"راديكالي شو" قصة مصورة –فرنسية كندية- تحكي انزلاق الشباب الغربي في عالم التطرف، بشكل هزلي وفكاهي يكشفُ صراعه في التواصل مع مجتمعاته ومفاهيمه.
تُطلق نسختها العربية اليوم خلال اختتام الدورة الرابعة لـ"أسبوع الكوميكس" في مصر، الذي أشعل المشهد الثقافي بفعالياتٍ متنوعة، تخللها ورش رسم وإطلاق إصدارات ومعرض فني. كانت ثيمتها الأساسية "مظاهر اشتباك الكوميكس في الواقع" بعيداً عن مفاهيم "السوبر هيرو" والخيال والمغامرات التي طغت على القصص المصورة مؤخراً.
ليؤكد الأسبوع أن الكوميكس هو فن توثيق أيضاً. يحاكي يوميات الشعوب، يصور الأزمات والحروب والثورات، يقيناً بمدى اشتباك الكوميكس في تفاصيل الواقع، حسب قول مؤسس الأسبوع ومدير مؤسسة صفصافة للنشر محمد البعلي.
مضيفاً أنهم أرادوا الإضاءة على جوانب بعيدة عن الشائع في فن الكوميكس. ودار صفصافة هي أحد رعاة أسبوع الكوميكس وهي مهتمة بإطلاق إصدارات كوميكس سنوياً، فكان لها في العام الماضي إصدارات حول أزمات الشرق الأوسط –السياسة، الهجرة- منها القصص المصورة "معبر حدودي".
والكوميكس (أو كتب الرسوم المتحركة)، هي نوع من القصة المصورة، تقدم حكاية كاملة في صور متتابعة، وبذلك تحمل سمات القصة والرواية والسينما، والرسم الكاريكاتيري.
وكعادته يستضيف أسبوع الكوميكس فنانين من دولٍ غير طاغية الحضور، وغير "مركزية" في الفن والثقافة: كالتشيك، وبولندا، وهولندا، وكندا، إلى جانب مصر، يعلل البعلي بأن جزءاً من رسالتهم هو "التفاعل مع ثقافات بعيدة عن السهل والمألوف، والاطلاع على فنون ولغات ليست رئيسية، الأمر الذي يمدُّ المشهد الثقافي بمزيد من الاستمرار والتنوع"، مضيفاً لرصيف22 أن الكوميكس أيضاً ليس من الفنون المركزية في العالم "مايجعل التحدي أكبر في التركيز على ماهو بعيد عن الفنون السائدة".
ويؤكد قدرة الكوميكس على تقديم قيمة جمالية وفنية من خلال المواءمة بين رسوم خفيفة وبالون مرافق لها في نسيج يحمل المتعة والتسلية دون أن يثقل القارئ بمغزى أو رسالة.
"الكمال قد يكون غير موجود، ولكن الشر المطلق أيضاً غير موجود"، رسالة الكوميكس "راديكالي شو"
تُطلق نسختها العربية اليوم خلال اختتام الدورة الرابعة لـ"أسبوع الكوميكس" في مصر، الذي أشعل المشهد الثقافي بفعالياتٍ متنوعة، تخللها ورش رسم وإطلاق إصدارات ومعرض فني. كانت ثيمتها الأساسية "مظاهر اشتباك الكوميكس في الواقع" بعيداً عن مفاهيم "السوبر هيرو" والخيال والمغامرات التي طغت على القصص المصورة مؤخراً.
ليؤكد الأسبوع أن الكوميكس هو فن توثيق أيضاً. يحاكي يوميات الشعوب، يصور الأزمات والحروب والثورات، يقيناً بمدى اشتباك الكوميكس في تفاصيل الواقع، حسب قول مؤسس الأسبوع ومدير مؤسسة صفصافة للنشر محمد البعلي.
مضيفاً أنهم أرادوا الإضاءة على جوانب بعيدة عن الشائع في فن الكوميكس. ودار صفصافة هي أحد رعاة أسبوع الكوميكس وهي مهتمة بإطلاق إصدارات كوميكس سنوياً، فكان لها في العام الماضي إصدارات حول أزمات الشرق الأوسط –السياسة، الهجرة- منها القصص المصورة "معبر حدودي".
والكوميكس (أو كتب الرسوم المتحركة)، هي نوع من القصة المصورة، تقدم حكاية كاملة في صور متتابعة، وبذلك تحمل سمات القصة والرواية والسينما، والرسم الكاريكاتيري.
وكعادته يستضيف أسبوع الكوميكس فنانين من دولٍ غير طاغية الحضور، وغير "مركزية" في الفن والثقافة: كالتشيك، وبولندا، وهولندا، وكندا، إلى جانب مصر، يعلل البعلي بأن جزءاً من رسالتهم هو "التفاعل مع ثقافات بعيدة عن السهل والمألوف، والاطلاع على فنون ولغات ليست رئيسية، الأمر الذي يمدُّ المشهد الثقافي بمزيد من الاستمرار والتنوع"، مضيفاً لرصيف22 أن الكوميكس أيضاً ليس من الفنون المركزية في العالم "مايجعل التحدي أكبر في التركيز على ماهو بعيد عن الفنون السائدة".
"الكوميكس" الواقع من هولندا إلى بغداد.. مرورا بالقاهرة
الكاتب الهولندي أرنون جرونبرج يعتبر أن القصص المصورة مهمة جداً، خاصة في هذا الوقت المليء بالحروب والأزمات، مؤكدا لـ"رصيف22" أنها تساعد الناس على رؤية الحقيقة خارج عوالمها، وهنا تكمن أهمية الكوميكس في تقديم قيمة فنية، تحاكي الواقع. منذ عام 2006 بدأ جرونبرج السفر إلى المناطق الساخنة في العالم والكتابة عنها، كانت محطته الأولى أفغانستان، تلاها رحلة سافرها بالقطار والسيارة من إسطنبول إلى بغداد بين عامي 2009 و2012 ، كتب عنها مقالاتٍ عديدة، اطلع عليها فنان الكوميكس الهولندي هانكو كولك واقترح عليها تحويل المقالات إلى جرافيك نوفل، رواية مصورة تحكي معاناة الحرب والنزاع الطائفي والعرقي في مدينة بغداد، مؤمناً بعلاقة الكوميكس بالواقع وقدرته على نقل الحدث. يؤكد صاحب "من إسطنبول إلى بغداد" أن الجرافيك نوفل قدم صورة حيَّة عمّا قابله خلال رحلته والقارئ سيعي مدى قربه من تفاصيل الرواية، الأمر الذي يغني فن الكوميكس ويعطيه مزيداً من القوة والثبات حسب قوله. أُطلِقت النسخة العربية من الرواية المصورة خلال أسبوع الكوميكس الذي اعتبره جرونبرج مناسبة مهمة لتبادل التجارب الثقافية والفنية بين فنانين ومثقفين من أنحاء عدة من العالم فضلاً عن اهتمامه بقضايا الشرق الأوسط والتعبير عنها. الفنان التشيكي بيتر كوبال يقف على ضفة ليست ببعيدة عن سابقه، مُركزاً ريشته على القصص الشعبية التي تعكس الواقع لكن بطريقةٍ فكاهية ورؤية إخراجية جاذبة. يضيف لرصيف22، أن الكوميكس من أقدر الفنون على محاكاة الواقع من خلال الريشة والقلم اللذين يرسمان فضاء آخر مفعم بالجمال والقيمة. كوبال يقدم عدداً من المعارض والورش في فن الكوميكس حول العالم، كان آخرها ورشة تدريبية تخللت أسبوع الكوميكس التقى فيها عددا من الشباب الموهوب والمحترف لفن الكوميكس قال إنهم يشكلون دعامة سترتقي بمشهد الكوميكس نحو الأفضل. "الكوميكس فن تحريك سبقت نشأتُه السينما، وهو قادر على التعبير عن الواقع من خلال الجمع بين الكلمة والرسمة في شكل يثير الخيال ويطلق العنان للإبداع. ومحاكاته للواقع تجعله أمكن على إيصال رسائل متعددة، اجتماعية أو سياسية أو غير ذلك" يقول الفنان المصري محمد عبلة مؤكدا لـ"رصيف22" أن فن الكوميكس بدأ يستعيد مؤخراً مكانته في العالم كله. سواء من حيث النشر أو الإقبال، وبات قُراؤه من الكبار والصغار أيضاً.علي رضا.. اسم غاب عن تاريخ الكوميكس المصري
صدفةٌ أزاحت الغبار عن أعمال مميزة قدمها الفنان "علي رضا" الذي غاب اسمه عن تاريخ فن الكوميكس في مصر، يعلّل الفنان محمد عبلة ذلك بأن رضا توقف عن العمل منذ 1955 لغاية وفاته. [caption id="attachment_129944" align="alignnone" width="700"] من أعمال علي رضا لمجلة الأيام[/caption] "سفروت" الولد الشقي و"فلحس أفندي" من الشخصيات التي ابتكرها رضا إلى جانب إنجازات كثيرة حققها، لعل أهمها مجلة "السندباد" التي أَصدر أوائل أعدادِها قبل أن تذهب لدار المعارف ويتابعها من بعده الفنان بيكار تحت اسم "سندباد". هذه الشخوص ظهرت مجدداً في معرض تخلَّل أسبوع الكوميكس بتنظيم من متحف الكاريكاتير وإشراف مديره محمد عبلة."الكمال قد يكون غير موجود، ولكن الشر المطلق أيضاً غير موجود"، رسالة الكوميكس "راديكالي شو"
لا يعتبر الكوميكس من الفنون المركزية في العالم، إلا أنه يقدم تشكيلاً فريداً لعلاقة القصة بالصورة المتحركة
يحاكي الكوميكس مشاكل اليوم بطريقةٍ فكاهية، ورؤية إخراجية جاذبة، وسرديات ساخرةتاريخ ميلاد علي رضا ووفاته غير معلومَين، إلَّا أن الأكيد أنه يرسم منذ سن الـ17 وقد نشرت رسوماتُه في مجلة "الأيام" حسب قول عبلة، مضيفا أنها مكتملة وعلى درجة عالية من الإتقان، وكان ذلك تزامنا مع دراسته في الثانوية عام 1925. يتابع "كان فنانا ثرياً ومتنوعاً، وواقعياً بامتياز، تأثر بالإسباني سانتيس، والفنان الأرمني المصري ألكسندر صاروخان. فقدم مجموعة من الرسوم عن التاريخ العربي، ثم رسوم ذات طابع معاصر، وعلى جانب آخر كان جلياً جانب السخرية في شخصيات عديدة ابتكرها ونسج حكاياها". [caption id="attachment_129924" align="alignleft" width="700"] من أعمال الفنان الأرمني المصري ألكسندر صاروخان[/caption]
بداية شيوع الكوميكس
في عشرينيات القرن الماضي لم يتجاوز الكوميكس في الغرب كونه قصصا فكاهية مصورة تذيل بعض المجلات والصحف، وفي عام 1930 ظهرت إصدارات مستقلة وابتكرت شخصيات ستلمع لاحقاً في فضاء الصور المتحركة لعل أهمها "سوبرمان وبات مان" اللتان غيرتا في تاريخ الكوميكس، وخلال الحرب العالمية الثانية استعان الجنود بالقصص المصورة كنافذة يتنفسون منها كلما سنحت الفرصة. ثم ظهرت شركة "مارفيل كوميكس" 1940 وغزت سوق النشر بإصداراتها وشخصياتها التي حولتها بعد حين إلى أبطالٍ على الشاشتين الصغيرة والكبيرة، بعد افتتاحها استديوهات خاصة بها وإنتاج أعمال تلفزيونية وسينمائية. لتصبح "مارفيل" علامة في تاريخ السينما العالمية، ففي السنوات العشر الأخيرة أنتجت عدداً من سلسلات أفلام الأبطال الخارقين منها "آيرون مان"، كابتن أمريكا". أما فن "المنغا" الياباني فهو بدوره من فنون الكوميكس المعروفة في العالم، حيث تعود أصوله إلى القرن الـ19، وهي كلمة (ماو. نن. غا) ثلاثة مقاطع باللغة اليابانية تعني "صور روح الدعابة". وهي جزء أصيل من صناعة النشر في اليابان، لتملأ أيضاً الأسواق الأمريكية والأوروبية، فقد سجل عام 2016 وحده "380" مليون نسخة مطبوعة من المنغا منتشرة في أنحاء العالم. جذور هذا الفن في الثقافة العربية وتراثها المكتوب/المصور، لا يزال موضوعاً هاماً ينتظر من يبحث فيه، ولكن بداية كتب الرسوم المتحركة (الكوميكس) في مصر، كانت مع رواج ترجمات للقصص المصورة العالمية، إلى أن تأسست مجلة "سندباد البحري"، ثم مجلة "سمير" 1956 الشهيرة، تلاها علامات في الشرائط المصورة مثل إصدارات دار الفتى العربي في السعبينيات، والتي تجلّت فيها أعمال محي الدين اللباد والفنان أحمد إبراهيم حجازي، وصولاً إلى مجلات ماجد وعلاء الدين وأيضاً "بلبل"، الذي جسد شخصيته ميشيل معلوف فنان كوميكس مصري من أصل لبناني، وصدرت عن دار الأخبار. خلال العقد الأخير شهد فن الكوميكس بعض الانتعاش، وبات يخاطب فئة عمرية بين 15 و35 بعد أن شاع عنه مخاطبته الأطفال، فكان الإصدار الأول مجلة "ميترو" لمجدي الشافعي 2008، التي كانت أشبه بنص ثوري يفضح الفساد والفوضى، ولكن مباحث الآداب قامت بمصادرتها بتهمة احتوائها ألفاظاً ومشاهد خادشة للحياء. عام 2011 صدرت مجلة "توك توك" التي شكلت علامة فارقة، أسسها عدد من الشباب تحت شعار "التسلية والتوعية"، ولكنها أخذت طابع الانفتاح على كامل المجتمع، انطلاقاً من اسمها الذي يعني عربة بثلاث عجلات منتشرة في المناطق الشعبية. بعد ذلك وفي عام 2012 ظهرت مجلة "الدشمة" تحت شعار "اعرف حقوقك"—دشمة تعني المخبأ أو القبو— وكانت مساحة للتعبير بالرسوم عن قضايا محورية كالتقاليد والأعراف ويوميات الناس. خلال السنوات الثلاث الأخيرة أصدرت العديد من القصص المصورة، منها "معبر حدودي" التي تحكي مأساة الهجرة، كما صدر العام الفائت جرافيك نوفل عن حياة الشاعر اليوناني قسطنطين كفافيس الذي ولد وأمضى حياته في مدينة الإسكندرية. "مشهد الكوميكس اليوم حيوي ومتفاعل ونشيط، فنحن في مرحلة فوران ماقبل الإنتاج" يقول محمد البعلي مؤكداً تواجد الكثير من الفنانين الشباب والأفكار الخلاقة لمشاريع كثيرة، لكن حجم السوق لم يوازِ بعد هذا الزخم "ولايزال أمامنا بعض الوقت ريثما يستطيع سوق النشر تغذيةَ نمو سوق الكوميكس الذي يحتاج أيضاً مزيداً من الدعم لينهض بقوة أكثر" في بلدٍ مليء بالحكايا التي تنتظر أن تُروى بالقلم والريشة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...