هذا المقال جزء من ملفّ "على رصيف المستقبل"، بمناسبة عيد ميلاد رصيف22 العاشر.
"لست على عجلةٍ من أمري،
أريد أن أرى الطريق،
لا أن أقطعها".
- غسّان زقطان
بعد 10 سنوات من الآن، أودّ أن أكون قد قطعت الطريق، لأنني أشعر حالياً بأني في حالة انتظار لا متناهية. رأيت الطريق، ولكن في بعض الأحيان، أشعر بأنني لا أراه ولا أعرف كيفية رؤيته.
لم أعتد الانتظار اللا نهائي. كل ما انتظرته سابقاً كان معروفاً، أما الآن، فالانتظار مختلف، كونه انتظاراً مجهولاً. ماذا ننتظر أو عمّ نبحث؟ لماذا نحن في حالة انتظار وبحث متواصل؟ متى نشعر بالاكتفاء النفسي؟
بـ"نحن"، أقصد البعض من جيل التسعينيات (ربما؟)، الذين يمرّون بمشاعر مشابهة لأنهم يواجهون نوعاً من أنواع الضغوط الاجتماعية اليوم، فهم في مرحلة بين اثنتين:
Not fully an adult, nor a child anymore.
"لا هو كبير طالما مش متزوج، ولا هو صغير".
يتوقع منهم محيطهم بشكل دائم أن يكون لديهم "life update"، تطور ما في حياتهم، مهما كان هذا التطوّر، "أحسن من بلاش".
في هذه المادة، أضع مشاعر مختلطةً. مشاعر حاليةً وأُمنيات مُستقبليةً، خاصةً وعامةً، بالتزامن مع العيد العاشر لرصيف22، المكان الذي أُحبّ.
جئتُ إليه قبل خمس سنوات وشهرين. تغيّرتُ معه وما زلت أتغيّر وأتشكّل. شقّ في رأسي مسارات عدّةً من خلال كل ما هو غير محكي من مشاعر/ قصص/ أفكار. دعاني إلى فتح نقاشات وإلى طرح تساؤلات بشكل مستمرّ، والأهم باعتقادي أنه منحني قوّةً تكمن في أني بتّ أفرّق بين ما هو "عادي"، وبين ما يجب التوقف عنده. علّمني أنّ هناك أموراً لا يمكن الاستخفاف بها، ولا يجوز طرح النكات حولها، وأن لكل روح الحق في أن تعيش كما يحلو لها العيش.
بعد 10 سنوات من الآن، أتمنى أن أكون أنا نفسي، وألا تغيّرني صعوبة بعض المواقف، وتفقدني الشغف الذي أشعر به تجاه أشياء معيّنة. أريد أن أظل محبّةً للحب والحياة والشمس والأصحاب الذين يعرفون الفرق بين العيش والتواجد.
بعد 10 سنوات من الآن، أتمنى أن أكون أنا نفسي، وألا تغيّرني صعوبة بعض المواقف، وتفقدني الشغف الذي أشعر به تجاه أشياء معيّنة. أريد أن أظل محبّةً للحب والحياة والشمس والأصحاب الذين يعرفون الفرق بين العيش والتواجد
بعد 10 سنوات من الآن، أتمنى أن أكون قد أصبحتُ أمّاً لـ"شمس"، ابنتي التي أتخيلها كلما فكرتُ في الزواج أو الإنجاب. شمس ستشبهني بلا شك، وستحبّ الشمس مثلي، وستختار أن تعيش في بلدٍ مشمس طوال أيام السنة، وستكون من هواياتها المفضلة ملامسة الشمس في كل فرصة ممكنة.
بعد 10 سنوات من الآن، أودّ أن أكون النسخة الأقرب إلى نفسي الحقيقية التي ما زلت أكتشفها، وأن أسمح لنفسي بأن أتغيّر وأتشكل دائماً، وألا أخاف تغيير وجهة نظري أو طريقة تفكيري.
بعد 10 سنوات من الآن، أسعى إلى حياة أكثر طمأنينةً، أتوقف فيها بشكل كلي عن انتظار ما سيأتي؟
بعد 10 سنوات من الآن، أتمنى أن أكون قادرةً على هجر مواقع التواصل الاجتماعي وعيش حياة موازية أُخرى، لا أكون ملهوفةً فيها على ما يجري على هذه المواقع.
بعد 10 سنوات من الآن، أتمنى أن تتزوج كل فتاة ممن تحبّ، ويتزوج كل شاب ممن يحبّ، وأن تجد كل فتاة تبحث عن شريك، شريكها، وأن يجد كل شاب يبحث عن شريك، شريكته.
بعد 10 سنوات من الآن، أتمنى أن تختبر كل فتاة ما يعنيه أن تكون لديها مساحة شخصية، وأن يختبر أيضاً كل شاب ما يعنيه أن تكون لديه مساحة شخصية، لأنها إحدى أهم التجارب الحياتية.
بعد 10 سنوات من الآن، أتمنى ألا نسمع عن قتل نساء، وإن حصل وسمعنا، فلا نسمع السؤال المُكرر: "شو عملت؟"؛ لأنه ليس مهماً، مهما كان ما فعلته.
بعد 10 سنوات من الآن، أتمنى أن تكون منتشرةً بقوّة فكرة الاحتفال بالانتصارات الصغيرة، وفكرة اللجوء إلى الأطباء النفسيين، وأن تشمل تأميناتنا الصحية العلاجات النفسية.
بعد 10 سنوات من الآن، أتمنى أن تكون منتشرةً بقوّة فكرة الاحتفال بالانتصارات الصغيرة، وفكرة اللجوء إلى الأطباء النفسيين، وأن تشمل تأميناتنا الصحية العلاجات النفسية
بعد 10 سنوات من الآن، أتمنى أن تتعلم ابنتي في مدرستها كيف تُرتب مشاعرها حينما تشعر بالارتباك.
بعد 10 سنوات من الآن، أتمنى أن تعمل جميع نساء الأرض، أو يكون لهن مصدر رزق ما، كي لا تعيش أي امرأة مع زوجها فقط لأنها بحاجة إلى دعمه المادي.
بعد 10 سنوات من الآن، أتمنى أن تكون "الحنّية" أكثر انتشاراً، وأن تكون الحياة حنونةً على كل من عايش قسوتها.
بعد 10 سنوات من الآن، أتمنى أن نكون قد تجاوزنا الخوف من الآخر، وتخطّينا فكرة أنه يجب علينا أن نكون نسخةً من بعضنا البعض.
بعد 10 سنوات من الآن، أتمنى أن تُحكى الآراء كلها دون خوف من الأحكام، أو الاعتقال.
بعد 10 سنوات من الآن، أتمنى ألا نصبح روبوتات مع اتجاهنا نحو الذكاء الاصطناعي اليوم، وألا نخسر التعاطف والشعور بالآخر.
بعد 10 سنوات من الآن، أتمنى أن أكون جالسةً مساءً مع زوجي المستقبلي الذي أُحبّ، نشاهد فيلم "حب البنات" معاً. سأكون وقتها قد شاهدته للمرة الـ37 ربّما.
:'))
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 21 ساعةمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع