مجلة الملحدين العرب... خمس سنوات من نقد الأديان وكسر "المحرّمات"
الجمعة 20 أكتوبر 201706:23 م
ساهم العدد الـ52 من مجلة الملحدين العرب والذي صدر في مارس الماضي في انتشارها بشكل أوسع، بعد فترة لم تكن فيها معروفة كثيراً وخاصة في أوساط غير الملحدين، وذلك حين وضع القائمون عليها إعلاناً مدفوعاً عن العدد على موقع فيسبوك.
هذا الأمر ساهم في إيصال المجلة إلى عدد كبير من العرب الذين فوجئوا بوجود هذه المجلة الشهرية من الأساس وبصدور 52 عدداً منها رغم حديثها عن الإلحاد في ظل المجتمعات العربية ذات الصبغة الدينية.
وراح كثيرون يتساءلون عن هذه المجلة وعن هوية مؤسسيها وتاريخ تأسيسها ومصدر تمويلها.
البداية
بدأت قصة المجلة عام 2010 عندما ظهر لأول مرة موقع على شبكة الإنترنت مخصص للملحدين العرب باسم "شبكة ومنتدى الملحدين العرب" والذي أسسه أحد الملحدين العرب ويدعى "الغراب الحكيم" وهو اسم مستعار لرجل سوري الجنسية، في منتصف الثلاثين من عمره ويعمل مدوناً ورسام كاريكاتير. وهو قام بتلك الخطوة بالتعاون مع عدد من أصدقائه بهدف فتح باب النقاشات حول الأديان بشكل عام من خلال غرف للدردشة بين الملحدين والمتدينين، بعد فشل المدونات العادية في هذا الوقت في الوصول إلى كل الناس. وشهد هذا الموقع في بدايات تأسيسه إقبالاً ليس بالقليل من الشباب العربي، واشتهرت فيه المناقشات الساخنة بين الأطراف المختلفة في الرأي. ومع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة فيسبوك، خفت بريق الموقع، بعد أن تحوّل الموجودون فيه إلى مواقع التواصل الاجتماعي وأسسوا صفحات ومجموعات يستطيعون فيها فتح نقاشات أوسع مما كان تتيحه الشبكة القديمة. دفع ذلك "شبكة ومنتدى الملحدين العرب" إلى الدخول هي الأخرى إلى عالم التواصل الاجتماعي وتكوين مجموعة تضم عدداً من المشاركين فيها بعد أن تم مسح موقعها الأول على الإنترنت بفعل هجوم لقراصنة، حسبما روى مؤسس الشبكة "الغراب الحكيم".الانطلاقة
عام 2012، ومع انتشار التيارات الإسلامية المتشددة على مواقع التواصل الاجتماعي، شهدت مجموعات وصفحات الملحدين بشكل عام حملات كبرى ضدها، ما أسفر عن إغلاق العديد منها بالفعل. ومع إغلاقها، ضاع الكثير من المقالات والمناظرات الخاصة بالملحدين. وكذلك، واجه موقع شبكة الملحدين على الإنترنت هجمات مماثلة من بعض القراصنة، أدت إلى إسقاطه أكثر من مرة وضياع ما عليه من محتويات. ولذلك، فكر "الغراب الحكيم" في حلّ يحفظ هذه المناقشات والمقالات، واجتمع مع اثنين من أصدقائه هما الكاتب عادل أحمد، سوداني في العقد الرابع من عمره ويأتي من خلفية إسلامية، وفينوس صفوري، عراقية من أصول فلسطينية في العقد الرابع من عمرها أيضاً وتأتي من خلفية مسيحية.بدأت في ديسمبر عام 2012 امتداداً لشبكة ومنتدى الملحدين العرب وظهر منها 54 عدداً.. مجلة الملحدين العرب
تقول رئيسة تحريرها إنها أصبحت مرجعاً للبحث في مواضيع محظورة، خاصةً عن نقد الأديان.. مجلة الملحدين العربفكر الثلاثة معاً في كيف يمكن أن يحافظوا على المقالات والمناظرات الخاصة بشبكة الملحدين العرب أكانت على الموقع أو على المجموعة الخاصة به على فيسبوك بهدف توثيق هذه المرحلة في حياتهم. واقترح عادل أحمد فكرة تأسيس أول مجلة تعبّر عن الملحدين، وتكون منبراً لهم، الأمر الذي لاقى ترحيب الجميع، فبدأوا بتأسيس المجلة في منتصف عام 2012. حينذاك، اقترحوا الفكرة على باقي الملحدين المعروفين وخاصة الكتاب منهم كالمدون المصري أحمد حسين حرقان، والسوري جان برو، وآخرين، واتفقوا على جعل هذه المجلة شهرية وإصدارها باسم "مجلة الملحدين العرب" لتكون امتداداً لشبكة الملحدين العرب. وعلى الرغم من أن المجلة هي امتداد للموقع إلا أن القائمين عليها ارتأوا أن تكون مستقلة عنه، حتى في الموقع الخاص بها، واختاروا هيكلاً إدارياً وتحريرياً لها، ووقع الاختيار على فينوس صفوري لتكون أول رئيسة تحرير للمجلة التي انطلق أول عدد منها في 12 ديسمبر 2012.
