شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"مقتل حميدتي" و"صدام حسين هندي"... قصص كاذبة راجت عربياً في أسبوع

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والحقيقة

السبت 29 أبريل 202311:51 ص

يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بالتدقيق في "الحقائق"، ينشرها "رصيف 22" بالتعاون مع "مجتمع التحقق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصات التحقق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصات التحقق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة، ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.

صاحب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بين مليارات البشر تحولها إلى مصدر رئيسي لانتقال الأخبار والمعلومات، التي تحقق رواجاً واسعاً بسرعة كبيرة من دون التحقق من صحتها أحياناً، ما قد يشكل خطراً على المجتمعات والأفراد.

لذلك نرى في "مجتمع التحقق العربي" أن مقاومة تدفق الأخبار و/أو التصريحات و/أو المعلومات الكاذبة والمضلّلة، غاية مهمة نحو فضاء إلكتروني موثوق به وذي صدقيّة لدى الجمهور، من شأنه أن يُسهم في تحقيق الديمقراطية والحفاظ على الصحة والأمن في المجتمعات.

بين 19 و27 نيسان/ أبريل 2023، انتشرت عدة شائعات مضلّلة على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام في المنطقة العربية. اخترنا لكم/ ن خمساً منها مع أبرز الأدلة على عدم صدقيّتها.

ونظراً لتصاعد الأحداث هناك، ارتبطت أبرز القصص المفبركة لهذا الأسبوع بالصراع في السودان بين الجيش السوداني ووحدات الدعم السريع شبه النظامية، حيث راجت أخبار كاذبة عن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وكذلك قائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو المعروف بـ "حميدتي".

كانت هناك أيضاً رواج لتصريحات غير حقيقية نُسبت إلى المتحدث العسكري المصري حول تدرب طائرات مصرية على استهداف سد النهضة الإثيوبي من السودان، ومزاعم بأن قيس الخزعلي، الأمين العام لحركة "عصائب أهل الحق" الشيعية في العراق، تحدث عن أصول الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وأخيراً ادعاء في ليبيا باحتراق طائرة ليبية في مطار الخرطوم.

في إطار الحرب النفسية… راجت في السودان ادعاءات مضللة متبادلة عن اعتقال قائد الجيش عبد الفتاح البرهان من قبل "الدعم السريع"، ومقتل حليفه السابق وغريمه اللدود حالياً حميدتي. إليكم/ ن المزيد من القصص الكاذبة التي راجت هذا الأسبوع

1- اعتقال البرهان ومقتل حميدتي في السودان

في ظل استمرار المعارك العنيفة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع للأسبوع الثاني في السودان، تداولت صفحات وحسابات على موقعي فيسبوك وتويتر منذ 18 نيسان/ أبريل الجاري منشوراً يدّعي وقوع قائد الجيش، البرهان، في قبضة قوّات الدعم السريع التي يقودها حليفه السابق وغريمه اللدود راهناً حميدتي.

لكن "ميزان فرانس برس" فنّد هذا الادعاء وأثبت عدم صحته، وقال إنه بالتناسب مع الاهتمام العالمي بالأزمة السودانية، أدلى البرهان بتصريحات لوسائل إعلام عربيّة وعالميّة عدّة بعد ذلك التاريخ، منها تصريح مباشر على الهواء مع قناة العربيّة السعودية في 22 نيسان/ أبريل، أي بعد أيّام من تداول الشائعة.

في المقابل، انتشرت شائعة موازية عن مقتل حميدتي. فنّد "ميزان فرانس برس" هذه الشائعة أيضاً ووجد أنها غير صحيحة. ويبدو أن هذه الشائعات المتبادلة تأتي في إطار "الحرب النفسية" بين الطرفين المتحاربين.

وأدلى حميدتي بتصريحات لوسائل إعلام عربيّة وعالميّة عدّة عقب انتشار شائعة وفاته، وتحديداً في العشرين وفي الحادي العشرين من نيسان/ أبريل، منها تصريح مباشر على الهواء مع قناة الحدث في 22 نيسان/ أبريل، أي بعد ظهور الشائعة بيومين، تلتها مقابلة مباشرة مع قناة سكاي نيوز في اليوم التالي.

2- صدام حسين أصله هندي

وفي العراق، نشرت وسائل إعلام مقطع فيديو للزعيم الشيعي قيس الخزعلي، ادعى فيه أن تحليل "DNA" أثبت أن الرئيس الراحل صدام حسين "أصله هندي".

لكن منصة الفاحص أثبتت أن تصريح الخزعلي غير صحيح، وأن أصول صدام ليست هندية.

قالت المنصة إن هناك نتائج في مشروع العراق الجيني لفاحصين من عشيرة صدام حسين من أبناء عمومته، ومن نفس القرية التي ينتمي إليها، أثبتت أن السلالة التي ينتمي إليها صدام ليست تحوراً هندياً كما يشيع البعض، مؤكدةً أن شائعة أصول صدام حسين الهندية ليست جديدة، إذ يجري تداولها منذ عام 2017، وسبق أن كذّبها مشروع العراق الجيني.

3- طائرات مصرية في السودان للتدرب على استهداف سد النهضة

بالرغم من استمرار المعارك العنيفة في السودان، زعم مقدم البرامج في قناة مكملين، محمد ناصر، عبر قناته الرسمية في يوتيوب أن المتحدث العسكري المصري صرّح بوجود طائرات مصرية في السودان للتدرب على استهداف سد النهضة.

لكن منصّة "متصدقش" المصرية، دقّقت التصريح وبيّنت أن المتحدث العسكري لم يدل به من الأساس.

منذ عام 2017، تنتشر على فترات شائعة حول أن أصل الرئيس العراق السابق صدّام حسين "هندي" برغم تكذيبها من قبل مشروع العراق الجيني. هذه المرّة جاءت على لسان قيس الخزعلي 

وفقاً للمنصة، لم يصدر أي بيان آخر عن المتحدث العسكري في هذا الشأن، كما لم ينقل أي مصدر موثوق به التصريحات التي نسبها ناصر له.

4- احتراق طائرة ليبية في الخرطوم

في نفس السياق، انتشر عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في ليبيا ادعاءً مفاده احتراق طائرة ليبية في مطار الخرطوم.

دقّقت منصة "أنير" هذه المنشورات، ووجدت أنها "زائفة" إذ أسفرت نتائج التقصي عدم وجود ما يثبت احتراق الطائرة على الصفحات الرسمية لوزارة الخارجية والتعاون الدولي - ليبيا على فيسبوك، بالإضافة إلى الصفحة الرسمية للسفارة الليبية في جمهورية السودان، وشركة الطيران الليبية.

كما نقلت المنصة نفي السفير الليبي لدى السودان فوزي بومريز لهذه الأخبار عن احتراق طائرة ليبية في مطار الخرطوم.

5- لا عمليات إرهابية في سيناء

وفي مصر، أدلى اللواء سمير فرج، مدير الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية سابقاً، بتصريح ادّعى فيه عدم وجود عمليات إرهابية في سيناء "منذ سنتين ونصف".

دقّقت منصة "صحيح مصر" هذا التصريح، واتضح أنه "غير دقيق". 

أسفر بحث المنصة أنه في أيار/ مايو 2022، أعلنت الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة عن هجومين للتنظيمات الإرهابية على قوات الجيش المصري في شمال سيناء، الهجوم الأول: في 7 أيار/ مايو 2022، وقد أسفر عن مقتل ضابط و10 جنود وإصابة خمسة آخرين، والهجوم الثاني: في 11 أيار/ مايو 2022، وقد أسفر عن مقتل سبعة تكفيريين، واستشهاد ضابط وأربعة جنود فضلاً عن إصابة جنديين.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

ألم يحن الوقت لتأديب الخدائع الكبرى؟

لا مكان للكلل أو الملل في رصيف22، إذ لا نتوانى البتّة في إسقاط القناع عن الأقاويل التّي يروّج لها أهل السّلطة وأنصارهم. معاً، يمكننا دحض الأكاذيب من دون خشية وخلق مجتمعٍ يتطلّع إلى الشفافيّة والوضوح كركيزةٍ لمبادئه وأفكاره. 

Website by WhiteBeard
Popup Image