لا شك في أنكم تساءلتم يوماً عن السبب الذي يجعل أكثر الناس ثراءً "أقل" حظاً في العلاقات العاطفية، فبالرغم من الأموال الكثيرة والثراء الفاحش يفضل بعض الأغنياء عقد علاقات عاطفية قصيرة الأمد، ليعاودوا الكرة مع علاقات عابرة، من دون أهداف على المدى البعيد. ولكن ما هو السر الكامن بين وفرة المال والعلاقات العاطفية والاجتماعية؟
البحث عن علاقات سريعة
بيّنت دراسة جديدة نشرت في مجلة التطور والسلوك البشري أن الثروة تجعل أصحابها يبحثون عن علاقات قصيرة الأمد ويفضلون الارتباطات السريعة عوضاً عن الانخراط في علاقات جدية تتكلل بالزواج. فقد أجرى فريق علمي بقيادة الدكتور أندرو توماس من جامعة سوانسي في المملكة المتحدة مسحاً على 151 مشتركاً ومشتركة للوقوف على تفضيلاتهم لناحية العلاقات العاطفية وتقييم رغباتهم الشخصية في خوض علاقات افتراضية مع 50 نموذجاً. via GIPHYوبعد الإدلاء بأجوبتهم، عرض على المشتركين مجموعة من الصور التي تكشف عن مظاهر الثراء مثل السيارات الفاخرة، والقصور، والمجوهرات، والأموال الطائلة، وطلب منهم إعادة ترتيب أولوياتهم للعلاقات العاطفية مع النماذج التي اختاروها في وقت سابق.
واللافت أن المشتركين، بعد رؤية الصور التي ترمز إلى الثراء، أعربوا عن تفضيل العلاقات القصيرة الأمد عوضاً عن علاقات تدوم فترة أطول، إذ ارتفعت أسهم الانخراط في علاقات سريعة بنسبة 16%. وعليه، فعندما تخيل المشتركون أنفسهم في بيئة "غنية" بالموارد فضلوا اختيار الشريك/ة لعلاقة قصيرة الأجل.
ولكن ما هو السبب الذي دفع هؤلاء المشتركين إلى تغيير وجهة نظرهم؟
اعتبر توماس أن "البشر طوّروا القدرة على قراءة وتحليل البيئة التي يعيشون بها، ومن ثم اختاروا أنواع العلاقات التي يفضلونها وفق ذلك"، مشيراً إلى أنه عند توفر الموارد والإمكانات المادية، يصبح من السهل مثلاً على الأمهات تربية أطفالهنّ بمعزل عن الأب، مما يجعل الارتباط على المدى القصير خياراً قابلاً للتطبيق لكلا الجنسين إدا توفرت الإمكانات المادية.
فشل الأغنياء في العلاقات الاجتماعية
لا شك في أن للأثرياء نظرة صائبة للأمور المادية وقدرة عالية على اتخاذ قرارات ذكية بشأن تحسين وضعهم المالي وزيادة ثرواتهم، إلا أنهم قد يخفقوا على صعيد الحب والعلاقات العاطفية، مقابل أولئك الذين ينتمون إلى الطبقة المتوسطة أو الطبقة الفقيرة، إذ تبين أنهم يتخذون قرارات أكثر حكمة حين يتعلق الأمر بعلاقاتهم الاجتماعية. via GIPHYفقد سلط بحث علمي الضوء على العلاقة بين الطبقة الاجتماعية والتحليل المنطقي للأمور، ليتبين أن الأشخاص الذين ينتمون إلى الطبقة المتوسطة يتمتعون بأسلوب ذكي يدفعهم إلى التفكير المنطقي من خلال النظر إلى الأشياء من مسافة بعيدة، والتعرف على وجهة النظر المقابلة والبحث عن سبل لتسوية النزاعات، في حين أن أولئك الذين ينتمون إلى طبقة اجتماعية "رفيعة" لديهم مستويات أدنى من التفكير العقلاني والحكيم. وقد علّق المؤلف الرئيسي لهذه الدراسة، إيغور غروسمان، بالقول إن الأغنياء لديهم القدرة على تحمل التكاليف التي تضمن لهم تحصيلاً علمياً "مرموقاً" وزيادة محتملة لثرواتهم، إلا أنهم يجدون صعوبة في التفكير بحكمة عندما يتعلق الأمر بالنزاعات الشخصية.
ورجحت أبحاث عدة أن يكون السبب الكامن وراء فشل الأغنياء في العلاقات العاطفية هو الشعور بـ"النرجسية" وبالسعادة من إنجازاتهم الخاصة أكثر من التماس السعادة والفرح جراء الانخراط في العلاقات مع الآخرين، مما يزيد من انغلاقهم على أنفسهم، ويجعلهم غير ناجحين في علاقاتهم العاطفية والاجتماعية. كذلك أشارت دراسة إلى أن الأشخاص "الوسيمين" لا يلتزمون بعلاقات عاطفية طويلة الأمد بسبب "غرورهم" في بعض الأحيان وسعيهم الدائم وراء الطرف الأكثر جاذبية منهم، مما يجعلهم ينخرطون في علاقات عابرة سرعان ما تنتهي بالفشل.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون