قد يعتقد البعض أن فصل الشتاء هو الأكثر رومانسيةً، لكون الأجواء الشتوية تدعو إلى "الكنكنة"، والجلوس بالقرب من المدفأة، مما قد يضفي جواً من الرومانسية ويرفع احتمالات ممارسة الجنس بين الشريكين.
ولكن بحسب استفتاء أجراه تطبيق موقع love honey في العام 2021، وهو موقع لبيع الألعاب الجنسية والملابس الداخلية، تبيّن أنّ شهر تمّوز/ يوليو هو الشهر الأكثر ممارسةً للجنس بين أشهر السنة، ويليه كل من شهر حزيران/ يونيو وآب/ أغسطس.
فصل الصيف والجنس
في العام 1999، كشفت مجلة الجمعية الملكية للطب The Royal Society of Medicine أنّ فصل الصيف هو أكثر فترة يمارس فيها الأشخاص الجنس في السنة.
وفي العام 2013، أكد استفتاء بريطانيّ تبنّاه موقع daily mail، أُجري على 2،000 شخص، أنّ أكثر شهر مارسوا فيه الجنس كان شهر آب/ أغسطس، والذي نال 18% من أصوات الذين استفتتهم، فيما لم ينَل شهر الحب أي شباط/ فبراير، أكثر من 2% من الأصوات.
بحسب استفتاء أجراه تطبيق موقع love honey في العام 2021، وهو موقع لبيع الألعاب الجنسية والملابس الداخلية، تبيّن أنّ شهر تمّوز/ يوليو هو الشهر الأكثر ممارسةً للجنس بين أشهر السنة
وبالعودة إلى موقع love honey، أظهرت النتائج أنّ الأفراد يمارسون الجنس 4 مرّات في الأسبوع في شهر تموز/ يوليو، وهو ضعف عدد المرات التي يمارس فيها الأشخاص الجنس في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث يمارس معظم الأفراد الجنس بمعدّل مرتين فقط في الأسبوع.
وفي ما يلي نتائج الاستطلاع لعدد المرات التي يمارس فيها الأشخاص الجنس في الأسبوع بحسب أشهر السنة من الأكثر إلى الأقلّ:
تموز/ يوليو: 4 مرات في الأسبوع.
آب/ أغسطس: 3.7 مرات في الأسبوع.
حزيران/ يونيو: 3.2 مرة في الأسبوع.
أيار/ مايو: 3 مرات في الأسبوع.
كانون الأول/ ديسمبر: 2.9 مرات في الأسبوع.
شباط/ فبراير: 2.8 مرات في الأسبوع.
أيلول/ سبتمبر: 2.7 مرات في الأسبوع.
نيسان/ أبريل: 2.6 مرات في الأسبوع.
تشرين الأول/ أكتوبر: 2.6 مرات في الأسبوع.
آذار/ مارس: 2.5 مرات في الأسبوع.
كانون الثاني/ يناير: 2.3 مرات في الأسبوع.
تشرين الثاني/ نوفمبر: 2.1 مرة في الأسبوع.
لماذا نمارس الجنس في الصيف أكثر من الشتاء؟
ترتبط هذه النتائج بأسباب وعوامل عدّة، بعضها صحّي ونفسي، وآخر يتعلّق بالتقاليد والعادات، بحيث أنّ معظم الأعراس وحفلات الزواج تُعقَد في فصل الصيف.
من جهة أخرى، فإن معظم العطل السنويّة يأخذها الموظفون/ ات في شهور الصيف، ما يفسّر أيضاً عدّ شهر آب/ أغسطس، من أعلى مواسم السفر، كما أنّ فصل الصيف هو فصل الراحة ما يقلّل الضغط والالتزمات عند البعض ويفسح المجال أمام النشاطات والحفلات والسهر، بالإضافة إلى فرص التعرّف إلى أشخاص جدد وتالياً الدخول في علاقات حب.
"إن فصل الشتاء يجعلني كئيبةً، ويؤثّر على نفسيتي بطريقة غريبة. أشعر بأنني محبطة في معظم الأوقات وعاجزة عن الحركة بسبب الصقيع والبرد القارس ما ينعكس تلقائياً على رغبتي في ممارسة الجنس"
من الناحية الصحيّة، تؤكّد العديد من الدراسات وعلى رأسها دراسة أجراها مركز NIH (National Library of medicine– National center of biotechnology information)، أنه وبحسب البيانات الوبائية فإن نقص فيتامين "د" يرتبط أيضاً بضعف الانتصاب، بحيث أظهرت النتائج أن هذا الفيتامين ضروري للانتصاب لدى الرجل وضروري لصحة الجسم والنشاط الجنسي بشكل أفضل.
وبما أنّ أشعّة الشمس هي المصدر الأوّل للفيتامين "د" للجسم، لذلك تصبح فرص ممارسة الجنس أعلى في أشهر الصيف من الأشهر الأخرى.
أما من الناحية النفسية، فتؤكّد معظم الدراسات أن للفصول الأربعة تأثيراً مباشراً على الصحّة النفسيّة للأفراد، فالتقلبات الجويّة تنعكس بشكل مباشر على مزاج الفرد، إذ إن أجواء فصل الشتاء والخريف تنقل الكآبة والحزن واليأس والخوف إلى قلوب معظم الأشخاص وتحدّ من حركتهم.
في هذا السياق، أكدت ريتا (38 سنةً)، أن الشتاء يؤثر سلباً على رغبتها الجنسية: "إن فصل الشتاء يجعلني كئيبةً، ويؤثّر على نفسيتي بطريقة غريبة. أشعر بأنني محبطة في معظم الأوقات وعاجزة عن الحركة بسبب الصقيع والبرد القارس ما ينعكس تلقائياً على رغبتي في ممارسة الجنس".
وأضافت: "زوجي يبادلني الشعور نفسه، لذلك نفضّل عدم ممارسة الجنس والخلود فوراً إلى النوم في فصل الشتاء، كما أنني أخاف جداً من أصوات الرعد والبرق التي تخرجني من الأجواء الحميمية، وتمنعني عن التركيز على الأداء الجنسي".
تتفق نانسي (26 عاماً)، مع ريتا، لافتةً في حديثها لرصيف22، إلى أنّ مسألة ممارسة الجنس في فصل الشتاء معقّدة بالنسبة لها، خصوصاً إذا جاءت بطريقة عفويّة: "حتى لو كانت الغرفة التي أمارس فيها الجنس دافئةً، إلا أنّ مياه الاستحمام تكون باردةً جداً، ما يعرقل عمليّة الأداء الجنسي".
وأضافت: "نفضل أنا وشريكي التخطيط مسبقاً لممارسة الجنس في الشتاء، فيصبح لدينا وقت كافٍ لتدفئة الغرفة وتسخين مياه الاستحمام".
"في الصيف أشعر بأنّ الأجواء رومانسيّة أكثر، كما أن أدائي الجنسي يكون أكثر قوّةً، وأتأخّر في القذف وأستمتع أكثر"
كشف إبراهيم (29 عاماً)، بأنه يفضّل ممارسة الجنس أكثر في فصل الصيف، قائلاً: "في فصل الشتاء هناك صقيع، وأنا أكره البرد، ولا أشعر بالراحة فيه وأنا أمارس الجنس، كما أنني أنزعج إذا ما لمستني شريكتي وكانت يداها باردتين"، كاشفاً أنه يعاني أحياناً من ضعف أو صعوبة في الانتصاب في فصل الشتاء.
بدوره، لفت ربيع (رجل أربعيني)، في حديثه لرصيف22، إلى أنّ رغبته في ممارسة الجنس لا تتغيّر في الفصول، إلا أنه استدرك قائلاً: "أمارس الجنس في الصيف أكثر من الشتاء، لأن الطقس يساعدني، فيما في الشتاء أشعر بالكسل والخمول حتى لو كانت جميع وسائل التدفئة والراحة مؤمنةً".
وأضاف: "في الصيف أشعر بأنّ الأجواء رومانسيّة أكثر، كما أن أدائي الجنسي يكون أكثر قوّةً، وأتأخّر في القذف وأستمتع أكثر".
أمراض نفسيّة موسميّة؟
في حديثها إلى رصيف22، أكّدت المعالجة النفسية العيادية الدكتورة نيكول هاني، أنّ هناك عدداً كبيراً من الناس الذين يشكون من أمراض نفسيّة موسمية: "يعاني البعض مما يسمّى في علم النفس بالكآبة الموسميّة، والتي تصيب الأفراد في فصل الشتاء تحديداً، ويشعر هؤلاء بالحزن والكآبة والتوتر في فصل الشتاء فيما يصبحون إيجابيين ومنفتحين على الحياة وفرحين في فصل الربيع، وهو ما يؤكّد أن للطقس تأثيراً نفسياً مباشراً على الكثير من الناس".
"بعض الأشخاص يخافون من الطقس البارد ويشعرون بعدم الراحة مع أجسادهم، ما قد يؤثّر على رغبتهم الجنسيّة ويؤدي إلى انخفاض عدد المرّات التي يمارسون فيها الجنس"
وبحسب هاني، قد تتجلّى التأثيرات المباشرة للفصول على صحّة الأفراد بعوارض جسديّة ونفسيّة: "يشكو الكثير من البشر من الخمول في فصل الشتاء، ويعاني البعض من أمراض وأوجاع جسديّة، ويسيطر هذا الطقس على حالتهم الصحية وعلى سلوكهم الذي يؤثّر تلقائياً على محيطهم"، مشددةً على أنّ "بعض الأشخاص يخافون من الطقس البارد ويشعرون بعدم الراحة مع أجسادهم، ما قد يؤثّر على رغبتهم الجنسيّة ويؤدي إلى انخفاض عدد المرّات التي يمارسون فيها الجنس".
هذا ولفتت نيكول هاني، إلى أنّه لكلّ فصل خصائص تميّزه عن الآخر، وتنعكس بدورها على الأداء الجنسي والصحي والنفسي للفرد: "فصل الصيف معروف بأنه فصل الإثارة، يذهب خلاله الناس إلى الشواطئ ويرتدون لباس البحر ويمارسون العديد من النشاطات في الهواء الطلق، كما ترتفع درجات الحرارة التي تؤثّر بدورها على حرارة جسدنا، وتالياً دفء الصيف يحسّن من مزاجنا ويشجعنا على ممارسة الجنس أكثر".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
عبد الغني المتوكل -
منذ 7 ساعاتوالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ 8 ساعاترائع
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت