شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"العمل الإباحي وظيفة"... الممثلة العراقية ألينا أنجل تتحدث عن كواليس مهنتها

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والحريات الشخصية

السبت 11 مارس 202301:53 م

المهنة التي تمارسها لا يتقبّلها المجتمع العراقي. هي ممثلة أفلام إباحية وتَعتبر عملها مهنة كباقي المهن. ربما هذا ما يدعوها إلى استخدام اسم فني، ألينا أنجل، عوضاً عن اسمها الأصلي الذي لم تكشفه في حديثها مع رصيف22.

تتحدث الشابة العراقية المولودة في العراق عام 1987 والمقيمة منذ عام 2014 في الولايات المتحدة عن طفولتها وشبابها وهجرتها وعلاقتها بعملها وبزوجها. ترفض التطرّق إلى الشؤون السياسية في بلدها، وتصرّ على تقديم نفسها كمنتجة أفلام إباحية، وليس مجرد ممثلة أو مجرد كاتبة أو مخرجة أو مديرة عمل. تقول: "أنا شاملة وأعمل كل شيء والموضوع يفرق هنا كثيراً ويحتاج إلى جهد جبار، خاصة بالنسبة إلى شخص مثلي: مهاجرة ولا أعرف لغة البلد بشكل جيد وعشت معظم حياتي في مجتمع يعتبر المرأة كائناً ناقصاً وغير مسؤول".

وفي الآتي نص المقابلة:

حدّثينا عن طفولتك. ما أكثر ما لا يزال عالقاً في ذاكرتك من تلك المرحلة؟

بدأت طفولتي في فترة الحرب بين العراق وإيران وحرب العراق مع الكويت والحصار الاقتصادي. لم تكن طفولة عادية. كان الوضع العام متدهوراً ولا يجد الأطفال ما يناسب طفولتهم. لم تكن هنالك برامج تلفزيونية للأطفال ولا ألعاب. كانت أسعار الألعاب مرتفعة جداً. كذلك، لم نجد الأمن في الشوارع ولا الاطمئنان. مثلاً، كنت أذهب مع والدتي إلى مدينة الملاهي عند الظهيرة حين يكون المكان فارغاً لنشعر بالأمان. كان الناس هناك مخيفين ومؤذيين، ولم تكن الشرطة تحمينا. وكنا نضطر للخروج من الملاهي عند بدء الناس بالمجيء إليها.

كانت طفولتي مليئة بالعنف والتحرش والحرمان. تعرضت للتحرش الجسدي وأنا أبلغ من العمر ثماني سنوات فقط، أثناء مرافقتي والدتي للتسوّق. كان المجرمون يتجولون في الشوارع ووسائل النقل دون أن يضع أحد حدّاً لهم. كنت دائماً أضع كيس التسوّق خلف ظهري كي أغطي مؤخرتي تلافياً للتحرش، لكن لم يكن للأمر فائدة.

حادثة أخرى حصلت في طفولتي عندما كنت في التاسعة من عمري. كان هناك محل صغير في منطقتنا، وعندما كنت أذهب إليه كان مالكه يتحرش بي ويلامس جسمي بعضوه الذكري. لم أكن أفهم أي شيء حينها لكني كنت أعرف أنه شيء خاطئ وصرت أخاف الخروج من المنزل وانعزلت تماماً، وبعدها عَلِم والدي بالأمر فذهب إلى صاحب المحل وأبرحه ضرباً، ليقوم أهله بتزويجه بعد تلك الحادثة بأيام.

الجمال الوحيد في طفولتي كان أمي وأبي وأسرتي فقط، لكن قبح واستغلال وجشع المجتمع كان وحش طفولتي ومراهقتي. وحتى اليوم المجتمع محافظ على دور الوحش في حياتي. وبالرغم من الثقافة العالية التي تمتلكها عائلتي إلا أنهم أنجبوني وألومهم على إنجابهم لي في مجتمع يعلمون أنه بشع وقبيح وغير مناسب لعيش حياة صحية. حالياً، أشعر بأنني تنفست لأول مرة، بعد ابتعادي عن المجتمع المتوحش، وزالت همومي، واكتشفت أنه كلما ابتعدت عن ذلك المجتمع كلما أصبحت أقوى وتزداد راحتي وسعادتي.

كيف كانت بداية دخولك إلى مجال الأفلام الإباحية؟

عندما تعرفت على زوجي الحالي، وكان عمري حينها 27 سنة، بدأت بإخباره عن قصتي والتفاصيل التي عشتها. أحزنه جداً أن الفرصة لم تتح لي عيش حياتي في العراق وأني لا أعرف نفسي ولا أعرف ماذا أريد، لهذا قرر مساعدتي على أن أعيش الحياة وأخوض التجارب وأختار ما يعجبني وأستمتع بالحياة دون الشعور بالذنب، ودون الإحساس بالعار من طبيعتي، وأن أحب نفسي.

بدأنا مع بعضنا رحلة البحث عن ذاتي. كانت البداية بالذهاب إلى الحفلات الموسيقية لأول مرة، ثم التخييم وسط الغابة والطبيعة، ثم الذهاب إلى نادي التعري لأول مرة، ومررنا بالعديد من التجارب والرحلات سويةً إلى أن وصلنا إلى مرحلة إقامة حفلة جنس.

أكثر شيء تعلقت به من بين كل ما فعلناه هو الرقص والجنس. وجدت نفسي فيهما، وانتبه زوجي إلى ذلك، لهذا قال إن لي مطلق الحرية في فعل ما أريده وعرض عليّ العمل في نادٍ للتعري لأرى إن كان سيعجبني ذلك أم لا. وبالفعل وافقت وأحببت الأمر، واستمريت في الذهاب إلى نادي التعري لمدة شهرين. كانت تجربة ممتعة لكني لم أُحب الإدارة هناك لأنها تحاول السيطرة على الفتيات وتستغلهم لصالحها. هذا بالتأكيد ذكرني بالحياة في العراق وبالكابوس الذي هربت منه.

لاحقاً، بدأت أزمة انتشار فيروس كورونا، فأغلقت النوادي وصار العمل الجنسي عن طريق الإنترنت فقط. فكرت أن أجرب عمل العارضة الإباحية، وبالفعل بدأت وأول بث لي كان في الشهر الرابع من العام 2020 وكان عمري حينها 32 سنة. كنت وقتها مرتبكة ولا أعرف إذا كان سينجح الموضوع أو لن يعجبني، ولكنّي وجدت أن هنالك جمهوراً ينتظر البث خاصتي ويدعمني ويشجعني كي أستمر، وبسبب هذا الجمهور انتقلت إلى صناعة محتوى إباحي فردي أستعرض فيه مفاتن جسدي وأثير الغرائز الجنسية لجمهوري.

كنت أجهل موقع "أونلي فانز" ، إلى أن تواصل معي أحد محبيني وساعدني على معرفة كيفية العمل عليه، عام 2021. وعند مباشرتي بالعمل عليه وجدت أنه مساوٍ لعمل البث المباشر العادي. أفرحني ذلك جداً لأنني بدأت أعمل في شيء أحبه وسعيدة به وأصبح لدي أكثر من مصدر دخل. الموضوع أراحني نفسياً وجعلني أشعر بأني قوية.

ثم بدأ الجمهور يضغط عليّ ويطالبني بصناعة محتوى جنسي مع آخرين وليس لوحدي. في البداية، كان زوجي معارضاً للموضوع تماماً، لكن بعد محاولات عدّة وضّحت له أنه مجرد عمل وأنا أريد التجربة وأرى إنْ كان سيعجبني أم لا.

متى قمتِ بتسجيل أول فيلم إباحي؟

في الشهر الثالث من العام 2022 عملت على أول فيلم إباحي مع شاب عراقي وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً وأحبّه الجمهور بشكل كبير وبات يطلب مني المزيد، كما أن الدعم المادي على "الأونلي فانز" صار أكبر وأكثر مما كان عليه في البث المباشر العادي، وهنا كانت نقطة تحول جهدي، وبدأت أحجز ممثلين عالميين وأنتج أفلاماً إباحية عربية احترافية.

أول فيلم مع ممثل عالمي كان في الشهر الخامس من العام 2022، ثم كل ثلاث أشهر تقريباً أقوم بصناعة فيلم احترافي مع ممثل عالمي، بقصة وسيناريو عربيين، وأنا اليوم صاحبة شركة إنتاج أفلام إباحية عربية وقريباً سأطلق موقعاً خاصاً بي، وسعيدة جداً بالإنجاز الذي وصلت إليه في هذا المجال.

كيف تنظرين إلى عملك في هذا المجال؟

كنت أحتقر المرأة التي تستخدم جسدها وجمالها كمصدر مال أو وسيلة للحصول على امتيازات داخل مجتمعها، لهذا أكملت دراسة الماجستير، وكنت أحتقر الرجل الذي ينظر إلى جسدي أو يعطيني ميزات بسبب شكلي أو لأنني امرأة، ومتأكدة الآن من أن الذين كانوا يعرفونني من فترة سابقة هم الآن مصدومين من عملي في الإباحية.

ما حدث هو أن تفكيري تغيّر بعد خوضي تجربة البحث عن الذات والتقرب من طبيعتي. صرت أرى عمل الجنس مختلفاً، أراه على أنه لوحة فنية موسيقية، لوحة تصنعها الأنثى الجميلة من الداخل قبل الخارج وتقدمها للإنسان المحتاج كي تتيح له الفرصة للتلذذ والاستمتاع بسحر المرأة.

"استمريت في الذهاب إلى نادي التعري لمدة شهرين. كانت تجربة ممتعة لكني لم أُحب الإدارة هناك لأنها تحاول السيطرة على الفتيات وتستغلهم لصالحها. هذا بالتأكيد ذكّرني بالحياة في العراق وبالكابوس الذي هربت منه"

لا أعلم كيف يقدّم غيري هذا العمل، لكن أنا أحرص على تقديم هذه الخدمة بشكل نظيف بدون أي إحساس مزيف، أي بلا خداع أو استغلال أو نصب أو احتيال أو ذنب أو خيانة، إلخ من مشاعر سامة وسلوكيات قبيحة تدمر التجربة الجنسية. هذه طريقتي الخاصة في تقديم هذا العمل.

الخدمة التي أقدّمها هي عن طريق الإنترنت فقط، ولم أقبل بممارسة الجنس في الواقع مقابل المال على الرغم من العروض فوق الخيالية التي تصلني كل يوم تقريباً، والسبب هو أنني لا أريد تخريب التجربة التي أخوضها ولا أريد خسارة حبي لما أقوم به بأسلوبي وطريقتي الاستثنائية.

أريد أن يرى العالم بأجمعه هذه المرأة العراقية التي عاشت حياتها في العراق ونشأت وترعرعت بين حطام الحروب وعلى أنغام الانفجارات واستنشقت رائحة الموت، لكن مع ذلك عندما أُتيحت لها الفرصة العيش بسلام صنعت لوحة فنية جميلة بما تبقى منها من شتات.

ماذا وجدتِ في هذا المجال وهل تعتبرين نفسك ناجحة فيه؟

وجدت فيه نفسي، وجدت راحة البال التي كنت أبحث عنها منذ سنين، وجدت القوة المادية والابتكار والإبداع، وجدت الفرصة لأبهر الناس بإمكانياتي وعطائي. وأرى نفسي ناجحة وجبّارة في هذا المجال بالرغم من الحرب التي أخوضها منذ اليوم الذي صنعت فيه أول فيلم إباحي.

ومنذ العام الماضي إلى اليوم، أعتقد أنني أكثر امرأة تعرَّضت للهجوم في هذا المجال. مثلاً حساباتي على منصتي تويتر وإنستغرام أغلقا خلال سنة واحدة أكثر من عشر مرات، وباعتقادي هذا دليل على وجود مجموعة ترتعب مني وتتخوّف من نجاحي.

هل وصلتك تهديدات أو مضايقات من جهات معيّنة؟

أتلقى رسائل التهديد كل يوم تقريباً. أول مرة تمّ تهديدي بها كانت حينما كان عمري 16 عاماً، برسالة ورقية رُميت من خلف باب منزلنا في العراق، وتلقيت هذا التهديد كوني لا أرتدي الحجاب على الرغم من ملابسي الواسعة. وللسبب ذاته تم تهديدي في الجامعة وجهاً لوجه. أما التهديدات التي تصلني حالياً، فلا أعتقد أنها موجودة حتى في أفلام الرعب، هم يتفننون في شرح طرق تعذيبي وقتلي، ويبدعون في ذلك!

هل تواصَلَت معك جهات دينية أو سياسية بخصوص عملك؟

نعم، في إحدى المرات طلب مني سياسي قضاء ليلة معي.

ماذا تشعرين عند انتهاء أحد أعمالكِ؟

شعور الانتهاء من إنتاج أحد الأعمال جميل إلى حد الجنون، خاصة إذا كانت النتيجة كما أريدها أنا. لا أكذب عليك، واجهت العديد من الصعوبات في البداية، وتمثلت في عدم وجود المصور، لكن حالياً الأمور بشكل عام تحت السيطرة ولهذا يكون العمل جميلاً وستكون الأفلام أفضل وأفضل إلى أن تصل إلى المستوى الذي تنافس فيه الشركات العالمية.

حدّثينا عن ألينا في حياتها العادية.

ألينا أنجل التي تظهر في الأفلام ليست هي ذاتها في الواقع. في الأفلام يتركز عملي على كيفية جعل المشاهد يستمني ويشبع رغبته الجنسية، أما في الواقع فحياتي فيها اهتمامات أخرى غير الجنس، كالأسرة والبيت والمشاريع والأعمال الأخرى.

أنا جداً عفوية وطبيعية وأعتقد أنني أكثر امرأة عفوية ترونها في حياتكم ولا تخاف مما سيقوله المجتمع. المهم أن أكون راضية عن نفسي وأن أحب نفسي.

ما هي المشاكل والمصاعب التي تواجهك في عملك؟

المصاعب كثيرة وسأعددها في نقاط:

-عدم الاستقرار المادي: هذا العمل ليس فيه راتب محدد ولا راتب تقاعدياً. من الممكن اليوم أن أحصل على أكثر من عشرة آلاف دولار، وغداً يكون الوارد بالسالب، لأنني قد أذهب إلى المستشفى وأنفق المال على العلاج، ولهذا من المفترض للذي يعمل في هذا المجال أن يعرف كيف يدير أمواله ويستثمرها في المكان الصحيح وينوع الاستثمار حتى يتجاوز الأزمات.

ـ اللاعدالة: هذا العمل ليس فيه شيء واضح متعلق بالترقي الوظيفي إذا حصلت على شهادات دراسية أعلى أو تفوقت على زملائي في العمل مثلاً، والتطور فيه يعتمد بشكل كامل على الصدفة وليس على مهارة تكتسبها أو إنتاج مبتكر أو إبداع. ولذلك هو عمل غير عادل.

"تفكيري تغيّر بعد خوضي تجربة البحث عن الذات والتقرب من طبيعتي. صرت أرى عمل الجنس مختلفاً، أراه على أنه لوحة فنية موسيقية، لوحة تصنعها الأنثى الجميلة من الداخل قبل الخارج وتقدمها للإنسان المحتاج كي تتيح له الفرصة للتلذذ والاستمتاع بسحر المرأة"

ـ بيئة العمل الإباحي تغذّي أمراضاً وعقداً نفسية داخل الإنسان، مثل عقدة النقص المتعلقة بلفت الانتباه بهدف الشعور بالأهمية. وإذا كان الإنسان غير واعٍ لذلك، قد ينسى أن ما يقوم به عمل ويركز على رغبته المريضة بلفت الانتباه وإثارة الجدل وبالنتيجة لن يكون قادراً على إنتاج أفلام جيدة، بل على العكس سيقوم بعمل خاطئ هدفه فقط أن يتكلم الناس عنه ليشعر أنه شخص مهم ومشهور.

ـ أمر آخر محزن هو أن العمل الإباحي ليس فيه جهة أو أحد يهتم بالصحة النفسية للعاملين وبناء الإنسان بل بالعكس، معظم الشركات والمنتجين في هذا المجال هدفهم مصلحتهم فقط وهي زيادة الأرباح، وبالنهاية هم يبحثون عن أشخاص مرضى لأنهم بذلك يخدمون مصالحهم وهذا الأمر بشع جداً.

ـ النسبة الأكبر من الجمهور لا يعترفون بأن العمل الإباحي وظيفة كأي وظيفة أخرى، ولهذا تراهم يطالبون بمحتوى مجاني ويعتقدون أن هذا حقهم الطبيعي وإذا لم يقدَّم بشكل مجاني سيتهمون صانعه بأنه شخص جشع لأنه يريد أجراً مقابل جهده، في الوقت الذي يستحيل فيه أن يطلب المريض عملية مجانية من الطبيب أو ربما يطلب لكنه يعلم أن هذا الشيء ليس من حقه.

ـ عدم احترام النسبة الأكبر من الجمهور لعامل الجنس: تُربط الأخلاق بالجنس وتُربط قيمة الإنسان بعدد طبقات القماش التي يرتديها. الموضوع جداً محزن لأنني أتعب وأعمل وأكتب سيناريو وأخرجه وأتفق مع ممثل ومصور وأمثل، وفي النهاية يأتي أحدهم لينتنقص من جهدي ويتجاوز على كرامتي، أحياناً الأمر مرهق جداً ويسبب شعوراً بالضيق.

ـ عدم احترام عمّال الجنس لأنفسهم: للأسف معظم الذين يعملون في هذا المجال هم مؤمنون بأنهم أشخاص سيئون، فيكذبون ويحتالون ولا يحترمون كلمتهم ويغارون وغيرها من السلوكيات المريضة غير الأخلاقية التي تجعلني أستصعب التعامل معهم، وفي المحصّلة هذا الأمر يعيق انسيابية العمل كله بشكل عام.

حدثينا عن حياتك العاطفية. وهل أثّر عملك على علاقاتك؟

منذ أن كنت في عمر 12 سنة وأنا أحب، ولم أكن عزباء في مرة من المرات، دائماً يوجد رجل أحبه في حياتي. كانت أول علاقاتي علاقة مراهقة استمرت ثلاث سنوات وبعدها غدر بي شريكي ولهذا تركته، ثم أحببت مديري في العمل وكان أكبر مني بـ15 سنة، وبقيت معه أكثر من 11 عاماً إلى أن هاجرت إلى أمريكا ولم نستطع أن نكمل علاقتنا بسبب صعوبة التواصل.

بعدها واعدت أول رجل في أمريكا وهو الذي وقعت في غرامه وتزوجته، كان ثالث رجل في حياتي، ودخلنا عامنا السابع سوياً.

أثّر عملي على علاقتي العاطفية مع زوجي. الموضوع جداً صعب عليه وأحياناً أرى الانكسار في عينيه. هذا مؤلم جداً لكنّي أشرح له أن هذا فقط عمل... أحاول قدر المستطاع أن أكون حذرة كي لا أخسر الشخص الذي أحبه. لا أنتج سوى فيلم واحد كل ثلاثة أشهر، وعندما أعمل على تعديل وإنتاج الفيديو أتأكد من أن باب الغرفة مغلق كي لا يرى زوجي عن طريق الخطأ شيئاً لا يعجبه.

أما على صعيد الصداقة، لدي صديقان، رجل وامرأة، يعرفانني قبل أن أدخل عالم الجنس والآن يعلمان بعملي ولا زالا صديقيّ ولم يتغير شيء، بل على العكس هما فخوران بشجاعتي وتميزي وهذا الشيء يشعرني بأني محظوظة جداً بأصدقاء حقيقيين.

ما هو طموحك المستقبلي؟

أطمح أن يكبر عملي واسم شركتي لتنافس الشركات الإباحية العالمية، ويكون لدي أكثر من استثمار بعيداً عن مجال الجنس والإباحية. أما على الصعيد الشخصي فأطمح إلى الاستمرار مع زوجي وشراء بيت أحلامنا البعيد عن الناس والمطل على الشاطئ.

ما هو رأيك في واقع العراق اليوم؟ وهل لديك رأي سياسي حيال ما يجري؟

لدي رأي سياسي وديني لكن لا أحب التصريح بهذا، لأن هذه مواضيع حساسة وبالتأكيد ستستفز أحداً ما، وأنا لا أحب أن أكون استفزازية، ويكفي الاستفزاز الذي يشعرون به الآن مني.

كيف خرجتِ من العراق؟ وكيف هي علاقتك بعائلتك؟

خرجت من العراق عام 2014 من أجل الدراسة، وأنا في فلوريدا حالياً، ولم أعد إلى العراق. أهلي موجودون ونلتقي وعلاقتنا طبيعية، لكن دائماً نتجنب التحدث عن عملي لتلافي المشاكل لأن هنالك اختلافاً في الآراء حول هذا الموضوع.

هل تشعرين بشيء عاطفي عند ممارستك الجنس مع شخص غير زوجك؟

لا طبعاً. أنا ناضجة وأعلم أن هذا عمل فقط وبعدها كل واحد منا يذهب إلى حياته، وفي ذات الوقت ليس القصد أنني أكره الجنس مع شخص غير زوجي أو أنني مجبرة على ذلك. لا أبداً. أنا إنسانة جنسية وأحب إنجاز عملي بأجمل صورة وأحب ممارسة الجنس بإحساس.

بعض الممثلين الذين أمثل معهم يكون بيننا انجذاب قوي جداً وهذا شيء جميل ويؤثر إيجاباً على الفيلم فتكون النتيجة جيدة، والبعض الآخر لم أنجذب إليهم كثيراً لكن لأنّي جنسية جداً دائماً أكون مستمتعة بممارسة الجنس، وهذا سبب حب جمهوري لي.

هل تواصَلَت معك جهات دينية أو سياسية بخصوص عملك؟ نعم، في إحدى المرات طلب مني سياسي قضاء ليلة معي

سمعت آراء البعض من جمهوري يقولون "نحب المشاعر الحقيقية في أفلامك"، وهذا شيء عادةً لا يحدث في الأفلام الإباحية التي تنتجها شركات كبيرة، إذ تكون مشاعر الممثلات "Fake" وحتى النشوة تكون كاذبة. لكن بالنسبة إليّ كل ما أقوم به هو حقيقي ونابع من أحاسيسي والجمهور يتلمس هذا الشيء.

وفي النهاية أبقى أنا على دراية أن هذا عمل فقط ويكون بيني وبين الممثل احترام وهو يعلم أيضاً أن هذا عمل فقط. نستمتع باللحظة ونعطيها حقها وبعدها كل منّا يذهب في طريقه.

هل تختلف ممارسة الجنس مع زوجك عن غيره؟

بالتأكيد، هذا الشخص أحببته واخترته وعشت معه لحظات الحزن والفرح. عندما يقبّلني أو يحضنني أو يمارس الجنس معي لا يفعل ذلك لأنه يريد الاستمتاع فقط. الموضوع مليء بالمشاعر. عندما نمر بحزن نمارس الجنس لأن لدينا مشاعر وعندما نفرح كذلك. الموضوع لا يقتصر على اللذة الجنسية، والممارسة معه تختلف عن أي رجل آخر أمارس معه الجنس من أجل المتعة الجنسية وانتهى الأمر.

الحب من الصعب وصفه. هو شيء سحري مزيج بين الانجذاب الجنسي ورائحة الشخص والعِشرة والمواقف والتوافق الفكري... عند جمع كل هذه العناصر يتكون أجمل حب والنتيجة أجمل جنس، وأنا منجذبة لزوجي جداً.

بماذا تشعرين عندما تشاهدين عملاً لكِ؟

أنظر إليه من ناحية فنية، كالزوايا والتصوير وظهوري وممارستي في المشهد. المشاهدة مهمة لتصحيح الأخطاء والملاحظات، ولم أشعر يوماً بالخجل أو عدم الرضا عن رؤية رجل يمارس الجنس معي. أنا أمتلك فكراً ورؤية إباحية وأنا مَن يقوم بإخراج الفيلم واختيار الزوايا وتكوين الفكرة والسيناريو، واعتمد بهذا على رغبات متابعيني والسيناريوهات التي تثيرهم ويحبونها.

هل تفكرين في الإنجاب؟

أنا ضد الإنجاب. أرى أن الناس ليسوا بحاجة إلى أطفال. يوجد العديد من الأطفال وممكن أن أتبنى طفلاً. ولا أخفي عليك أني قريباً سأذهب للقيام لعملية تجميد لبويضاتي، فمن الممكن أن أغير رأيي في المستقبل.

أغلب الممثلات العالميات يقمن بعمليات تكبير الثدي والأرداف وعمليات تجميلية أخرى. ما رأيك بهذا؟ هل قمتِ أو ستقومين بعمليات تجميلية؟

أنا مع العمليات البسيطة جداً والتي لا تُحدث تغييرات في بل تساعد في المحافظة على الشباب. الصدر الكبير في حالته الطبيعية يكون متدلياً أما الصدر الكبير المنتصب فليس طبيعياً ولا يعجبني. أجريت فقط عملية واحدة بسيطة لتكبير الصدر ليناسب قناعتي وبدون أن يؤثر كلياً على الشكل الطبيعي وهذا ممكن لأي فتاة وُلدت بصدر قد يكون صغيراً. صدري أحبه حينما كان صغيراً والآن أيضاً. منذ الصغر كنت أحب وأنجذب إلى الصدر الكبير وهذا السبب وراء العملية التي قمت بها وأتمنى لو كان صدري كبيراً من تلقاء نفسه.

هل أنتجتِ عملاً يجمعك بزوجك؟

لم أنتج أعمالاً من هذا النوع بشكل متطور، إخراجاً أو تصويراً، لكنّي صورت ثلاثة مقاطع بسيطة بواسطة الهاتف عند ممارسة الجنس مع زوجي.

هل استطعتِ رصد الإحصائيات الخاصة بمتابعيك؟ أي بلد هو الأكثر مشاهدة؟ وأي فئة تشاهدك في العراق؟ وما رأيك بهذا؟

أنشر محتواي على موقع "only fans" وتوجد فيه خاصية معرفة أكثر الدول مشاهدة. وجدت أن المرتبة الأولى هي أمريكا والمرتبة الثانية العراق. هذا فقط ما أستطيع معرفته ولم أعرف أي الفئات المجتمعية الأكثر مشاهدة لي أو الفئات العمرية. أما أكثر الناس دعماً لي فهم الخليجيون.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard
Popup Image