بين تقرير حديث أصدره مركز الإحصاء في أبو ظبي أن عدد عقود الزواج التي سجلت في الإمارة خلال العام 2016 وصل إلى 5892 عقداً، وهذا الرقم أقل بنسبة 2.4 بالمائة عن عقود الزواج في العام 2015. التقرير الذي اطلع عليه رصيف22 كاملاً حمل العديد من الأرقام الهامة، التي نادراً ما تخرج بهذه الدقة في عالمنا العربي. وقد شكلت عقود الزواج التي كان أحد طرفيها من المواطنين الإماراتيين وليس الأجانب ما نسبته 70.9% من هذه العقود. التقرير وضح أيضاً أن متوسط العمر عند الزواج الأول للمواطنين الذكور في أبوظبي بلغ 27.2 سنة في عام 2016، بينما وصل المتوسط إلى 24.2 سنة بالنسبة للإناث من مواطني الدولة. أما الشهر الذي يمكن اعتباره موسم الزواج في العام 2016 فكان شهر مارس، حيث زاد فيه عدد حفلات الزواج مقارنة بباقي شهور السنة، لكن لم يبين التقرير السبب في ذلك، بينما كان شهر يونيو هو أقل شهر يشهد حفلات زواج. وتم الحصول على البيانات المستخدمة في هذا التقرير من دائرة القضاء في أبو ظبي، وبعدها قام مركز الإحصاء بمعالجتها وتدقيقها.
عن أسباب الطلاق في الإمارات
يظهر التقرير أن 58.6 بالمائة من مواطني الدولة في الفئة العمرية التي تبدأ من 15 عاماً فما فوق من المتزوجين، بينما أكثر من ثلث مواطني الإمارة الذين يبلغون 15 سنة فأكثر لم يتزوجوا أبداً، وهو ما يشكل 35.7 بالمائة من المواطنين. أما النسبة الباقية من المواطنين فقد سبق لها الزواج لكنها خاضت تجربة الطلاق. ووصل عدد حالات الطلاق في أبو ظبي إلى 1922 حالة طلاق، ووصلت نسبة الطلاق التي يوجد فيها طرف من مواطني الدولة سواء كان رجل أو امرأة إلى 68.3 بالمائة من إجمالي الحالات المسجلة. ويؤكد التقرير أن نسبة حالات الطلاق بالنسبة لمواطني الدولة وصلت إلى 7.6 لكل ألف من السكان، ومثلما كان شهر مارس هو أكثر الشهور في عدد حالات الزواج فقد كان أيضاً أكثر شهر من حيث عدد حالات الطلاق، أما شهر سبتمبر فقد تمت فيه أقل عدد من حالات الطلاق. من الأرقام الهامة أيضاً التي جاءت في التقرير نجد أن 28.2 بالمائة من حالات الطلاق التي تمت في العام 2016 لم تزد فترة الزواج فيها عن عام واحد، كما أن أكثر من 50 في المائة من حالات الطلاق تلك لم يزد الزواج فيها عن ثلاثة أعوام.موسم الزواج في 2016 في أبو ظبي كان شهر مارس فقد زاد عدد حفلات الزواج مقارنة بباقي شهور السنة
28.2 بالمائة من حالات الطلاق التي تمت في العام 2016 لم تزد فترة الزواج فيها عن عام واحد...لكن في دولة غنية تتيمز بتعليم جيد مثل الإمارات، ترى ما هي أسباب زيادة حالات الطلاق؟ ربما نجد الإجابة في دراسة أجرتها في العام 2016 عدة جامعات هي جامعة زايد وجامعة الإمارات العربية المتحدة وكلية الخوارزمي الدولية. وجدت هذه الدراسة أن تدخل أفراد من الأسرة، إلى جانب مشاكل مالية وعدم التواصل بين الطرفين هي أهم أسباب الطلاق في الإمارات. بينت الدراسة أن أسباب الطلاق في الإمارات تتشابه والكثير من الأماكن الأخرى في العالم. توصلت الدراسة إلى أن أسباب مثل أن قرار الزواج لم تتم دراسته بشكل جيد، أو لم يكن مبني على اختيار شخصي، بل على ضغوط عائلية، تجعل فرص استمراره أقل. بينت الدراسة أن أسباب مثل فارق السن ووجود خلافات وعدم اتفاق بين الطرفين إلى جانب افتقاد الطرفين لمهارات الإدارة المالية هي أسباب أخرى تساهم في زيادة نسبة الطلاق في الإمارات. وفيما يتعلق بالنساء وضحت الدراسة أن نسبة كبيرة منهم لم يتعرفوا على شركاءهم بشكل جيد قبل الزواج، كما أن تدخل الأسرة في كل التفاصيل كان عاملاً مهماً أدى إلى الطلاق. من الأسباب الأخرى التي توصلت لها الدراسة أن بعض حالات الطلاق يكون سببها هو الخلافات المتعلقة بقضايا مثل مقدار المال الذي سينفق على حفل الزفاف، أو حدوث عنف سواء جسدي أو نفسي من الزوج ضد زوجته. وأظهرت الدكتورة سناء عاشور، الأستاذ المساعد في كلية الخوارزمي الدولية، وإحدى العاملات على الدراسة أنه كانت هناك صعوبة في الحصول على آراء من الذكور في تلك الدراسة بعكس النساء. حيث فضل الكثير منهم عدم الإجابة على أسئلة الدراسة معتبرين أن أمر الطلاق شخصي. وخلصت الدراسة إلى أن النساء في الإمارات يعانين أكثر من الرجال بعد الطلاق، فأغلب الرجال يتزوجون بعد الطلاق بأشهر قليلة، في حين أنه من الصعب على النساء أن يقمن بالمثل لأسباب اجتماعية عدة. وتنتشر في الإمارات دوارات تدريبية للمقلبين على الزواج بهدف تقليل نسبة الطلاق، ومن ضمنها برنامج "إعداد" التابع لصندوق الزواجى الإماراتي والذي يهدف إلى تأهيل الشباب المقبلين على الزواج وجعلهم مؤهلين أكثر نفسياً وفكرياً لهذه الخطوة. كما تنتشر دورات تدريبية تساعدين المقبلين على الزواج في زيادة الوعي بمفهوم الزواج، وكيفية التخطيط له، ووالقدرة على حل المشكلات الزوجية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.