أربعون يوماً فقط قضاها محمد البعداني (14 عاماً)، صيف 2023، في أحد مراكز التدريب الصيفية التابعة للحوثيين في محافظ إب، وسط اليمن، كانت كافية لإحداث تغييرات على تصرفاته وأفكاره حوّلته من طفل يحب اللعب ومتابعة دراسته إلى آخر لا يفكر بشيء سوى "الجهاد" على جبهات القتال.
أطفال في مراكز التدريب الحوثية
يقول والده لرصيف22 إن محمد التحق مع الكثيرين من زملائه في المدرسة بالمركز بإيعاز من قيادات حوثية ومشرفين أكاديميين تابعين للجماعة، يشرفون على تلك المراكز التي تنظم فيها دورات، تمتد لأربعين يوماً، "زاعمين أنها تهدف إلى استغلال فترة الإجازة لتعليم الأطفال قراءة القرآن والتثقيف الديني".
يستدرك الأب: "لكنها مجرد ذرائع لتسهيل استقطاب الأطفال والشباب إلى تلك المراكز والتأثير على أفكارهم وتوجيهها نحو 'الجهاد' وحمل السلاح". كما يؤكد - بناءً على تجربته مع ابنه محمد وما سمعه من آباء الآخرين الذي كانوا في مراكز مشابهة - أن العائدين منها "يحملون حقداً وكراهية للأسرة والمجتمع"، مردفاً "بالنسبة لابني، أصبح عنيفاً مع إخوته وأصدقائه وتغيّر أسلوبه في الحديث مع والدته".
يضيف البعداني، بشيء من الحسرة: "ظننا أنه سيعود إلينا مهذباً وحريصاً على الصلاة، وطاعة والديه. لكننا فوجئنا بتمرده علينا وحديثه عن أفكاره المتطرفة". لذلك منعه في شهر نيسان/أبريل الفائت من الالتحاق مجدداً بالمركز. "الخطأ الذي ارتكبته في العام الماضي لم أكرره هذه السنة… علينا كآباء يمنيين أن نحافظ على أبنائنا"، يختم بحسم.
العائدون منها "يحملون حقداً وكراهية للأسرة والمجتمع"... ماذا نعرف عن "المدارس الصيفية" للحوثيين؟ ولماذا يجهزون لها على مدار العام ويعدونها ضمن "الهوية الإيمانية"؟ ويسخّرون لأجلها عشرات المساجد والمدارس، ويقدمون المغريات للأسر للدفع بأبنائهم إليها؟فعل هذا على الرغم من المغريات التي قدمها الحوثيون بما في ذلك منح الملتحقين بالمراكز الصيفية درجات امتحانية نهائية وإعفائهم من الرسوم الدراسية في السنة التالية، لأنه يدرك أنهم يعدون نجله وأقرانه ليصبحوا مقاتلين يعززون بهم جبهات قتالهم.
تعليم أم تجنيد؟
في نيسان/ أبريل 2024، دشّن الحوثيون المراكز الصيفية لهذا العام، وأكدوا على لسان زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، في خطاب ألقاه لهذه المناسبة، الحرص على ديمومة هذه المراكز التي أدرجوها ضمن "الهوية الإيمانية".أطفال في مراكز التدريب الحوثية
ويتساءل كثيرون عن أعداد الملتحقين بهذه المراكز سيّما أن دوراتها الصيفية تقام على نحو منتظم كل سنة. يجيب عن ذلك تقرير نشرته وكالة سبأ، التابعة للحوثيين، في العام الماضي، ذُكر فيه وكيل وزارة الشباب التابعة للحوثيين، عبد الله الرازحي، أنه يتوقع ارتفاع عدد الطلاب الملتحقين بالدورات الصيفية لذلك العام إلى مليون و500 ألف طالب وطالبة، تستوعبهم ما يقارب تسعة آلاف و100 مدرسة، يعمل فيها 20 ألف عامل ومدير ومدرس في المحافظات والمديريات الخاضع لسيطرة الجماعة الأصولية.
وذكر المصدر عينه أن المراكز الصيفية حقّقت خلال عام 2022 "نجاحات" وصفها بأنها "فاقت التوقعات"، بتنفيذ أكثر من مليون نشاط استهدف 733 ألفاً و722 طالباً وطالبة التحقوا بتسعة آلاف و16 مدرسة، تحت إشراف 42 ألفاً و772 عاملاً وعاملة.
وتفيد نائبة مدير مكتب التربية بصنعاء، أشواق الماخذي لرصيف22 بأن "المدارس" والمخيمات الصيفية ليست بالجديدة، بل هو "نهج يمارس منذ سنوات ضمن سياسة الحكم" في المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، لافتةً إلى أن الجديد في الأمر هو إقبال الطلاب والطالبات عليها بنحو كبير، على حد قولها، وأن الكثير من الجوامع والمدارس خصصت لاستضافتها.
تتابع: "يتم في هذه المراكز الاهتمام بالأنشطة المعزِّزة للمهارات وبناء القدرات الفردية لدى الطلاب والطالبات بما يواكب العصر، ويخدم سوق العمل. غالبية طلاب المدارس يذهبون إلى المراكز الصيفية عن قناعة، مع حث واهتمام المدارس النظامية على التسجيل والتعلم عبر المدارس الصيفية، لما لها من أهمية في العملية التعليمية النظامية لصالح الطلاب والطالبات، إذ يقضي الملتحقون بهذه المراكز شهراً ونصف الشهر، بمعدل ستة أيام أسبوعياً، وبمقدار أربع ساعات يومياً".
معلمٌ من صنعاء، طلب عدم ذكر اسمه، يقول لرصيف22 إن جماعة الحوثي، تهدف من خلال تنظيم هذه الدورات الصيفية إلى "تعزيز الهوية المذهبية والطائفية وترسيخ العنصرية في عقول الأطفال والشباب لضمان استمرارية فكرها"، مردفاً "هذا إلى جانب تربيتهم على العنف والإرهاب وتدريبهم على استخدام السلاح ليكونوا وقود حربها". وهو ينوّه أيضاً إلى أن الجماعة ترى أن "الحرب تكفل لهم بالبقاء، والدورات تمكنهم من اختراق الأجيال".
أطفال في مراكز التدريب الحوثية
صناعة التطرف
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: ما هي النتائج الفعلية التي يتوخاها الحوثيون من مراكز التدريب الصيفية للأطفال والشباب؟ لماذا يهتمون بها إلى هذه الدرجة؟ وهل يتحوّل هؤلاء "المتدربون" بالفعل إلى متطرفين؟معلمٌ من صنعاء، طلب عدم ذكر اسمه، يقول لرصيف22 إن جماعة الحوثي تهدف من خلال تنظيم هذه الدورات الصيفية إلى "تعزيز الهوية المذهبية والطائفية وترسيخ العنصرية في عقول الأطفال والشباب لضمان استمرارية فكرها"، مردفاً "وتربيتهم على العنف والإرهاب وتدريبهم على استخدام السلاح ليكونوا وقود حربها… الجماعة ترى أن الحرب تكفل لهم بالبقاء، والدورات تمكنهم من اختراق الأجيال"كتب القيادي في جماعة الحوثي، قاسم آل حمران، رئيس برنامج الصمود الوطني، عبر حسابه الشخصي عبر منصة "إكس": "كما يعلم الله لولا المراكز الصيفية وروادها الذين أغلبهم اليوم في عداد الشهداء لكان اليمن اليوم مرتعاً للدعارة والفجور وللتكفير والتفجير".
بدا واضحاً أن آل حمران أراد من إقراره هذا، تعظيم أهمية هذه المراكز، لكنه في ذات الوقت، أظهر كيف تحاول الجماعة تأسيس وتمتين قاعدتها العسكرية وتهيئة دماء جديدة من المقاتلين باستمرار.
وسنوياً، تحذر منظمات حقوقية محلية ودولية من خطورة المراكز الصيفية التي تقيمها جماعة الحوثي على سلامة الأطفال في اليمن، بعد توثيق تعرض البعض منهم لانتهاكات جسيمة داخل هذه المراكز.
ففي أيار/مايو 2023، حذّرت منظمة "ميون" لحقوق الإنسان في بيان من خطورة هذه المراكز على سلامة الأطفال، مؤكدةً أنها وثّقت حدوث عمليات تجنيد قسري ممنهجة للأطفال وأنشطة شبه عسكرية وأخرى طائفية داخلها، علاوة على توثيق تعرض عدد منهم لاعتداءات جسدية وجنسية، مطالبة الآباء بعدم تسليم أطفالهم فريسة للانتهاكات، لا سيما في المراكز المغلقة.
في حين حذرت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، في التاسع من أيار/ مايو 2024، من استمرار "تجريف جماعة الحوثي للعملية التعليمية واستبدالها بمدارس مغلقة لصناعة الإرهابيين". وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة نفسها، معمر الإرياني، في تصريحات صحافية، إن جماعة الحوثي، أقدمت على "إقامة مدارس دينية مغلقة على الطريقة الداعشية تمجد الفكر المتطرف وتصنع الإرهابيين".
"الحوثيون يهددون بحجب المساعدات الإنسانية عن الأسر الفقيرة ما لم تسمح لأطفالها بالتجنيد والذهاب للقتال".وأضاف أن هذه الخطوة تأتي في ظل استمرار الجماعة في تحويل المدارس الحكومية إلى معسكرات لاستدراج وتجنيد الأطفال والشباب، "تحت غطاء المراكز الصيفية، لغسل عقولهم بالأفكار الطائفية المستوردة من إيران، وغرس ثقافة وشعارات الحقد والكراهية، ومسخ هويتهم الوطنية والعربية، وتحويلهم إلى أدوات للقتل والتدمير، وقنابل موقوتة لتهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي"، على حد تعبيره.
ودعا الإرياني اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثي إلى الحفاظ على أبنائهم، وعدم تقديمهم للجماعة. كما دعا المنظمات المعنية والمثقفين والإعلاميين ونشطاء حقوق الإنسان إلى "التوعية بمخاطر تجريف الجماعة للعملية التعليمية، وتحويل المدارس إلى فقاسات للإرهاب، وما تبثه من سموم تهدد النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي وقيم التعدد والتنوع والتعايش بين اليمنيين"، وفق الوكالة الموالية لهذه الحكومة.
تعليم أيديولوجي
المحامية اليمنية والناشطة الحقوقية هدى الصراري تقول، لرصيف22، إن:"مليشيا الحوثي، دأبت في السنوات الأخيرة على إنشاء وتشييد معسكرات ومخيمات صيفية للأطفال ما دون سن 15 عاماً حيث يتم تلقينهم مبادئ العنف والطائفية وتعزيز روح القتال منذ نعومة أظافرهم لينشئوا ويترعرعوا عليها".
وتستدرك: "من المعروف أن 50% من القوات المقاتلة للحوثيين هم من الشباب والأطفال الذين يتم التغرير بهم من خلال هذه المخيمات والمعسكرات"، مشيرةً إلى أن تغيير المناهج في مناطق سيطرة الحوثيين لعب دوراً هاماً في "تسريع الاستقطاب والزج بالأطفال في جبهات القتال كوقود للحرب".
وتعتقد الصراري أن الحوثيين يستغلون هذه الفئات العمرية الصغيرة لأنهم "مهيئون لزرع المفاهيم العقائدية الحوثية في رؤوسهم وبث الطائفية وغسل أدمغتهم وتعزيز روح القتال في أنفسهم. ويصورون لهم الموضوع على أنه أنه قتال ضد اليهود وأمريكا ويستعطفونهم بأحداث غزة مثلما تروج لذلك جماعة الحوثي حيث استطاعت التغرير بالرأي العام المحلي والإقليمي منذ اندلاع أحداث غزة.
كما تتهم الحوثيين باستغلال الأوضاع الاقتصادية المتردية وحالة الفقر التي تمر بها أسر الأطفال أثناء الدعوة والاستقطاب للمخيمات والمعسكرات. "الحوثيون يهددون بحجب المساعدات الإنسانية عن الأسر الفقيرة ما لم تسمح لأطفالها بالتجنيد والذهاب للقتال"، تتابع.
وتُذكر المحامية الحقوقية بأن "تقارير دولية ومحلية تروي قصصاً إنسانية مأساوية عن وقائع تجنيد الأطفال والانتهاكات التي لحقت بها كالتحرشات الجنسية والاغتصاب ومصادرة حقهم في الحياة والسلامة نتيجة الزج بهم في جبهات القتال".
وهي تحذر من تجنيد الحوثيين للأطفال كمقاتلين بقولها "يُحولونهم إلى مقاتلين ذوي عقيدة طائفية متشددة تجاه الأطراف التي يحرض عليها الحوثيين في خطاباتهم وممارساتهم، التالي يصبحون قنابل موقوتة محملين بالتشدد والعنف تجاه غيرهم أو من يحمل أفكار مغايرة عنهم".
وترى الصراري أن مسؤولية تصفها بالكبيرة تقع على عاتق المجتمع المدني والأسر والإعلام ومؤسسات الدولة التابعة للحكومة المعترف بها دولياً لإعادة تأهيل هؤلاء الأطفال حتى يكونوا "مواطنين أسوياء نافعين في المجتمع" وذلك من خلال "استغلال كافة منصات التواصل لإيصال رسائل توعوية إلى الأسر في مناطق سيطرة الحوثيين لمنع إرسال أطفالهم إلى مراكز التدريب وتحذيرها من خطورة تجنيد الأطفال على مستقبلهم".
وجهة النظر الحوثية
بدوره، يقول لرصيف22 مدير التنسيق التربوي بوزارة الشباب التابعة للحوثي المشرف على الأنشطة الصيفية على مستوى المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعة، أحمد السلوي، منتقداً من يصف المراكز الصيفية بأنها فئوية أو جهوية أو طائفية، إنها أنشطة يُطلق عليها "مدارس" كاسم عام باعتبارها أنشطة ودورات الصيفية، وفي إطار معنى عام تُدرب عليه هو "العلم والجهاد".لتعظيم أهمية هذه المراكز، كتب القيادي في جماعة الحوثي، قاسم آل حمران، عبر منصة "إكس": "كما يعلم الله لولا المراكز الصيفية وروادها الذين أغلبهم اليوم في عداد الشهداء لكان اليمن اليوم مرتعاً للدعارة والفجور وللتكفير والتفجير"... ما هي النتائج الفعلية التي يتوخاها الحوثيون من مراكز التدريب الصيفية للأطفال والشباب؟ لماذا يهتمون بها إلى هذه الدرجة؟ وهل يتحوّل هؤلاء "المتدربون" بالفعل إلى متطرفين؟وهو يُذكّر أن النسبة السنوية لعدد الملتحقين بهذه المدارس "في ازدياد مطرد إذ بلغت خلال السنوات الأخيرة ما بين 25% - 35%" من الأطفال والشباب في مناطق سيطرة الجماعة. ويستطرد: "التوجه إلى هذه المراكز هو توجه أُسري، يتفاعل معه كل المجتمع، فإذا كان هناك مليون وخمسمائة طالب ملتحق هذه السنة، 2024، فهذا يعني وجود مليون وخمسمائة أسرة تُرسل أبناءها".
ينوه السلوي بأن الجماعة تدرك عدم قدرة الجميع على الالتحاق بهذه "المدارس"، وهو ما دفعها إلى "بث الدروس والبرامج عبر فضائيات يمنية خاصة تحضرها الأسر في البيوت" لتكون "توجهاً أسرياً ومجتمعياً"، لافتاً إلى أن "قياس نسب الالتحاق ينبغي أن يأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار".
ويوضح المسؤول الحوثي أن "الدراسة" في هذه المراكز تمر بثلاث مراحل، الأولى تشمل التقييم وإعداد الخطط، وتبدأ من أول أشهر السنة الهجرية و"يعكف القائمون على دراسة سلبيات وإيجابيات الدورة المنتهية، ليعدوا الخطط والدراسات للدورات المقبلة، وهذا يستمر حوالي 3 إلى 4 أشهر".
في حين تهتم المرحلة الثانية بالتدريب والتأهيل، ويتم تدريب "المتطوعين" للعمل على الدورة المقبلة، سواء أكانوا مديزي مدارس أو عاملين أو معلمين أو موجهين وهذا يتم من شهر رجب إلى نهاية شهر رمضان، على حد قوله. وتتلخص المرحلة الثالثة في فتح المدارس الصيفية وتنفيذ الأنشطة والدروس والفعاليات في واقع الطلاب الملتحقين بهذه المدارس و"تستمر هذه المدة من 10 شوال إلى 30 ذي القعدة".
يضيف السلوي أن الطفل في هذه "المدارس"، يمر بثماني مراحل تنقسم إلى "التأهيل الذي يتم على مرحلتين، والتأسيس على مرحلتين أيضاً، والمستوى المتوسط على مرحلتين، والعالي على مرحلتين. أما بالنسبة للشباب الكبار، فيتم تقييمهم ليلتحقوا بالمستوى المناسب لهم مباشرةً".
"جماعة الحوثي، أقدمت على إقامة مدارس دينية مغلقة على الطريقة الداعشية تمجد الفكر المتطرف وتصنع الإرهابيين".كما تنقسم المدارس الصيفية، وفقاً للقيادي الحوثي، إلى مدارس مفتوحة، وأخرى نموذجية ذات سكن داخلي، إذ خصصت المدارس المفتوحة لتهتم بالصغار، ولها برنامجان الأول "تعليمي" تقوم خلاله بـ"تعليم الطفل القراءة والكتابة، وتقويته فيها، وتعليم القرآن الكريم تلاوة وحفظاً، والقيم الإسلامية من رعاية حق الله، وحق الوالدين وحقوق المجتمع من حوله" والثاني "مهاري" يهدف إلى "تنمية مهاراتهم ومواهبهم عبر أنشطة ثقافية وفنية ورياضية".
أما المدارس النموذجية الداخلية، "فتستهدف الشباب لرعايتهم في مسارات أربعة هي: المسار الديني المتمثل في الثقافة القرآنية عبر تطبيق عملي للعبادات والمعاملات على مدى مدة الدورة الصيفية، والمسار الثقافي ويشمل الثقافة الصحيحة السليمة عن الحياة التي يعيشها الإنسان في إطار الهوية الإيمانية، والوعي السليم للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والمسار المهاري ويهتم بمساعدة الشباب على اكتشاف مهاراتهم ومواهبهم للاستفادة منها، وتقديم المساعدة لتنميتها، وترشيحهم للجهات ذات العلاقة بقدرات ومواهب الشباب، والمسار البدني ويشمل أنشطة بدنية للشاب تساعد على الحفاظ على صحتهم، وتمارين رياضية يشترك فيها الجيش وعامة المتدربين، كما تهتم الدورات الصيفية بكافة الأنشطة الرياضية بينها كرة قدم وغيرها من الألعاب".
وفي معرض رده على من يصف "المدارس الصيفية" بأنها معسكرات تجنيد ودروس طائفية للأطفال، يقول السلوي إن "هذه تهمة يروّج لها المصابون بالعقدة الطائفية والمذهبية، لسنا بحاجة في اليمن إلى تجنيد الأطفال، لأن كل الآباء اليمنيين جنود يربون أبناءهم على الجندية منذ نعومة أظافرهم، فالشاب اليمني يمكن أن تقول عنه بأنه يولد جنديًّاً بالفطرة، وهذه عادة تربى عليها اليمني جيلاً بعد جيل. وهذا ما لا يعرفه الكثير عن اليمن".
وعن نتائج هذه التدريبات ودور العائدين من "المدارس" في المجتمع، يشير السلوي: "من المهم أن ندرك أن مدة الدورات قصيرة لا تتعدى 40 يوماً، والعمل في هذه المدة هو صناعة التوجه لدى الشباب، ولذلك نحن نلحظ النتائج المهمة في واقع الشباب في مدارسهم وجامعاتهم وفي مجالات حياتهم المختلفة بعد الدورة". يتناقض ما قاله السلوي ما قاله آباء لرصيف22 عن تجربة أبنائهم مع هذه المراكز بمن فيهم والد محمد البعداني.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومجميل جدا وتوقيت رائع لمقالك والتشبث بمقاومة الست
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 4 أياممقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ أسبوعمقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ اسبوعينعزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...
نسرين الحميدي -
منذ اسبوعينلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعيناخيرا مقال مهم يمس هموم حقيقيه للإنسان العربي ، شكرا جزيلا للكاتبه.