مصر لا ترحب بمرضى الإيدز الأجانب على أراضيها بعد اليوم...
الجمعة 21 يوليو 201712:30 م
على عكس دول العالم المتقدم التي تتعامل مع المرضى المتعايشين مع فيروس HIV (فيروس العوز المناعي البشري) باعتبارهم مصابين بمرض مزمن يمكن التحكم فيه عن طريق علاجات مخصصة، تتعامل الدول العربية مع المرضى أنفسهم باعتبارهم خطراً يسير على قدمين.
فبينما تمنع دول الخليج دخول الحاملين للفيروس من غير مواطنيها إلى أراضيها من الأساس، دخلت مصر على الخط بقرار جديد ستقوم على إثره الجهات المختصة بترحيل أي مواطن غير مصري تثبت التحاليل إصابته بالفيروس.
علمياً هناك فرق بين المصاب بفيروس HIV وبين المصاب بمرض الإيدز، حيث يمكن للمتعايش مع الفيروس أن يعيش حياة طبيعية ما دام يحصل على علاجه، وبالتالي قد لا ينتقل لمرحلة الإيدز التي تعد المرحلة الأخيرة للمصابين بالفيروس.
لكن أغلب الدول العربية، ومنها مصر، تطلق على المصابين بالفيروس لقب "مرضى الإيدز".
ومؤخراً أكد عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة والسكان، في تصريح رسمي لوسائل إعلام مصرية أنه سيتم ترحيل أي أجنبي فور إثبات إصابته بفيروس HIV من مصر.
وفي اتصال هاتفي مع رصيف22 أكد قنديل الخبر قائلاً: "نعم سنقوم بذلك فوراً".
وتشترط القاهرة على أي أجنبى يتقدم بإقامة أو عمل أو دراسة فى مصر أن يقدم للجهات المختصة أوراقاً من ضمنها تحليل فيروس HIV، وإذا ثبت إصابته بالمرض سيتم ترحيله إلى البلد القادم منها.
لا يمكن أن أعود إلى بلدي...
يقول عادل وهو شاب سوداني يعيش في القاهرة وفضل عدم ذكر اسمه كاملاً إنه كان يحصل على علاجه رغم أنه أجنبي، لكن بعد هذا القرار لن يذهب لوزارة الصحة خوفاً من القبض عليه ومن ثم ترحيله. "لا يمكن أن أعود إلى بلدي حيث الحروب الأهلية وعدم الاهتمام بالمرضى المتعايشين مع فيروس HIV، أعمل في مصر منذ سنوات، وهنا يعيش أهلي". لكن مصدر بالبرنامج القومي لمكافحة الإيدز بمصر قال لرصيف22 أن البرنامج لن يقوم بالإبلاغ عن أي مريض، لكن في نفس الوقت قد لا يمكن صرف علاجات لهم. ويقول الطبيب المصري عمرو جوهر المختص بعلاج المتعايشين مع فيروس HIV في مصر أن توقف المريض عن تناول علاجه يسبب خطر على حياته. وأضاف "مرضى HIV باتوا أقرب لمرضى أي مرض مزمن آخر مثل الضغط والسكر، يجب أن يتناولوا علاجهم بشكل مستمر مدى الحياة". وتوفر وزارة الصحة العلاج مجاناً للمتعايشين مع الفيروس، ويقومون بصرفه شهرياً من منافذ عدة، منها مستشفى حميات العباسية. لكن بعض المرضى اختاروا أن يحصلوا على علاجات أحدث من منظمة أمريكية ترسلها لهم كل ثلاثة أشهر مجاناً، لكنهم يتحملون مصاريف الشحن، وكثيراً ما يواجهون مضايقات من قبل الجمارك المصرية. ويرى جوهر أن قرار ترحيل الأجانب المعلن قد لا يكون بالضرورة تمييزاً أو وصماً ضد المرضى، لكنه قد يكون بسبب عدم قدرة الحكومة المصرية على توفير موارد مالية كافية لإعطاء أعداد كبيرة من المصابين العلاجات مجاناً.انتهاك لحق المرضى
يقول المحامي والحقوقي المصري أحمد أبو المجد إن قرار الحكومة المصرية بترحيل الأجانب المصابين بالفيروس يعد انتهاكاً لحق من حقوق الإنسان وهو حق الانتقال والسفر. كما أن إلزامهم بإجراء التحاليل انتهاك آخر لحقهم في الخصوصية، وأن إجبارهم على إجراء تحاليل يتعارض مع العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية. وبحسب أبو المجد، فإن حرمان المتعايشين من العمل يعتبر مخالفة لاتفاقيات منظمة العمل الدولية التي وقعت عليها مصر. "ملاحقة الأشخاص المتعايشين مع الفيروس بهذه الطريقة المهينة لا تساعد على حصار الفيروس، بل على العكس ستساعد على انتشاره بسبب محاولة المتعايشين التخفي من الملاحقة، وهو ما سيؤدي لانتشار المرض أكثر"، يقول أبو المجد. ويطالب المحامي والحقوقي بتوفير الدعم المادي والمعنوي والعلاج للجميع دون وصم لحصار الفيروس. مشيراً إلى أن تجارب الدول الأوربية التي انتهجت حماية ومساندة المتعايشين كانت سبباً فى تراجع نسب الإصابة. "المتعايش مع فيروس نقص المناعة المكتسب إنسان مريض مثل أى مريض آخر يحتاج العناية والدعم وليس الملاحقة والمطاردة"، يؤكد أبو المجد ويختم "المرض ليس جريمة تستحق العقاب، ومعاقبة المرضى يعد جريمة ضد الإنسانية وأمراً يتضمن إساءة لسمعة مصر كدولة وشعب"."لا يمكن أن أعود إلى بلدي حيث الحروب الأهلية ولا اهتمام بالمتعايشين مع فيروس HIV، أعمل في مصر منذ سنوات، وهنا يعيش أهلي"
أكد عمرو قنديل أنه سيتم ترحيل أي أجنبي مصاب بفيروس HIV من مصر وقال لرصيف22: "نعم سنقوم بذلك فوراً"