شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
فضائح عربية أرّختها 6 كتب

فضائح عربية أرّختها 6 كتب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الخميس 7 يوليو 201612:58 م

تؤوَّل الفضائح على معانٍ مختلفة من خلال استعمالها في الكتب والتقارير، ولها وقعها في الأوساط الثقافية والفنية والسياسية والاجتماعية، خصوصاً إذا كان صاحب الفضيحة نجماً أو سياسياً أو رجل دين. يزيد من وقع الفضيحة في العالم العربي أنه ليس هناك من حرية رأي، لذا تكون نوعاً من جرأة شعبوية زائدة، ينتج عنها أحياناً حبس الكاتب أو مصادرة كتابه أو حرقه.

الفضيحة قد تكون في جانب منها "ماركتينغ" لتسويق الكتاب، وأحياناً نوعاً من الاغتيال السياسي المبطن برعاية مخابراتية أو سلطوية، لكنها قد تشبه أيضاً الاعتراف، كطريق إلى التوبة.

كثيرة هي الفضائح التي وردت في الكتب العربية، بعضها من ضمن الصحافة الصفراء التي لا تستحق القراءة (لا سيما فضائح الممثلات)، وبعضها تحمل إشارات عميقة عن الواقع السياسي المرير في العالم العربي.

"الكتاب الأسود" للمنصف المرزوقي

عندما نشر الرئيس التونسي المنصف المرزوقي كتاب "منظومة الدعاية تحت حكم بن علي/ الكتاب الأسود" فوجئ البعض بالأسماء التي وردت فيه، وكانت تتلقى دعماً مالياً من الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي لتبييض صورته في الخارج. الأسماء التي خدمت بن علي مذهلة في تناقضاتها، إذ إنها تضم علمانياً مثل الراحل العفيف الأخضر، و"إسلامياً" مثل محمد الهاشمي! وتضم أسماء من قناتي "المستقبل" الحريرية و"المنار" التابعة لحزب الله. لا يمكن التكهن بحقيقة المعلومات التي وردت في الكتاب، لكنّ أهميته في أنه يعطي مثالاً عن أحوال الصحافة والإعلام في ظل الطغيان، من عراق صدام  وليبيا القذافي، إلى سوريا الأسد وإيران الخامينئي.

طرائد القذافي

ثمة الكثير من الكتب الأجنبية التي تتضمن فضائح حول شخصيات سياسية عربية، لعل أبرزها راهناً تلك التي تناولت "العقيد" الليبي معمر القذافي وعلاقته بالنساء، وخصوصاً كتاب الصحافية الفرنسية أنيك كوجان Les Proies أو "الطرائد" الذي يكشف عن الهوس الجنسي الذي  عاشه القذافي، وكيف أنه لم يكن يحكم بلاده بالحديد والنار فحسب، بل يستخدم الجنس لبسط نفوذه على ليبيا من خلال علاقته بزوجات السياسيين الليبيين. عززت كوجان القصص التي نُسبت للقذافي بشهادة إحدى الضحايا، وهي مراهقة تدعى ثريا، كانت قد قدمت وروداً للقذافي حينما زار مدرستها عام 2004. تروي كوجان على لسان شاهدتها أنها في ذلك الوقت كانت دخلت للتو الخامسة عشرة من عمرها، وأن مدير المدرسة أبلغهم أن "العقيد" سيزور المدرسة، وأن ذلك مفخرة لهم، وعليهم بهذه المناسبة أن يكونوا في أبهى صورة. ومنذ ذلك اليوم لم تر ''ثريا" الخير، إذ أعجِب القذافي بها وتم أخذها بالقوة بأمر منه إلى سراديب قصره، وهناك اغتصبها، ومنعها من التحدث مع أهلها. وتضمن الكتاب وصفاً على لسان ثريا للسراديب التي رُميت فيها وما كان يحصل من أمور جنسية.

انحرافات صلاح نصر

بالعودة إلى بعض الكتب الفضائحية التي صدرت قبل سنوات، هناك الكثير من الكتب المصرية التي تختلط فيها الزعامة السياسية بالإغراء الفني، فنقرأ عناوين مثل "سعاد حسني عميلة المخابرات وعشيقة صدام"، و"فضائح الزعماء" و"فضائح الفنانين".

شكل كتاب "انحرافات صلاح نصر" لاعتماد خورشيد الذي صدر سنة 1988 صدمة لدى القراء، إذ طُبع 6 طبعات في ثلاثة أشهر وحقق مبيعات لم يحققها كتاب آخر، وتم منعه وسحبه من الأسواق بحكم قضائي من إحدى المحاكم المصرية. لكنه يبقى كتاباً تسويقياً أكثر منه وثيقة عن واقع ما، وما تضمنه يوجد في معظم الصحافة الصفراء، يقول الكاتبان فاروق فهمي ومصطفى أمين، رغم أن اعتماد خورشيد سليلة إحدى العائلات الأرستقراطية باعتبارها حفيدة حافظ باشا رشدي، إلا أن شهرتها تعود إلى علاقاتها المزودجة بـ"الفن" والمخابرات. ومجرد أن يكون العنوان "انحرافات"، يصبح وقعه لدى القارئ أشد من "الاعترافات".

من إسرائيل إلى دمشق

من منا لا يتذكر كتاب "من إسرائيل إلى دمشق مسيرة الدم والخيانة" لروبير حاتم أو "كوبرا" كما يعرف باسمه الأمني والحزبي، وهو مرافق الوزير السابق إيلي حبيقة الذي اغتيل في بيروت. كان الكتاب وثيقة عن فضيحة مدوية، إنْ لناحية انتشاره أو لناحية المعلومات التي وردت فيه. كشف "كوبرا" في اتهاماته لحبيقة بأنه أمر وحرض على ارتكاب جرائم قتل وخطف وتعذيب ومحاولات اغتيال واغتصاب وسرقات وفساد مالي خلال الحرب الأهلية اللبنانية، عندما كان يشغل منصب قائد القوات اللبنانية.

اعتبر الكتاب عام 1999 "فضيحة" هزت أركان المجتمع اللبناني لكثرة "الفضائح" التي نشرها أو أعلنها مرافق الوزير السابق. ما دفع بالحكومة اللبنانية إلى منع نشر أو توزيع الكتاب، وقضت بسجن المؤلف، واعتبر الكتاب في حينه محاولة من إسرائيل لتشويه صورة حبيقة ونبش ماضي الحرب الأهلية.

الفضيحة لم تكن بمضمون الكتاب فحسب، بل بطريقة تناوله من القراء، فبدلاً من تقصي القراء الجرائمَ والفظائع التي وردت في الكتاب، راحوا يبحثون فيه عن أحداث غرف النوم، وكان همّهم أن يعرفوا مع أية نجمة أو امرأة أمضى الوزير ليلة حمراء.

السجينة

في المغرب ثمة بعض الفضائح التي وردت في الكتب، لعل أبرزها كتاب "السجينة" لمليكة أوفقير. رواية واقعية - أو سيرة ذاتية - تحكي حياة مليكة أوفقير وعائلتها. مليكة التي عاشت بداية حياتها في القصور الملكية لينتهي المطاف بها سجينة مع عائلتها. عندما بلغت مليكة أوفقير الخامسة من عمرها تبناها محمد الخامس وترعرعت مع ابنته الأميرة أمينة كأختين. وبعد موت العاهل المغربي تبناها الحسن الثاني وأكمل تربية الإثنتين. عندما بلغت مليكة السادسة عشرة عام 1969 خرجت من القصر لتعيش مرة أخرى عند عائلتها. في عام 1972 قام والدها أوفقير بمحاولة اغتيال الحسن الثاني، لكن عمليته فشلت. فقتل على أثرها وسجنت عائلته تسعة عشر عاماً. مليكة أوفقير، ابنة الجنرال أوفقير، لم تكن إلا ضحية مشاكل سياسية قذفت بها وعائلتها إلى السجن. "كيف لأبي أن يحاول قتل من رباني وكيف للأخير الذي طالما كان لي أباً آخر أن يتحول إلى جلاد"! بعد نجاح كتاب "السجينة" واهتمام القراء، تحول إلى وسيلة تسويق لكتب أخرى. أصدرت مليكة كتابها الثاني "الغريبة" وهو  ليس أكثر من تداعيات للكتاب الأول، وصدر كتاب "صديقنا الملك" لجيل بيرو، و"الضيوف" لرؤوف أوفقير و"حدائق الملك" لفاطمة أوفقير و"بين يدي الملك" لسكينة أوفقير. وكلها تدور في الفلك نفسه، والفضيحة الكبرى تمثلت في كيف تناول أنصار الملك كتاب "السجينة"، إذ اعتبروه اعتداء على "القديس".

الذئبة المسلمة

حين نشرت آمال الأطرسي كتابها "الذئبة المسلمة"، كثر اعتبروه "فضيحة" وشغلت الرأي العام الغربي والعربي. صاحبة الكتاب فرنسية من أصول مغربية، عانت كثيراً في حياتها منذ ولادتها بسبب كراهية والدها مصطفى الأطرسي للبنات بشكل عام، وهو ما ولّد لديها عقدة شديدة طوال حياتها، قبل أن تتعرض للاغتصاب لتصبح منبوذة من الجميع في مجتمع يعتبر الفتاة جانية في جرائم الاغتصاب. هربت من المغرب إلى فرنسا للابتعاد عن كل ما تعانيه، إلا أن القدر لم يمنحها الراحة، وتم القبض عليها لأنها دخلت فرنسا بطريقة غير مشروعة. في السجن، نصحها الطبيب النفسي بكتابة يومياتها داخل السجن، كعلاج لها، لتقرر بعد فترة نشر تلك اليوميات باللغة الفرنسية تحت عنوان Louve Musulmane أو الذئبة المسلمة. غضبت أسرتها منها جداً لفضح هذه الأسرار الحساسة، إذ روت قصة اغتصابها، واعتبر شقيقها كتابها قلة أدب، فحاربها وحاول منع بيع الكتاب. أخوها مصطفى حرك شبكة معارفه الإعلامية ضدها، لمنع ظهورها وظهور الكتاب في الإعلام، مما آلمها كثيراً.

نشر هذا المقال على الموقع في تاريخ 27.03.2014

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image