بلغ غازي حجازي نهاية عقده الخامس، يعمل في زراعة الورد منذ عام 1991.
تصدر الورود إلى هولندا، ولكن منذ قرابة الخمس سنوات، لم تعد الأسواق الخارجية مفتوحة أمام ورود المزارعين بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي تصديرها عبر معبر كرم بو سالم التجاري، غير المجهز لتصديرها حالياً.
يمر غازي بظروفٍ اقتصادية صعبة، وحاله ليست كذي قبل، إلا أنه لا يزال محتفظاً بمهنته التي امتهنها لأكثر من ربع قرن، وعلم أبناءه الذين يعينونه في العمل، إياها.
[br/]يقول إنها لا تجلب له المال، لكنها تجلب له السعادة.
قديماً، كان حجازي يزرع الورود على مساحة 100 دونم تقريباً، ولكن في الوقت الحالي، يزرع الورد على مساحة 10 دونمات فقط - أو أقل - سنوياً، بهدف تسويقها في السوق المحلية.
وفي أحيان، يحصل فائض في موسمه بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان القطاع، إثر الحصار المفروض عليهم، الأمر الذي يضطره إلى إطعام الحيوانات الورود، بعد أن تتلف.
[br/]حينها، كانت غزة قبل 5 سنوات، كانت غزة تصدر الورود إلى هولندا، ولكن لم تعد الأسواق الخارجية مفتوحة أمام المزارعين... يوم في حياة مزارع ورد في القطاع
"على الرغم من جميع المشكلات إلي بنواجهها في زراعة الورد بيكفيني كل يوم أتصبح بالزهور، هاد المشهد كفيل بتغيير نفسيتي للأفضل"
رحلة اليوم…
يبدأ يوم غازي الساعة السادسة صباحاً بالنزول إلى مزرعته مع أبنائه لزراعة الزهور الجديدة، ورعاية المزروعة سابقاً. يمتد يوم عمله في المشتل لأربع ساعات فقط، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية وقلة الطلب على الزهور. "غالباً لا تتعدى طلبية الورد 800 وردة يومياً"، يقول لرصيف22. وهو رقم قليل بالمقارنة مع سابق عهد الورد في مدينته. يبدأ بقطف الزهور المتفتحة، من أنواع عدة يزرعها، ويرسلها إلى المحال التي يتعامل معها في السوق المحلية، [br/]في ما بعد، يبدأ أحد أبناء المزارع يتفقد أشتال الورود للتعشيب، أي يرفع العشب من بين الأشتال للحفاظ على جودة التربة وتركيز الغذاء في أشتال الورد. أما هو، فيفحص الزهور، زهرة زهرة بيده، بهدف التأكد من جودتها وعدم وجود حشرات فيها، وفي حال وجدها، يجهز عبوات الأدوية ويبدأ رشها للحفاظ على جودة الزهور ونظافتها.في مشتله
في مشتله مجموعة متنوعة من الزهور مثل القرنفل بأصناف عدة والكالا وكف مريم واللونضة واللوعري وغيرها. [br/]"لا أزرع كميات كبيرة من الأنواع، ولكن كميات تكفي لحجم الطلب من كل نوع" يقول حجازي لرصيف22.خلال الحرب، يتفتح ويموت
عمل حجازي فترة قصيرة قبل سنوات في زراعة الخضروات مثل البندورة والخيار، لكن وبسبب الخسارة الكبيرة التي عادت عليه في وقتها توقف، واستمر في زراعة الورد فقط. [br/]يشتغل في هذه المهنة أبناؤه الـ8. غالبيتهم أسر، وبحاجة إلى مصاريف يومية. زراعة الورود هذه لا تدر دخلاً شهرياً كبيراً وفي بعض الأوقات تعود عليهم بالخسارة، مثل فترة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014 والذي استمر 51 يوماً، تفتح خلالها الورد ومات، كالكثير من سكان القطاع. [br/]في الوقت الحالي، يمكن لبيع الورود في أفضل الأحوال أن يؤمن للمزارع وكل واحد من أبنائه دخل يومية عامل بناء، فقط لا أكثر، أي حوالى 40 شيكل، ما يعادل 11 دولار تقريباً". هذا الدخل اليومي بالكاد يمكن أن يؤمن مستلزماتهم اليومية.باقي اليوم
يحين وقت استراحة قصيرة لشرب الشاي بين أشتال الورد، لا تتجاوز الربع ساعة، قبل أن يهبّ الأب وأبناؤه للعمل، فلا تزال أمامهم مهمة جديدة، تركيب السلالم الحديد والشباك فوق أشتال الورود المزروعة حديثاً. [br/]تعمل الشباك على حماية الورود، وتنظيم زراعتها وترتيبها، إلى جانب ضمان استمرار نموها بشكل مستقيم للأفق، وهذا الأمر مهم بالنسبة إلى بائعي الزهور عند التزيين. [br/]وفي أيام أخرى من العام، تكون إحدى المهمات على عاتق المزارع، خلع الأشتال القديمة، وحرث الأرض وتسميدها بهدف تجهيزها لزراعة موسم جديد من أشتال الورود.[br/]وقت الري
بعد الانتهاء تقريباً من جميع المهمات "اليومية"، يحين وقت الرّي. تحتاج الورود إلى ريها مرة واحدة في الأقل يومياً في مثل هذه الأوقات من السنة، فيما تحتاج إلى الرّي مرتين في الأجواء الحارة الصيفية. يتفقد المزارع حجازي الكهرباء، بهدف تشغيل موتور ضخ المياه، لكنه يجدها مقطوعة، إذ يعاني قطاع غزة من قطع مستمر للكهرباء تصل إلـى 12 ساعة يومياً، مقابل وصلها لـ4 ساعاتٍ فقط. يقول: "من أكثر المشكلات التي أعاني منها في الزراعة، بعد إغلاق المعابر وعدم مقدرتنا على التصدير، هي قطع الكهرباء بشكل يومي ولساعات طويلة". [br/]حجازي، يجد نفسه مجبراً على الاستمرار في مراقبة وصل الكهرباء طوال ساعات النهار وأحياناً الليل، بهدف تشغيل موتور ضخ المياه لري وروده بشكل يومي. [br/]لكنه يقول: "على الرغم من جميع المشكلات إلي بنواجهها في زراعة الورد بيكفيني كل يوم أتصبح بالزهور، هاد المشهد كفيل بتغيير نفسيتي للأفضل".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...