"أنتِ قاتلة!"
" الدم يلطّخ يديك.."
" أنت تواصلين الموافقة على الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.."
"أنت شريكة للإرهابيين والمحتلين!!"
بهتافات تدين المواقف الأمريكية الداعمة لإبادة فلسطين، تمكن طلاب جامعة "هيوستن" الأمريكية من فعل ما لم يجرؤ على فعله مندوبو الأمم المتحدة، والعالم أجمع، إذ ذهبت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة "نيكي هايلي" لإلقاء محاضرة حول "التحديات الدولية والقيادة" في جامعة هيوستن، لكنها عادت "خائبة الأمل"، بالـ "استقبال" غير المتوقع، والذي استحقته بجدارة.
لم يقتصر الأمر على مجرد "هتافات" في القاعة، بل طالبوها بإلغاء المحاضرة، حتى "صمتت"!
"الكره" العربي
تحولت القضية الفلسطينية إلى قضية عربية. أو لنكن أكثر واقعية، لم تكن بعمرها "قضية" تخص الشعب الفلسطيني وحده. فكيف ساهمت "هايلي" في زيادة الطين بلة؟ منذ توليها منصب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة عام 2016، وهي تسجل لنفسها "تاريخاً أسود" بالنسبة لكل عربي. في 27 مارس 2017، قالت هايلي في المؤتمر السنوي للوبي اليهودي الأميركي "آيباك" إنها ترتدي الكعب العالي ليس من أجل الموضة بل لتضرب به رأس كل من يرتكب خطأً ضد إسرائيل. ماذا يسمى هذا النوع من التصريح؟ وكيف توصلت إلى ما هي عليه إن كانت تفتقد "أخلاقيات الكلام والتعبير عن النفس"؟! في 20 ديسمبر الماضي، عندما صوتت أكثر من 120 دولة على قرار يطالب الولايات المتحدة بإلغاء اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، هددت هايلي "بقطع المساعدات"! ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، كما قالت القيادية الفلسطينية، حنان الشعراوي، "من عيّنها مشرفة على العالم؟!".ما فعله طلاب جامعة "هيوستن" الأميركية بنيكي هيالي لم يتجرأ مندوبو الأمم المتحدة والعالم أجمع على فعله
منذ توليها منصب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة وهي تسجل لنفسها "تاريخاً أسوداً" بالنسبة لكل عربيأما مؤخراً، في 14 مايو 2018، بعد "مجزرة قطاع غزة" يوم نقل السفارة الأمريكية للقدس وذكرى النكبة الفلسطينية، قالت هايلي في اجتماع طارئ لمجلس الأمن على خلفية "التوتر في الأراضي الفلسطينية": "لا يوجد أي بلد في هذا المجلس يتحلى بضبط النفس أكثر من إسرائيل. وفي الحقيقة فإن سجل العديد من الدول الموجودة هنا اليوم، يشير إلى أنها ستتصرف بدرجة أقل بكثير من ضبط النفس"، وأضافت أن "منظمة حماس هي التي تحرض على العنف، منذ سنين قبل أن تقرر الولايات المتحدة نقل سفارتها". رفضت الشعراوي ادعاء هايلي بأن افتتاح السفارة الأمريكية ليس له صلة بالتظاهرات عند حدود غزة. فالحقيقة أن التي تتحلى بضبط النفس هي فلسطين، التي شهدت نكبتين جديدتين في الذكرى الـ70 لنكبة الشعب الفلسطيني، الأولى تمثلت في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والثانية عندما استشهد 58 فلسطينياً في اليوم نفسه. أما عن "سوريا"، فتؤكد هايلي مراراً أن بلادها لن تسحب قواتها منها حتى تنجز أهدافها كاملة، بحيث أن القوات الأميركية "محملة وجاهزة" لشن ضربات عقابية مستقبلية في حال معاودة الرئيس بشار الأسد استخدام السلاح الكيميائي ضد شعبه. ولكن، برأيها ما الفرق بين "ضربات أميركا"؟ والسلاح الكيميائي؟
ردود أفعال "عربية"
أما عن ردود أفعال "الشارع العربي"، فقالت إحداهن:"تعليقي مش عن نيكي هايلي ولكن تخيلوا قديش فيه احترام وإدراك لاحترام حرية التعبير للمواطن! لما نوصل لهيك مرحلة راح نحد كثير من الفساد والمفسدين اللي خربوا هالبلاد". وقال آخر "لا تكلمني عن العروبة ولا عن الدين عندما يكون هناك طلاب أمريكيون من جامعة هيوستن الأمريكية يقاطعون خطاب مندوبة بلادهم في الأمم المتحدة نيكي هايلي، ويتهمونها بالمشاركة في إبادة الشعب الفلسطيني، ويصفونها بالقاتلة. بينما هناك مثقفون وإعلاميون عرب يؤيدون إسرائيل ويعتبرونها دولة سلام". الحقيقة أننا شعوب تخاف من التغريد خارج السرب! هذا لا يريد إيقافه في أحد المطارات، وهذا يخاف أن يخسر وظيفته، والخاسر الوحيد هو الفلسطيني المتفائل، الذي لا يزال مفتاحه في جيبه، والذي يظن أنه سيعود إلى "دياره" يوماً ما.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...