"لا أشعر أبداً بأنني جميلة، الناس يرونني هكذا فقط لأنني أضع على وجهي مساحيق تجميل". جملة قالتها الممثلة المصرية سعاد حسني، صاحبة لقب سندريلا السينما العربية، في لقاء بثته إذاعة الشرق من باريس قبل سنوات طويلة. أضافت السندريلا في اللقاء نفسه أن حياتها العاطفية لم تكن سعيدة. بحسب مقاييس الجمال التقليدية، ربما هناك نجمات أجمل من حيث الشكل من السندريلا، لكنها أكثر منهن جاذبية بالتأكيد، وحين يجذبنا شخص ما، نراه حينئذ أجمل البشر. ربما لهذا، تعد الجاذبية أكثر تأثيراً من الجمال. ولكن، هل هناك علاقة بين الجاذبية وبين الفشل في الحياة العاطفية؟ يخبرنا العلم أن هناك علاقة بالفعل. ترى دراسة علمية حديثة أجراها علماء من جامعة هارفارد، اطلع عليها رصيف22 كاملة، أنه كلما كان الفرد جذاباً ومتميزاً من الآخرين بالجمال، قل حظه في الحب، وتعرض لأزمات عاطفية، وزادت فرص أن تنتهي علاقاته بالانفصال أو الطلاق. بالتأكيد، لم تسمع السندريلا عن هذه الدراسة قبل موتها، فهي ماتت عام 2001، والدراسة خرجت للنور عام 2017، لكنها تحمل لنا تفسيراً منطقياً عن تعرض سعاد لأزمات كثيرة في حياتها العاطفية أدت إلى انفصالها أكثر من مرة. وهي حتماً كانت ستستغرب أن جاذبيتها هي السبب. دخلت السندريلا في خمس علاقات عاطفية في حياتها، بدأ الأمر بعلاقتها بالمطرب والممثل عبدالحليم حافظ (1929 – 1977)، وفق ما يقول مؤرخون، منهم الصحافي مفيد فوزي. وقد تجسدت العلاقة في زواج عرفي على الرغم من أن عائلة العندليب الأسمر تنفي ذلك. لكن الأكيد أن قصة حب جمعت الممثلة الجذابة بالمطرب الناجح. بحسب فوزي، فإن زواج سعاد وعبدالحليم استمر حوالى ستّ سنوات، قبل أن يفترقا عام 1965، بعد ذلك تزوجت بالمصور والمخرج صلاح كريم لعامين تقريباً، ثم ارتبطت بعلي بدرخان ابن المخرج أحمد بدرخان. وبعد طلاقهما تزوجت زكي فطين عبدالوهاب ابن المطربة ليلى مراد. أما آخر زواج لها فكان في عام 1987 بكاتب السيناريو ماهر عواد. كانت حسني تبحث عن الحب بشكل حقيقي، لكنها كانت تتعجب دائماً من أن كل محاولاتها تنتهي بالفشل.
تقول دراسة جامعة هارفارد أن هناك مميزات كثيرة حين يكون الشخص جذاباً، منها أنه يحصل على النجاح والشهرة أكثر من الشخص العادي، فهو قادر على جذب الانتباه أينما كان، وفي مجال العمل لديه فرص أكبر للترقي والحصول على راتب أعلى من الشخص العادي، إلى جانب قدرته على الحصول على فرص في مجالات مختلفة أكثر بكثير من الشخص العادي. لكن للأسف، في المقابل، ترى تلك الدراسة أن أولئك الذين لديهم جاذبية أكثر هم أقل حظاً في الفوز بتجارب عاطفية ناجحة من هؤلاء الأقل جاذبية. بحسب علماء النفس الاجتماعي في جامعة هارفارد الذين أجروا بالدراسة، فإنه ليس من الصعب على الناس الجذابين العثور على شريك، لكن فرصهم قليلة في خوض تجارب حب ناجحة وطويلة الأجل، كما أن هناك صلة أيضاً بين جمال الشكل والفشل في الحب. تؤكد الدراسة أن للجمال والجاذبية دوراً كبيراً في فشل العلاقات العاطفية، وتشير النتائج إلى أن علاقة الشخص الجذاب بشريكه أكثر عرضة للانهيار، في الأقل جزئياً لأنه يحصل على اهتمام كبير من الناس، وهذا يسبب غيرة شريكه الشديدة عليه، ما يؤدي إلى مشكلات عدة. كما أن الشخص الجذاب حين يتعرض لمشكلات مع شريكه، فقد يختار الابتعاد منه، لأنه يعلم أن هناك أكثر من بديل يتمنى الارتباط به، فيقول لنفسه: "لماذا أتحمل هذه المشكلات، وهناك من يحلم بالارتباط بي". وهذا ما يجعله لا يتحمل،، ويختار الابتعاد سريعاً.
كيف أُجريت الدراسة؟
عرض الباحثون صور رجال غير مشهورين على نساء، وطلبوا منهن اختيار صور الرجال الأكثر جاذبية من وجهة نظرهن، لكن ما لم تعرفه هؤلاء النساء أن هذه الصور قديمة التقطت لهؤلاء الرجال حين كانوا طلاباً. الصور التي اتفق النساء على أن لدى أصحابها جاذبية كبيرة عرف العلماء أنها لرجال حياتهم العاطفية لم تكن ناجحة، وتعرضوا للانفصال أكثر من مرة. ولم تستمر علاقاتهم بشريكاتهم فترة طويلة. أما في ما يتعلق بالمشاهير، فقد جمع الباحثون قوائم لأكثر نجمات هوليوود جاذبية، ومنها قوائم فوربس وموقع IMDB وكانت النجمات كلّهنّ الواردة أسماؤهن في هذه القوائم قد مررن بعلاقات عاطفية فاشلة انتهت بالطلاق أو الانفصال.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...