"شكراً لطلاب أكسفورد على دعوتي للحديث عن شيء مهم جداً بالنسبة لي. أشعر بالتواضع لتاريخ المؤسسة والمتحدثين السابقين في الاتحاد. سيظل هذا عالقاً بذاكرتي، لا أُطيق الانتظار لأخبر أطفالي المستقبليين بأن أمهم تمكنت من الوصول إلى هنا"، بهذه الكلمات أعربت نجمة الأفلام الإباحية المعتزلة اللبنانية ميا خليفة، والمؤثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حالياً، عن سعادتها البالغة باستضافتها للتحدث في واحدة من أهم وأشهر الجامعات في بريطانيا والعالم.
تأتي كلمة ميا ومتحدثين آخرين لمناسبة مرور 200 عام على أول مناظرة عقدها الاتحاد الأكاديمي المرموق عام 1823، والذي تأسس لتعزيز حرية التعبير والنقاش، واستضاف العشرات من الشخصيات المؤثرة من جميع أنحاء العالم بينهم قادة سياسيون ومفكرون ومؤثرون في السياسة والدين والعلوم والفنون.
ومن أبرز المتحدثين السابقين في اتحاد أكسفورد: رؤساء أمريكا رونالد ريغان وجيمي كارتر وريتشارد نيكسون وبيل كلينتون، والزعيم الديني الدالاي لاما، والأم تريزا، وعالم الفيزياء ألبرت أينشتاين، وعالم الفيزياء ستيفن هوكينغ والفنان الراحل مايكل جاكسون. وحديثاً استضاف الفنان مورغان فريمان، والمغنية العالمية شاكيرا، والناشطة الحقوقية الحائزة جائزة نوبل مالالا يوسفزاي.
"لا أُطيق الانتظار لأخبر أطفالي المستقبليين بأن أمهم تمكنت من الوصول إلى هنا"... ميا خليفة تُحدِّث طلاب أكسفورد عن "الحدود والثقة والخبرات الحياتية" في مناسبة اعتبرتها "أعظم شرف في حياتي". كيف ردت على الساخرين من إنجازها؟
ميا: محظوظة للغاية بالتجربة
عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، نشرت ميا صوراً ومقاطع فيديو قصيرة من استقبالها في الاتحاد الأكاديمي البارز بينما تتلقى الترحيب الحار من الطلاب ومسؤولي الاتحاد، ويتم تعريفها بأبرز المتحدثين السابقين في المؤسسة العريقة، وهو ما اعتبرته "أعظم شرف في حياتها".
وعبر انستغرام، أضافت ميا: "تحدثت أمام اتحاد طلاب أكسفورد في واحدة من التجارب الحياتية التي جعلتني أشعر بأنني محظوظة للغاية أن أعيشها وحاولت جاهدةً ألا تمضي لحظةً منها هباءً. شكراً لاتحاد أكسفورد على فرصة الحديث في مثل هذه المبنى وهذه المؤسسة"، متابعةً "أشر بالتواضع والإلهام من شغفكم بإحداث تغيير حقيقي عبر استضافة هذه القائمة المتنوعة من المتحدثين السابقين في اتحادكم".
ولفتت ميا إلى أن مشاعر الفخر والسعادة أظهرت لديها أعراض متلازمة المحتال - إذ يشعر المرضى بأن نجاحهم غير مستحق ومبني على الخدعة - على الرغم من أن حديثها انصب على "الحدود والثقة والخبرات الحياتية".
لم يُعلن عن محتوى محاضرة ميا حتى نشر هذه السطور، وخلت حساباتها الاجتماعية من أي توضيح بخلاف الإشارة السالفة الذكر عن ضرورة وضع الحدود في الحياة المهنية والشخصية، وربما هذا نابع من اعترافها سابقاً بأنها كانت ضحية للإتجار بالبشر.
ومنذ اعتزالها الأفلام الإباحية، أظهرت ميا جوانب مختلفة من حياتها لمتابعيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعلّقت مراراً وتكراراً على قضايا سياسية - بينها قضايا متعلقة ببلدها الأصلي لبنان والقضية الفلسطينية - وأخرى تتعلق بالإساءات الجنسية والجسدية للنساء في الوسط الفني والثقافي في مناطق مختلفة من العالم، وركزت في مناسبات عديدة على تطوير الذات والاهتمام بالتعلم والمستقبل المهني وتوعية النساء ضد محاولات "استغلالهن" في صناعة الأفلام الإباحية.
استُقبِلت بـ"حفاوة" في المكان الذي استضاف متحدثين سابقين أمثال أينشتاين وستيفن هوكينغ وريغان والأم تريزا… متابعون كُثُر هنّأوا ميا خليفة على هذا "النجاح المستحق"، واعتبروه "بمثابة تذكير بأن عدم توافقنا مع الأشخاص وطريقة نجاحهم واجتيازهم للشدائد لا يُلغي نجاحهم"
فرصة مستحقة؟
لكن محاضرتها عن ماضيها، المهني والاجتماعي، لم تُعجب البعض الذين شاركوا الخبر أو تغريداتها عن الأمر مع تعليقات ساخرة أو مسيئة أحياناً على غرار: "رايحة تعلم الطلاب إيه؟" و"خلصوا العلماء عشان يستضيفوا واحدة زي دي"... إلخ.
تجاهلت ميا العديد من هذه التعليقات وشاركت قلة منها مع تعليقات وصفها متابعون بأنها "جريئة وقوية". على سبيل المثال، شاركت ميا تغريدة ورد فيها: "يبدو أن أكسفورد أصبحت تستضيف ‘أي شخص‘". وردت عليها: "ومع ذلك، لم يستضيفوكِ أيتها العاهرة".
وفي المقابل، هنّأ كثير من المتابعين ميا على هذا "النجاح" و"الإنجاز" الذي اعتبروه "مستحقاً" و"بمثابة تذكير بأن عدم توافقنا مع الأشخاص و/ أو طريقة نجاحهم و/ أو اجتيازهم للشدائد لا يُلغي نجاحهم". وأعرب عدد من طلاب أكسفورد عن سعادتهم بمحاضرة ميا وشاركوا مقاطع فيديو وصور من لقائهم بها.
شاركت ميا بعض هذه التعليقات الإيجابية وتفاعلت معها عبر حساباتها، ومن أبرزها تغريدة تقول: "مقدار المحاولات لمنع هذه المرأة من إعادة رواية قصة سيدة كانت تعمل في الجنس قبل أن تزدهر وتطور من نفسها لتصبح شخصاً ناجحاً، أمر مذهل ولا يصدق بحد ذاته. فخورة للغاية بأنها استعادت صوتها وأُتيحت لها فرصة سماعه".
وتغريدة أخرى لأحد المتابعين قال فيها: "هل يمكننا أن نقدّر ميا خليفة ونقدّر الطريقة التي تطورت بها على الصعيدين الشخصي والمهني؟ لقد تحدّثت في أكسفورد للتو!". شاركتها ميا وعلّقت عليها قائلةً: "نعم لقد فعلت ذلك".
وعلاوة على دأبه منذ تأسيسه على دعم وتعزيز حرية التعبير، أطلق اتحاد طلاب أكسفورد منذ عام 2010 مبادرة "التغيير من خلال المناظرة" التي استضاف من خلالها العديد من الشخصيات المؤثرة والتي تكون أحياناً "مثيرة للجدل" أو "في قلب الجدل"، وهو ما يثير مخاوف وتساؤلات أحياناً على "سمعة" المؤسسة المرموقة.
انطلاقاً من "حق الرد والتعبير عن الرأي"، استضاف الاتحاد أخيراً كاثلين ستوك، الفيلسوفة والكاتبة البريطانية التي اكتسبت شهرة سلبية بسبب موقفها المناهض لحق الأشخاص في تعريف أنفسهم وفق الهوية الجنسية التي يشعرون بأنهم ينتمون لها دون حاجة إلى كشف طبي أو نفسي، والسفيرة الإسرائيلية لدى لندن تسيبي حوتوبيلي المعروفة بعنصريتها وتحريضها على العنف ضد المسلمين والعرب.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...