شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
قمة العقبة… ضمانات غائبة ومخاوف فصائلية

قمة العقبة… ضمانات غائبة ومخاوف فصائلية

سياسة

الأحد 26 فبراير 202303:43 م

مع انعقاد "قمة العقبة"، اليوم الأحد 26 فبراير/ شباط في الأردن، وبمشاركة إسرائيلية وفلسطينية رسمية ومصرية وأمريكية، تُثار تساؤلات عريضة عن ماهية النتائج المتوقعة وإمكانية تطبيقها على الأرض المشتعلة.

القمة الخماسية التي تنعقد في مدينة العقبة جنوبي الأردن، شكلت حالة من الترقب حيال الخطة الأمنية الأمريكية لخفض التوتر في الضفة الغربية المحتلة قبل حلول شهر رمضان والأعياد اليهودية في مارس/آذار المقبل.

ومنذ سنوات، يشهد شهر رمضان تصعيداً للتوتر جرّاء تضييق إسرائيل على المصلين في المسجد الأقصى والقدس الشرقية عامة، بالإضافة إلى اقتحامات المستوطنين للمسجد بحماية الشرطة الإسرائيلية.

تأخذ القمة بعداً أمنياً، بمشاركة ممثلين أمنيين عن السلطة الفلسطينية، إسرائيل، الولايات المتحدة ومصر، في ظل توتر شديد تشهده الضفة الغربية المحتلة، نتيجة الاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة.

دوافع القمة

تأتي القمة مع توتر متصاعد في الأراضي الفلسطينية، إذ شهدت إضراباً شاملاً الخميس الفائت، رداً على مجزرة نابلس والتي راح ضحيتها 11 شهيداً، وبرّرت إسرائيلي العملية بأنها "تبحث عن مطلوبين أمنياً، لاسيما من مجموعة (عرين الأسود) التي تقول إنها تنفذ هجمات رداً على الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة".

ومنذ بداية العام الجاري، استشهد ما يزيد عن 65 فلسطينياً برصاص إسرائيلي، وردّاً على هذه الاعتداءات، نفّذ فلسطينيون عمليات إطلاق نار، لا سيما في القدس المحتلة، ما أودى إجمالاً بحياة 10 إسرائيليين.

تأكيدات رسمية أردنية بأن "الاجتماع بتنسيق كامل مع الفلسطينيين في ضوء خطورة الأوضاع من أجل وقف التدهور".

ويقول مصدر رسمي لقناة المملكة -الحكومية- إن الاجتماع في سياق الجهود المبذولة للوقوف على الإجراءات الأحادية والوصول إلى فترة تهدئة، وصولاً لانخراط سياسي أشمل بين الجانبين.

وتعتبر القمة الخماسية الأولى من نوعها منذ سنوات، تضمّ الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بمشاركة إقليمية دولية.

لهذه الاسباب تتخوّف الفصائل الفلسطينية من اتفاق إسرائيلي مع السلطة على تصفية المقاومة في الضفة الغربية

لا شروط أمنية

تؤكد السلطات الإسرائيلية أنّه لا توجد أي شروط مسبقة للمشاركة في مؤتمر "القمة الأمني"، وأنّ "هدف المؤتمر خلق ثقة ومسار للحوار لتهدئة الأوضاع"، وبحسب ما قاله مصدر سياسي إسرائيلي لموقع "معاريف": "لا توجد أي شروط مسبقة لأيٍّ من الأطراف المشاركة. الجميع يدرك أنه يجب بذل كل ما يمكن لتفادي التصعيد".

وزعم المسؤول الإسرائيلي أنّ انضمام رئيس الشاباك رونين بار، إلى الوفد الإسرائيلي، يشير إلى أنّ هناك رغبة إسرائيلية لفحص ما إذا كانت السلطة الفلسطينية قادرة فعلاً على تحمّل المسؤولية في المناطق الغائبة عنها بشكل شبه تام تقريباً".

من جهتها، قالت الرئاسة الفلسطينية في بيان رسمي، إن الوفد الفلسطيني المشارك في أعمال هذا الاجتماع سيعيد التأكيد على التزام دولة فلسطين بقرارات الشرعية الدولية كطريق لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتجسيد إقامة دولة فلسطين ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967.

وأضافت أن "الوفد الفلسطيني سيشدّد على ضرورة وقف جميع الأعمال الأحادية الإسرائيلية والالتزام بالاتفاقيات الموقعة، تمهيدا لخلق أفق سياسي يقوم على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وصولاً إلى حصول الشعب الفلسطيني على حقه بالحرية والاستقلال، بحسب ما جاء في بيان الرئاسة".

ومنذ أبريل/ نيسان 2014، توقفت المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي جرّاء رفض تل أبيب وقف الاستيطان وإطلاق أسرى قدامى، بالإضافة إلى تنصّلها من مبدأ حل الدولتين.

غضب فصائلي فلسطيني

أما فصائل المقاومة الفلسطينية فأصدرت بيانات تندّد بمشاركة السلطة في قمة العقبة، وتصف ذلك بـ"الخيانة"، وقال المتحدث باسم حركة "حماس"، عبد اللطيف القانوع: "نرفض مشاركة السلطة باجتماع العقبة الذي يمثل غطاء للاحتلال لارتكاب الجرائم ضد شعبنا، وعليها عدم الارتهان للوعود الأمريكية والإسرائيلية التي ثبت فشلها، ونؤكد أن شعبنا ليس أمامه سوى خيار المقاومة وتصعيدها، على السلطة الانحياز لشعبها والتوقف عن ملاحقة المقاومين بالضفة".

حركة "الجهاد الإسلامي"، أكدت أنها "تدين هذا المؤتمر، وتدين مشاركة السلطة فيه، وتعتبر هذا المؤتمر والمشاركة فيه غطاءً لإطلاق يد الصهاينة في الضفة وتوسيع وشرعنة الاستيطان وهدم البيوت الفلسطينية".

أخطر سيناريو للقمة

تتخوّف الفصائل الفلسطينية من اتفاق إسرائيلي مع السلطة على تصفية المقاومة في الضفة الغربية، في الوقت الذي شكلت ردّاً على الاقتحامات الإسرائيلية خلال الفترة الماضية، برعاية أمريكية إقليمية.

يعتقد الكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي، أن أخطر ما قد يترتب على قمة العقبة، إقناع السلطة أو الضغط عليها للقيام بالدور الذي عجزت عنه إسرائيل في إخضاع مناطق التماس الفلسطينية (نابلس، جنين، شمال الضفة، أريحا، مخيم بلاطة)، وعندئذ سيتحول الصراع من إسرائيلي- فلسطيني إلى فلسطيني داخلي.

يضيف الرنتاوي لـرصيف22 أن القمة ترجمة للرؤية الأمريكية القائمة على التهدئة مقابل بعض التسهيلات الاقتصادية، دون فتح أفق سياسي ودون وجود ضمانات إسرائيلية لوقف العدوان والاستيطان، مشيراً إلى أن مصر، الأردن والولايات المتحدة، معنية بوقف التهدئة مهما كان الثمن، وذلك ليست من مصلحة الفلسطينيين، أن يكون هناك تهدئة دون مقابل حقيقي.

ويختلف وزير الإعلام الأردني الأسبق، سميح المعايطة، مع رأي الرنتاوي، إذ يرى أن التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية مستمر وقائم منذ 30 عاماً، وليس بحاجة إلى اجتماع إقليمي لتعزيز التنسيق بين الطرفين.

لماذا حرصت إسرائيل علي انضمام رئيس الشاباك رونين بار، إلى الوفد الإسرائيلي في قمة العقبة؟

يقول المعايطة لـ رصيف22 إن الأردن يحاول من خلال القمة العمل على مسألتين؛ وقف العدوان والتصعيد الإسرائيلي في الضفة والمسّ بالقدس والوصاية، والسبب الثاني، عدم فتح جبهة حرب جديدة مع غزة، وموقف عمّان سياسي واضح، لا يرى قيمة للسلام دون وجود عملية سياسية، لا ضمانات للنجاح لكنها محاولة فقط لإعادة إنتاج حوار جديد.

وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد كشفت الجمعة، أنّ مجلس التخطيط الأعلى للبناء في المستوطنات، أقرّ خلال يومين التصديق على بناء وشرعنة 7000 وحدة سكنية في مستوطنات وبؤر استيطانية غير شرعية، من خلال ضمّ بعض البؤر إلى مستوطنات قريبة منها.

تبقى نتائج "قمة العقبة" منتظرة إلى حين كشفها على أرض الواقع، وسط تقديرات بعدم انعكاسها على الأراضي الفلسطينية أو حتى رسم ملامح "هدنة مؤقتة" لبعد شهر رمضان، في حين تزداد المخاوف بتصفية المقاومة في الضفة الغربية.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image