شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"العشيقة أجمل وأصغر سناً من الزوجة" وأخطاء شائعة أخرى عن العشيقات

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 30 نوفمبر 201705:51 م
ليست الخيانة حكراً على الرجال، وليس كل المتزوجين خائنين. لكن معظمنا تقريباً قابل هذا الرجل الذي يخون زوجته ويتخذ عشيقة له، وأحياناً أكثر من واحدة. الأسباب تختلف من رجل لآخر ومن علاقة لأخرى، وقد لا تكون هناك أسباب واضحة للخيانة، فتفاجأ الزوجة بوجود عشيقة سرية في حياة زوجها منذ فترة غير وشيكة. ولطالما راجت عبر التاريخ قصص العشيقات والرجال البورجوازيين، التي بدت طبيعية لدى طبقات معينة من المجتمع، وقصص نساء احتفظن بعشاقهن سراً لفترات طويلة من حياتهن. ولكن التصوّر السائد عن العشيقة يضعها دائماً في قالب شيطاني، بخلاف الرجل الذي غالباً ما يحظى بمبررات تخفيفية. يُلقى اللوم الأكبر على تلك المرأة التي تخضع لأفكار مسبقة تجعلها في موضع الفاسدة والمخطئة الوحيدة، بينما لا يتم التعامل بالمنظور ذاته مع العشيق. قليلاً ما نسمع عن عشيق تتخذه امرأة، وإذا وُجد، يكون الحديث متمحوراً حول امرأة العاشق. فلنتعرف هنا على العديد من الأفكار النمطية السائدة حول العشيقة وعلاقتها بالرجل المتزوج. via GIPHY

كيف يُبرر وجود العشيقة؟

قبل أشهر أخبرتني صديقة تدعى هالة، 32 عاماً، موظفة، أنها على علاقة برجل متزوج ولديه طفلان. "أحبه جداً وأقدّر وضعه الاجتماعي المُعقد، وأعلم أنه لا يستطيع الانفصال لفرط تعلقه بطفليه. لكن حياته الزوجية شكلية فقط"، تقول هالة. وتحكي نهى، 29 عاماً، صحفية، عن علاقة مُشابهة: "حبيبي يؤكد لي مراراً أنه لا ينام بجوار زوجته ولا تجمعهما مائدة غداء أو عشاء، وهذا الأمر يجعلني أمارس معه الجنس بأريحية، لأنني أشعر أني المرأة الوحيدة في حياته". أما محمد، 34 عاماً، عامل في مجال الاستيراد والتصدير، ونعرف عنه تعدد علاقاته، فيبرر سبب خيانته بأن علاقته الجنسية مع زوجته لا تكفيه، فهو يحب الجنس كثيراً، ولا يجرؤ على تطبيق خياله الجنسي مع زوجته كما يحب، لذا لم يجد بُداً من إقامة العلاقات. يقول محمد إن العلاقات الجنسية خارج الإطار الرسمي باتت رائجة جداً، ويعتبرها حلاً سهلاً للرجل المتزوج، تتيح له أن يكون في وضع ناجح اجتماعياً ولو شكلياً، مع وجود حياة أخرى أكثر متعة ومرحاً وحميمية. لا يتردد لحظة في القول "بكده قدرت أكسب في الحالتين، عشيقة منفتحة وبتديني الاستمتاع الجنسي والعاطفي وزوجة متحفظة علشان الشكل الاجتماعي وتربية الأولاد كويس". توجهتُ بالسؤال نفسه لصديق آخر، صلاح، 30 عاماً، مصور فوتوغرافي، فجاءت إجابته مختلفة بعض الشيء. صلاح متزوج ولكنه لا يشعر أنه يحب زوجته ويحافظ على من أجل أطفاله وتجنيبهم أية مشاعر سلبية إذا تم الانفصال. أزمته مع زوجته هي انعدام التفاهم، "لا تشعر به" كما يقول، بخلاف حبيبته التي تشاركه في التفكير والتخطيط وتفهمه. via GIPHY هذه مجرد حكايات لرجال ونساء في محيطنا، وهي عينة لا تختصر العلاقات خارج الزواج في مجتمعاتنا، لأن أسباب الخيانة قد تختلف بين رجل وآخر وبين علاقة وأخرى. في هذا المقال، نحاول استعراض نظرة المجتمع للعشيقة، والأفكار النمطية التي يكوّنها عنها في الإجمال.

8 أخطاء شائعة عن العشيقة

تقدم سارة سيموندز، العشيقة السابقة للشيف غوردون رامزي واللورد جيفري آرتشر، برنامجاً عن العشيقات تحت عنوان The Mistress على قناة ديسكوفيري، هدفه تصحيح الصورة النمطية القديمة عن العشيقات، بحسب رؤيتها التي كونّتها استناداً على تجربتها الشخصية وقصص الكثيرات من العشيقات.
رؤية سيموندز نابعة من معايشتها لمجتمع أجنبي يختلف في تفاصيله عن مجتمعاتنا العربية، وبرغم أن النظرة للعشيقة وواقعها قد يختلفان بين مجتمع وآخر، إلا أن نقط التشابه تبقى كثيرة. يتخيل المجتمع أن العشيقات هن نساء لعوبات لن يردعهن شيء أو أحد للحصول على الرجل الذي يرغبن به. بحسب سيموندز، هناك 8 أخطاء أساسية يرتكبها المجتمع في نظرته للعشيقة المجهولة، وهي:

1 - إن العشيقة أجمل وأصغر سناً من الزوجة

الفكرة النمطية الأكثر شيوعاً بين الناس هي أن العشيقة دوماً شبيهة بعارضات أزياء وبشابات أنيقات في منتهى الجمال. العشيقة هي امرأة "عادية" من النساء العاديات. via GIPHY

2 - هناك نوع محدد من العشيقات

أيّ امرأة بإمكانها أن تكون عشيقة، مهما كان أسلوبها في اللبس أو التفكير والحياة. ربما زميلتكم في العمل التي تجلس قربكم الآن هي عشيقة أحدهم، ولا أحد منكم يعرف ذلك. via GIPHY

3 - إنها تحصل على المال من الرجل

ليس بالضرورة، بل يمكن للعشيقة أن تكون هي من تعطي حبيبها المال. وبالإجمال، هي لا تنتظره طوال النهار في غرفة فخمة في فندقٍ ما، مدللةً نفسها إلى أن يعود إليها آخر الليل. via GIPHY

4 - "خرّابة بيوت"

ترى سيموندز أن هذه النظرة غير دقيقة. وتعتبر أن بإمكان العشيقة أحياناً أن تجعل حياة الرجل الزوجية أفضل.

5 - تحصل على المتعة

بحسب سيموندز، هي بمثابة زوجة ثانية تتحمل أعباءً كثيرةً، وليست تعيش بالضرورة أفضل أيام حياتها. 6 - ليست في علاقة من أجل الحب أن تكون المرأة عشيقة لا يعني أنها دوماً في حالة مرح ولعب، فهي تشعر أحياناً بالحب، وتُجرح لأنها تحب رجلاً مرتبطاً بأخرى. وهي بإمكانها أن تتألم بقدر ما تتألم الزوجة. via GIPHY

7 - إنها "فاسقة"

بحسب سايموندز، لا يمكننا أن نختار من نحب. وإذا كان حبيبنا متزوجاً، فما العمل حينذاك؟ أي امرأة يمكن أن تقع في حب رجل متزوج.

8 - لا تعلم حجم المشاكل التي تسببها

برأي سايموندز، إن الرجل الذي يخون امرأة معكِ هو رجل بإمكانه أن يخونكِ مع امرأة أخرى. والرجل الحقيقي لا يتلاعب بامرأتين. فهل تكون العشيقة حينها من يسبب المشاكل؟

ليس للجنس بل للتقدير

بسبب عدم وجود إحصائيات موثوق بها عن نسبة الخيانة في المنطقة العربية، سنستعين بالإحصائيات التي قامت بها صحيفة Associated Press بالتعاون مع موقع Martial and Family Therapy مطلع عام 2014 في أمريكا، لنفهم أكثر الفرق في الأرقام بين الرجال والنساء في موضوع العلاقات خارج إطار الزواج. بحسب الدراسة، 1/3 من الزيجات يعترف فيها أحد الشريكين بخيانته للآخر، 22% من الرجال يعترفون أنهم خانوا زوجاتهم على الأقل مرة خلال فترة الزواج، و14% من النساء يعترفن بذلك. 36% من حالات الخيانة تحصل مع زميل/ة في العمل، 10% منها تبدأ أونلاين، و40% من العلاقات عبر الإنترنت تتحول إلى علاقات واقعية. via GIPHY 57% من الرجال يعترفون بالخيانة في العلاقات التي أقاموها سابقاً. 54% من النساء يعترفن بذلك. و81% من الرجال لا يعترفون بخيانتهم. رصد غاري نيومان في كتابه "الحقيقة عن الخيانة"، على مدار سنتين قابل خلالهما حوالي 100 رجل خائن، أسباب لجوء الرجل المتزوج لاتخاذ عشيقة له. يشير نيومان إلى أن الدارج هو كون الجنس السبب الأكبر للخيانة، وأن المرأة إن لم تكن مثيرة وجذابة بشكل كبير وليست متمكنة في أمور البغاء والتعاليم الجنسية، تتعرض للخيانة، ولكنه يعتبر ذلك غير صحيح.

أي امرأة قد تكون عشيقة، مهما كان أسلوبها في التفكير والحياة. ربما زميلتكم الجالسة بقربكم الآن هي عشيقة أحدهم

فبحسب دراسته، جاءت إجابات 8% فقط من الأزواج الخائنين أن سبب لجوئهم لعشيقة هو عدم الرضا الجنسي، و12% قالوا إن عشيقاتهم أجمل من زوجاتهم، الأمر الذي أظهر نمطاً مختلفاً عن التوقعات. قالت الأغلبية، وهي 48%، إن سبب الخيانة هو فتور العاطفة، وبالتالي فإن السبب الرئيسي للجوء الرجال لمصاحبة عشيقة، حسب نيومان، هو الحصول على التقدير والعاطفة. يقول نيومان إن التقدير يحفز الرجل جداً، ويقلل من فرص الخيانة.

مشاعر الرجال تجاه عشيقاتهم

هل يمكن أن يحب الرجل المتزوج عشيقته؟ الإجابة كلا وفق الاختصاصية صوفيا ريد، التي ترى أن هذه العلاقة من الصعب أن تتحول إلى حب حقيقي، بحسب المفهوم الذي يقول إن الحب ليس مجرد علاقة مشاعر أو ارتياح بين شخصين، بل هو الرغبة في جعل الشريك في حال أفضل، وتوفير كل حاجاته، فضلاً عن المشاركة الفعلية في شؤون الحياة، مثل الأمور المنزلية ورعاية الأطفال. الحب الحقيقي بحسب ريد، هو أن تدمج الشخص حياته في حياة الآخر، ودور العشيقة لا يتحقق فيه ذلك دوماً. يمنح الرجل زوجته امتيازات أكثر مما يمنح عشيقته، وهذا قد يكون دليلاً على ضعف حبه لعشيقته. تلفت ريد إلى حالة واحدة فقط يمكن أن تجعل الرجل يقع في حب عشيقته، وهي أن ينفصل عن زوجته، ويتركها تعيش حياةً أخرى مع شريك آخر، وبالتالي يفسح المجال لنفسه وعشيقته في بدء حياة جديدة معاً.

ماذا عن العشيق؟

لا تملك النساء الحرية الجنسية نفسها الممنوحة للرجال في المجتمعات العربية، ولكن رغم ذلك تدخل نساء كثيرات في علاقات خارج إطار الزواج. via GIPHY وبما أن موضوع المرأة والجنس يشكل في الأصل تابو يزعج الكثيرين، فهي إن اتخذت عشيقاً يتم التعامل معها على أنها المخطئة، ولا تنفع هنا كل المبررات المتعلقة بتقصير الزوج أو غياب العاطفة. ينظر إليها على أنها سهلة المنال، وتلاحقها القوانين المرتبطة بالزنا، والتي تدفع ثمنها غالباً أكثر مما يفعل الرجل. (يمكن قراءة موضوع عقوبة "الزنا" في القوانين العربية: للنساء فقط). قد يقول الرجل الذي على علاقة بامرأة أخرى إن المرأة الأولى لا تعطيه الاهتمام المعنوي والجنسي، كما يريد. لكن هل هذا الرجل يعطي امرأته الأولى الاهتمام والدعم الكافيين لتشعر بالسعادة معه؟ هل يسمح لها باتخاذ عشيق كما سمح لنفسه باتخاذ عشيقة؟


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image