مساء أول يوم من افتتاحية آرت دبي Art Dubai، المعرض الذي يستقطب رواد الفن من أنحاء العالم العربي والعالم، أقامت دار المزادات "كريستيز" christie’s مزاداً علنياً عنوانه "الفن العربي والإيراني والتركي الحديث والمعاصر"، وهو مزادها السادس عشر في دبي. عُرض في المزاد 140 عملاً فنياً بيع 124 منها بعشرة ملايين وستمئة ألف دولار، بزيادة 65 بالمئة عن العام الماضي، وهو رقم يقارب نتائج عام 2010. المزاد يعكس حال سوق الفن العربي اليوم. الأسعار العالية والقياسية كانت لقطع حديثة أثبتت قيمتها للمقتني عبر وجودها في مجموعات المتاحف أو لأهميتها التاريخية والوطنية، وهو أمرٌ متوقع في الأسواق الناشئة.
[br/] نجمة المزاد كانت قطعة مائية صغيرة رسمت عام 1965 (35 سم بـ75 سم) للفنان المصري عبدالهادي الجزّار عنوانها "بناء قناة السويس" التي بيعت بمبلغ 1,023,750 دولار، ما يعدّ سعراً قياسياً له. جاءت اللوحة من مجموعة "فاروز" أو الفرعونية التي كانت مقيّمة بـ1,400.000 دولار، لكنها نجحت بجمع 3,895,500 دولار بعد إقبال من المقتنين المصريين خاصة. كانت المجموعة قد عرضت في القاهرة عام 2009. لوحة "هاجر" لمحمود سعيد بيعت بـ 663,750 دولار، وكانت مقدّرة بـ حوالي 175,000 دولار، وهي صورة تشكيلية للخادمة المسماة "هاجر" تبدو على ملامحها سمات فرعونية. يذكر أن لوحة لسعيد مسماة "الدراويش" بيعت عام 2010 في الصالة نفسها بأكثر من مليونين ونصف مليون دولار. أما منحوتة آدم حنين للفنانة أم كلثوم فقد بيعت بـ111,750 دولار، أي بأقل ما كانت مقدّرة.
[br/] المجموعة الثانية البارزة كانت للمعماري معاض الألوسي، التي كان بعضها معروضاً في الصالون الفكري في بغداد "النيت المكعب". من أهم الأعمال التي عرضت للبيع في هذه المجموعة، لوحة تأملات لشاكر حسن آل سعيد من عام 1984، والتي بيعت بـ207,750 دولار، وهي لوحة زيتية تشير إلى الدمار الذي لحق بالعراق جرّاء الحرب مع إيران.
[br/] السوري محمود حمّاد فاجأ المقتنين بعد أن بيع عمله "الغالب" بثلاثة أضعاف التقدير، ما لم يشكل مفاجأة للخبراء بأعمال حمّاد، الفنان الحديث الذي لم تصل أسعاره إلى ذروتها بعد. تعمل المديرة في كريستيز، هلا خياط، على كتاب تجمع به أعمال هذا الفنان الذي كان رائداً في التجريد وفن الخط العربي. سبق أن عرض هذا العمل في معرض الفن في الإسكندرية عام 1968.
[br/]
[br/] الإيراني الشاب علي بني صدر، بيعت لوحته أسود بمبلغ 339,750 دولار، أي ضعف تقييمها، وكانت قد عرضت في معرض "تديوس روباش" Thaddaeus Ropac الشهير المعروف بجودة الأعمال التي يعرضها، ما يوسع دائرة المهتمين بهذا العمل. كما هو متوقع، بيعت أعمال اللبناني أيمن بعلبكي بضعف ما كانت مقيمة به، فهو اليوم من أهم الفنانين العرب ومواضيعه آنية، لاسيما لوحة جورة الشياح هذه المعبّرة.
[br/]
[br/] يعتبر عدد من النقّاد الفنيين ومديرو صالات العرض أن المزادات العربية تفتقر للابتكار وتسلّط الضوء على أعمال من القرن الماضي بدلاً من التركيز على الأعمال المعاصرة، فالعالم العربي واسع وفيه حركات فنية كثيرة وغنية. طبعاً ليس ذلك نتيجة ضعف كريستيز، إنما هو العرض والطلب الذي يتحكم بالسوق.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...