هناك من قال إني أمّ فاشلة لأني لا أعرف إعداد شوربة العدس. وهناك من قال إني أنانية.
وهناك من قال لي إنه يجب أن أرضع طفلتي لكي أشعر بجمال الأمومة. من دواعي الأسف أن أقول لكم إني أرضعتها طبيعياً سنة كاملة، وقد تكون الرضاعة من أكثر الأمور التي أكرهها في الأمومة، ومن الأمور التي فعلتها لشعوري بالمسؤولية والواجب فقط تجاه ابنتي.
هناك من قال إني أمّ نرجسية! والحقيقة أن هذا التعليق أثر بي كثيراً وجعلني أبحث عبر غوغل عن صفات الأم النرجسية.
هل من الممكن أن أكون نرجسية؟ أعترف لنفسي ولكم أني أغتاظ جداً عندما أخبر جارتي أني كنت أريد أن أكون طبيبة وليس "أمّاً أو ربة منزل"، فتجيبني "يلا نشالله بتشوفي بنتك بأعلى المراتب". لا أفهم تعليقها السخيف هذا! فابنتي ليست أنا وإنجازاتها هي إنجازاتها وحدها وليست إنجازاتي معها. لست أهم منها ولا هي أهم مني. لكننا بكل بساطة شخصان مختلفان.
قد تكون أمي نرجسية أيضاً. لا أعلم، لأني فقدتها وأنا صغيرة جداً. قد تكون حماتي نرجسية أيضاً. لا، هي ليست نرجسية على الإطلاق. لأنها طباخة ماهرة ولأنها تقول لنا كل يوم إنها أهملت جسدها وشكلها لأنه لم يكن لديها الوقت الكافي للاعتناء بنفسها. فهي ليست كالأمهات النرجسيات مثلي، اللواتي يذهبن صباحاً إلى الجيم وليلاً إلى اليوغا خوفاً من أن يزداد وزنهن.
قد أكون أمّاً نرجسية فعلاً. وليس في ذلك عيب. فإراشادات السلامة بالطائرة تقول لنا إنه يجب وضع قناع الأوكسيجين على أنوفنا قبل أن نضعه على أنوف أطفالنا. ربما يجب أن نطبق هذه التعاليم في حياتنا اليومية. فما العيب أن تكون كل أمهات الكرة الأرضية نرجسيات وأن يولين أنفسهن الاهتمام أولاً ثم أطفالهن؟
الأمومة ليست سهلة، وكل من قال إنها أجمل شعور على الإطلاق، لم يقل الحقيقة كاملة...
هناك من قال إني أمّ نرجسية! والحقيقة أن هذا التعليق أثر بي كثيراً وجعلني أبحث عبر غوغل عن صفات الأم النرجسيةما الخطأ في أن أتمنى العودة إلى حياتي ما قبل ابنتي؟ أشعر أحياناً أني أصبحت أمّاً قبل أن أصبح نفسي، قبل أن أكتشف فعلاً ما أحب أو ما أكره وما هي هواياتي وما هي معتقداتي. الأمومة ليست سهلة، وكل من قال إنها أجمل شعور على الإطلاق، لم يقل الحقيقة كاملة. قد تكون الأمومة أجمل شعور على الإطلاق لكنها أكثر المشاعر إيلاماً. أنا متعلقة جداً بابنتي لدرجة شعوري بأنها قلبي الخارج من جسدي. لكن هل القلب مكانه داخل الجسد أم خارجه؟ أِعرف أن حبي لها مؤلم جداً. إن أصابها أي مكروه فقد أموت فعلاً. وعندما يستهزىء بها أحد أصدقائها في المدرسة لأنها سمينة بعض الشيء، أموت ألف مرة. وعندما تنتقد هي أنفها الكبير الذي ورثته عني، أشعر بالذنب، لأن هذه جيناتي وأنا السبب. وأحياناً أشعر أن آلامي ما زالت في بدايتها. ماذا إن حدث لي شيء ما؟ ماذا ستفعل بنفسها؟ من سيهتم بها؟ الأمومة أمر مرهق فعلاً. أتفهّم كل من يكره صراحتي. أكره نفسي لأني أرى الأمومة مرهقة جداً كما أكره نفسي لأني لست أمّاً مثالية. وأكره نفسي لأني كل يوم أتمنى أن أكون في مكان آخر، خارج أسوار هذا البيت وصلابة سلاسل الأمومة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومينأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ 3 أيامحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 5 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 6 أيامtester.whitebeard@gmail.com