شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
الترحيب بالسياح المثليين في السعودية… هل ينعكس بالإيجاب على أوضاع مثليي المملكة؟

الترحيب بالسياح المثليين في السعودية… هل ينعكس بالإيجاب على أوضاع مثليي المملكة؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والميم-عين

الاثنين 3 يوليو 202305:52 م

في واحد من أهم التحولات التي تتناقض مع توجهاتها المتأصّلة لعقود، أعلنت الهيئة السعودية للسياحة (STA) عبر موقعها الرسمي وبشكل لا لبس فيه أن المملكة "ترحب بكافة السياح من جميع أنحاء العالم" بغض النظر عن ميولهم الجنسية والجندرية والعقائدية وغيرها.

يعني هذا بالضرورة تقبّل استضافة السياح من أفراد مجتمع الميم عين من جميع أنحاء العالم في بلد ما يزال يجرّم المثلية الجنسية والعلاقات خارج إطار الزواج. بل وتعرض مواطنون مثليون فيه للتعذيب والاعتقال وأحياناً لما هو أسوأ.

كما أن الهوموفوبيا و"الاشمئزاز" من المثلية الجنسية شائعان بين أفراد المجتمع. وكانت السلطات السعودية قد داهمت العام الماضي متجراً لمصادرة ألعاب أطفال بسبب ظهور "ألوان علم المثلية" عليها، واعتبرت أنها "تتعارض مع العقيدة الإسلامية والآداب العامة وتستهدف الأطفال والشباب".

لعل هذا ما أثار تساؤلات عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان عمّا إذا كان تقبل الزائرين المثليين سينعكس بالضرورة على وضع أفراد مجتمع الميم عين من المواطنين السعوديين أو المنخرطين في علاقات جنسية خارج منظومة الزواج التقليدي المتعارف عليه في البلد الذي يستضيف أقدس المعالم الدينية في الإسلام.

"السعودية تعيش صراعاً بين الانفتاح الطارئ والانغلاق المعتاد"... ترحيب الهيئة السعودية للسياحة بـ"كافة السياح" بمن فيهم المثليون يُثير التساؤلات والأمنيات بواقع أفضل لأفراد مجتمع الميم عين السعودي داخل البلاد. لكن الأمر ليس باليسير

"لا نطلب التفاصيل الشخصية"

وقبل بضعة أسابيع، تداول ناشطون سعوديون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورةً لبعض أكثر الأسئلة تكراراً عبر موقع حملة "روح السعودية" التي تروج للسياحة في البلد الخليجي والأجوبة عليها.

ومن بين هذه الأسئلة: "هل مُرحب بزيارة المثليين للمملكة العربية السعودية؟". وجاءت الإجابة: "لا نطلب من أي شخص الكشف عن التفاصيل الشخصية. نرحب بزيارة الجميع لبلادنا". وسؤال آخر: "هل الأصدقاء غير المتزوجين مرحب بهم في زيارة المملكة؟" وكان الرد: "نرحب بزيارة الجميع لبلادنا. ويمكن لغير المتزوجين مشاركة الإقامة. وكما هو الحال عند زيارة البلدان الأخرى، من المهم احترام العادات المحلية والتصرف بطريقة لائقة عندما تكون في الأماكن العامة".

بالعودة إلى موقع الحملة، لاحظ رصيف22 تغيراً طفيفاً في الإجابة عن السؤال الأول بخصوص استضافة المثليين في البلد الإسلامي. جاءت الإجابة الحالية: "ترحب المملكة العربية السعودية بجميع الزوار، ولا تطلب الإفصاح عن خصوصياتهم. كما يتوجب على جميع الزوار احترام العادات والتقاليد والالتزام بتطبيق الأنظمة والقوانين".

وفي الإجابة عن السؤال الآخر حول استضافة غير المتزوجين وإقامتهم معاً، أضاف الموقع "دليل روح السعودية للقوانين والآداب العامة". يتضمن الدليل الإشارة إلى ارتداء "الملابس المحتشمة" خاصةً لدى زيارة أماكن العبادة، وتفادي الكلام البذيء والسلوك الصاخب، وأن "بيع وشراء واستهلاك المشروبات الكحولية والمخدرات غير قانوني" في المملكة.

مع ذلك، اعتبر العديد من الصحف العالمية أن تقبل استضافة المثليين والأشخاص المنخرطين في علاقات جنسية خارج الزواج على أرض بلاد الحرمين واعتبار مثل هذه الميول والتوجهات من قبيل الخصوصية والأمور الشخصية تطوراً مهماً. 

"مؤسف أن موقع السياحة السعودي يوحي إلى العالم بترحيبه بالسياح المثليين والمثليات والترانس جندر ‘الأجانب‘ بينما واقعاً يعيش السعوديون منهم في وطنهم تحت الخوف ووصمة العار والشعور بالتهديد بالسجن أو العقوبات التي قد تصل إلى الإعدام"

ماذا عن المثليين السعوديين؟

في غضون ذلك، أثار هذا التطور تساؤلات وأيضاً أمنيات لدى أفراد من مجتمع الميم عين السعودي الذين اضطروا إلى مغادرة البلاد بسبب ميولهم وتوجهاتهم الجنسية والجندرية، أو ظلوا فيها مع التحفظ الكامل على التعبير عن هذه الميول والتوجهات، حول ما إذا كانت تلك خطوة أولى في سبيل تقبلهم أو منحهم حرية التعبير عن ميولهم وتوجهاتهم.

غرّد الناشط الحقوقي السعودي طارق بن عزيز: "مؤسف أن موقع السياحة السعودي يوحي إلى العالم بترحيبه بالسياح المثليين والمثليات والترانس جندر ‘الأجانب‘ بينما واقعاً يعيش السعوديون منهم في وطنهم تحت الخوف ووصمة العار والشعور بالتهديد بالسجن أو العقوبات التي قد تصل إلى الإعدام!".

وتمنّى: "قبل الترحيب بالسياح، علينا أولاً الاعتزاز بالمواطنين المثليين وإلغاء تجريم المثلية والتشبه بالجنس الآخر، وسن قوانين تحميهم من التمييز وجرائم الكراهية بناءً على التوجه الجنسي أو الهوية الجندرية".

"قبل الترحيب بالسياح، علينا أولاً الاعتزاز بالمواطنين المثليين وإلغاء تجريم المثلية والتشبه بالجنس الآخر، وسن قوانين تحميهم من التمييز وجرائم الكراهية بناءً على التوجه الجنسي أو الهوية الجندرية" في #السعودية

اتفق مع هذا الرأي أنس الذي قال عبر تويتر إن "السعودية تعيش صراعاً بين الانفتاح الطارئ والانغلاق المعتاد. عام 2021، انسمح لمتسابق في جدة يلبس خوذة عليها علم LGBT، قبل شهرين وزارة السياحة أصدرت بيان ترحيب بالزوار المثليين. بنفس الوقت ما زالت تنمنع الأفلام اللي تعرض محتوى له علاقة بالمثلية الجنسية أو العبور الجنسي. علامات استفهام!".

تجدر الإشارة إلى أن المملكة أظهرت حرصاً كبيراً على تنشيط السياحة في إطار رؤية ولي العهد الجريء الأمير محمد بن سلمان إلى تنويع مصادر الدخل وعدم الاكتفاء بالنفط، والمعروفة برؤية المملكة 2030، بما شمل استحداث فيزا سياحية وتذليل عوامل تتعلق بقواعد الإقامة والتحركات والمظهر للزائرين المحتملين.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard