شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
الصحافة المستقلّة خدمة عامة ووسيلة للحوار الشامل والتقدّم المجتمعي

الصحافة المستقلّة خدمة عامة ووسيلة للحوار الشامل والتقدّم المجتمعي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!
Read in English:

Independent media in an Arab world still dominated by state sponsored narratives

نعيش في عصرٍ يُعدّ الوصول إلى المعلومات فيه أمراً حاسماً، لذا لا يمكننا إلا التأكيد على أهمية دور الإعلام المستقل في نهضة العالم العربي.

وسط محيط من المعلومات المضللة، والأخبار الزائفة، والتحيّز، والروايات المُتلاعب بها، يتحوّل الإعلام المستقل، إلى منارة للحقيقة والموضوعية والنزاهة.

والسؤال هنا ليس حول ما إذا كان يجب أن نستمر في حملنا لهذه الشعلة، بل كيف يمكننا أن نتألق أكثر لكي نضيء شعلةً في هذا الظلام.

بالنسبة إلى البعض، قد يبدو السعي نحو صحافة مستقلة عقيماً في عالم تسيطر عليه الروايات الرسمية بشكل كبير. ومع ذلك، هو واجب، تحديداً في هذه السياقات الصعبة حيث تتضح ضرورته أكثر من أي وقت مضى.

ونحن، كحاملين للقيم الديمقراطية، لدينا مسؤولية لا تتزعزع في الإضاءة على القصص التي قد تبقى خبيئةً وغير مرئية في ظل الرقابة الذاتية، والرقابة العامة، والقمع، ومع مرور الوقت، حتى المياه الأكثر ملوحةً تستسلم للقطرات العذبة.

قد يبدو السعي نحو صحافة مستقلة عقيماً في عالم تسيطر عليه الروايات الرسمية. لكنه واجب علينا، تحديداً في السياقات الصعبة حيث تتضح ضرورته أكثر من أي وقت مضى

واجبنا، نحن الصحافيين، ليس في إحداث التغيير الفوري، ولكن في إبقاء عملية التغيير مستمرةً من أجل التغلب على هياكل النظام الأبوي، والسياسة المفعمة بالعقيدة الدينية، والعادات الاجتماعية الراسخة التي شكّلت المجتمعات الخاملة المستسلمة للدكتاتوريات، والطبقة السياسية الفاسدة التي أخفقت في تطوير الشعب العربي وتنميته، ووضعت معظم العالم العربي في الدرجات الدنيا من التنمية والتطوّر الإبداعي.

الأغلال الاجتماعية هذه من بقايا عصور مضت، ولا تزال لها سيطرة على أقسام كبيرة من العالم العربي، وتحول دون احتضان وعود القرن الواحد والعشرين. ومع ذلك، من خلال التزامنا الذي لا يتزعزع بكشف الحقيقة، تلعب وسائل الإعلام المستقلة دوراً حاسماً في تحدّي هذه الأعراف القديمة.

رصيف22، المدافع الثابت عن المساواة والحرية والتقدّم، ملتزم بتجهيز المواطنين بالمعرفة اللازمة للتساؤل والتحدي والتمييز، وفي النهاية، التغلب على هذه الحواجز. فمن خلال قصص المهمّشين والأصوات المكتومة التي ننشرها ونساهم في إيصالها، يتم اكتشاف القيمة الحقيقية للإعلام المستقل.

أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى تعزيز جهودنا لتحرير العالم العربي من سلاسل التحيّز، وأذى النظام الأبوي، وقبضة الجماعات المتعصبة التي تعيق التنمية باسم الدين، ونحن عازمون ولدينا الثقة بقدرتنا على الاستمرار في طريق التنوير والتقدم.

الوظيفة التي نقوم بها هي خدمة عامة، وأداة حيوية للحوار الديمقراطي والتقدّم المجتمعي. مهمتنا ليست مجزيةً فحسب، ولكنها أيضاً أساسية، إذ تمهّد الطريق نحو عالم عربي أكثر سلاماً وعدالةً.

كصحافيين وصنّاع تغيير، يجب أن نواصل مهمتنا في إبلاغ الجمهور بأهمية المحاسبة، في الوقت الذي نوثق فيه الأحداث التي تشكّل حاضرنا ومستقبلنا. طريق الإعلام المستقل ليس عقيماً     

يجب ألا نفقد أبداً إيماننا بالتأثير الذي يمكننا تحقيقه، والأفراد الذين يمكننا ملامسة مشاعرهم وعقولهم، والمجتمعات التي يمكننا تطويرها. صحافتنا تتجاوز التقارير. إنها التزام ثابت بالتنوير، والتمكين، والتحرر. الرحلة طويلة وشاقة، ولكن كلما استمررنا في الشهادة على أحداث العالم، وتحدّي الوضع الراهن، والدفاع عن الحقيقة، نغذّي محرّك التقدم.

كصحافيين وصنّاع تغيير، يجب أن نواصل مهمتنا في إبلاغ الجمهور بأهمية المحاسبة، في الوقت الذي نوثق فيه الأحداث التي تشكّل حاضرنا ومستقبلنا. طريق الإعلام المستقل ليس عقيماً. إنه طريق الأمل. والأمل هو ما سوف يضيء طريقنا بينما نعمل بلا كلل للتأكد من أن العالم العربي لا يكتفي بالبقاء على قيد الحياة، ولكن يزدهر. العمل الذي نقوم به في رصيف22، أكثر قيمةً من أي وقت مضى.

معاً، يمكننا تغيير الرواية، وسوف نفعل.

نحن بحاجة إليك للانضمام إلى ناس رصيف ، لنسير معاً نحو المستقبل. وإذا كنت صانع تغيير حقيقي، ندعوك للانضمام إلى "الدائرة الداخلية"، وهي وجهة مخصصة لأولئك الذين يرغبون في العمل معنا على مواضيع وقضايا محددة تهمهم/ نّ أكثر.

كن/ كوني التغيير الذي يستحقه شعبنا الطيب والطامح لحياة أفضل..


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel


* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

ما زلنا في عين العاصفة، والمعركة في أوجها

كيف تقاس العدالة في المجتمعات؟ أبقدرة الأفراد على التعبير عن أنفسهم/ نّ، وعيش حياتهم/ نّ بحريّةٍ مطلقة، والتماس السلامة والأمن من طيف الأذى والعقاب المجحف؟

للأسف، أوضاع حقوق الإنسان اليوم لا تزال متردّيةً في منطقتنا، إذ تُكرّس على مزاج من يعتلي سدّة الحكم. إلّا أنّ الأمر متروك لنا لإحداث فارق، ومراكمة وعينا لحقوقنا.

Website by WhiteBeard