شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
عندما يكون الجنس مؤلماً... ما أبرز الإصابات والمخاطر الشائعة؟

عندما يكون الجنس مؤلماً... ما أبرز الإصابات والمخاطر الشائعة؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والحريات الشخصية

الاثنين 12 فبراير 202412:06 م

يُعدّ موضوع السلامة الجنسية موضوعاً مهماً وحساساً في آن واحد، إلا أنه لا يلقى الاهتمام الكافي في الكثير من الأحيان.

فالجنس، على الرغم من كونه مصدراً للمتعة والرضا، إلا أنه قد ينطوي على مخاطر وإصابات إذا لم يُمارَس بطريقة صحيحة وآمنة.

إليكم/ نّ أبرز الإصابات والمضاعفات التي قد تحدث في أثناء ممارسة الجنس، وذلك بهدف التوعية والوقاية.

1 - تمزّق في جدار المهبل أو الشرج

إن ممارسة الجنس بشكل عنيف، أو استخدام ألعاب جنسية معيّنة، يمكن أن يمزّق الأنسجة الحساسة داخل المهبل أو الشرج. قد يكون ذلك مؤلماً وقد يتعرض المرء للنزيف.

في حديثها إلى رصيف22، تقول طبيبة النساء والولادة، إيمان فتحي، إن هذه الحالة شائعة أكثر مما نتوقع، خصوصاً عند ممارسة العلاقة الحميمة للمرة الأولى: "السبب هو عدم الوعي بشكل العلاقة الحميمة الطبيعية ووجود توقعات غير واقعية لها و/ أو عدم القدرة على التواصل الصريح بين الطرفين؛ فيصبح الشريك غير قادر على إيقاف العلاقة عندما تكون هناك حالة من الألم أو عدم الراحة، مما يزيد من الإصابات".

الجنس، على الرغم من كونه مصدراً للمتعة والرضا، إلا أنه قد ينطوي على مخاطر وإصابات إذا لم يُمارَس بطريقة صحيحة وآمنة

وتنصح الدكتورة إيمان باللجوء إلى الطبيب/ ة للفحص والتأكد من عدم الحاجة إلى تدخل طبي مثل خياطة الجروح. بعد ذلك، يصبح التعافي سهلاً ولكن يتطلب الامتناع عن ممارسة العلاقة لفترة لا تقل عن أسبوعين حتى تلتئم الجروح تماماً. ويتم استخدام المزلقات في المرات الأولى بعد التعافي على الأقل لتسهيل ممارسة الجنس، بالإضافة إلى أن التواصل بين الطرفين يُعدّ أمراً مهماً لمعرفة ما إذا كان هناك أي شيء مؤلم أو غير مريح في أثناء الجماع.

2 - كسر العضو الذكري

إن اللفظ الطبي الأدق، هو حدوث تمزّق في الغشاء المحيط بالجسم الكهفي. يمكن أن يحدث ذلك إذا تم ثني العضو الذكري بشكل زائد أو في حال انزلق عندما تم دفعه.

واللافت أن العضو الذكري لا يحتوي على عظام. وبدلاً من ذلك، تنفجر إحدى أسطوانتين داخليتين وتمتلئان بالدم في أثناء الانتصاب، بفعل القوة.

ومن علامات "كسر" العضو الذكري، سماع صوت طقطقة، وحدوث تورم وألم شديد.

يجب على الرجل في هذه الحالة الحصول على مساعدة طبية على الفور، وأن يذهب في أقرب وقت إلى قسم الطوارئ.

يخبر الدكتور محمود فوزي، استشاري جراحات الذكورة والعقم، رصيف22، أن كسر القضيب يُعدّ حالةً طارئةً، ومن أبرز أسبابها:

- إن بعض أوضاع الجماع محفوفة بالخطر. يرتبط ذلك بخروج القضيب في أثناء العلاقة الجنسية واصطدامه بجسم الشريك بشكل قوي في اتجاه معاكس، وتمثل هذه الحالة نسبة 90% من حالات كسر القضيب. ويحدث نتيجة ذلك أن الجسم الكهفي في القضيب قد تم كسره فيخرج الدم منه إلى جسم القضيب.

- عندما يقوم الشخص بكسر القضيب بنفسه عن طريق الخطأ في أثناء "طقطقة القضيب"، وهي عادة غير صحية تعني ثني العضو الذكري في عكس اتجاهه في أثناء الانتصاب، وذلك يسبب كسراً جزئياً في أنسجة الجسم الكهفي للعضو الذكري.

على الرجل المصاب، الذهاب فوراً إلى المستشفى، حيث سيقوم الطبيب بإجراء عملية جراحية في أقرب وقت ممكن ويُعدّ التأخير في معالجة هذه الحالة الحرجة ضاراً للغاية.

3 - الشدّ العضلي

الشدّ العضلي أو تشنّج العضلات، عبارة عن تقلّصات مفاجئة تحدث للعضلات، ويحدث ذلك نتيجة أي نشاط يقوم به المرء بحركة واحدة مراراً وتكراراً -مثل الدفع- إذ يمكن أن يؤدي هذا إلى تشنج في العضلات. قد يحدث ذلك لأي عضلة في جسم الإنسان مثل الفخذ والظهر والبطن أو حتى الرقبة، وغالباً ما يكون الشد العضلي مؤلماً جداً. يجب أن يختفي الألم بعد يوم أو يومين. إذا لم يحدث ذلك، فقد تكون الإصابة كبيرةً وفي هذه الحالة يحتاج الشخص المعني إلى مراجعة الطبيب المختص.

4 - حروق الاحتكاك

تحدث حروق الاحتكاك عندما يقوم جسم صلب و/ أو خشن، بفرك بعض من الجلد أو كشطه، مثل: الاحتكاك بقوة بالسجاد أو الأرضية.

على الرغم من أن هذه الإصابة قد تكون طفيفةً وغير خطيرة، إلا أنها تُصنَّف على أنها نوع من أنواع الحروق من الدرجة الأولى.

قد تكون حروق الاحتكاك مؤلمةً جداً، لكن لحسن الحظ، معظمها ليست خطيرةً، وسيشفى المرء خلال بضعة أيام.

لتجنّب مثل هذه الإصابات، يجب على الشخص وضع بطانية أو وسادة كحاجز إذا كان يخطط للقيام بنشاط جنسي على الأرض أو السجادة.

5 - جسم غريب عالق

بعض الناس يستخدمون ألعاباً جنسيةً، مثل الهزّاز أو سدادات الشرج لتعزيز متعتهم/ نّ، في حين أن البعض الآخر يستعين بأدوات منزلية، مثل الخيار أو فرشاة الأسنان الكهربائية.

في الواقع، يجب على المرء أن يكون حذراً إذ بجب أن يستخدم الجسم الذي تكون له قاعدة واسعة بما فيه الكفاية حتى لا يعلق في الداخل.

إذا دخلت أي لعبة أو أي جسم بعمق كبير؛ فقد يضطر الشخص المعني إلى إجراء عملية جراحية لاستخراجه وإزالته.

6 - ردود فعل تحسسية

الشعور بالحكّة أو ظهور طفح جلدي بعد ممارسة الجنس قد يكون بسبب حساسية معيّنة، إذ إن المزلقات والواقيات الذكرية والأنثوية وحتى عطر الشريك/ ة كلها أمور يمكن أن تؤدي إلى ردود عند الأشخاص الحساسين تجاهها.

في حالات نادرة، تكون لدى بعض الأشخاص حساسية تجاه "السائل المنوي".

تبدأ أعراض التفاعل التحسسي عادةً بعد 10 دقائق إلى 30 دقيقةً من الاتصال الجنسي، ويمكن أن تستمر لساعات أو أيام.

7 - نوبة قلبية

حدوث نوبة قلبية في أثناء الجماع، أمر نادر جداً. فطالما أن قلب المرء صحي، فلا يوجد سبب لتجنّب ممارسة الجنس.

الجنس في الأساس يُعدّ تمريناً للقلب، وهو أمر جيد للصحة. وطالما أن الشخص المعني يستطيع ممارسة تمارين أخرى مثل المشي أو الجري بدون مشكلات، فيجب أن تكون صحته جيدةً بما فيه الكفاية لممارسة الجنس، وعليه فقط أن يتحقق من طبيبه أولاً إذا كانت لديه أعراض مثل آلام في الصدر أو ضيق التنفس أو نبضات قلب غير منتظمة.

8 - إصابة في الظهر

حركة سريعة في الاتجاه الخطأ أو محاولة رفع الشريك/ ة، يمكن أن تتسببا في إصابة فقرات الظهر، وتالياً على المرء أن يكون حذراً وأن يستخدم السرير أو الطاولة لدعم رفع شريكه.

بدلاً من ذلك، يمكن أن تكون ممارسة الجنس بوضعيات أكثر ملائمةً للحالة الصحية، مثل وضعية الاستلقاء على الجانب أو ممارسة الجنس في أثناء الجلوس مع إسناد الظهر ودعمه. في هذه الحالات، يمكن للشريك الذي يعاني من آلام في الظهر وأن يجد الراحة بشكل أكبر ويقلل من الضغط على العامود الفقري.

9 - التهاب المسالك البولية (UTI)

البكتيريا تعيش عادةً خارج المهبل. وخلال ممارسة الجنس، يمكن للعضو التناسلي أو الإصبع أو أي ألعاب جنسية تسهيل انتقال هذه الجراثيم عبر مجرى البول ودخول المسالك البولية. تشمل علامات وجود التهاب المسالك البولية، الحرقة عند التبول أو وجود دم في البول.

في هذا السياق، تكشف طبيبة النساء والولادة، إيمان فتحي، أن هذه المشكلة تواجه العديد من السيدات بعد الزواج، ولكن هناك طرائق فعّالة للوقاية منها، مثل التبول قبل العلاقة الحميمية وبعدها.

وعلى عكس الاعتقاد الشائع، يجب تجنّب استخدام الغسول المهبلي بشكل مفرط لأنه قد يزيد من احتمال حدوث التهاب في المسالك البولية. وفي حالة الشعور بألم أو تكرار التبول، يجب الاتجاه إلى الطبيب/ ة لإجراء التحاليل اللازمة وتلقّي العلاج المناسب. وفي هذه الحالة يجب الالتزام بمدة العلاج حتى في حالة الشعور بالتحسن المؤقت لتجنب تكرار العدوى عند التوقف المبكر عن العلاج: "من المهم جداً أن ندرك أن حدوث مثل هذه المشكلات لا يعني وجود مشكلة بين الطرفين، بل هي مسائل طبيعية قد تحدث للعديد من الأزواج. ولا يوجد أي حرج في طلب النصيحة الطبية واللجوء إلى الطبيب للتحقق والعلاج".

10 - عدوى الأمراض المنقولة جنسياً

من دون احتياطات مناسبة، يمكن انتقال البكتيريا والفيروسات وغيرها من الجراثيم المسببة للأمراض المنقولة جنسياً. من أجل الوقاية، يجب استخدام الواقي الذكري والأنثوي واتّباع ممارسات جنسية آمنة، وكذلك الالتزام بوجود شريك/ ة جنسي/ ة واحد/ ة، للتقليل من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً.

11 - متلازمة ما بعد النشوة/ التعب بعد العلاقة الجنسية

الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة النادرة تظهر عليهم أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا، مثل الحمى والاحتقان والعطس والصداع وحكة العيون والإرهاق.

يمكن أن تبدأ هذه الأعراض في ثوانٍ أو بعد بضع ساعات من ممارسة الجنس، ويمكن أن تستمر لأيام عدة.

لا يعرف الأطباء ما الذي يثير هذا التفاعل في الجسم، ولكن يبدو أنه يحدث بشكل أكثر شيوعاً لدى الرجال.

12 - اكتئاب ما بعد ممارسة الجنس PCT

يجب أن يكون الجنس ممتعاً ومريحاً، ولكن بعض الأشخاص يعانون من "اكتئاب بعد الجنس" أو متلازمة اضطراب ما بعد هزة الجماع (النشوة) (Post-Orgasmic Illness Syndrome)‏، حتى وإن كان الجنس جيداً وكانوا في علاقة حب.

يطلق الأطباء على الاكتئاب أو القلق بعد الجنس "اضطراب ما بعد الاتصال الجنسي".

بعض الأشخاص قد يصيبهم الغضب مباشرةً بعد الجماع ويعبّرون عنه بشكل غير ملائم تجاه شريكهم. إذا كان الجنس يسبب الإحباط بدلاً من المتعة، فيجب على الشخص المعني التحدث إلى الطبيب/ ة أو المعالج/ ة النفسي/ ة حول هذه المسألة.

 "بمجرد أن يتمكن الشخص من التعامل مع الجوانب النفسية للإصابات والتأقلم معها، يمكن تحسين تجربته الجنسية. ويُعدّ الحوار المفتوح مع الشريك/ ة والتفاهم المتبادل من الأمور الأساسية لتجاوز هذه التحديات وبناء علاقة صحية"

في حديثها إلى رصيف22، تكشف الطبيبة النفسية ريم الشافعي، عن الإصابات التي قد تحدث في أثناء ممارسة العلاقة الحميمية والتي يكون لها تأثير نفسي قوي تجاه ممارسة الجنس في المستقبل، جرّاء الصدمة النفسية والألم الشديد.

توضح الدكتورة ريم، أن الحالة النفسية التي قد تظهر نتيجةً لتلك الإصابات يمكن أن تؤثر على تجربة الشخص في العلاقة الحميمية: "قد يشعر الفرد بالخوف من الجنس أو القلق أو الرفض، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تقليل الرغبة الجنسية والعزوف عن العلاقة الحميمية بشكل عام".

وتضيف: "بمجرد أن يتمكن الشخص من التعامل مع الجوانب النفسية للإصابات والتأقلم معها، يمكن تحسين تجربته الجنسية. ويُعدّ الحوار المفتوح مع الشريك/ ة والتفاهم المتبادل من الأمور الأساسية لتجاوز هذه التحديات وبناء علاقة صحية".

وتشدد الدكتورة ريم، على أهمية البحث عن الدعم النفسي والاستشارة الطبية عند الحاجة، حيث يمكن للأخصائيين/ ات في هذا المجال تقديم الدعم والإرشاد.

في الختام، إن التواصل الجيد والحوار الصريح مع الشريك/ ة حول الرغبات الجنسية والمخاوف يضمن الحصول على تجربة جنسية آمنة وممتعة للطرفين. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image