يقال أنّ التاريخ يكتبه المنتصر، ربّما الأصحّ هو أنّ كتابة التاريخ تحابي المنتصرين وتحتفل بالانتصارات والنجاح على حساب كل شيء آخر. مئات الكتب والدراسات تبحث في الفترة التأسيسية للدولة الإسلامية، وكيف انتشرت الجيوش شمالاً وشرقاً وغرباً، وهذا ما يدرّس في التاريخ المدرسي ويتداول في الثقافة العامة. ولكن لا يوجد اهتمامٌ كافٍ لدراسة البلاد التي دخلها العرب حاملين دين الإسلام، وهذه المقالة تُعيد قراءة هذه الفترة التأسيسية من وجهة نظر التاريخ المحلي للمصر.
السرد الرسمي لدخول العرب إلى مصر
قاد عمرو بن العاص جيش المسلمين إلى مصر، وكما يقال بحسب السرد الرسمي، استقبله المصريون استقبال الفاتحين، وبمجرد استقراره، تحوّل المصريون إلى الدين الإسلامي. فهل كانت العلاقة بين العرب الغازين والمصريين وقتها بلا صراعات؟بدأت القصة في خلافة عمر بن الخطاب، ويقال بأنه كان متردداً في بعث حملة لدخول مصر، ولكن عمرو بن العاص لم يترك فرصة ليقنعه بتجهيز جيش ليغزو مصر إلا واستغلها، حتى وافق، وذلك بحسب المؤرخ الشهير تقي الدين المقريزي، في كتابه البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب. وبدأ الغزو في ديسمبر/كانون الأول سنة 18هـ/639م، بجيش قوامه 4000 مقاتل، وكما يخبرنا المقريزي، انضم للجيش في طريقه، القبائل العربية في مصر، وبهذا، كما يشرح يوسف زيدان، شاركت قبائل لخم وراشدة والأنباط وسكان سيناء من البدو، الجيش في زحفه إلى مصر. وتضيف سناء المصري أن عدداً من البدو والفرس والروم المهزومين انضموا إلى جيش ابن العاص بالإضافة إلى عددٍ من عرب الأنباط الذين قاموا بدور الأدلاء والمترجمين.
كما تشرحُ بأنً أول مدينة أخضعها الجيش هي البرمون، والتي أطلق عليها العرب الفرما، حيث لم يجد العرب مقاومة تذكر، ثم وصلوا إلى الصالحية ببلبيس ومنها إلى رأس الدلتا. ثم حاصر العرب حصن بابليون الروماني، حيث تحارب الطرفان هناك. دام الحصار سبعة أشهر ولم يستسلم الحصن إلا في شهر أبريل/نيسان بعد وفاة الإمبراطور الروماني هرقل في مارس/آذار من نفس العام. كما يذكر عبد العزيز جمال الدين في كتابه ثورات المصريين حتى عصر المقريزي.
بعد أن استسلم الرومان، تمّ السماح بالرحيل لمن يحب، ثمّ فرضت الجزية بمقدار دينار ويقال دينارين، وأمر بلباس خاصّ للجنود، بحسب المؤرخ المقريزي، أنّ هذا اللباس كان جبّة وبرنس وعمامة وخفان.
ومن خلال وقائع الغزو، التي سطرها لنا يوحنا النقيوسي في كتاب تاريخ الكنيسة القبطية، فقد اتقق الرومان، في النهاية، مع العرب على تسليم مصر لهم، وذلك في معركتي بابليون والإسكندرية. وهنا انتهى تاريخ سيطرة الغازي الأول الروماني، الذي شهد ثورات متكررة ضده.
اعتبر العرب مصر في فترة الفتوحات، والخلافتين العباسية والأموية، "خزانتهم" وبقرتهم الحلوب
"السبي والغنائم" الذي تدرسه التواريخ الرسمية، كان ظلماً وتعسفاً للسكان الذين تعرضوا لهأما بالنسبة للشعب المصري نفسه، فتقول سناء المصري في كتابها هوامش الفتح العربي إنهم انقسموا إلى فرقتين، الأولى دعمت الغازي القديم (الرومان) ضد الغازي الجديد (العرب)، أما الثانية فرفضت إلا التحرر من كليهما. وكما يخبرنا يوحنا النقيوسي أيضاً في مخطوطته التي حققها عبد العزيز جمال الدين، أنّ الأقباط لم يساعدوا العرب، على عكس الشائع إلا بمساعدات قليلة جداً، وفي أمور محدودة، لم يكن معظمها بناءً على رغبتهم.
فبحسب النقيوسي، أن عمرو بن العاص عندما استولى على الفيوم، أرسل إلى أباكيري حاكم مدينة دلاص، ليأتي إليه بسفن من الريف لتنقل الجنود إلى شرق النيل من غربه، كما أرسل إلى جيورجيس الوالي، ليشيد له قنطرة عند النهر بمدينة قليوب ليستولي على كل مدن مصر ومدينة أتريب. ويذكر النقيوسي أن عمرو سخّر العمال المصريين. أما يوحنا رئيس مدينة دمياط فقام بجمع الضرائب من المدينة وإرسالها إلى عمرو بن العاص، لأنه أدرك عدم قدرته على مقاومة العرب.
متى بدأ الأقباط يثورون ضد حكم العرب؟
للإجابة على هذا السؤال، يجب بداية التيقن من أنّ سبب غزو مصر، كان لنشر الإسلام، ولكن بالدرجة الأولى، لزيادة الموارد المالية للدولة الوليدة، وشكلت مصر،دون شكّ، هدفاً مغرياً لكثرة مواردها، فقد كانت منفردة مصدر قمح الإمبراطورية الرومانية، بحسب ما ذكره فكري أندراوس في كتابه المسلمون والأقباط في تاريخ مصر.كما تذكر سناء المصري إنه بالرغم من سخط عمر بن الخطاب على عمرو بن العاص بسبب تكوينه ثروة من وجوده في مصر، إلا أنه كان يطالبه بزيادة الخراج والحرض على تحصيل الجزية، وجمع كل مايستطيع من خيرات مصر. ويذكر عبد العزيز نفس الفكرة، نقلاً عن المقريزي، في قول عمرو بن العاص للمصريين في هذا الشأن "أنتم خزانة لنا".
ونجد في وقائع الغزو كما يذكرها النقيوسي أن عمرو بن العاص، بعد استيلائه على العديد من المدن، زاد الضرائب على المصريين فيها ثلاثة أضعاف مما كان يتحصله الرومان، ذلك إلى جانب أعمال السلب والنهب. أما الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك فنجده يقول لمتولي خراج مصر، أسامة بن زيد التنوخي، "احلب الدر حتى ينقطع، واحلب الدم حتى ينصرم"، كما ورد في كتاب هوامش الفتح العربي لسناء المصري، نقلاً عن النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة.
كما تضيف تعليقاً بهذا الخصوص من نفس المصدر: "ولم تزلْ ملوكُ مصر من عمرو بن العاص إلى وقتنا هذا، يجمع كل واحد منهم أموالاً عظيمة لا تدخل تحت الحصر. وكذا الأمراء والوزراء والمباشرين على اختلاف طبقاتهم كل منهم يأخذ أموالاً لا تحصى في حياته".
ثورات المصريين
دائماً ما يُغفل ذكر ثورات المصريين، غير أن الثابت من أوراق التاريخ ومخطوطاته الأصلية، إن كل من جاء مصر بقوة السلاح لم يأمَنْ من ثورات المصريين المتكررة. فثار المصريون على اليونان مرات متعددة حتى استطاعوا تحرير طيبة وإبقائها تحت حكم ملكين مصريين متعاقبين، هم أرماخيس وأنخماخيس، بحسب كتاب ثورات المصريين حتى عصر المقريزي.كما واجه المصريون الرومان في ثورات مختلفة، استطاعوا تحقيق نصر مؤقت في بعضها. أما في حكم العرب، فقد اختلف المؤرخون عن أولى حركات التمرد ضد العرب. فبينما يحدد بعضهم ثورة 107هـ/726م، كأولى الثورات، فإن عبد العزيز جمال الدين في كتابه "ثورات المصريين حتى عصر المقريزي"، يذكر عن المقريزي أن أولى الثورات –والتي لم يحدد زمانها- حدثت عندما ثارت مدن عدة من شمال الدلتا منها إخنا ورشيد والبرلس ودمياط وخيس وبلهيب وسخا وسلطيس وفرطسا وتنيس وشطا، بقيادة شخصين هما "مينا" و"قزمان".
أما ثورة سنة 107هـ/726م، تمّت في عهد هشام بن عبد الملك، عاشر خلفاء بني أميّة (حكم بين عامي105هـ/724م و125هـ/743م). وبحسب الكتاب الذي نقل عنه عبد العزيز في كتابه ثورات المصريين، قام الحبحاب والي الخراج بزيادة الخراج ديناراً على كل قيراط، فثارت بعض كور مصر مثل تنور وقربط وطرابية وعامة الحوف الشرقي، فبعث إليهم الوالي الحرّ بن يوسف فحاربهم وقتل منهم الكثيرين. ويكمل عبد العزيز في كتابه أنّه في بداية حكم الوالي عبد العزيز بن مروان فرضت الجزية لأول مرة على الرهبان، وتمّ إحصاؤهم وتمّ دفع ضرائب على الكنائس والأديرة، بالإضافة إلى التدخل في اختيار البطاركة، وكان الهدف سياسياً لإضعاف القوة الروحية للبطريرك، ولو رمزياً، بجعله بمثابة موظفٍ.
نتيجة لما سبق وتعسف الولاة وإهمال مصر قلت موارد مصر المالية، ولكن لم يهتم الحكام حتى جاءت سنة 121هـ/ 739م، حين انتفض أقباط الصعيد، ولكنهم حُوربوا وقتل منهم كثيرون؛ وتبعهم أقباط رشيد، فجاءهم مروان بن محمد وقتل منهم كثيرين وقبض على البطريرك ميخائيل وألزمه بالمال، ذلك بحسب هوامش الفتح العربي، لسناء المصري.
ثورات البشامرة
زاد فساد الأمويين ولحقهم الضعف حتى جاء العباسيون وقضوا عليهم، وفي أثناء فترة الاحتضار تلك وقعت ثورة البشموريين الأولى، فمن هم البشامرة؟ يصفهم كتاب ثورات المصريين حتى عصر المقريزي بأنهم أقباط يقطنون منطقه شمال الدلتا مناطق المستنقعات ويعملون فى إنتاج ورق البردي، الذى كان العالم كله في ذلك الوقت يستخدمه لتسجيل علومه ومعارفه وفى مختلف أنشطة حياته اليومية.يقول الباحث صبري الشرنوبي أن البشامرة هم أقباط تزاوجوا مع أروام (يونانيين)، أما المؤرخ ومحقق التراث، عبد العزيز جمال الدين، فأوضح لرصيف22، أن اليونايين تزاوجوا مع المصريين واختلطوا بهم منذ الحكم البطلمي، لكن لا يوجد ما يؤكد اختلاط البشامرة الأقباط باليونانيين أو نقاء عرقهم منهم، موضحاً إن الاختلاف بين البشامرة وبين أهالي المناطق المجاورة كان أمراً طبيعياً ومنتشراً بين كافة ربوع مصر وقتها.
يتفق الباحثون والمؤرخون على وقوع بشمور –التي يقال لها أحينا بشرود وأحياناً أخرى البيما- في شمال الدلتا. فيقول القلقشندي أنها تجاور دمسيس ومنوف وسخا ونقيرة وديصا، ويحددها أبو الفداء في كتاب تقويم البلدان، بين دمياط ورشيد (نيل أشموم طناح)، وتقع الأراضي البشمورية من الساحل الغربي للفرع الدمياطي وحتى مدينة البرلس.
وتصف سناء المصري في كتاب "هوامش الفتح العربي"، بشمور بأنها "منطقة ثورات قديمة"، موضحةً أنّ الآلاف من سكان الريف اعتصموا فيها وثاروا في عام 172 ميلادي، واضطر الرومان للاستعانة بالجيش للقضاء على تلك الثورة التي كادت أن تسيطر على الإسكندرية. كما ظل البشموريون يقاتلون العرب سبع سنين بعد استسلام حصن بابليون والإسكندرية.
يذكر القس منسى يوحنا أن الثورة البشمورية الأولى تمت في خلافة مروان بن محمد، سنة 128هـ/746م، بقيادة مينا بن بقيرة –أو كما يسميها بعض المؤرخين مينا بن بكير- وامتنعوا عن دفع الخراج.
البشامرة ضدّ الأمويين
حاول والي عبد الملك بن مروان، موسى بن نصير قتالهم فهزموه مرتين وهزمهم المرة الثالثة، فتحصّنوا بمدنهم فلم يستطع الوصول إليهم، ثم صاروا يحاربونه بالكر والفر حتى انسحب عنهم.
وعندما علمت النوبة –التي كانت تدين حينها بالمسيحية- بحبس البابا خائيل، أرسلت للوالي العربي رسولاً يطالبه بإطلاق سراح البابا-كما تقول سناء المصري في كتاب "هوامش الفتح العربي" فقام الوالي بحبس الرسول. جمع ملك النوبة جيشاً جراراً يتكون من "مائة ألف فارس، ومائة ألف فرس، ومائة ألف جمل". فعندما علم الوالي بقدوم ملك النوبة، أطلق سراح البابا ورسول النوبة، حيث لم يكن لمروان القدرة على محاربة ملك النوبة حينها.ويوضح كتابي تاريخ الكنيسة القبطية وهوامش الفتح العربي، في ظل تلك التطورات انهزم الخليفة الأموي مروان بن محمد فجاء هارباً إلى مصر، ولما وجد ثورة البشامرة عزم على محاربتها، فانهزم عدة مرات. فدخل الإسكندرية وقتل منها ونهب أراخنتها واحتجز أسرهم وأخذ كل مالهم. ثم قبض على البابا خائيل، ثم فكر باستخدامه كواسطة لتهدئة البشامرة، فلما علم البشامرة بالقبض على البابا خائيل، خرجوا لمحاصرينهم فقتلوهم وطردوهم. وعند قدوم العباسيين إلى مصر، والذين كان مسلمو مصر من القبط والعرب قد والوهم، قابلهم البشموريين عند الفارما، فأمدوهم بالمراكب وبالمعونة ليمكنوهم من القضاء على الخليفة الأموي، فقتلوه ورحب أهل مصر بالعباسيين، كالعادة، في انتظار الاهتمام والانصاف.
الثورة البشمورية الثانية
في بداية الدولة العباسية انتهج الحكام الجدد، بدايةً، نهجاً عادلاً في حكم مصر، إلا أنه سرعان ما عاد الوضع لما كان عليهه في حكم الأمويين وأسوأ من حيث الضرائب العالية والجزية والخراج المبالغ فيه. ويذكر كتاب هوامش الفتح العربي، أن الفترة العادلة كانت بهدف أنْ تستتب لهم الأمور ولم تدم إلا ثلاث سنوات فقط.في تلك الفترة، كما يرد في كتاب ثورات المصريين، تولى الخراج رجلان هما أحمد بن الأسبط، وإبراهيم بن تميم، ولقد غالا في قيمة الخراج والمطالبة بهه وأثقلوا كاهل الناس، بالإضافة إلى الغلاء الفاحش الذي أصاب البلاد وخاصة القمح وبدأ المصريون في بيع أطفالهم مقابل الخراج، ولقوا ظلماً من متولي الخراج وخاصة في الإقليم البشموري.
في تلك الفترة فطن البشامرة أن ليس لديهم ما يخسروه فالموت محاصرهم من كل اتجاه، فكانت الثورة، التي تلقبها سناء المصري في كتابها بـ"الثورة الكبرى"، حيث هب البشامرة في الشمال سنة 216 هـ وانضموا للعرب، الذين بدأوا الثورة بسبب إقصائهم ونزولهم بيد العباسيون إلى مرتبة أدنى مما كانوا أيام الحكم الأموي، كما تقول سناء المصري.
وبدأت الثورة في عاصمة البلاد، ولم يستطع العباسيون في مصر إخمادها فبعثوا إلى مقر الخلافة ببغداد فأمر حيدر بن كاوس المُلقب بـ"الأفْشِين" (ت. 226هـ/841م)، من قادة جيش الخليفة المعتصم بالله، الذي كان وقتها، أي المعتصم، الوالي الاسمي على مصر، وأمر الأفشين بالتوجه من برقة إلى مصر فحاربهم في العاصمة وطاردهم من مكان إلى آخر، هازماً كل القبائل العربية الثائرة حتى وصل إلى الإسكندرية فقتل هناك قائدهم وكان يدعى "أبو ثور اللخمي".
استغل البشامرة طبيعة الأرض الموحلة والتي كانت تعوق تقدم الجيوش وكانت هناك محاولات عديدة للدخول إلى منطقتهم، فشلت جميعها، حتى اضطر المأمون للمجيء إلى مصر بنفسه على رأس جيش آخر لمحاربة البشموريين. وفي البداية لم يستطع الدخول بسبب الوحل والطبيعة الجغرافية للمكان، فما كان منه إلا أن أحضر البطريرك يوساب وطلب منه توجيه رسالة لأقباط الوجه البحري يدعوهم للطاعة وحقن الدماء.
فأطاع الناس إلا البشموريين، كما يحكي كتاب ثورات المصريين، الذين شعروا بالخذلان الشديد بسبب خطاب البابا يوساب، فهم كانوا في حاجة أكثر للدعم المعنوي والمادي، وبمساعدة بعض من المصريين استطاع جيش المأمون أن يدخل منطقة البشامرة. ولأنها كانت منطقة مستنقعات، كما يشرح عبد العزيز، فكان المأمون يتبع سياسة الأرض المحروقة، أي كلما دخل أرضاً حرقها، حتى يبقى البشامرة محاصرين في الأراضي التي لم يدخلها بعد، وأخذ ذلك يحدث تدريجياً حتى سقط البشامرة في يده.
بعد خسارتهم، قتل جيش المأمون وسبى عدداً كبيراً منهم، ولم يتوقف عن القتل إلا من كثرة الجثث. وأخذ منهم عبيداً وسبايا كُثُر، ومات منهم من مات في الطريق وأخذ الباقي وجعلهم عبيداً في منطقة الأهواز في العراق لتشابهها مع أراضي المستنقعات البشمورية لكي يقوموا بزراعتها، ومات منهم الكثيرون بسبب الأمراض والملاريا، وزج بقسم منهم في السجون، إلا أنه بعد وفاة المأمون بستة أشهر أفرج عن المسجونين.
ويقول عبد العزيز جمال الدين لرصيف22، أنه من لحظة دخول عمرو بن العاص مصر وحكمها حتى نهاية الخلافة الأموية، لم يكن شمال الدلتا بما فيه بشمور، يخضع للحكم الإسلامي، حتى جاء العباسيون، وفي خضم الثورة البشمورية الثانية، استطاعوا تثبيت أقدامهم هناك، موضحاً أن من بين الأماكن التي نقل إليها البشموريين هي منطقة دجيل في العراق. لقد ثار الشعب المصري طوال تاريخه على الظلم والاستغلال. وإن كانت هذه الفترة تدرّس من وجهة نظر الفتوحات والتوسع، لن تكون نظرتنا متكاملة ومعمّقة إنْ لم نعتبر الثورات التي قامت ضدّها، كما هو حال ثورات البشامرة التي لا غنى عنها في تناول تاريخ مصر في بدايات العصر الإسلامي.
المصادر: تاريخ الكنيسة القبطية، القس منسى يوحنا؛ المسلمون والأقباط في تاريخ مصر، فكري أندراوس، الطبعة الخامسة 2017 دار الثقافة الجديدة؛ البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب، تقي الدين المقريزي؛ النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، يوسف بن تغري بردي جمال الدين؛ تقويم البلدان، أبو الفداء؛ ثورات المصريين حتى عصر المقريزي، عبد العزيز جمال الدين، الطبعة الأولى 2011، دار الثقافة الجديدة؛ هوامش الفتح العربي لمصر، سناء المصري، شعاع للنشر، الطبعة الثانية 2004.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...