ازداد اهتمام المجتمعات بالتصوف في السنوات الأخيرة، ويعود ذلك لأسباب كثيرة، منها أن التصوف كان يقف دوماً على الجانب المعاكس للتطرف الديني، وكان كل أقطابه ممن يأتون بأفكار تسامحية وأكثر انفتاحاً عن الدين والله.
اشتهرت رواية "قواعد العشق الأربعون" للكاتبة التركية أليف شافاك عالمياً، وحصلت على الاهتمام نفسه في عالمنا العربي بعد ترجمتها.
ولكن في الروايات العربية أيضاً، لدينا مجموعة من الروائيين الذين تناولوا موضوعات صوفية.
نقدم لكم هنا بعضاً من هذه الروايات:
موت صغير
يعود "محمد حسن علوان" في روايته "موت صغير" إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر ليروي سيرة واحد من كبار المتصوفين في التاريخ الإسلامي، هو الشيخ محيي الدين ابن عربي. من إشبيلية إلى قرطبة مروراً بإفريقيا والإسكندرية والحج إلى مكة، ثم التوجه إلى بغداد فالبقاع حتى عودته أخيراً إلى دمشق حيث سيموت، سيلتقي ابن عربي بناسٍ كثر، ويتعلم منهم ويعلمهم، ويصحب أولياء ويفارق أوتاداً، ويؤلّف الكثير من الكتب، ويُسجن بسبب معتقداته وأفكاره، وسيتعلق قلبه بأكثر من امرأة... يمكن قراءة مراجعة للرواية هنا.
الأطلسي التائه
يقدّم "مصطفى لغتيري" في روايته "الأطلسي التائه" سيرة حياة واحد من أشهر رجال التصوف في المغرب هو الولي الصالح "أبو يعزى الهسكوري"، الذي عرف باسم "مولاي بوعزة"، وعاش في القرن الثاني عشر الميلادي. ورغم قلة المصادر التي تتحدث عن هذا الولي، فإن الكاتب استطاع لملمة هذا النزر اليسير من المعلومات المتناثرة هنا وهناك، ليعتمد عليها في بناء روايته التي يحكيها على لسان الشيخ نفسه. يصبح "أبو يعزى" واحداً من أصحاب الكرامات الذائعي الشهرة، بعد أن يبدأ الناس بنسج الأساطير حول الرجل الأسود الأمازيغي الذي يمشي في البراري متلفعاً ثوبه الوحيد، باحثاً عن الأعشاب، ويبدأون بالتهافت عليه وطلب بركاته، سابغين على ما يجري في الواقع لمسةً من الخيال والتهويل... يمكن قراءة مراجعة للرواية هنا.
شوق الدرويش
"كل شوق يسكن باللقاء، لا يعوّل عليه". بهذه العبارة لـ"ابن عربي" يفتتح حمّور زيادة روايته التي يعود فيها إلى حقبة قديمة من تاريخ السودان في القرن التاسع عشر، ليحكي قصة شوقٍ حارق لا يهدأ ولا يستكين.
ببراعة ينتقل زيادة بين الأزمنة المختلفة، ليسرد حكايته التي تدور في الفترة الممتدة بين صعود وسقوط الثورة المهدية في السودان (1885- 1899) بزعامة محمد أحمد المهدي، رداً على الظلم الذي تعرض له الناس تحت الحكم التركي.
رواية عن الحب، الحب الذي يغيّر ويحرر ويشفي، الحب الذي يجعل المحب "درويشاً لمن يهوى"، ويجعل شوقه لمن يحب "كشوق درويش للجنة"... يمكن قراءة مراجعة للرواية هنا.
جارات أبي موسى
يعود الكاتب المغربي "أحمد التوفيق" في روايته "جارات أبي موسى" إلى القرن الرابع عشر، وتحديداً إلى فترة الحكم المرينيّ ليروي عن تلك الفترة المضطربة في تاريخ المغرب، مازجاً التاريخ بالخيال الصوفيّ من خلال شخصية "أبي موسى" صاحب الكرامات. الرواية تكتب تلك المرحلة بكل تفاصيلها، وأعرافها الاجتماعية، ونمط الحياة فيها. يشكّل "فندق الزيت" المكان الأكثر بروزاً، فهو سيجمع "أبو موسى" الرجل المتصوف، و"شامة" المرأة الطيبة الصادقة وزوجها "علي"، و"خوليا" وأبوها التاجر الأندلسي النصراني، و"تودة" المرأة الأربعينية الخرقاء، وست نساءٍ يأتين إلى المدينة من أماكن مختلفة، ويقطنّ في الفندق نفسه، ويعملن كبائعات هوى تحت إمرة "تودة"... يمكن قراءة مراجعة للرواية هنا.
أمطار صيفية
يدخل "أحمد القرملاوي" في روايته الثالثة "أمطار صيفية" عالمي التصوف والموسيقى، باحثاً عن الصلات المشتركة بينهما في قالب درامي مشوق، محاولاً طرح سؤال مزدوج: هل للموسيقى/ للروح مكانٌ في العالم المادي الحديث؟ تتخذ الرواية من "وكالة الموصليّ" مكاناً لها، هذه الوكالة التي تعود إلى أيام المماليك، والتي سميت على اسم الشيخ الذي أنشأ فيها قبل سبعة قرون إحدى الطرق الصوفية، وعلّم مريديه فن العزف على العود، واستخدام الموسيقا في ذكر الله. تدور حول هذه الوكالة وحول شيخها الكثير من الأساطير، وتتمتع بكمًّ كبير من الزخم التراثي، وتغدو مركزاً روحياً يؤمه الكثير من الشبان والفتيات الراغبين باتباع الطريقة، والوصول إلى السموّ الروحي على نغمات العود... يمكن قراءة مراجعة للرواية هنا.
الملامية
يصل غريبٌ إلى مدينة "المتلوي" التونسية، في يومٍ خريفيّ من أيام عام 1972، ويترافق وصوله مع سلسلة من الحوادث الغامضة: السماء تتلبّد، تعم العتمة كل شيء، ساعة الحائط في الحانة تتوقف، تتعطل القطارات، تحرن الحيوانات... ورغم أن الناس في تلك المدينة متعودون على قدوم الغرباء إليها منذ أن تم اكتشاف الفوسفات فيها، إلا أن شعوراً عاماً بأن هذا الغريب مختلف يسيطر على الجميع. هكذا تبدأ رواية "الملامية" للكاتب التونسي "محمد الخالدي"، بقدوم الغريب الذي سيناديه الجميع بـ"مولانا"، بعد أن يدركوا أنه واحدٌ من أصحاب البركات والكرامات... يمكن قراءة مراجعة للرواية هنا.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...