شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
تغيرات سلوكية بسيطة تساعدكم في إنفاق

تغيرات سلوكية بسيطة تساعدكم في إنفاق "أكثر ذكاءً" أثناء الدراسة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 20 سبتمبر 201711:32 ص
مع بداية الدراسة في الوطن العربي، تزداد الهموم المالية للأسر العربية التي تمضي شهوراً، وربما سنوات، في توفير نفقات الكتب واللبس والمستلزمات وحتى مصروف الطلبة، خوصاً في المرحلة الجامعية التي تمثل أول تحدٍّ للطلاب في إدارة نفقاتهم بعيداً من الأبوين. يوضّح هولتون ويلسون Holton Wilson، من جامعة Tulsa في الولايات المتحدة، أن معدلات إنفاق الطلاب في المرحلة الجامعية تتسم بكثير من التباين، وأن غالبية الدراسات التي بحثت ذلك لم تستطع تقديرها بشكل دقيق، وشابها كثير من المبالغة. غير أن الارتفاع المستمر للرسوم والمصاريف الجامعية ليس بحاجة إلى إثبات؛ فيضطر الطلاب والأسر لاقتراض حوالى 100 بليون دولار سنوياً لتعويض فرق النفقات في الولايات المتحدة مثلاً. وبما أن، في ما يبدو، الإنفاق أكثر لا يعني بالضرورة الحصول على تعليم أكاديمي أفضل، فإن السؤال الملح هنا هو: ماذا لو أمكننا إجراء تعديلات بسيطة في حياتنا التعلمية لتوفير مبالغ كبيرة؟ تجيب الغارديان عن هذا السؤال بمقالة حديثة، عرضت خلالها 5 تعديلات سلوكية بسيطة تقوم على تقنيات التعزيز السلوكي المتبعة في السياسة وعلم النفس والاقتصاد.

التعزيز السلوكي

نظرية التعزيز أو الدفع هي مفهوم خاص بعلم السلوك، تقوم على الاعتماد على التعزيز الإيجابي والاقتراحات غير المباشرة والتأثير في الدوافع والحوافر لتحقيق امتثال الأفراد والجماعات، غير القسري،  لاتخاذ قرارات مهمة، ويؤمن العلماء بأنها أكثر تأثيراً في تحقيق الأهداف عن أسلوب التوجيه والتعليمات المباشرة. لقد استغل خبراء الاقتصاد السلوكي تقنيات التعزيز لتحسين صحة الأفراد وأمانهم ومساعدة الناس في أداء التزاماتهم المالية في الوقت المحدد، ويمكن اعتمادها لتنظيم إنفاق الطلاب في الجامعة، بخاصة أنها تتميز بأنها لا تتطلب كثيراً من الجهد. تساعدنا تقنيات التعزيز أساساً في التأمل قليلاً قبل ترشيد نفقاتنا؛ حيث إن الأفراد يميلون إلى تحقيق الارتياح على المدى القريب أكثر من التركيز على الأهداف البعيدة أو الطويلة المدى، لذا يدخنون السجائر للشعور بالسعادة أو الارتياح الوقتي على رغم أن تأثيرها القاتل على المدى البعيد مؤكد. من هنا، ينصح علماء السلوك بإعطاء كل فرد ذاتَه الحافز المناسب للتفكير في تحقيقه مستقبلاً، لتشجيعه على الادخار وتخفيف الاستهلاك.

النصيحة الأولى: مكافأة الذات

يقول جيرمي بيمنت Jeremy Beament، من مؤسسة Nudge Global التي تعتمد تقنيات سلوكية لمساعدة الأفراد في إدارة مواردهم المالية، أن الأفراد يحبون أن يكافأوا على إنجازاتهم. لذا، إذا أردنا أن نثني شخصاً عن شراء 3 أكواب من قهوة ستاربكس مثلاً وادخار ثمنها، فعلينا أولاً تحديد مكافأة لهذا التصرف كي يسعى إلى تحقيقه. لعل هذا ما دفع آنشال فيج Aanchal Vij التي تسعى إلى نيل الدكتوراه في اللغة الإنكليزية من جامعة Sussex، لتغيير حياتها الاجتماعية تماماً باتباع هذا الأسلوب. تروي فيج للغارديان: أحد أهم أسباب اختياري جامعة ساسكس، كطالبة هندية، هو الحفلات الموسيقية التي تشتهر بها مدينة Brighton، وهو ما دفعني إلى تحمل عيش لفترات طويلة بشكل مقتصد لحضور أكبر عدد من هذه الحفلات.

النصيحة الثانية: تغيير الروتين

يتوقف تحديد مكافأة الطالب ذاتَه على طبيعة الأشياء المفضلة لديه، وكيفية ربطها بتقنية سلوكية تساعده في تخفيف الاستهلاك. يوضح جيفري موسنيكس Jeffrey Mosenkis، عالم السلوك في مؤسسة Innovations for Poverty Action التي تعتمد تقنيات التعزيز في دعم الأشخاص في البلدان النامية، أنه من اليسير إدارة النفقات البسيطة والمنتظمة والمتوقعة بخلاف تلك الضخمة أو التي لا تتكرر، بمعنى اقتطاع مبلغ أسبوعي مثلاً من موازنتنا أو مصروفنا لإجازة آخر العام، فضلاً عن تدبير المبلغ كله مرة واحدة.

النصيحة الثالثة: تقسيم المدخرات

يضيف موسنكيس أن فصل الموازنات داخل العقل أو على أرض الواقع يساعد في توفير مزيد من الأموال. هذا ما فعله بن ماكليلان Ben McClellan، الطالب في كلية لندن UCL، إذ يوضح أنه عندما يخطط لرحلة أو حفلة موسيقية يعدد من أوجه ادخاره فيخصص حساباً أو صندوقاً منفصلاً لكل هدف، حتى لا يختلط عليه الأمر أو يظن خطأً أنه جمع المبلغ المراد.

النصيحة الرابعة: مراقبة الرصيد أولاً بأول

مراجعة ما تبقى لديكم من مال باستمرار تساعدكم في التخلص من النفقات غير الضرورية وتقليل الاستهلاك. كما أن مجرد وضع ورقة على صندوق الادخار مكتوب عبارة "صندوق الإجازات" عليها، يحفز الشخص على ادخار المزيد، وذلك يشبه الاطلاع على الحساب المصرفي بشكل منتظم ومتابعة الزيادة به. وتلفت صوفي جيرمي Sophie Jermy، الطالبة في الماجستير في جامعة Chester، إلى أنها تراجع حسابها في البنك مرة أو اثنتين أسبوعياً، لمعرفة ما أنفقت وعلى ماذا، حتى لا تفاجأ بنفاد ما لديها من مال.

النصيحة الخامسة: توزيع المال وجزء ثابت للادخار

ينصح Beament بأن يقسم الطالب مخصصاته المالية فور الحصول على المصروف بتوزيعها على المهمات المنوطة به من اللحظة الأولى حتى لا ينفقها على أشياء غير مهمة والعودة إلى البحث عن مصدر آخر أو الاضطرار لإلغاء أو تأجيل أمور مهمة لعدم توافر المال. كما يؤكد ضرورة تخصيص جزء من المال للتوفير أو الادخار، مهما كانت النفقات كبيرة، إذ يفيد هذا المبلغ المدخر وقت الحاجة.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image