يبدو أن الشرق الأوسط لن يعرف الهدوء، ولن يعيش حياة أكثر أمناً حتی ولو تم التوصل إلى اتفاق نووي بين إيران والقوی الغربية. أو على الأقل، هذا ما يراه الطلاب الإيرانيون بحسب استطلاع رأي قام به رصيف22، ويكشف عن توقعات هؤلاء الشباب في شأن نتائج هذا الاتفاق.
وكشف استطلاع الرأي حول المفاوضات النووية بين مجموعة "5+1" وإيران أن الغالبية المطلقة من الطلاب الإيرانيين تری أن أي اتفاق نووي قد يتم التوصل إليه لن يجلب الاستقرار إلى الشرق الأوسط الذي يعاني من التمزق السياسي واحتدام الصراعات الطائفية، عدا عن أنه لن يلغي العقوبات الأمريكية ضد الجمهورية الإسلامية في إيران بشكل كامل.بدايةً وحول التوقعات بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي، أجاب 46% من الطلاب الإيرانيين بالإيجاب على سؤال "هل سيتم إنجاز اتفاق نووي نهائي؟"، فيما أظهر 54% تشاؤمهم.
ورداً علی سؤال "هل سيُرفع الحظر المصرفي والعقوبات المالية عن إيران؟"، أجاب 66% بالنفي عاكسين حقيقة نظرة الطلاب الإيرانيين إلی الحكومة الأمريكية وعدم ثقتهم بـ"الشيطان الأكبر".
وفي مؤشر إضافي إلى شعور المجتمع الإيراني بعدم الثقة بالأمريكيين، أجاب 87% من الطلاب المستطلعين بـ"لا" على سؤال "هل ينبغي علی إيران إبداء المزيد من الثقة تجاه الولايات المتحدة بعد الاتفاق النووي؟" مقابل 13% أجابوا بـ"نعم".
كذلك بيّن الاستطلاع الذي شمل أكثر الطلاب الإيرانيين نشاطاً في الحياة السياسية داخل الجامعات الإيرانية أن الاتفاق النووي المحتمل لن يوقف جميع أشكال الحظر والعقوبات المفروضة على إيران منذ ثلاثة عقود. إذ أجاب 90% بالإيجاب على سؤال "هل تواصل الولايات المتحدة الحظر ضد إيران في حال إبرام الاتفاق النووي؟" مقابل 10% أجابوا بالسلب.
ويشك الطلاب الإيرانيون في احتمال تنفيذ الاتفاق بعد توقيعه. إذ رأی 54% أن الاتفاق لن يتم تنفيذه كاملاً في حال إبرامه مقابل 46% عبرّوا عن قناعتهم بتنفيذه كاملاً بعد إنجازه.
واللافت أن 63% أكدوا أن الاتفاق النووي "ليس في مصلحة ما يسمی بالمحور العربي المعتدل" مقابل 37% اعتبروا أن "المحور المعتدل" سيستفيد من توقيعه.
ورداً على سؤال "هل الاتفاق ضد مصالح الكيان الاسرائيلي؟"، اعتبر 60% من الطلاب أن الاتفاق المحتمل لن يصب في مصلحة الكيان الإسرائيلي مقابل 40% رأوا عكس ذلك.
وعن مستقبل الشرق الأوسط بعد الاتفاق النووي، سألنا الطلاب الإيرانيين "هل سيؤدي الاتفاق النووي إلى الاستقرار واستتباب الأمن في الشرق الاوسط؟"، فأجاب 63% منهم أنه لن يجلب الاستقرار مقابل 37% أعربوا عن تفاؤلهم حيال ذلك.
وشارك في الاستطلاع الذي أجري هاتفياً بين 1 مارس الجاري و12 منه، 32 طالباً من أكثر الطلاب الإيرانيين نشاطاً في الحياة الساسية، ويتوزعون على 17 جامعة وتتنوّع ميولهم السياسية بين محافظين وإصلاحيين ومستقلين. والجدير ذكره أن الاستمارات لم تتضمّن احتمال "لا أعرف" بهدف حث المستطلعين على اختيار إجابة حاسمة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...