ضرب المغرب، الجمعة 8 أيلول/ سبتمبر الجاري، زلزال بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر، متسبباً في مقتل ، وفق الإحصائية غير النهائية التي أعلنتها وزارة الداخلية المغربية ظهر الثلاثاء 12 أيلول/ سبتمبر. هذا علاوة على الأضرار الكبيرة التي ألحقها بالبنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة.
تفاعل مع هذا الحدث، عبر الإنترنت، ملايين المستخدمين حول العالم. لم يخل هذا التفاعل من الأخبار والصور ومقاطع الفيديو المضللة والكاذبة. هذا ما دفع فريق مرصد "مسبار" لتقصي الحقائق إلى تدقيق العديد منها.
مقاطع فيديو وصور مضللة
تتداول حسابات وصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تصريحاً مزعوماً لـ العالم الهولندي المتخصص في علم الزلازل، فرانك هوغربيتس، قيل إنه توقّع فيه حدوث زلزال في المغرب قبل أيام من حدوثه. تبيّن لمسبار أن الادعاء غير دقيق.
"برق أزرق في السماء" و"ينابيع مائية تتفجّر من الأرض"... أخبار كاذبة وصور وفيديوهات مفبركة وزائفة تماماً تنشط عبر الإنترنت على خلفية الاهتمام الواسع بآثار #زلزال_الحوز الذي ضرب مناطق في المغرب أخيراً
في تغريدة عبر حسابه في منصة إكس - تويتر سابقاً - بتاريخ 4 أيلول/ سبتمبر الجاري، توقّع هوغربيتس حدوث هزات قوية بين 5 و7 أيلول/ سبتمبر نتيجة تقارب عطارد والزهرة واقترانين قمريين مع المشتري وأورانوس، دون تحديد المنطقة التي ستتأثر بذلك.
وقبل أسبوعين، حذّر هوغربيتس من زلزال قد تتخطى قوته الثماني درجات على مقياس ريختر بسبب الاصطفاف بين الأرض وكوكبي المريخ ونبتون، وكذلك الهندسة القمرية مع نفس الكوكبين. عقب حدوث زلزال المغرب، أعاد العالم الهولندي نشر تغريدة اقتبسها عن زميل آخر كان قد نشرها قبل ساعة و48 دقيقة من زلزال الحوز، كتب فيها: "لسوء الحظ، أدى هذا الرد الزلزالي إلى مقتل مئات الأشخاص في المغرب... لقد ناقشت هندسة الكواكب هذه في الثالث من سبتمبر".
وراج بقوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قيل إنه يُظهر كاميرا مراقبة تسجل لحظة حدوث زلزال المغرب. تحقق "مسبار" من الفيديو ليجد أنه "قديم، ونُشر في شباط/ فبراير 2023 على أنه يوثق لحظة وقوع زلزال تركيا وسوريا".
يتطابق تاريخ تصوير الفيديو مع تاريخ الزلزال الذي وقع في تركيا وسوريا، 6 شباط/ فبراير 2023.
أما الصورة التي زعم متداولوها على منصتيّ "فيسبوك" و"إكس" أنّها تُظهر سفناً جانحة في حالة اصطدام إثر زلزال المغرب الأخير، فاتضح لمسبار أنها "قديمة، وليست من تبعات الزلزال الأخير في المغرب" إنما تعود إلى يوم 12 آذار/ مارس 2011 وترصد سفناً جرفها تسونامي قرب ميناء في مدينة كيسينوما في اليابان بعد زلزال بقوة 8.9 درجة الذي وقع اليوم السابق.
مقطع فيديو آخر راج على منصّة “إكس” ادّعى ناشروه أنّه لـ”مصلين ثابتين في أحد مساجد المغربخلال وقوع الزلزال”. دقّق مسبار المقطع، ووجد أنه “قديم، ويعود لزلزال تركيا وسوريا في شباط/ فبراير 2023”. صُوِّر المقطع داخل مسجد الفاروق بريف إدلب في سوريا
تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً مقطع فيديو ادّعوا أنّه يوثّق ثبات شيخ وهو يلقي محاضرة في مسجد أثناء وقوع الزلزال الأخير في المغرب. بالتحقق من هذا الادّعاء، تبيّن أنّ المقطع المصور "قديم، ويعود لشيخ يُدعى موسى عزوني في الجزائر، وصُوِّر في كانون الأول/ ديسمبر 2014 أثناء هزة أرضية في ولاية البليدة بالجزائر بقوة 4.9 درجة" وأن "الشيخ ظل ثابتاً وهادئاً خلال الهزة الأرضية".
فيديو آخر من الزلزال الذي ضرب كهرمان مرعش في تركيا أُعيد نشره على أنه لمشاهد ذعر المواطنين إثر وقوع زلزال جديد ضرب المغرب في التاسع من أيلول/ سبتمبر الجاري. أكد مسبار عدم صحة الادعاء.
وأعاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداول مقطع فيديو يُوثق انهيار منزل في مدينة الدار البيضاء في المغرب على أنه لانهيار مبنى سكني خلال الزلزال الأخير في المغرب. وجد مسبار أنه نُشر للمرة الأولى في آب/ أغسطس 2020. فيديو آخر للحظة وقوع زلزال في مدينة تومان الألبانية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، أُعيد نشره مع مزاعم بأنه للحظة وقوع زلزال المغرب.
وراج بقوة فيديو لاهتزاز أثاث شقة قديم على أنه من زلزال المغرب، قبل أن يتضح أنه يعود لزلزال ضرب اليابان في كانون الثاني/ يناير عام 2022.
بعضها يعود إلى زلزال تركيا وسوريا مطلع العام، وهزّات أرضية أخرى ضربت اليابان والجزائر سابقاً… رواد لمواقع التواصل الاجتماعي يستغلون التعاطف الواسع مع ضحايا #زلزال_المغرب ويروجون منشورات كاذبة ومضللة لأجل "اللايك والشير"
وانتشر، على "تيك توك"، فيديو مزعوم لإمام مسجد في المغرب وهو يواصل الصلاة أثناء وقوع الزلزال. لكن تبيّن أن الفيديو "قديم، ويعود لإمام مسجد في جزيرة بالي بإندونيسيا وهو يواصل الصلاة أثناء زلزال ضرب البلاد في آب/ أغسطس 2018". وهذا الإمام يدعى عرفات عبد الغني محمد من اليمن.
وراج فيديو يوثق عملية هدم فندق قديم في مدينة مكة المكرمة في السعودية، في حزيران/ يونيو 2022، على أنه يرصد لحظة انهيار مبنى من عدة طوابق في المغرب خلال الزلزال الأخير. قبل أن يتبين كذب الادعاء.
أما الفيديو المزعوم لآثار الدمار في المغرب عقب الزلزال، فاتضح أنه "مضلّل وقديم، ويعود المشهد إلى لقطات جوية في ولاية هاتاي جنوبيّ تركيا، عقب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا" مطلع هذه السنة.
حتّى صورة الينابيع المائية التي زعم مروجوها عبر "فيسبوك" و"إكس"، أنها ظهرت في منطقتي ورزازات والحوز بعد الزلزال الأخير، ظهر أنها "مضللة وقديمة، ومنشورة في صفحات سوريّة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، منذ آذار/ مارس 2023، مع صورتين أخريين على أنّهما من شلالات قرية بيت جن في سوريا".
أخيراً، راج فيديو مزعوم لحدوث "برق أزرق ظهر في السماء" قبل الزلزال الذي ضرب المغرب. وجد "مسبار" أن الادعاء "زائف" حيث أن "الفيديو مركّب ونشره حساب على ‘تيك توك‘ باسم ‘jayhideaway‘ في أيار/ مايو 2020. وبالاطلاع على محتوى ‘jayhideaway‘، تبيّن أن صاحبه خصّصه لنشر مقاطع فيديو من تصميمه".
وعادةً ما تنشط الأخبار الكاذبة والمضللة في فترات الكوارث الطبيعية والأزمات حيث ينشط "هواة اللايك والشير" في ترويج الأخبار والصور والفيديوهات المضللة والتي تتضمن غالباً مبالغة وتضخيم للمآسي من أجل استثمار التعاطف الواسع من الضحايا في حصد المتابعين/ات والمشاهدات.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...