شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
كيف ترى حيوانات العالم صورنا؟

كيف ترى حيوانات العالم صورنا؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 5 يناير 201812:57 م
شعر ناعم بين الأبيض والأصفر، بشرة بيضاء اللون، وجه يعبر عن التقدم في السن، هكذا نرى نحن البشر صورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على سبيل المثل، ولكن ماذا عن الحيوانات؟ هل ترى الأشياء في عالمنا مثلما نراها نحن؟ تخيلوا معنا أننا حملنا صورة ترامب وعرضناها على معظم الحيوانات على كوكبنا، وأننا امتلكنا قدرة علمية تجعلنا نستطيع توثيق كيف يمكنها وصف الصورة، ترى كيف سترى رئيس أقوى دولة في العالم؟ حتى نبسط لكم الأمر أكثر، دعونا نتفق على أن الناس بمعظمهم قادرون على وصف أي صورة، ما دام نظرهم سليماً من الناحية الطبية، لا نتحدث هنا عن الوسامة من عدمها، أو الراحة النفسية لصورة شخص ما من عدمها، نتحدث عن وصف الشكل. لون البشرة، العينين، الشعر إلخ. لكن الحيوانات التي تعيش على كوكبنا لا ترى الأمور مثلنا، فعيونها ترى جميع التفاصيل حولنا بشكل مختلف، خصوصاً ما يتعلق بالألوان والملامح.

القطط والكلاب

على عكسنا نحن البشر، لن ترى القطط والكلاب صورة ترامب بالألوان، فأنواع كثيرة من الكلاب والقطط لديها عمى ألوان، وبعضها الآخر يرى الأشياء بشكل أقل وضوحاً منا. لكن، على عكسنا نحن البشر، فهي تستطيع الرؤية في الظلام بشكل أوضح منا، وهو ما يتيح لها رؤية الفريسة مهما كانت درجة الظلام. كم مرة كنتم تطهون طعاماً في مطابخ بيوتكم وإن لم تكن رائحته مميزة ووجدتم قططاً تتجمع على درج المنازل أمام الباب في انتظار أن تلقوا لها ببعض الطعام؟ تتميز القطط والكلاب بقدرة كبيرة على الشم، والاستماع للأصوات مهما كانت خافتة، وهما الحاستان اللتان تُمكناها من التعرف بشكل دقيق إلى العالم حولنا، وإلى كل ما يحدث، ربما أكثر من النظر. حين نسير نحن البشر في الشوارع، فإننا نرى أمامنا فقط، وحين يحدث أمر ما بجانبنا أو خلفنا نحتاج إلى الالتفات من أجل رؤيته، لكن الأمر ليس كذلك مع القطط والكلاب، فهي لديها قدرة أكبر على النظر بشكل محيطي، ما يجعلها ترى بشكل أعمق وأشمل من البشر بسبب وضع عيونهم وتركيبها.

ماذا عن الأفاعي؟

تنظر الأفاعي إلى العالم بطريقة مختلفة حتى عن معظم الحيوانات الأخرى، حيث إنها تمتلك نوعين من العيون، عين تُعتَبر طبيعية إلى حد ما، حيث يمكنها أن تميز بها الأشكال والألوان. وهذه العين حساسة تجاه الحركة، ويمكنها من طريقها أن تكتشف حركة أي كائن حي ولو من مسافة بعيدة، الأمر الذي يساعدها في اكتشاف فريستها بكل سهولة. ومن المدهش أن هناك حيوانات تعلم ذلك الأمر عن الأفاعي، لذلك عندما تراها تبقى ثابتة خوفاً منها، وبالفعل لا يمكن أنواعاً من الأفاعي اكتشاف الفريسة ولو كانت قريبة منها إذا كانت ثابتة ولا تتحرك أو تصدر أي صوت. العين الأخرى تستخدمها الأفاعي أكثر في الليل، وتتميز بقدرة على ما يطلق عليه علمياً "الرؤية الحرارية"، إلى جانب القدرة على استخدام الأشعة تحت الحمراء، وهو ما يتيح لها اكتشاف فريستها بكل سهولة، حتى لو كانت مختفية تماماً عن الأنظار.

الحصان والحمار

على عكس البشر وحيوانات أخرى كثيرة، عيون الحمير والأحصنة على جانبي وجوهها وليس بشكل مستقيم، وهو ما يتيح لها رؤية كل ما يحدث بجانبها أو خلفها بكل وضوح. بسبب ضخامة حجم الحصان والحمار مقارنة بالحيوانات الأخرى، هما بحاجة إلى قدرة أكبر على الرؤية، وهذه القدرة لديهما بالفعل. في الليل، تمكن الحصان والحمار رؤية العالم بشكل أوضح بكثير من البشر، لكن ماذا عن الألوان؟ الحصان والحمار لا يبصران الألوان مثلنا، فعيونهما تجعلهما يريان العالم بدرجات من اللون الرمادي، إلى جانب بعض درجات الأبيض والأسود فقط.

لماذا يصعب قتل حشرة؟

تعد أعين الحشرات معقدة جداً، ومختلفة تماماً عن أعيننا كبشر، وللحشرات بغالبيتها عشرات الآلاف من العدسات في مقلة العين، وعلى سبيل المثل يمكن اليعسوب مثلًا أن يرى المَشاهد التي نعتبرها نحن البشر سريعة جداً جداً، بطيئة. بمعنى أنه يرى جميع تفاصيلها كأنه يراها بالتصوير البطيء. الأمر نفسه يحدث مع حشرة فرس النبي الشهيرة. لذلك، يمكن هذين الكائنين تحديداً اتخاذ موقف سريع من كل شيء يحدث حولهما، حيث يعمل دماغ كل منهما بشكل أسرع بمراحل من البشر. وبصفة عامة، لا تميز الحشرات بمعظمها الألوان، لكن لديها قدرة خارقة على اكتشاف أي حركة تحدث حولها، وهو الأمر الذي يفسر لنا صعوبة قتل الحشرات دائماً.

ماذا عن الطيور؟

الأمر مختلف قليلاً لدى الطيور، فكل نوع منها يتميز برؤية مختلفة عن الآخر، الحمام مثلاً لديه قدرة مذهلة على رؤية الألوان حوله، ربما أكثر من أي كائن حي آخر. بصفة عامة يمكننا اعتبار أن النظر لدى الطيور يعد من أهم الحواس التي تمتلكها، وهو ما يتيح لها رؤية فريستها بشكل دقيق جداً من علوٍّ شاهق، ولدى الطيور بمعظمها قدرة على الرؤية فوق البنفسجية. أما الطيور المفترسة مثل النسور على سبيل المثل، فأعينها أقرب إلى المنظار الإلكتروني، يمكنها التحكم فيها بشكل يبهر علماء الطيور دائماً، فمن مسافة عالية جداً يمكنها تركيز نظرها على كائن يسير على الأرض لكي ترى تفاصيله كلها. الأمر أشبه بكاميرا السينما حتى إنها تقوم بعمل "فوكس" على جزء ما من أي مشهد.

أسماك القرش لا ترى الألوان

هناك أسماك قرش ترى أكثر في المسافات العلوية من المحيطات ولا ترى في الظلام بالقوة نفسها، بينما الأنواع التي تعيش في الأعماق لديها قدرة أكبر على الرؤية في الظلام. ولا تستطيع أسماك القرش رؤية الألوان مثلنا نحن البشر، لكن في المقابل يمكن عيونها أن ترى في الماء أفضل بعشرات المرات من البشر ومن المخلوقات الأخرى التي تعيش على الأرض.

ما هي المراجع التي اعتمدنا عليها في العمل على هذا المقال؟

هناك مواقع علمية عدة موثوقة اعتمدنا عليها في العمل على هذا الموضوع، من ضمنها موقع متحف التاريخ الطبيعي في بريطانيا، وموقع  The Atlantic، وموقع zmescience، إضافة إلى مقالات علمية مختصّة أتاحتها لـ رصيف22 المكتبة المركزية في جامعة القاهرة. وأخيراً تمكنكم مشاهدة هذا الفيديو القصير لتخيل الأمر

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image