من منا، نحن النساء، لم تفكر يوماً في احتمال خيانة الشريك لها؟ لذا عمدت المرأة خلال السنوات الماضية إلى محاولة إيجاد طرق وتقنيات لكشف الخيانة إن وُجدت. وعلى المقلب الآخر يشعر بعض الرجال بالتهديد نفسه، فالانسان يتسم بعدة صفات، منها الفضول.
لكن اكتشاف خيانة الرجل بات "أسهل" اليوم بحسب خبيرة لغة الجسد البريطانية باتي وود، التي شرحت لصحيفة "الاندبندنت" البريطانية أنه يمكن الاعتماد على حركات جسد الشريك الذكر لاكتشاف الخيانة المحتملة: "راقبي ببساطة طريقة وقوفه، إذا كان مستقيماً بطريقة مثالية، فهذا دليل خيانة". وتُسمى هذه الحركة "آلفا - Alpha" وهي بحسب وود "دليل على تغير معين في نمط حياة الرجل ما يفرض عليه إثبات نفسه ووجوده عبر وقفته".
تبيّن وود أن عوامل عديدة، أبرزها الانجذاب الجسدي والجنس، تطلق هرمون التستوستيرون ما يؤدي إلى خلق تغييرات طفيفة في حركة الجسد. ولكن خبيرة لغة الجسد تشرح أيضاً أن التغير المفاجىء في طريقة وقوف الرجل لا يعني بالضرورة خيانة زوجية، ولكنه بالتأكيد دليل على أن تغييراً ما حصل في حياته، وعلى الشريك التنبّه.
حركة "آلفا - Alpha"
تتميز حركة الوقوف بشكل "آلفا" بالاستقامة الكليّة إذ يعمد الرجل إلى تثبيت قدميه على الارض لتبرز بذلك ثقته بنفسه من خلال طريقة الوقوف، التي قد تدل أيضاً على محاولة الرجل إثبات وجوده. ولكن الوقفة المستقيمة وانفراج الساقين خلال وقوف الرجل طريقة معتمدة بحسب وود ليثبت الشخص نفسه ووقفته على الارض، من هنا تنطلق خبيرة لغة الجسد بتحليلها: "نستدل أيضاً على ثقة عالية بالنفس يتمتع بها شخص واقعي ثابت على الارض التي يقف عليها محاولاً بذلك لفت نظر الآخرين -لا شعورياً- إلى هيمنته في المكان". وبطريقة الوقوف المذكورة، يتأهب الرجل للدفاع عن نفسه أيضاً في حال تعرض لهجوم، وهذا قد يكون دليلاً على دخول عنصر جديد إلى حياته، ربما هو مسؤولية جديدة أو تغيير في الوظيفة أو اكتسابه صديقاً أو شريكة جديدة، إذ سيحاول الرجل حماية هذا العنصر من أي خطر محدق. تعدّ لغة الجسد من المواضيع المثيرة للجدل أحياناً، فيعتقد عدد من الاختصاصيين في علم النفس أن الاعتماد على إشاراتها فقط لتحليل تصرف شخص ما، أمرٌ مبالغ فيه.ولكن ... حذارِ التكهنات!
في موازاة ذلك، توضح دراسة نشرها موقع "Communication & Conflict" أن الاعتماد المكثف على تحليل كل تفصيل قي لغة الجسد لدى الرجال والنساء على حدٍ سواء، قد يؤدي إلى وقوع فتن ومشاكل، الشريكان بغنى عنها، لأن لغة الجسد قد تخطئ أحياناً، وقد لا تكون دقيقة أو ناتجة عن ظروف خارجية لا علاقة لها بالاستنتاجات التي قد يبنيها الشخص المُراقب. قد تخلق بذلك مراقبة لغة الجسد تكهنات واستنتاجات بعيدة عن الواقع، وهذا ما يؤدي إلي وقوع نزاع وتوقف التواصل الايجابي والصحي بين الشخصين. يتأثر عدد كبير من الاشخاص بهذه بهذه الرسائل "غير اللفظية" و "غير المباشرة" كما يعمد مدربون وخبراء إلى التسويق لتحليلات لغة الجسد التي تبني توقعات بحسب نبرة صوت، أو حركات يد أو حتى طريقة نظر شخص ما إليكم. ونتيجة لذلك، يعتقد كثيرون أن لغة الجسد دليل حاسم، فيتوقفون عن التواصل مع الآخرين لأنهم "يقرأون لغة جسدهم" وهو أمر قد يكون مفيداً أحياناً، ولكنه غير كافٍ بحسب الدراسة عينها.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...