونديال المكسيك 1970، برباعية في مرمى إيطاليا.
فان باستن Van Basten
تغلبت الإصابات على النجم الهولندي فان باستن، الذي فاز بلقب أفضل لاعب في أوروبا ثلاث مرات، وحرمت عشاقه من استمراره في الملاعب بعد بلوغه الثامنة العشرين من العمر. مع 24 هدفاً خلال 58 مباراة، أسدل فان باستن الستار على مسيرته الدولية، قبل أن يودع الملاعب مع ميلان بعد ثلاث سنوات (31 عاماً).
كارلوس روا Carlos Roa
أغرب حادثة اعتزال شهدتها الملاعب كان بطلها الحارس الأرجنتيني المتألق في كأس العالم 1998، كارلوس روا، الذي ودّع الملاعب الدولية بعد أن لعب مع المنتخب 16 مباراة فقط، إذ قرر وهو في التاسعة والعشرين من العمر التفرغ للعبادة ظناً منه أن نهاية العالم ستحل قريباً. سرعان ما عاد روا للملاعب المحلية فقط وواصل اللعب مع فرق مغمورة إلى أن بلغ السابعة والثلاثين.
آلان سيرر Alan Shearer
بعد الخروج المؤلم من الدور الأول في يورو 2000، قرر آلان شيرر أبرز هدافي الكرة الإنكليزية عبر تاريخها، اعتزال اللعب الدولي وهو في التاسعة والعشرين من العمر. أتى ذلك بعد أن لعب 63 مباراة سجّل فيها 30 هدفاً، ليكمل مشواره محلياً مع نيوكاسل Newcastle حتى السادسة والثلاثين.
بول سكولز Paul Scholes
بول سكولز، نجم إنكليزي آخر فاجأ الجميع بقرار اعتزاله بطريقة مشابهة لزميله شيرر. فبعد نهاية بطولة يورو 2004 التي خرجت فيها إنكلترا أمام البرتغال المضيفة بركلات الترجيح، أعلن سكولز (30 عاماً حينذاك)، أن هذه البطولة كانت آخر عهده مع المنتخب الذي مثله في 66 مباراة وسجل له 14 هدفاً. أكمل سكولز بعد ذلك مشواره الأسطوري مع اليونايتد حتى الثامنة والثلاثين.
براين لاودروب Brian Laudrup
اختار بيليه النجم الدنماركي براين لاودروب ضمن قائمته لأعظم اللاعبين في تاريخ الكرة، وساهم مع شقيقه مايكل بالفوز الإعجازي للدنمارك بلقب يورو 92. اللاعب الذي سجل 21 هدفاً في 82 مباراة، ودّع منتخب بلاده في التاسعة والعشرين من العمر، بعد تسجيله هدفاً في مرمى البرازيل ضمن ثمن نهائي مونديال فرنسا 1998، ثم أكمل مشواره مدة عامين مع أياكس Ajax.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...