شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
بين أحمر الشفاه والتجميل الحلال: كيف ينفق العالم العربي ملياراته التجميلية؟

بين أحمر الشفاه والتجميل الحلال: كيف ينفق العالم العربي ملياراته التجميلية؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

اقتصاد

الأربعاء 21 يونيو 201706:51 م
أظهرت أبحاث متتالية أجرتها العام الماضي جامعتا نوتردام في إنديانا وبوكوني في إيطاليا، أنه خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة، تشارك المرأة في ما يسمى بـ"تأثير أحمر الشفاه" Lipstick Effect، والذي يقوم على تخزين مستحضرات التجميل كوسيلة بسيطة ومألوفة لمعالجة الوضع الاقتصادي الشخصي. كشفت "لوريال" L’oreal، وهي واحدة من أكبر شركات مستحضرات التجميل في العالم، أن مبيعات الشركة كانت تزداد في الولايات المتحدة الأمريكية في فترات الكساد الاقتصادي، وقد حققت مبيعاتها في العام 2008، أثناء الأزمة المالية العالمية في أمريكا، نمواً بنسبة 5.3%. "تأثير أحمر الشفاه" كان بمثابة هدية لكبار اللاعبين في عالم صناعة مستحضرات التجميل، التي تبدو ذات مناعة عالية تجاه التغيرات الاقتصادية والسياسية والانحسارات التي قد تشهدها القطاعات الاقتصادية المختلفة. تتحدث التقارير الاقتصادية عن النمو المتصاعد الذي حققه حجم سوق مسحضرات التجميل بنسب متفاوتة في دول منطقة الشرق الأوسط ودول شمال إفريقيا، التي شهد بعضها ثورات وانقلابات وأوضاعاً اقتصادية متردية. وإن كان هذا السوق يتغير في شكله ومكوّناته، فإن لعاب شركات صناعة هذه المنتجات يسيل أمام رهاناته المستقبلية.

بين الاستهلاك الكثيف والاستثمار الجديد

توقعت شركة يورو مونيتور انترناشيونال EuroMonitor International أن يستمر سوق مستحضرات التجميل في إفريقيا والشرق الأوسط، بالنمو ليصل إلى 34.7 مليار دولار بحلول 2020. ويُتوقع لمنطقة الشرق الأوسط أن تكون ثاني أسرع أسواق التجميل نمواً في العالم بعد سوق أمريكا الجنوبية. وفي التقرير الذي أصدرته شركة يورو مونيتور إنترناشونال عام 2016، حلّت المملكة العربية السعودية في المرتبة الأولى من حيث حجم مبيعات سوق الجمال والتجميل إقليمياً بنحو 5.3 مليار دولار، بينما حلّت إيران في المرتبة الثانية (2.9 مليار دولار)، وجاءت دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز الثالث (2.05 مليار دولار). وتشير التوقعات إلى أن حجم سوق مستحضرات التجميل عام 2020 سيبلغ 9.3 مليار دولار في السعودية و2.7 مليار في الإمارات، و2.5 مليار في الكويت. في وقت احتلت فيه الإمارات المرتبة السابعة عالمياً في عام 2016 من حيث متوسط إنفاق الفرد على منتجات التجميل الذي بلغ 239 دولاراً. تغيّرت تركيبة سوق مستحضرات التجميل في السنوات الخمس الأخيرة، إذ ترتفع نسب الاستهلاك في مجال  منتجات حوض الحمام والاستحمام والسباحة، ومنتجات الرعاية عن طريق الفم، ومزيلات الروائح، ومنتجات الأطفال والرضع، والوقاية من أشعة الشمس، ومزيلات الشعر التي بلغت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 7.7 مليار دولار عام 2016. في مصر، تحدث اتحاد الصناعات المصرية عن نمو في السوق الاستهلاكي لمستحضرات التجميل من دون ذكر حجمه، ولكن تم الإعلان أواخر العام 2016 عن استعداد شركات أجنبية لضخ حوالي مليار و700 مليون جنيه لإقامة 3 مصانع جديدة لمستحضرات مواد التجميل، أحدها تابع لشركة استثمارية هندية. في حين أعلنت شركة لوريال العالمية في مارس 2017 أن حجم استثمارات الشركة فى السوق المصري 50 مليون يورو. وأن 10% من إنتاج مصنع لوريال مصر يتم توجيهه للسوق المحلي. وفي المغرب، تحدثت هيئة الاقتصاد عن زيادة حجم الاستثمار في مجال تصنيع مستحضرات التجميل وعلى وجه التحديد مستحضرات الاستحمام المختلفة.
هل تعرفون مبدأ Lipstick Effect، الميل النسائي لتخزين مستحضرات التجميل كوسيلة لمعالجة الوضع الاقتصادي؟
ربما يكون عالم أدوات التجميل مجالاً واعداً للاستثمار، فهو ذات مناعة كبيرة أمام التغيرات الاقتصادية والسياسية

الماكياج الحلال، كلمة سر جديدة

تعيش شركات تصنيع مستحضرات التجميل، التي تطبع على منتجاتها عبارة "حلال" إحدى أكثر مراحل أعمالها ازدهاراً على الإطلاق. تقارير الدراسات المتخصصة في سوق التجميل تتحدث عن انتعاش غير مسبوق في سوق المستحضرات الحلال ونمو سريع يتفوق على القطاع التقليدي. ويقدر الإنفاق السنوي للمسلمين على مستحضرات التجميل الحلال بحوالي 56 مليار دولار، إذ تبلغ حصة المستحضرات الحلال 7% من إجمالي سوق مستحضرات التجميل على مستوى العالم. ومن المتوقع أن تنمو هذه الصناعة بمعدل سنوي يبلغ 14.3% حتى عام 2020 بما يجعل قيمتها تصل إلى حوالي 45 مليار دولار طبقاً لبيانات تقرير تومسون رويترز ودينار ستاندرد وتقرير شركة Technavio حول صناعة مستحضرات التجميل الحلال. وقد اختيرت مستحضرات "لاش كوزميتيكس” Lush Cosmetics مثلاً، التي لم تُختبر على الحيوانات، والمخصّصة للاعتناء بالبشرة، وكانت دائماً المفضّلة لدى المحبّذين للمنتجات النباتيّة والطبيعيّة، ضمن قائمة المستحضرات المفضّلة للمسلمين في الولايات المتحدة. أما ما بات يدركه اللاعبون الكبار في عالم مستحضرات التجميل، فهو أن العالم العربي ليس السوق الذي يعدهم بالفرص التسويقية الأكبر، بل الهند التي تعدّ سوق الإنفاق الرئيسي على مستحضرات التجميل الإسلامية بحجم إنفاق بلغ 4.7 مليار دولار في 2016، وروسيا، التي بلغ حجم الإنفاق فيها على التجميل الحلال 3.5 مليار دولار، وفقاً لإحصاءات المنتدى الدولي لهيئات اعتماد الحلال في الإمارات في مارس 2017.

الإنترنت، ولاعبو التجميل الجدد

عبر مواقع الإنترنت المختلفة، امتدت يد المستهلكين في الشرق الاوسط وشمال إفريقيا إلى تجربة مفاهيم تجميلية جديدة. وباتت مجموعة من المواقع الإلكترونية (إيكو مودا، ستروبري، أوفرستوك) تستهدف بمنتجاتها وعروضها التجميلية المستهلك العربي بعملاته الوطنية وبإعلانات مكتوبة باللهجات المحلية. بعض هذه المواقع المشهورة يعمل انطلاقاً من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة  وأوروبا، وأكثرها ينطلق من الصين. وتتوقع التقارير المتخصصة بمستقبل جيد لمنتجات التجميل المخصصة للرجال، وتلك التي تستهدف الأطفال، وحلول التجميل التي تقف في وجه الشيخوخة وتقدّم العمر. وبالتأكيد، هناك شبه إجماع على أن سوق مستحضرات التجميل العضوية ستشهد إقبالاً أكبر خلال السنوات المقبلة. أمام كل هذه الأرقام، التي تعد المسوّقين ومطوري المنتجات التجميلية بملايين الدولارات، تقف حقيقة التهديد الذي تشكله تجارة مستحضرات التجميل عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي على محالّ البيع التقليدية. وهذا ما دفع بشركات بيع التجزئة لمستحضرات التجميل مثل Mac وSephora وUlta وNet-A-Porter إلى تكثيف جهود البيع عبر الإنترنت. وقد انطلقت مشاريع إلكترونية لبيع مستحضرات التجميل عبر الإنترنت فقط، ومنها موقع بوتيكات Boutiuqat.com الذي تأسس عام 2016 وتبنى فكرة التسويق التجميلي من خلال استضافة مشاهير السوشيال ميديا في عالم الموضة (الفاشينيستا) في صفحات تُخّصص للمنتجات التي يستخدمونها ويروجون لها، وحقّق نجاحاً بالغاً في الكويت وأخيراً في السعودية.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image