شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
محاولة توثيق سينما النضال الفلسطيني

محاولة توثيق سينما النضال الفلسطيني

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الخميس 16 أبريل 201510:19 ص

بعد اجتياح القوات الإسرائيلية الجنوب اللبنانى ومحاصرتها لبيروت 84 يوماً، خرجت  المقاومة الفلسطينية من لبنان. كان من الصعب حينذاك نقل الأرشيف الخاص بأحداث الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها حتى الاجتياح (1968 – 1982). هذا الأرشيف كان يضم مكتبة سينمائية تحوي حوالي 90 فيلماً يوثق النضال الفلسطيني. أدى ذلك إلى ضياع معظم الوثائق وتلف جزء كبير منها.

عام 1976، جهد المخرج الراحل مصطفى أبو علي وزوجته المخرجة خديجة لأرشفة هذه الوثائق والأفلام. اليوم، خديجة أبو علي نفسها تسعى لإحياء سينما الثورة الفلسطينة عن طريق إعادة جمع وترميم الأفلام الفلسطينية التي تم إخفائها خلال الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982.

download (15)

التقينها في أحد الفنادق في جوار جامعة القاهرة خلال زيارة لها للإشراف على اختيار أفضل الأماكن لترميم الأفلام، تساعدها في ذلك الدكتورة منى الصبان، أستاذة المونتاج بمعهد السينما المصرية، التي شاركتها فى إخراج أول فيلم لها "أطفال ولكن".

تعتبر أبو علي أن القضية الفلسطينية اليوم يتم “تصفيتها بشكل متعمد أو غير متعمد لحساب قضايا إقليمية عربية أخرى تفاقمت بعد الثورات العربية، لذلك كان يجب أن نجد وسيلة جديدة لإحياء القضية الفلسطينية في الذهن العربي”.

يبحث المشروع الذي بدأ في عام 2006 عن نسخ من الأفلام التي فقدت لمحاولة جمعها، صيانتها، وتحويلها إلى أشرطة رقمية يجري وضعها بين أيدى الأجيال الجديدة. استطاع المشروع أن يصل اليوم إلى 80  في المئة من الأفلام المفقودة.

 لا يحظى المشروع  بتمويل خارجي، بل يتم بشكل تطوعي تام، بمساعدة رمزية من الصندوق القومي الفلسطيني. وهو يواجه بعض الصعوبات التقنية، مثل عدم وجود آلات يمكن عبرها تشغيل الأفلام (17 ملم)، بالإضافة إلى كون ترميم وتحويل المواد الفيلمية القديمة إلى مواد رقمية ذا تكلفة عالية.

تروي خديجة أبو علي عن نشأة السينما الثورية الفلسطينية التي بدأت برأيها “على أكتاف ثلاثة أبطال: المصورة سلافة جاد الله، المصور هانى جوهرية، والمخرج مصطفى أبو علي”.

سلافة جاد الله كانت أول مصورة سينمائية عربية. تخرجت عام 1964 من معهد السينما المصرية، وعلى الرغم من المناخ الثوري الذي كانت تعيشه مصر والذي نالت النساء على إثره العديد من الحقوق المدنية والاجتماعية، أثار التحاق سلافة بمعهد السينما استهجان الأساتذة وتساءلوا كيف لإمراة أن تعمل في تلك المهنة. لكنها تعهدت أن تتحمل أيّاً تكن الصعاب ونجحت بذلك.

download (16)

بدأت سلافة التوثيق الفوتوغرافي للثورة الفلسطينية عن طريق التواصل مع الفدائيين وتصويرها للعمليات العسكرية لحركة فتح لكونها كانت الحركة الأولى التي بدأت بالكفاح المسلح بين 1966 و1967. استُهدِفت من الجنود الإسرائليين خلال تصويرها إحدى مجازرهم فقضت حياتها بعد ذلك مقعدة.

تخرج هاني جوهرية من مدرسة السينما في لندن عام 1966 وكان أول شهيد للسينما في العالم العربي وهو يبلغ من العمر 36 عاماً.

download (17)

اشترك هاني وسلافة جاد الله بتصوير وتوثيق أثار هزيمة 1967 فوتوغرافياً خلال نزوح الفلسطينين، والحياة داخل المخيمات، فنتج عن ذلك ثلاثة أفلام هي “زهرة المدائن” و”جسر العودة” و”النزوح" من إنتاج وزارة الإعلام الأردنية.

كان عام 1969 بداية التوثيق السينمائي الفلسطيني وكانت المهمة صناعة فيلم يوصل قضية فلسطين للعالم لتعبئة الشعوب لمناصرتها، في وقت كانت حركات التحرر العالمية فى أوج شعلتها.

كان فيلم “لا للحل السلمى” أول تجربة لوحدة أفلام فلسطين التي أسسها مصطفى أبو علي وهاني جوهرية وسلافة جادالله، وكانت تابعة بشكل أساسي للمقاومة الفلسطينية. لكن أول تجربة ناضجة للوحدة كانت فيلم “بالروح بالدم” الذي يتناول أحداث أيلول الأسود وعُرض خلال القمة العربية الطارئة في القاهرة عام 1970 لوقف المجازر التي نجمت عن الاشتباكات بين الجيش الأردني والمقاومة الفلسطينية.

طوّر مصطفى أبو علي بعد ذلك وحدة أفلام فلسطين عن طريق تدريب العديد من الشباب وتكوين كوادر سينمائية فى الصوت، والإضاءة، والإخراج، والمونتاج والتصوير، ساهمت في نقل النضال الفلسطيني عبر الصورة. هي هذه الصورة التي يحاول مشروع إعادة إحياء السينما الثورية الفلسطينية أن ينقلها اليوم للأجيال الجديدة.

download (18)

download (19)


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image