يعود اسم أسامة بن لادن إلى الواجهة بعد نشر وكالة الاستخبارات المركزية قائمةً تحتوي على تفاصيل من الملفات والوثائق التي صودرت في مايو 2011 خلال المداهمة الأمريكية للمكان الذي كان مؤسس القاعدة يختبئ فيه بباكستان.
وتتضمن القائمة نحو 470 ألف ملف. وقد سمح مدير الوكالة بمشاركة معظم تلك الملفات مع الرأي العام "احتراماً لحق الشعب في الوصول إلى المعلومة"، علماً أن الوكالة كانت قد نشرت مجموعة من الوثائق في مايو 2015.
تشمل الملفات صوراً شخصية لبن لادن مع عائلته، ومذكرات بخط يده وفيديوهات، وتفاصيل إستراتيجية لقيادة التنظيم.
[caption id="attachment_126519" align="alignnone" width="700"] بن لادن خلال زيارة إلى السويد عام 1971[/caption]
[caption id="attachment_126520" align="alignnone" width="700"] خلال زيارة إلى أوكسفورد[/caption]
رسوم متحركة وأفلام ووثائقيات
تتضمن الوثائق عدداً كبيراً من الأفلام التي تناسب أعماراً مختلفة، ما يكشف جانباً "عادياً" لبن لادن يتغاضى الكثيرون عن وجوده، بسبب طبيعة دوره الارهابي. تنوعت الأفلام التي جذبت بن لادن، أبرزها Antz وBatman Gotham Knight وChicken Little وFinal Fantasy VI. كما تضمنت القائمة وثائقي In the Footsteps of bin Laden عن حياة بن لادن نفسه. هل كان بن لادن يتابع ما يُكتب عنه؟ حتماً، وهذا ما يوضحه محتوى الوثائق من أرشيف إعلامي مرئي ومسموع ومكتوب.بحسب وثائق من مقتنيات بن لادن: عرضت إيران على القاعدة "كل ما يلزم" مقابل ضرب المصالح الأمريكية في الخليج
يثير نشر الوثائق الجديدة من مقتنيات بن لادن عدة تساؤلات، منها الجدوى من مشاركتها في هذا التوقيت بالذات
فيديوهات ممنوعة وصور عائلية
تضمنت الوثائق المنشورة مقطع فيديو لزفاف حمزة، نجل بن لادن، المرجح أنه أقيم في إيران، بالإضافة إلى مجموعة مقاطع مصورة وفيديوهات إباحية. أما الصور العائلية فتعتبر ذات قيمة لأنها توثق جزءاً من حياة عائلة بن لادن، من بينها صورة لنجله حمزة، هي بحسب الاستخبارات، الأحدث للشاب الذي يبلغ من العمر عشرين سنة اليوم، والمتواري عن الأنظار. [caption id="attachment_126517" align="alignnone" width="700"] حمزة بن لادن (في الوسط)[/caption] لم تتم مشاركة جميع الفيديوهات والمواد التي وجدت على الحاسوب لأن بعضها احتوى على مواد إباحية، بحسب الوثائق، بالإضافة إلى فيروسات قد تتسبب بتعطيل الحواسيب في حال الولوج إليها.بين القاعدة وإيران علاقات ودية متزعزعة
بين الوثائق 19 صفحة تحتوي على "تقييم ونقاش" لعلاقة القاعدة مع إيران. وبحسب الوثيقة، عرضت إيران على تنظيم القاعدة "كل ما يلزم بما في ذلك المال والسلاح والتدريب في معسكرات حزب الله في لبنان، مقابل ضرب المصالح الأمريكية في السعودية والخليج". وساعدت المخابرات الإيرانية في عملية تنقّل بعض أعضاء التنظيم في المنطقة عبر منحهم تأشيرات سفر تسهل وصولهم للبلدان التي تحوي "الأهداف". إلا أن الوثائق تكشف أن تنظيم القاعدة خرق الاتفاقية مع إيران، وأدى عدم التزامه بها إلى اعتقال عدد من مناصريه من قبل الاستخبارات الإيرانية. وكشف كاتب الوثيقة، الذي وصفته الاستخبارات الأمريكية بأنه "عضو بارز" في القاعدة، عدة معلومات، منها أن القاعدة ليست في حرب مع إيران، وأن بعض "المصالح تتقاطع بينهما"، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بـ"العدو أمريكا".ما أهمية هذه الوثائق؟
بحسب مكتب الاستخبارات، تتيح المعلومات التي تم فرزها والحصول عليها من حاسوب بن لادن تفنيد جزء كبير من أفكار التنظيم، بالإضافة إلى القدرة على تكوين تحليل إستراتيجي عن عملياته، وتحديد أدائه، وحلفائه، وعدد من المرتبطين به. وأضافت الوكالة أن المواد الجديدة التى نشرت يوم الاربعاء أظهرت جهود القاعدة لاستغلال انتفاضات الربيع العربي ومحاولاتها تحسين صورة التنظيم الإعلامية باستمرار. وذكرت أن بين الملفات صور وتسجيلات صوتية بعضها لابن لادن وهو يتدرب على إلقاء الخطب، وبعضها الآخر مراسلات صوتية وأرشيف صور للقاعدة. وهنالك أكثر من 10 آلاف فيديو، بينها فيديوهات عائلية ودعايات للجهاد وحياة الجهاديين هدفها التشجيع على الانضمام للتنظيم. المواد التي تمت مشاركة معظمها اليوم تسمح للقارىء والمراقب بتكوين فكرة عن أسباب الانقسام بين تنظيمي القاعدة وداعش، على الصعيدين الديني والجهادي، وعلى الصعيد السياسي أيضاً إذ يلاحظ المتابع خلافات جوهرية بين القاعدة وحلفائها. واللافت إعداد تنظيم القاعدة للذكرى العاشرة لأحداث 11 أيلول عبر الترويج لدعاية متقنة، عدا محاولات استغلال تظاهرات وأحداث الربيع العربي، والأهم وجود وثائق تكشف محاولة بن لادن المحافظة على اللحمة بين عناصر القاعدة على الرغم من الخلافات الإستراتيجية التي عصفت بالتنظيم.توقيت مُريب لنشر الوثائق؟
يثير نشر الوثائق عدة تساؤلات، منها الجدوى من مشاركتها في وقت يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق واضح مع إيران في ما يتعلق ببرنامجها النووي. وهو حرص خلال الأشهر الماضية على تصوير إيران كـ"تهديد أساسي للولايات المتحدة" في إشارة إلى برنامجها النووي واحتمال تطويره أو استخدامه.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ 23 ساعةالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يوموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت