هل مررتم بهذه الحالة من قبل؟ تشعرون بوحدة وحزن وحاجة للحب، وفجأة تقابلون شخصاً عطوفاً يهتم بكم ويخبركم بأنكم حب حياته، وأنه لا يستطيع الحياة من دونكم، فتتعلقون به، ثم فجأة يبتعد؟
احترسوا من المخادعين باسم الحب، هؤلاء الذي يمارسون عليكم تكنيكاً نفسياً يطلق عليه "قصف الحب"، وهدفهم هو التحكم بكم وبمشاعركم.
ظهر هذا المصطلح بشكله العلمي في العام 2012 حينما استخدمه عالم النفس أوليفر جيمس في كتاب حمل الاسم نفسه، وكان موجهاً في الأساس للآباء، محذراً إياهم من استغلال الحب كقيمة فقط لمحاولة التحكم في أطفالهم.
في السطور التالية، سنخبركم المزيد عن هؤلاء الأشخاص، وكيف تكتشفونهم قبل أن تصبحوا هدفاً سهلاً لهم.
المشهد الأول
تقابلون شخصاً ما يبدأ في التودد إليكم، تتلقون منه هدايا بدون توقف، يرسل لكم رسائل على هاتفكم المحمول تحمل كل معاني الحب والغرام التي كنتم تتخيلون أنها فقط في أفلام ليلى مراد الرومانسية. تسمعون منه أجمل العبارات، يطمئن عليكم دوماً، يلوّن حياتكم بكل الألوان المبهجة الجميلة. وتتنهدون: "ياااه على الحب وجماله".المشهد الثاني
حين تبدأون في الاهتمام بنجاحكم أو عملكم ترون الوجه الآخر لهذا الشخص، يغضب منكم، يتهمكم بالأنانية، يبتعد عنكم، ولا تتلقون منه أي اتصال. تشعرون بوحدة، بعدما تعودتم أن يكون بجانبكم. فجأة، يظهر مرة أخرى ويخبركم أنه لم يستطع الحياة من دونكم، وأنه لن يبتعد عنكم مرة أخرى، ولحاجتكم لحبه تصدقونه.أهلاً بكم في عيادة الحب
في عيادته بوسط القاهرة، كان موعد رصيف22 مع الطبيب النفسي أحمد حسين. يرشف بعضاً من قهوته ثم يقول: "قصف الحب هو مصطلح حديث يعبر عن الشخص الذي يستغل حاجة الآخرين للحب للتحكم فيهم. وهذا الشخص مخادع، أناني، يشعر بمتعة حين يصبح قادراً على التحكم في غيره وجعله متعلقاً به، ثم يبدأ في استغلاله جنسياً أو مادياً". وبحسب الطبيب حسين، فإن هناك بعض العلامات التي تجعلكم تتعرفون على من يمارس ضدكم "قصف حب"، منها أن العلاقة نفسها تكون غير منطقية، بمعنى أن الحب يحتاج لوقت حتى يحدث، لكن الشخص المخادع يخبركم فجأة أنه لا يستطيع العيش من دونكم، وأنه يفكر فيكم طوال الوقت. علامة أخرى يحدثكم عنها حسين، وهي أن المخادع لا يتعامل بهدوء مع العلاقة في بدايتها، إذ يتصل بكم عشرات المرات في اليوم الواحد، ويحاصركم برسائل على الهاتف تحوي مبالغات واضحة ويشتري لكم هدايا أحياناً بين أسبوع وآخر. العلامة الثالثة، وهي الأهم بحسب حسين، تتعلق بغياب "مدعي الحب" فجأة مثلما ظهر فجأة، ثم يعود مرة أخرى، ثم يختفي، وهكذا، والهدف هو أن يضمن أن غيابه سيؤثر عليكم وأنكم ستفرحون بعودته لكم.لماذا ينجح المخادعون في خطتهم؟
بحسب مقال نشر حديثاً على موقع بيزنس إنسايدر حول قصف الحب، فإن خطط المخادعين باسم الحب كثيراً ما تنجح لأن لديهم ثقة بأنفسهم وطموحاً وقدرة على التأثير. كما أن بعض الناس تكون أهدافاً سهلة لأصحاب تقنية قصف الحب لأسباب نفسية إذ يكونون قد مروا بمشاكل سابقة أو صدمات مع آبائهم أو أشخاص آخرين، ويعتقدون أن العلاقة الجديدة مع الشخص المخادع تعوض ذلك نظراً للحب الكبير الذي يعطيه لهم. "وقتذاك نفكر من دون وعي في أنه يمكن إصلاح الماضي من خلال تكرار علاقة مع شخص مختلف"، بحسب مقال بيزنس إنسايدر. وينصحكم المقال بأن تفكروا بهدوء حين تخوضون أي تجربة حب، وتتخذوا خطوة للوراء قبل التورط في أي علاقة جديدة. ولا تسمحون لأي شخص أن يستغل مشاعركم. التريث في إقامة علاقة جديدة هو ضمان لنجاحها وجديتها، يؤكد المقال ويضيف أنه حين تتمكنون من الخروج بسلام من علاقة مع شخص مخادع تتأكدون وقتذاك أن كل وعوده لكم أثناء العلاقة كانت فارغة وحراثةً في البحر.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون