شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
هل يختفي الصحافي البشري ويحلّ محلّه روبوت؟

هل يختفي الصحافي البشري ويحلّ محلّه روبوت؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 21 أغسطس 201704:08 م

في نهاية العام 2016، استغنى أحد المواقع الصحافية المصرية عن الصحافي أحمد فتح الله بسبب "ظروف اقتصادية تجبر الموقع على تقليل العمالة" بحسب ما قالت له إدارة الموقع وقتذاك.

ما حدث مع فتح الله تكرر مع عشرات سواه في السنوات الأخيرة فيما وصف "بمجزرة ضد الصحافيين المصريين من قبل مؤسسات إعلامية عدة".

وما حدث مع الصحافي المصري يتكرر في المستقبل القريب مع صحافيين آخرين في عالمنا العربي أو في العالم كله، لكن لسبب مختلف تماماً، هو أن تحل محلهم روبوتات ذكية قادرة على صناعة قصص إخبارية من دون تدخل بشري.

جوجل تستثمر في الروبوت الصحافي

في العام المقبل، سيخرج من وكالة الأخبار البريطانية الشهيرة The Press Association نحو 30 ألف قصة إخبارية كل شهر، لكن هذه القصص لن يقدمها لكم صحافيون بشريون.

نعم ما قرأتموه صحيحاً. فهذه القصص الإخبارية ستعدها لكم روبوتات صحافية في مشروع جديد تتبناه الوكالة التي تتخذ من لندن مقراً لها وتغذي وسائل إعلام عدة بالمحتوى الذي تصنعه.

وبحسب تقرير حديث نشره موقع مجلة فوربس الأمريكية، فإن المشروع الجديد سيجعل الروبوتات قادرة على تنفيذ ما يقارب 30 ألف مادة شهرياً ما بين مقالات مكتوبة وفيديو. تغطي مواضيع عدة منها الصحة والجريمة، ومجالات أخرى.

وحصل هذا المشروع المدهش من جوجل على مبلغ مالي ضخم، مقداره 830 ألف دولار كمنحة.

وتعد هذه المنحة جزءاً من مبادرة الأخبار الرقمية التي تتبناها جوجل لمدة ثلاث سنوات، ومن خلالها تقدم الشركة الضخمة 150 مليون يورو بهدف دعم الابتكار في الصحافة الرقمية في جميع أنحاء أوروبا.

وداعاً للصحافي البشري؟

لا يمكننا القول إن الوكالة ستودع الصحافيين البشريين تماماً، فالمشروع سيقوم بتعيين خمسة منهم على أن تكون مهمتهم الإشراف على القصص التي ستكتبها الروبوتات، بهدف تحريرها والتأكد من عدم وجود أخطاء فيها.

وعن طريق منحة جوجل، سيتم تطوير الذكاء الاصطناعي في هذه الروبوتات لجعلها قادرة على جمع البيانات والمعلومات، ومن ثم تحويلها إلى قصص إخبارية مناسبة للنشر.

وتطوير الذكاء الاطناعي في هذه الروبوتات سيجعلها قادرة على جمع مقاطع فيديوهات وصور جرافيكية مناسبة للدمج مع القصص الإخبارية المكتوبة ليصبح الموضوع متكاملاً.

سيخرج من وكالة الأخبار البريطانية The Press Association نحو 30 ألف قصة شهرياً لن يكتبها صحافيون بشريون
سيتم تطوير الذكاء الاصطناعي للروبوتات لجعلها قادرة على جمع البيانات وحويلها إلى قصص إخبارية للنشر

حدث بالفعل

ما تقوم به وكالة The Press Association ليس التجربة الأولى، فقد سبقتها في ذلك صحيفة لوموند، ومقرها باريس، حين قدمت لجمهورها قصصاً من إعداد روبوتات صحافية خصوصاً في ما يتعلق بانتخابات عام 2015، إضافة إلى تغطية قصص من مناطق ريفية لا يوجد فيها للصحيفة مراسلون بشريون.

وفي أمريكا، أنتجت وكالة أسوشييتد برس بعض التقارير المكتوبة عن طريق روبوتات، وأغلبها تقارير تحوي أرقاماً ومعلومات.

كما بدأت صحيفة واشنطن بوست في إضافة ذكاء اصطناعي إلى تقاريرها. حدث ذلك أثناء دورة الألعاب الأولمبية في ريو عام 2016.

أهلاً بالروبوت في بلاط صاحبة الجلالة

يؤمن الصحافي محمود الغول بأن التكنولوجيا تتطور بشكل أسرع مما نتصور في مختلف المجالات. "في وقت ما سيحل الروبوت محل البشر في كثير من المهن والوظائف ومن بينها الصحافة، رغم أن الكتابة واحدة من القدرات البشرية الخالصة"، يقول الغول.

ويعتقد محرر الأقسام المتخصصة بإحدى البوابات الإلكترونية العربية أن الروبوت الصحفي قد يشكل خطرًا على مستقبل الكثير من العاملين في مجال الصحافة، خصوصاً على الدخلاء على المهنة ممن لا يعتمدون المهنية في عملهم، " الذين يفبركون القصص والأخبار بغرض الحصول على أكبر قدر من الزيارات لمواقعهم".

ولا يرفض الغول التكنولوجيا أو يتخوف منها، فمن وجهة نظره فإن الروبوت الصحافي سيكون أسرع وأدق في إنجاز مختلف المهمات، ولن يقع في الخطأ الأشهر في عالم الصحافة، وهو خلط الرأي بالخبر.

وبحسب محمود، هناك جانب إيجابي في الأمر متعلق بتقديم خدمة أكثر انضباطاً ومهنية للقارئ، والتقليل من كم الأخبار المزيفة والتقارير "المطبوخة" التي تعد لخدمة جهات وأفراد مقابل منافع مادية أو مصالح وخدمات، على حد تعبيره.

ويضيف: "لكن مع ذلك أنا مؤمن بأن الأمر سيأخذ بعض الوقت حتى يتسنى للروبوت أن يحل بشكل كبير محل البشر في عالم الكتابة والصحافة، وبالتأكيد سيظهر دور مختلف للصحافيين البشريين قد يكون الإشراف على عمل الروبوتات".

وأخيراً

كاتب هذا المقال يشعر ببعض القلق، فهل يستغني عنه رصيف22 ويعيّن بدلاً منه روبوت أم أن هذا التقرير كتبه لكم بالفعل روبوت وليس صحافي بشري؟

حاولوا أن تخمنوا.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image