Twitter تطلق تطبيق Periscope: ثورة في عالم البث الحيّ

بعدما كانت تتيح لمستخدميها كافة مشاركة مقاطع الفيديو والصور والروابط بكل سهولة، أطلقت شركة Twitter قبل أيام تطبيق Periscope، الذي يتيح لمستخدمي iPhone والكومبيوتر العادي بث الفيديو بشكل حي، إذ عند بدء البث يظهر رابط المشاهدة في الشريط الزمني الخاص بالمتابعين. ويستطيع المتابعون الذين سيتلقون تنبيهاً بذلك، المشاركة في التعليق على الفيديو خلال وقت قصير أو عبر ابداء الاعجاب (Hearts). وكانت Twitter تملكت شركة Periscope التي كانت تعمل على تطوير التطبيق مطلع هذه السنة بقيمة بلغت 100 مليون دولار.

وفي التفاصيل، يظهر أن التطبيق يوفر مزايا عدة لمستخدميه. إذ يستطيع صاحب الفيديو بعد الانتهاء من البث الحي أن يجعله متوفراً للمشاركة، ويستطيع المتابعون مشاهدته في وقت لاحق. إلى ذلك، من الممكن تخصيص أشخاص محددين بمشاهدة الفيديو عبر الضغط على رمز القفل قبل بدء البث واختيار مَن مِن المتابعين يحق له المشاهدة. ولجعل بثك عبر Periscope متوفراً على Twitter ما عليك إلا النقر على رمز الطير (Bird icon) قبل البث. وعندما تبدأ البث الحي سيظهر رابط إلكتروني في صورة Tweet حيث يستطيع المتابعون المشاهدة عبر التطبيق.

يأتي إطلاق Periscope بعدما حاز تطبيق Meerkat الذي يتيح البث الحي أيضاً شعبية كبيرة هذا الشهر. وما إن بلغ عدد مستخدمي Meerkat الـ200 ألف خلال أسبوعين، حتى أتاحت Twitter تطبيقها لمستخدمي شبكتها، وهذا ما حال دون انتقال المزيد من مستخدمي Twitter إلى استخدام تطبيق Meerkat. برغم ذلك أعلنت الأخيرة أنها حققت زيادة بقيمة 14 مليون دولار في رأسمالها الاستثماري.

وفي مراجعة أولية للتطبيقين، يظهر أن Periscope يتمتع بخصائص يفتقدها Meerkat. فالأول استغرق تطويره حوالي العام، ما وفّر له مزايا متقدمة، بينما تم تطوير الثاني حسب مؤسس Meerkat بن روبين Ben Rubin في 8 أسابيع فقط. كما يقوم Periscope بتسجيل البث الحي متيحاً لمستخدميه مشاهدة فيديوات قديمة، لم يتح لهم الوقت لمشاهدتها أثناء بثها بشكل مباشر. وهو أمر غير متوافر في Meerkat، وإن تكن تسعى إلى تطوير هذه الميزة. علماً أن Twitter تستطيع الاستفادة من الشبكة الاجتماعية لمستخدميها البالغين 288 مليوناً شهرياً في نهاية العام 2014، لزيادة عدد مستخدمي Periscope بسرعة فائقة. وقد بدأت ذلك عبر منع بث أي فيديو لـMeerkat على شبكتها.

بالإضافة إلى ما تقدّم، يتوقع، خصوصاً خلال الفترة الأولى بعد إطلاق التطبيق، أن تستخدم خدمة البث الحي لأغراض جنسية، كما جرى مع منصة Chatroulette التي سرعان ما تحولت للترويج لفيديوات جنسية. لكن خبرة Twitter السابقة في ضبط الصور الجنسية، قد تحول دون ازدهار هذا النوع من الفيديوات على المدى الطويل.

وعلى الرغم من أن العمل على تطوير ميزة البث الحي يجري منذ سنوات، فمن المتوقع أن يحدث التطبيقان ثورة في عالم البث الحي حسب الـNewyork times. فـ"العالم اليوم مستعد لذلك أكثر مما كان قبل عام"، حسب Kayvon Beykpour الرئيس التنفيذي ومؤسس Periscope. إذ تجاوز عدد شحنات الهواتف الذكية في العام 2014 الـ1.3 مليار هاتف، عدا أن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي باتوا مع الوقت أكثر قدرة على كشف معلومات عن أنفسهم على الشبكات من خلال النصوص أو الصور، والفيديوات.

وستكون جيوب العالم، حسب هذه اللوحة، ملأى فجأة بكاميرات وشاشات جيدة ومنصات اجتماعية مصممة لجعل الجميع يشاهدون ما يتم بثه، حسب Twitter.

وقد عبّر دان بفايفر Dan Pfeiffer، أحد المستشارين السابقين للرئيس الأمريكي باراك أوباماً، أفضل تعبير عن أهمية هذين التطبيقين الثوريين، عندما قال إن "التطبيقات التي تتيح البث الحي ستمتلك القدرة على تغيير الانتخابات الرئاسية المقبلة. فخدماتها، ستشكل بالنسبة للتلفزيونات، ما شكلته المدونات بالنسبة للصحف الورقية، عبر إزالة الكثير من المزايا المالية والهيكلية التي تمتلكها وسائل الإعلام الشرعية".