يحتل النبي إبراهيم مكانةً مهمةً في البنية السردية للأديان التوحيدية. ظهر "أبو الأنبياء" في السرديات الخاصة بتلك الأديان بمظهر البطريرك الكبير الذي انحدر من عقبه الأنبياء والرسل على مر القرون. كذلك، اعتاد المؤرخون الدينيون على توظيف قصة ابنَي النبي إبراهيم، إسماعيل وإسحاق، في سياق تفسير الصراع القديم القائم بين العرب واليهود. ولجأ شرّاح الكتاب المقدس والإخباريون المسلمون إلى تيمة الصراع الأخوي لتفسير حالة النزاع التي نشبت بين الأمم التي سكنت الشرق الأدنى القديم. في هذا السياق، تم تهميش باقي أبناء إبراهيم. فلم تولَهم النصوصُ الدينية القدرَ الكافي من الاهتمام.
أبناء قطورة
وردت قصة النبي إبراهيم في العهد القديم، وتحديداً في السفر الأول منه، والمعروف باسم سفر التكوين. في الإصحاح الحادي والعشرين من هذا السفر تحدثت التوراة عن غيرة سارة، زوجة إبراهيم، من الجارية المصرية هاجر وابنها إسماعيل. ورأت سارة ابنَ هاجر المصرية الذي ولدته لإبراهيم يمزح. فقالت لإبراهيم اطرد هذه الجارية وابنها لأن ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني اسحق. فقبح الكلام جداً في عيني إبراهيم لسبب ابنه. فقال الله لإبراهيم: "لا يقبح في عينيك من أجل الغلام ومن أجل جاريتك في كل ما تقول لك سارة! اسمع لقولها لأنه بإسحق يدعى لك نسل وابن الجارية أيضاٌ سأجعله أمة لأنه نسلك".
اعتاد المؤرخون الدينيون على توظيف قصة ابنَي النبي إبراهيم، إسماعيل وإسحاق، في سياق تفسير الصراع القديم القائم بين العرب واليهود. ولجأ شرّاح الكتاب المقدس، والإخباريون المسلمون إلى تيمة الصراع الأخوي لتفسير حالة النزاع التي نشبت بين الأمم التي سكنت الشرق الأدنى القديم
على الدرب ذاته، أكدت السردية الإسلامية على غيرة سارة، وأثرها في إبعاد هاجر وإسماعيل؛ على سبيل المثال، ذكر ابن القيم الجوزية في كتابه "زاد المعاد": "إن سارة امرأة الخليل غارت من هاجر وابنها أشدَّ الغيرة، فإنها كانت جارية، فلما ولدت إسماعيل، وأحبّه أبوه، اشتدت غيرة سارة، فأمره الله سبحانه أن يبعد عنها هاجر وابنها ويسكنها في أرض مكة لتبرد عن سارة حرارة الغيرة، وهذا من رحمته تعالى ورأفته".
بعد ذلك، تحدث النص الكتابي عن وفاة سارة، وأن إبراهيم تزوج بعدها من امرأة أخرى اسمها قطورة. ولم يذكر النص الكتابي شيئاً عن أصلها أو موطنها. جاء في الإصحاح الخامس والعشرين من سفر التكوين: "فولدت -أي قطورة- له زمران ويقشان ومدان ومديان ويشباق وشوحا".
برغم سكوت النص القرآني عن ذكر تلك التفاصيل، إلا أن المؤرخين المسلمين وافقوا عليها وأوردوها في كتبهم؛ على سبيل المثال، حكى ابن جرير الطبري في كتابه "تاريخ الرسل والملوك" أنه "لمّا ماتت سارة بن هاران زوجة إبراهيم، تزوج إبراهيم بعدها قطورة بنت يقطن، امرأة من الكنعانيين، فولدت له ستة نفر: يقسان بن إبراهيم، وزمران بن إبراهيم، ومديان بن إبراهيم، ويسبق بن إبراهيم، وسوح بن إبراهيم، وبسر بن إبراهيم، فكان جميع بني إبراهيم ثمانية بإسماعيل وإسحاق".
أما ابن كثير فقد أضاف زيجة أخرى وأبناء آخرين، فذكر في كتاب "البداية والنهاية": "ثم تزوج بعدها -أي سارة- قنطورة بنت يقطن الكنعانية، فولدت له ستة: مدين وزمران وسرج ويقشان ونشق، ولم يسم السادس. ثم تزوج بعدها حجون بنت أمين، فولدت له خمسة: كيسان وسورج وأميم ولوطان ونافس".
يبدو التضارب بين الخبرين مفهوماً في ظل التباعد الزمني بين الطبري (في القرن الثالث الهجري) وابن كثير (في القرن الثامن الهجري) من جهة، وطبيعة التضخم والتعاظم التي تتصف بها المرويات التاريخية القديمة من جهة أخرى.
بعد ذلك، أكد النص التوراتي على أن إسحاق كان الابن المفضل لإبراهيم، وأنه الابن الذي أقام معه الله عهدَه المقدس. ظهر ذلك في ما ورد في النص: "وأعطى إبراهيمُ اسحقَ كلَّ ما كان له. وأما بنو السراري اللواتي كانت لإبراهيم فأعطاهم إبراهيم عطايا وصرفهم عن اسحق ابنه شرقاً، إلى أرض المشرق، وهو بعد حي".
التفرقة في المعاملة بين الأبناء ستظهر أيضاً في الروايات الإسلامية؛ على سبيل المثال، ذكر ابن كثير: "وقد كان للخليل بنون كما ذكرنا ولكن أشهرهم الأخوان النبيان العظيمان الرسولان".
كذلك تحدث الطبري عن إبعاد إبراهيم أبناءه عن أرضه حتى لا يشاركوها مع إسحاق، فذكر: "ومضى سائرهم في البلاد وقالوا لإبراهيم: يا أبانا أنزلت إسماعيل وإسحاق معك، وأمرتنا أن ننزل أرض الغربة والوحشة. فقال: بذلك أُمرت، قال: فعلمهم اسماً من أسماء الله تبارك وتعالى، فكانوا يستسقون به ويستنصرون". من الجدير بالملاحظة هنا أن الرواية العربية جعلت من إسماعيل قسيماً لإسحاق في الحظوة والمكانة. كما أنها -أي الرواية- قد فسرت تلك الأفعال -إبعاد أبناء قطورة- بأنها وحي من الله عز وجل.
السؤال الذي يفرض نفسه هنا: أين ذهب الأبناء الستة المُبعدون؟ وما هو دورهم في الأحداث التي ستقع في ما بعد؟
يقشان
بشكل عام، لا تورد السرديات الكتابية والإسلامية شيئاً يُذكر عن أربعة من الأبناء الستة المُبعدين، وهم كلّْ من: زمران ومدان ويشباق وشوحا، فتبقى أسماؤهم مجردة من كل سيرة أو وصف. على العكس من الأخين يقشان ومديان، اللذين وردت بعض التفاصيل الخاصة بهما، بما يمكننا من رسم صورة تقريبية عن دورهما في الأحداث.
تحدث سفر التكوين عن أبناء يقشان: "وولد يقشان شَبا ودَدان. وكان بنو ددان اشوريم ولطوشيم ولاميم". هنا سنجد أن هناك تضارباً كبيراً في تلك الأسماء؛ إذ جاء في الإصحاح السابع من سفر التكوين: "بنُو حَامٍ: كُوشُ وَمِصْرَايِمُ وَفُوطُ وَكَنْعَانُ. وَبَنُو كُوشَ: سَبَا وَحَوِيلَةُ وَسَبْتَةُ وَرَعْمَةُ وَسَبْتَكَا. وَبَنُو رَعْمَةَ: شَبَا وَدَدَانُ". بما يعني أن النص التوراتي ذكر أن سبا/شبا من أصل حامي مرةً، ومرة أخرى ذكر أنه من أصل سامي- إبراهيمي. تعليقاً على تلك النقطة الإشكالية، ذكر الباحث العراقي جواد علي في كتابه "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام": "ويرى علماء التوراة أن ذكر 'شبا' و'سبا' تارة في الكوشيين، أي الحاميين، وتارة أخرى في اليقطانيين، أو في 'اليقشانيين'، هو تعبير وكناية عن انتشار السبئيين، ونزوح قسم منهم إلى السواحل الإفريقية المقابلة، حيث سكنوا فيها، وكونوا مستوطنات بها في 'الأريتريا' وفي الحبشة وفي أماكن أخرى. ولهذا ميزتهم التوراة عن بقية السبئيين المقيمين في العربية الجنوبية بجعلهم من أبناء 'كوش'، وميزت السبئيين المختلطين بقبائل 'يقشان' برجع نسبهم إلى 'يقشان'، وبذلك صار السبئيون ثلاث فرق بحسب رواية التوراة، لانتشارهم وإقامة جماعات منهم في مواضع غريبة عن مواضعهم، وذلك قبل الميلاد بالطبع بمئات من السنين".
بشكل عام، تحدث النص التوراتي عن إقامة قبائل شبا جنوبي غربي الجزيرة العربية، وذكر أنهم عُرفوا بتجارتهم الواسعة في الذهب والتوابل. كما أشار سِفر أيوب إلى أن تلك القبائل كانت تقوم بأعمال الإغارة والسلب في الصحراء.
كذلك، يُعتقد أن ملكة سبأ التي ورد الحديث عن زيارتها للملك سليمان في سِفر الملوك الأول تنحدر من نسل شبا. ورد في الإصحاح العاشر من هذا السفر: "وسمعت ملكة سبا بخبر سليمان لمجد الربّ فأتت لتمتحنه بمسائل. فأتت إلى أورشليم بموكب عظيم جداً بجِمال حاملة أطياباً وذهباً كثيراً جداً وحجارةً كريمة. وأتت إلى سليمان وكلمته بكل ما كان بقلبها".
تذكر بعض المصادر الحبشية القديمة، ومنها كتاب "كبرانجشت" (جلال الملوك) الذي تم تأليفه في القرن الرابع عشر بعد الميلاد أن ملكة سبأ كانت تعيش في الحبشة، وأنها سافرت إلى فلسطين لزيارة الملك سليمان، وتزوجت منه، ثم رجعت إلى بلادها، وأنجبت هناك ابنها منليك الأول، ليكون جد السلالة السليمانية من أباطرة إثيوبيا، وهي السلالة التي حكمت منطقة الحبشة حتى سبعينيات القرن العشرين.
أما ددان، الابن الثاني ليقشان، فيذكر النص التوراتي أنه قد انحدر منه شعب كبير العدد. عُرف هذا الشعب باسم شعب دَدان، وكانت طرق القوافل من الجنوب ومن وسط الجزيرة العربية تمرّ ببلاده. وبحسب ما ورد في قاموس الكتاب المقدس فإن أرجح الآراء تميل إلى أن أرض ددان هي "العُلا" على بعد نحو ستين ميلاً إلى الجنوب الغربي من تيماء، وعلى بعد نحو مئة وخمسين ميلًا إلى الشرق من البحر الأحمر، في وسط الجزيرة العربية. وكانت العُلا مركزاً للتجارة من اليمن والهند إلى البحر الأبيض المتوسط.
على الجانب المقابل، تحدث القرآن الكريم عن سبأ، وخصص سورة كاملة مسمّاة بهذا الاسم. تباينت آراء المؤرخين المسلمين حول أصل سبأ، وإذا كانت أصوله حامية قحطانية أم إبراهيمية. ولكنهم مع ذلك عملوا على نسج خيوط بعض القصص الأسطورية عنه؛ على سبيل المثال، ذكر ابن كثير أن سبأ كان ملكاً مسلماً، وأنه بشر بظهور النبي محمد، وقال في ذلك شعراً جاء فيه:
"ويملك بعد قحطان نبيّ تقيّ خير الأنامِ/ يسمى أحمدا، يا ليت أني، أعمّر بعدَ مبعثِه بعامِ
فأعضده وأحبوه بنصري، بكلّ مدجّج وبكلّ رامِ/ متى يظهرْ، فكونوا ناصريهِ، ومن يلقاهُ يبلغهُ سلامِ"
أما في ما يخص قصة زيارة ملكة سبأ للنبي سليمان، فإن المؤرخين المسلمين قاموا بصياغتها على الصورة التي تتفق مع أعرافهم المجتمعية؛ فقالوا إن اسمها هو بلقيس، وذكروا أنها لمّا سافرت لمقابلة الملك سليمان، قال لها: "لا تصلح امرأة بلا زوج"، فزوّجها برجلٍ من قومها يُسمى سدد بن زرعة. وذلك بحسب ما يذكر ابن دريد في كتاب "الاشتقاق". ويبدو أن نزعة التسلط البطريركي الذكوري التي سادت في المجتمعات العربية في القرون الوسطى قد ظهرت في الرواية السابقة بشكل واضح.
كذلك، تحدث القرآن عن قصة السبأيين الذين عصوا الله، وكيف عُقبوا بسیل العَرِم، وهو فيضان كبير هدم سدّ مأرب العظيم، فغرقت الأرض، ثم تحولت في ما بعد إلى صحراء قاحلة لا يمكن زراعتها. الأمر الذي تسبب في هجرة أهل سبأ إلى عمق الجزيرة العربية.
بشكل عام، لا تورد السرديات الكتابية والإسلامية شيئاً يُذكر عن أربعة من أبناء النبي إبراهيم الستة المُبعدين، وهم: زمران، ومدان، ويشباق، وشوحا. فتبقى أسماؤهم مجردة من كل سيرة أو وصف، على عكس الأخين يقشان ومديان اللذين وردت بعض التفاصيل الخاصة بهما
من القصص الجديرة بالملاحظة أيضاً، ما ذكره الطبري في تاريخه عندما أراد أن يربط بين الأمازيغ الذين لاقاهم العرب الفاتحون في شمال إفريقيا من جهة، وشخصية يقشان بن إبراهيم من جهة أخرى؛ قال الطبري: "فنكح يقسان بن إبراهيم رعوة بنت زمر بن يقطن بن لوذان بن جرهم بن يقطن بن عابر فولدت له البربر.". من الممكن أن نتفهم تلك الرواية في سياق الفتوحات/التوسعات الإسلامية التي جرت في القرن الأول الهجري. فقد عمل العرب على تأكيد هيمنتهم وتفوقهم على أهل البلاد المغلوبة من خلال سرديات دينية تؤصل لعلوّ كعبهم ومكانتهم. في هذا السياق، تظهر المقارنة بين العرب أبناء إسماعيل، الابن المُفضل لإبراهيم، في مقابلة البربر/الأمازيغ أبناء يقشان، الابن المُبعد لأبي الأنبياء.
مديان
مديان هو الابن المُبعد الثاني لإبراهيم الذي نعرف القليل عنه. جاء في سفر التكوين الحديث عن نسل مديان: "وبنو مديان عيفة وعفر وحنوك وابيداع والدعة، جميع هؤلاء بنو قطورة". بشكل عام، شكل نسل مديان قبائل متعددة؛ فمنهم قسمٌ عاش في جنوبي فلسطين. وكان من هؤلاء الكاهن يثرون الذي زوج النبي موسى إحدى بناته عندما خرج من مصر. وقد ظل هذا القسم محافظاً على عبادته ليهوه. كما كان منهم قسم آخر عاش في شرقي أرض فلسطين، ومال للوثنية وعبادة الآلهة الأخرى. من السمات المميزة للمديانيين أنهم قد ارتبطوا بعلاقات تجارية متعددة مع أبناء إسماعيل. وذكر العهد القديم أن إحدى قوافلهم قامت بسحب يوسف من البئر وباعته للإسماعيليين.
لعب الميديانيون دوراً مهماً على مسرح الأحداث السياسية التي تزامنت مع تأسيس وتشكل دولة إسرائيل القديمة. بحسب النص الكتابي، وقع الصدام بين بني إسرائيل والميديانيين المتحالفين مع مملكة مؤاب بعد الخروج من مصر. يذكر سفر العدد أن بنات ميديان حاولن إغواء الإسرائيليين ليقعوا في خطيئة "الزنا". وهنا صدر أمر يهوه بحربهم وقتالهم. جاء في الإصحاح 25 من سفر العدد: "ثم كلم الربُّ موسى قائلاً: ضايقوا المديانيين واضربوهم، لأنهم ضايقوكم بمكايدهم التي كادوكم بها. فحارب بنو إسرائيل المديانيين وهزموهم، وقتلوا رجالهم. كما غنموا منهم غنائم عظيمة".
في عصر القضاة، تجددت المواجهة بين الميديانيين وبني إسرائيل؛ تحالف الميديانيون مع العمالقة -وهي بعض قبائل البدو التي كانت تعيش في بادية الشام والعراق- ونهبوا أرض الإسرائيليين لسبع سنين متوالية، حتى تمكن جدعون -وهو أحد قضاة بني إسرائيل- من هزيمتهم، والقضاء على شرورهم.
على الجانب الآخر، ورد الحديث عن مديان في النص القرآني، وأشير إليها بمدين في بعض الأحيان، وبأصحاب الأيكة في أحيان أخرى. جاء في قصتهم أن الله بعث لهم بالنبي شعيب، وهو نفسه الكاهن يثرون الذي تحدث عنه العهد القديم. وذكرت سورة "هود" أن الله نهاهم عن الغش في معاملات البيع والشراء، الأمر الذي يرجح عمل تلك القبائل بالتجارة. لم يطع المديانيون شعيباً، فتعرضوا عندئذٍ للعذاب الإلهي المتمثل في الصيحة. وجاء في تفسير الطبري بعض الأخبار التي وصفت تلك الصيحة، منها: "قيل إن جبريل عليه السلام صاح بهم صَيحةً أخرجت أرواحهم من أجسامهم".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 23 ساعةمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع