شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
إليكم هذا الكتاب الذي يقدم أبرز ما تجب معرفته حول تغيّر المناخ بلغة مُبسطة

إليكم هذا الكتاب الذي يقدم أبرز ما تجب معرفته حول تغيّر المناخ بلغة مُبسطة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

بيئة ومناخ نحن والبيئة

الاثنين 12 أغسطس 202412:36 م

أعتقد أنك قرأت العديد من المنشورات والكتب والأبحاث التي تتحدث عن تغير المناخ. الآن، أكثر من أي وقت مضى، يتوغل هذا الموضوع بشدة في أغلب الأحداث والأخبار والأنشطة التي تمارسها الحكومات والمنظمات والمؤسسات وكيانات في قطاعات مختلفة. ولكنك غالباً استيقظت ذات صباح، لتجد أن العالم تحول، أو بدأ يتحول تدريجياً على هذا النحو، دون أن تعرف من أين بدأ هذا كله!

يقدم كتاب "تغير المناخ العالمي بين العلم والسياسة" لمؤلفَيه الأمريكيين أندرو دسلر وإدوارد بارسون، إجابات معمقة وبلغة مبسطة ومفهومة تناسب الجمهور غير المتخصص، حول كافة الأسئلة المتعلقة بتغير المناخ، وهو يتوغل بشكل سلس في بدايات الاهتمام العالمي بالقضية، وأسباب هذا الاهتمام، ويمر عبر أبرز المحطات والمحافل التي عُقدت بشأن تغير المناخ ومخرجاتها وشكل الحوارات التي دارت ضمنها حول تغير المناخ، ثم يدخل في المناظرات العلمية والسياسية بين فريقين متعارضين من الكيانات والأفراد: نوع مدافع عن تغير المناخ، وآخر يشكك أو يرفض فكرة أن المناخ يتغير أصلاً، وخلف هذا كله، يأتي بالأدلة والحجج العلمية التي تجيب عن أسئلة مثل: "هل المناخ يتغير؟" "لماذا؟" "ما علاقة أنشطة الإنسان بتغير المناخ؟"، "ما هي السياسات الأمثل للتعاطي مع تغير المناخ؟".

من أبرز ميزات الكتاب هي أنه لا يقدم روايته الخاصة حول تغير المناخ، ولا يتأثر بمواقف وآراء مؤلفَيه.

يقع هذا الكتاب الصادر عام 2006، خلف سنوات عديدة شهدت بالفعل تطورات ملحوظة في السياسات والتوجهات العالمية حول تغير المناخ، على رأسها اتفاق باريس الذي صادقت عليه أكثر من 190 دولة في العام 2015 بهدف توحيد الجهود العالمية للتعاطي مع تغير المناخ، إلا أنه لم يفقد أياً من مؤهلاته ليكون مرجعاً ودليلاً علمياً يُوصى به حتى يومنا هذا لسببين: الأول هو بروزه في ظل قلة من المصادر والمراجع التي تتوجه للجمهور غير المتخصص حين يكون الحديث عن تغير المناخ، والسبب الآخر هو أنه يوفر إحاطة كاملة بكافة التفاصيل التي لها علاقة بتغير المناخ، والتي تعد بمثابة الركائز أو الحقائق التي نشأت على أساسها كافة السياسات التي نراها في عالم اليوم حول تغير المناخ.

أفكار وحقائق

يستند الكتاب إلى أربع أفكار رئيسة، غالباً ما يتم التطرق لها اليوم ضمن السرديات المرتبطة بالمناخ، وهي: المناخ يتغير بسرعة، الاحتباس الحراري يحدث بالفعل، انبعاثات غازات البيوت الزجاجية - كما يسميها الكتاب وهي مجموعة غازات تتواجد في الغلاف الجوي للأرض وتتسبب بالاحتباس الحراري على رأسها غاز ثنائي أكسيد الكربون - هي التي تسبب تغير المناخ، وأخيراً، أنشطة الإنسان، لا سيما حرق الوقود الأحفوري وقطاع النفط والغاز والصناعات، هي التي تزيد من نسبة غازات البيوت الزجاجية في الغلاف الجوي.

via GIPHY


هذه الحقائق بالنظر إلى الكيفية التي يتم التعاطي معها اليوم، هي التي شكلت المشهد الحالي حول تغير المناخ، ووضعت قضية تغير المناخ في عمق أي عمل سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو حتى ترفيهي، ولو لم تكن لدى المدافعين عنها الحجة الكافية والمقنعة، لما احتل تغير المناخ مكانته الحالية، ولما كنا نشاهد كيف يمكن أن يؤثر بشدة في كافة أنشطة البشرية حتى هذا الحد.

ووفق هذا الإطار، يقدم الكتاب تفصيلاً حول المناظرة العلمية التي جرت بين الفريقين المتعارضين بشأن المناخ، والحجج والفرضيات التي استند إليها كل منهما بالدفاع عن موقفه.

يستند الكتاب إلى أربع أفكار رئيسة، غالباً ما يتم التطرق لها اليوم ضمن السرديات المرتبطة بالمناخ، وهي: المناخ يتغير بسرعة، الاحتباس الحراري يحدث بالفعل، انبعاثات غازات الغلاف الجوي هي التي تسبب تغير المناخ، وأنشطة الإنسانهي التي تزيد من نسبة هذه الغازات

قد يُفاجأ القارئ بمواقف وآراء لسياسيين وحكومات وعلماء حول تغير المناخ، ربما أبرزها موقف إدارة بوش التي أعلنت بعد شهرين فقط من توليها مقاليد الأمور عام 2001 أنها لن تصادق على اتفاقية "كيوتو" بشأن المناخ، وهي أول اتفاقية ملزمة للدول الأعضاء في الأمم المتحدة لتخفيض انبعاثاتها من غازات الاحتباس الحراري، لوجود قدر كبير جداً من الشك العلمي بشأن القضية، بحسب تعبيرهم.

ورغم أن إدارة بوش تراجعت عن ادعاء أن انسحابها هو نتيجة الشكوك العلمية، إلا أنها واصلت التمسك بعدم قبول الاتفاقية بسبب التكلفة الباهظة لها على الاقتصاد الأمريكي، إذ إن الاتفاقية ركزت على الدول الصناعية والمتقدمة في تطبيق سياسات خفض الانبعاث في حين تساهلت مع الدول النامية.

هذه النقطة الأخيرة، هي واحدة من أهم المفاوضات التي ظهرت عقب "كيوتو"، والتي أدت أيضاً إلى سلسلة من الاختلافات الحادة بين الدول وسياسات التعاطي مع تغير المناخ، إذ ظهرت مجموعة من الدول، أبرزها الدول الصناعية كالولايات المتحدة وروسيا واليابان وكندا، والتي رفضت التقيد بسياسات وإجراءات تحد من أنشطتها الصناعية مقابل تخفيض الانبعاثات، فيما راحت دول أخرى، معظمها من الاتحاد الأوروبي، تدعو إلى سياسات صديقة للبيئة والمناخ بشكل أوضح وأكثر صرامة.

إجابات علمية

لعل من أبرز ميزات الكتاب المذكور، هي أنه لا يقدم روايته الخاصة حول تغير المناخ، ولا يتأثر بمواقف وآراء مؤلفَيه حول هذا الأمر، وهما أكاديميان ناشطان في مجال البيئة والمناخ. على العكس تماماً، يستند الكتاب إلى المقولات المشككة التي ذاع صيتها على مدار عقود حول تغير المناخ ويناقشها بتجرد، بل وينطلق منها لتقديم الإجابات، ويبحث بلغة مبسطة ومفهومة في كل الأسباب التي تجعل من تلك المقولات نظريات ومقترحات غير واقعية وغير صحيحة.

مثلاً يقدم الكتاب في فصوله الأولى، اقتباسات مأخوذة عن علماء وسياسيين معروفين، قدموا حجتهم بشأن أن المناخ لا يتغير، وأن ما يحدث هو بدعة لخدمة أجندة سياسية ما، في حين أنه ناقش ضمن فصوله الأخرى، وفي إطار علمي وسهل الفهم، النظريات التي تستند إلى سرديات علمية لدعم حجة أن المناخ لا يتغير، أو تلك التي توافق على أن المناخ يتغير، إلا أنها تعارض بشدة أن يكون السبب هو أنشطة الإنسان، بل تذهب باعتبار أن تغير المناخ هو بسبب تغيرات طبيعية تحدث لكوكب الأرض كل بضعة ملايين من السنين، وبالتالي، ليس ثمة من داع لكل ما يجري بثه في عقول الناس حول أنه خطر يهدد البشرية، ويستلزم التعاطي معه إنفاق الأموال الطائلة، والحد من النشاط الصناعي والنفطي على وجه الخصوص.

يقدم كتاب "تغير المناخ العالمي بين العلم والسياسة" إجابات معمقة وبلغة مبسطة ومفهومة حول كافة الأسئلة المتعلقة بتغير المناخ، وهو يتوغل بشكل سلس في بدايات الاهتمام العالمي بالقضية وأسبابه، ويمر عبر أبرز المحطات والمحافل التي عُقدت بشأن تغير المناخ ومخرجاتها

كما يتحدث الكتاب عن أمور عدة قد توضح إلى حد ما مدى التصاق السياسة بتغير المناخ، ونحن هنا لا نتحدث عن السياسة كمفهوم "إجراءات" فقط، أي الإجراءات التي تمت مناقشتها والجدال حولها لكيفية التعاطي مع تغير المناخ، بعد التسليم على أنها قضية ملحة تخص الكوكب، أو عدم التسليم حتى بذلك، بل السياسة بكل ما تعنيه من قرارات ومصالح وتوجهات وعلاقات أو انفصالات، فمن الطبيعي مثلاً أن تعارض إدارات عدة للحكومة الأمريكية أي اتفاقيات تخص المناخ، وترفض الانصياع لها، باعتبار أنها ستشكل خطراً حتمياً على اقتصادها لأنها ستلزم بتخفيض الانبعاث من صناعاتها، وبالتالي ستفسح المجال لأزمات كبيرة تفوق طاقتها، وتهدد موقعها حتى في العالم.

باختصار، يقف هذا الكتاب عند المحطات الأساسية التي مرت بها قضية تغير المناخ، مثل البداية الدقيقة لظهور المصطلح بشكل واضح، وسببه، وكيف انتقل إلى مرحلة النقاش والجدال والمناظرة، وما هي أبرز الحجج التي استند إليها الفريق الذي أقر بأن المناخ يتغير، والآخر الذي رفض ذلك، ويبين بشكل غير مباشر الارتباطات الخفية لمصالح الجهات الرافضة أو حتى المؤيدة لانتهاج سياسات وإجراءات للتعاطي مع تغير المناخ، مستنداً بمعظمه إلى الحجة والدليل العلمي، ومقدماً كل ذلك بلهجة مبسطة وواضحة بهدف إعطاء إجابات حول الأسئلة الأبرز عن تغير المناخ، فيحيط بالقضية من كل جوانبها.

وبإمكان أي شخص، أياً كانت خلفيته الثقافية والمعرفية، الاستفادة من المعلومات والسياقات والمقاربات التي يقدمها.

إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

ما أحوجنا اليوم إلى الثقافة البيئية

نفخر بكوننا من المؤسّسات العربية القليلة الرائدة في ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺇﺫﻛﺎﺀ ﺍﻟﻮﻋﻲ البيئيّ. وبالرغم من البلادة التي قد تُشعرنا فيها القضايا المناخيّة، لكنّنا في رصيف22 مصرّون على التحدث عنها. فنحن ببساطةٍ نطمح إلى غدٍ أفضل. فلا مستقبل لنا ولمنطقتنا العربية إذا اجتاحها كابوس الأرض اليباب، وصارت جدباء لا ماء فيها ولا خضرة.

Website by WhiteBeard