اعتاد العرب على لعب الأدوار الثانوية في ميادين كرة القدم، إلا أنهم استطاعوا في بعض الأحيان تقديم لمحات "مضيئة"، أكان على صعيد الفرق أو اللاعبين. القارة العجوز، عاصمة كرة القدم في العالم، تستقطب العشرات من اللاعبين العرب الذين يبقون في الظل غالباً، مع بعض الاستثناءات التي تبعث على التفاؤل.
استأثر المغرب العربي بالحصة الأكبر من اللاعبين المتواجدين في أوروبا خلال العامين الماضيين، تلته مصر في المرتبة الثانية، متقدمة على عرب آسيا الذين اقتصر تواجدهم على اسم أو اسمين. اللاعب العربي الأكثر جاذبية وسحراً خلال الموسم الحالي والمنصرم هو النجم المصري الشاب محمد صلاح (21 عاماً) الذي نال القسط الأكبر من المديح ولفت أنظار أكبر الفرق الأوروبية بعد تألق مبهر مع نادي بازل Basel السويسري الذي اقتنص صلاح منذ بداية مسيرته.
صلاح الذي يعتبره المصريون "حسام حسن" الجديد، ويرفض خبراء هذا المقارنة كون النجم الجديد أفضل بمراحل، ساهم بشكل رئيسي بوصول بازل إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي للمرة الأولى بتاريخه بعد تسجيله لهدف حاسم في مرمى توتنهام Tottenham، قبل أن يخسر على يد تشلسي Chelsea الذي أكمل المشوار وفاز باللقب. لم تتوقف مساهمات صلاح هنا، ليتابع طريقه ويقود الفريق السويسري للتتويج بلقب الدوري المحلي للمرة السادسة عشر في تاريخه ثم يتوج بلقب أفضل لاعب عربي في عام 2013، بحسب استفتاء صحيفة الهداف الجزائرية.
تألق صلاح الذي توّجه بثلاثة أهداف في مرمى حارس تشلسي بيتر تشيك Petr Čech ( وهو الذي فشل ميسي صاحب الكرات الذهبية الأربع بالتسجيل في مرماه) دفع شبكة "سكاي سبورت" Sky Sport لنشر تقرير تتوقع من خلاله مستقبل الشاب المصري في الملاعب الأوربية. تحليلات سكاي سبورت اعتبرت أن قيمة صلاح الحالية تصل إلى 27 مليون دولار، وهو المبلغ الذي استطاع مورينيو Mourinho تأمينه لبازل بعد بيعه خوان ماتا Mata لمانشستر يونايتد Manchester United في صفقة قياسية،ليظفر بخدمات النجم المصري متفوقاً على ليفربول Liverpool الذي كان من أبرز المرشحين للتوقيع مع اللاعب. في 24 يناير من هذا العام، انتقل صالح إلى فريق شيلسي مقابل مبلغ قدره 18 مليون دولار.
من سويسرا إلى اليونان، حيث لعب الثنائي الجزائري رفيق جبور وجمال عبدون دوراً كبيراً في حفاظ أولمبياكوس Olympiacos على لقب الدوري الموسم الماضي، قبل المساهمة بفوز الفريق بكأس اليونان ليحقق الفريق المرموق الثنائية السادسة عشر بتاريخه. وانتقل الجزائري، العربي سوداني، إلى نادي دينامو زغرب Dinamo Zagreb بطل الدوري الكرواتي مؤخراً لمدة ثلاث سنوات بعد أن ساهم مع زميله المغربي عصام العدوة، في فوز نادي فيتوريا غيماريش Vitória Guimarães بكأس البرتغال للمرة الأولى بتاريخه.
النجم المغربي نور الدين المرابط ساهم هو الآخر بوصول فريقه غلطة سراي Galatasaray التركي إلى ربع نهائي البطولة الأوروبية الأهم قبل الخسارة بنتيجة 5-3 بمجموع المباراتين أمام ريال مدريد، وقبل أن يحتفل مع فريقه نهاية الموسم الماضي بالفوز بلقب الدوري التركي للمرة التاسعة عشر بتاريخه. كما رفع التونسي فهيد بن خلف الله كأس فرنسا مع بوردو Bordeaux الذي فاز باللقب للمرة الرابعة بتاريخه، بينما قاد مواطنه فابيان كاموس Fabien Camus نادي جينك Genk البلجيكي للفوز بكأس بلجيكا.
على الرغم من كونه الأكثر تهديفاً، إلا أن السوري سنحاريب ملكي لم يحظ بالشهرة التي نالها من سبق ذكرهم، علماً أن اللاعب حل في المركز الثاني في قائمة هدافي الدوري الهولندي لعام 2011 برصيد 25 هدفاً وثالثاً في العام 2012 برصيد 18 هدفاً، ليصل مجموع الأهداف التي سجلها الملكي مع فريقه رودا كيكراده Roda JC Kerkrade إلى 43 هدفاً، قبل أن ينتقل إلى نادي قاسم باشا Kasımpaşa التركيمسجلاً معه أربعة أهداف، ليحتل الفريق المركز الثالث خلف فنربخشة Fenerbahçe، وغلطة سراي.
بالعودة إلى الأسماء العربية التاريخية التي تألقت في الملاعب الأوروبية، يبرز اسم الأسطورة الجزائرية رابح ماجر كونه اللاعب العربي الوحيد الذي حمل كأس دوري أبطال أوروبا بعد تسجيله هدفاً للذكرى في نهائي نسخة العام 1987. مسيرة ماجر المظفرة مع بورتو Porto لم تتوقف عند نهائي دوري الأبطال فقط، ليحقق الفريق بوجود النجم الجزائري الذي سجل 29 هدفاً، الدوري البرتغالي وكأس أبطال القارات.
الاسم الآخر الذي يفرض نفسه على قمة الهرم العربي في أوروبا، هو صخرة الدفاع المغربية نور الدين نايبت، الذي حقق كأس البرتغال مع سبورتينغ لشبونة Sporting Lisbon، قبل أن يتمكن من مزاحمة عملاقي الليغا الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة، ويتوج بلقب الدوري مع ديبورتيفو لاكورونيا Deportivo de La Coruña مطلع الألفية الثالثة. لنيبت أبى إلا أن يترك بصمة تاريخية في دوري الأبطال عندما سجل هدف الفوز في مرمى مانشستر يونايتد خلال مباراة الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا.
أسماء كبيرة أخرى يمكن أن توضع في قائمة نجوم العرب الذين بصموا في أوروبا، وإن كانوا بلا ألقاب أو دون تأثير جوهري يساهم في إحرازها. يتصدر هذه الأسماء المصري محمد زيدان الذي تألق في الدوري الألماني مع فرق ماينز وفيردر بريمن وبروسيا دورتموند، محرزاً لقب الدوري الألماني مع الأخير. ويقف إلى جانب زيدان مصري آخر هوأحمد حسام ميدو الذي زامل ابراهيموفيتش في أياكس Ajax ودروغبا في مرسيلياMarseille وروبي كين في توتنهام.
لاعبون آخرون قدموا صورة مشرفة للاعب العربي في أوروبا، نذكر منهم مصطفى حجي (المغرب - كوفنتري سيتي Coventry City) وحاتم الطرابلسي (تونس - أياكس) وعلي بن عربية (الجزائر - موناكو Monaco) وصلاح الدين بصير (المغرب - لاكورونيا). لا زالت القائمة تذخر بأقدام رسمت صورة مشرفة للاعب العربي في أوروبا. ومع النجوم الشبان المنتشرين في الملاعب الأوروبية، يمكن لنا أن نحلم برابح ماجر آخر، يحمل لقب البطولة الأوروبية الأغلى.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Apple User -
منذ 4 ساعاتHi
Apple User -
منذ 4 ساعاتHi
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا