شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
المغاربة قاطعوا بنجاح.. فجن جنون الشركات وطلبوا العفو والسماح

المغاربة قاطعوا بنجاح.. فجن جنون الشركات وطلبوا العفو والسماح

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 28 مايو 201805:35 م
كانت البداية بوسم #خليه_يريب (دعه يفسد) فواجهوا اتهامات بـ"الخيانة" ثم انتصروا. هذه قصة حملة مقاطعة غير مسبوقة في المغرب، سرعان ما كبر زخمها الشعبي بعد انضمام المواطنين الغاضبين من محرقة الأسعار في بلادهم. وعلى مدار شهر، كبَدت الحملة شركات كبرى خسائر فادحة وهبطت أسهمها في سوق تداول الأوراق المالية. وقدم مسؤولون، في صدارتهم رئيس الحكومة، وعلامات تجارية عدة، اعتذارات إلى الشعب المغربي، بينما لم يحسم المواطنون أمرهم من قبول الاعتذار من عدمه. من قبيل "الصلح خير" أنتجت إحدى شركات صناعة الألبان الرئيسة في البلاد إعلاناً يطلب الصلح من المواطنين عبر وسم #خلينا_نتصالحو. وللمرة الأولى تستجيب شركات لحملة مقاطعة يقودها المتسهلكون في المغرب.

خليه يريب.. ماذا حدث؟

ظهرت الحملة للمرة الأولى في 22 إبريل الماضي عندما دشنها ناشطون وسياسيون عبر صفحاتهم على الشبكات الاجتماعية، كردة فعل على حالة ذعر أثارتها شركات ألبان لدى المواطنين باعتمادها زيادة جديدة لأسعار الحليب، الذي يزيد الطلب عليه خلال شهر رمضان. وحملت صفحات عديدة اسم #خليه_يريب أو دعه يفسد، في إشارة إلى الحليب. وجذبت الفكرة مغاربيين أُعجبوا بها لمواجهة جشع التجار.
في البداية، طالت الهبة الشعبية منتجات شركات كبرى ومسؤولين نافذين في المملكة، مثل سنطرال دانون، التي تبلغ حصتها في السوق نحو 60%، وشركة المياه المعدنية (سيدي علي) المملوكة لمريم بنصالح، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب. بالإضافة إلى محطات "إفريقيا" لتوزيع الغاز والبترول، التابعة لمجموعة "أكوا" المملوكة للملياردير المغربي عزيز أخنوش الذي يشغل منصب وزير الفلاحة والصيد البحري، والمصنف حسب مجلة فوربس الأمريكية من أغنى أغنياء المغرب بثروة تقدر بنحو 2.1 مليار دولار. https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1905107452853840&set=a.1076292065735387.1073741838.100000638112605&type=3

خونة و"مداويخ"

دفع تكدس البضائع في المحال التجارية مسؤولين ورجال أعمال إلى وصف المشاركين في حملة المقاطعة بأنهم "خونة الوطن" و"مداويخ"، أي مصابون بدوار. واعتبر مدير شركة "سنطرال دانون" مقاطعة السلع الوطنية بمثابة "خيانة للوطن"، قائلاً "هادوك ناس لي تيقودو هاد الحملة المغرضة خائنون لوطنهم". ومثله، قلل عزيز أخنوش، وزير الفلاحة ومالك شركة "افريقيا" للمحروقات التي تشملها حملة المقاطعة، من أهمية الحملة، وقال إنها على الإنترنت ولا يمكن أن تؤثر في الواقع. كما أثار وزير الاقتصاد والمال محمد بوسعيد داخل البرلمان جدلًا واسعًا في مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن وصف المنخرطين في حملة المقاطعة بـ"المداويخ"، فيما تصاعدت مطالب بإقالته والاعتذار عن تصريحاته.  

نعتذر... خلينا نتصالحو

ألهبت تصريحات المسؤولين غضب المغربيين وزادتهم إصرارًا على مواصلة مقاطعة شراء المنتجات، مما أصاب الشركات بخسائر مالية كبيرة، لا سيما مع هبوط أسهمها. في المقابل، رضخت علامات تجارية لضغط المستهلكين في ظل تراجع معدلات الشراء، لكنها راوغت وعرضت النزر القليل من بضائعها مع حملات شعارها "#خلينا_نتصالحو"، برعاية "سنطرال دانون"، أملًا في عودتهم للإقبال على منتجاتهم. ورفض الجمهور هذه العروض أيضًا، وقال إن الحليب الذي تم تخفيض ثمنه بدرهم لكل لتر هو حليب فاسد، وهذا ما دفع شركة "سنطرال دانون" لتكذيب هذا الخبر.
&feature=youtu.be وفي مطلع مايو الجاري، قال عادل بنكيران، عضو مجلس إدارة شركة سنطرال، في تصريحات للتلفزيون المغربي إن الشركة خسرت منذ بدء الحملة 150 مليون درهم. وأضاف "الحملة مضرة بشكل كبير". وقدم رئيس الحكومة سعد الدين العثماني اعتذارًا إلى "المقاطعين"، وقال إن "الحكومة تابعت ما يصطلح عليه بالمقاطعة، ونعكف على تلبية العديد من الاحتجاجات المعبر عنها"، مضيفًا أن "الحكومة تسهر على حماية المستهلك، لأن القدرة الشرائية مهمة بالنسبة إليها". وفي تصريح لوكالة رويترز، قال المحلل الاقتصادي المغربي رشيد أوراز: "هذه أول حملة للمقاطعة بهذا التنظيم. بالرغم من أن ظاهرها غير منظم فإن تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي بهذا الشكل ومقاطعة منتوجات بعينها دون أخرى، يدل على التنظيم".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image