ولد عبدالله في الموصل وتعلّم في مدارسها، ثم غادر إلى ألمانيا عام 1980 حيث تابع دراسته العليا. هناك، في العاصمة برلين، أنهى دراسته في التربية الفنية بجامعة الفنون الجميلة، كما تخصص في دراسة التصميم، وحصل على ماجستير في التفاهم البصري بواسطة الكومبيوتر.
بدايته كانت بتطوير شعار ألمانيا الموحد، لينتقل بعدها إلى عالم السيارات حيث صمم شعار "بوغاتي" وعدّل شعار "أودي" الشهير. عمل أستاذاً محاضراً في أكاديمية الفنون الجميلة في لايبزك وساهم في تأسيس المعهد الثقافي العربي في برلين.
شعار ألمانيا الموحد، المعروف بـ”النسر"، يحمل بصماته. يقول في مقابلة له مع قناة "دويتشه فيليه" الألمانية إن العمل على ذلك الشعار المعتمد في ألمانيا ودوائرها الرسمية ساعده على التعرف أكثر على الثقافة الألمانية، في وقت كان خلاله مُقدماً على الاستقرار في البلاد، ومصمماً على التمسك بأحلامه.
يكرر عبدالله في أحاديثه الصحافية أن واحدة من أهم تجاربه كانت تعديل شعار الدولة الألمانية. يروي أنه لكي يفهم تفاصيل هذا الشعار، اشترى تذكرة سنوية لحديقة الحيوانات ليزورها ويدرس أنواعاً مختلفة من النسور.
تبين له بأن صورة النسر القديم في شعار ألمانيا تحتوي على أخطاء فادحة، منها أن النسر لا يملك عينين ولا إبهاماً. بعد نقاشات وبحوث دامت أشهراً، حصل على موافقة لوضع التصميم الجديد، فكانت النتيجة الشعار الموحد المنتشر اليوم.
وعلى الرغم من شهرة الشعار، هنالك عدد كبير من الألمان لا يعرف حتى اليوم أن أنامل عربية صممته.
صمم عبدالله شعارات أخرى كالعلامة المعتمدة للنقليات في ألمانيا، وكذلك عمل على تطوير علامة كل من شركتي "أودي" و"فولس فاغن"، وتحديداً على تخليصهما مما تضمنتاه من عيوب، مستخدماً الدوائر والخطوط المائلة. مهمته الأولى كانت تحسين شعار "فولس فاكن" وإعطاء الشعار القديم حدوداً جديدة، بحسب عبدالله.
يقول عبدالله في أحد لقاءات TEDx التي شارك فيها بالعراق عام 2013، إن تصميم الشعار الخاص بشركة السيارات الإيطالية الكبيرة "بوغاتي" هو مشروعه الأكبر بعد تصميم شعار ألمانيا الموحد، إذ تعتبر تلك السيارات من الأغلى في العالم.
عملي في الخط ليس متعة فقط... بل واجب
"رفيقي في الرحلة كان الخط العربي"، بهذه الكلمات يختصر المصمم رحلته الطويلة. ويُضيف في لقاء Tedx نفسه، "عندما وصلت إلى ألمانيا، وجدت أنني في غربة، بعيد عن كل ما يُشبهني، شعرت أنني أحتاج إلى صديق، تعرفت يومذاك على أعمال "غوتييه"، المصمم الألماني الشهير الذي يُعرف بأعماله التصميمة في الخط العربي، هنا انطلقت علاقتي باللغة التي هي صلة بمنبعي، أي بلدي".
وعن الخطوط العربية التي صممها يقول: "ليست فقط للمحيط العربي ولكن أيضاً لخارجه، لأنني قررت عدم اتباع القواعد السارية بل التنويع قليلاً، هذه هي القاعدة التي اتبعتها خلال تصميمي شعار ماكدونالدز باللغة العربية".
نشر المصمم العراقي بين 1993 و2010 العديد من البحوث العلمية في دوريات عالمية، في مواضيع متعددة تتعلق بالفن العربي عبر التاريخ والحداثة وتصميم الشركات والرموز. علماً أن أعماله لم تقتصر على ألمانيا، فقد صمم شعار خطوط مترو أنفاق دبي بالإمارات العربية المتحدة.
في مقابلة له مع قناة العربية، قال عبدالله إن حلمه هو "تصميم علامة عربية موحدة تجمع الدول العربية" ويؤكد أن على كل مصمم أن "يؤمن إيماناً كاملاً بالعمل الذي يقوم به كي يستطيع تجسيد رؤيته بأجمل طريقة".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...