بعد أيام قليلة من إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ما اسماه شروط الولايات المتحدة لإبرام اتفاق جديد مع إيران، وأبرزها سحب طهران جميع قواتها من سوريا، خرج المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي ليعلن شروط بلاده لاستمرار التزامها بالاتفاق.
وبحسب مراقبين، فإن إيران تستمد قوّتها من رغبة دول أوروبية في الاستمرار في الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع دول غربية في العام 2015، بالإضافة إلى إعلان الصين بشكل رسمي تأييدها هذا الاتفاق.
وفي الساعات الأخيرة، أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الذي يقوم حالياً بزيارة إلى واشنطن، أن أوروبا والولايات المتحدة بعيدتان كل البعد عن حل وسط بشأن الاتفاق النووي مع إيران.
وبدأت انقسامات واضحة بين أوروبا من جهة، وبين الولايات المتحدة من جهة أخرى، بشكل معلن، عقب انسحاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، من الاتفاق النووي مع إيران في 8 مايو الجاري.
ما هي الشروط التي أعلنتها طهران؟
شروط عدة أعلنها خامنئي في خطاب وجهه للمسؤولين الإيرانيين بمناسبة شهر رمضان، منها قيام القوى الأوروبية بحماية مبيعات النفط الإيرانية من كل العقوبات الأمريكية، بالإضافة إلى الاستمرار في شراء الخام الإيراني. شرط آخر ينص على أن تحمي البنوك الأوروبية التجارة مع إيران، بالإضافة إلى تعهد كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا بعدم الموافقة على المطالب الأمريكية بالتفاوض حول برنامج إيران للصواريخ الباليستية وأنشطتها الإقليمية. شرح خامنئي ما يقصده بجملة الأنشطة الأقليمية، بأنه الوجود في المنطقة، والدعم الذي تقدمه إيران لدول أخرى، واصفاً الأمر بأنه دعم لعمق طهران الإستراتيجي، مضيفاً أنه لا توجد دولة حكيمة تتجاهل مكونات القوة هذه.إيران تعتبر أن برنامجها النووي خط أحمر، فهو الورقة الرابحة على الإطلاق التي تجعل الجميع يتعامل معها باعتبارها دولة قوية
خامنئي يهدد: إذا لم يستجب الأوروبيون لمطالبنا فإن لإيران الحق في البدء بعملية نووية مغلقةورغم أن الدول الأوربية تختلف مع الولايات المتحدة بخصوص الاتفاق النووي وتتمسك بالاستمرار فيه، فإن خامنئي لم يتحدث عنها بطريقة جيدة، إذ قال إنه على الرغم من أن بلاده لا ترغب في بدء نزاع مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا، إلا أنها لا تثق بهذه الدول أيضاً. وبلهجة قوة واضحة، طالب خامنئي أوروبا بضمان حماية مبيعات النفط الإيرانية بشكل تام، ولفت إلى أنه في حال تضرر طهران من أي عقوبات أمريكية، وتراجع مبيعات إيران النفطية، فيجب أن يعوض الأوروبيون هذا، ويشتروا النفط الإيراني. وهدد خامنئي بأن بلاده ستستأنف أنشطة تخصيب اليورانيوم، إذا لم تستجب الدول الثلاث لهذه المطالب، قائلاً "إذا لم يستجب الأوروبيون لمطالبنا، فإن لإيران الحق في البدء بعملية نووية مغلقة". كما أكد أن طهران لن تتعامل مع الولايات المتحدة مجدداً، بسبب أن "الجمهورية الإسلامية لا يمكنها التعامل مع حكومة تقوم بسهولة بانتهاك المعاهدات الدولية" على حد تعبيره. كما وصف خامنئي قرار الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي بأنه اتخذ شكلاً مسرحياً.
إيران تعلم جيداً مصادر قوتها
يقول الباحث في الشؤون السياسية في معهد الدراسات والبحوث العربية محمد عرفات لرصيف22 أن إيران تعتبر أن برنامجها النووي خط أحمر، فهو الورقة الرابحة على الإطلاق التي تجعل الجميع يتعامل معها باعتبارها دولة قوية. يضيف عرفات أن انسحاب طهران من سوريا مستبعد، وهو ما يجعل موافقة إيران على الشروط الأمريكية شبه مستحيلة. وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، يوم الاثنين الماضي، أن هناك إستراتيجية أميركية جديدة تتكون من 7 محاور بشأن التعامل مع إيران، مؤكداً أن الضغط الاقتصادي هو الجانب الأبرز من تلك الإستراتيجية، ومضيفاً أن إيران ستتعرض لعقوبات هي الأكثر قسوة في التاريخ إذا واصلت سياساتها. ووضح بومبيو أن العقوبات على إيران يمكن أن تتوقف فوراً في حالة تنفيذ طهران لما هو مطلوب منها"، عارضاً 12 مطلباً أمريكياً من إيران، من ضمنها وقف دعم الإرهاب وحزب الله والحوثيين وسحب قواتها من سوريا. "لن تترك إيران أبداً مصادر قوتها في اللعبة الدولية، فهي تراهن دائماً على وجودها في سوريا، وعلى دعمها لحزب الله اللبناني، وللحوثيين في اليمن، فضلاً عن برنامجها النووي، وكل هذه ملفات مهمة تعطيها قوة وتجعل من يتفاوض معها يدرك جيداً أنه لا يتعامل مع دولة ضعيفة"، يقول عرفات. ويشير عرفات إلى أن موقف أوروبا، والصين، وروسيا الداعم للاستمرار في الاتفاق النووي أوراق ضغط جديدة تعطي إيران مزيداً من القوة.الصين تدخل على الخط
تأتي تصريحات خامنئي متزامنةً تقريباً مع تصريحات أخرى للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أكدت من خلالها أن بلادها مستمرة في احترام ما قالت إنه خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن الاتفاق النووي مع إيران. وجاءت تصريحات ميركل خلال مؤتمر صحفي في قاعة الشعب الكبرى بالعاصمة بكين، عقد مباشرة بعد محادثات جمعتها مع رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ. ووصفت ميركل الاتفاق النووي مع إيران بأنه ليس مثالياً، لكنها وضحت أن الخيارات الأخرى تبشر بعدم الاستقرار، مؤكدةً أن ألمانيا والصين تؤيدان الاتفاق القائم مع إيران.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع