بمجرد انطلاق أولى حلقات البث المباشر لبرنامج "سعودي آيدول" في يوم الأربعاء 18 كانون الثاني/ يناير الحلقة، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي حرفياً، بين من يحتفي بالانفتاح الجديد من الشباب السعودي، ومن يؤيده عربياً، وبين من يتحسر على الأيام الخوالي، وبالطبع فقد سبقت حلقات البث المباشر مجموعة حلقات مسجلة من تجارب الأداء أمام لجنة التحكيم.
السعودية تغني بصوت عالٍ
حاز الحدث الغنائي السعودي على اهتمام ورعاية إعلامية مكثفة لكونها التجربة الأولى في تخصيص البرنامج العالمي لدولة عربية بعينها لا على مستوى الإقليم أو المنطقة، بالإضافة لاهتمام اللجنة والقائمين على البرنامج بتصدير الأصوات السعودية للعالم بعد أن توقف بث البرنامج عام 2017، وطبعاً لحالة الانبهار بالاستعداد الشعبي السعودي للانفتاح بمنتهى الطبيعية والاسترخاء.
بمجرد انطلاق أولى حلقات البث المباشر لـ"سعودي آيدل" اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي حرفياً، بين من يحتفي بالانفتاح الجديد من الشباب السعودي، ومن يؤيده عربياً، وبين من يتحسر على الأيام الخوالي
أحلام الشامسي الإماراتية، وأصالة نصري السورية، وماجد المهندس العراقي، وأصيل أبو بكر السعودي اليمني ابن الفنان الراحل أبو بكر سالم شكّلوا لجنة التحكيم في البرنامج، فبالإضافة إلى كونهم من أهم الأصوات التي أدت الأغنية الخليجية في الألفية الجارية، يحمل كل منهم طابعاً مختلفاً عن الآخر، وشخصية متفردة تجعل الأحكام شاملة في معظم الحالات.
ارتبطت أحلام وأصالة –الصديقتان خلف الكواليس- بهذه النوعية من البرامج سابقاً، فقد حكّمتا في "أراب آيدول" لعدة نسخ، وأثارتا الجدل بتعليقاتهما على المشتركين والمشتركات، وبالمناكفات التي تجري بينهما في العروض، أما ماجد المهندس وأصيل أبو بكر فيخوضان تجربة التحكيم للمرة الأولى.
التحكيم لا يحلو بدون "أحلام"
تنوعت ردود أفعال اللجنة على الأصوات المتقدمة، فقد اعتمد ماجد المهندس على نقد الأصوات فنيّاً وبصورة أكاديمية، وأصيل أبو بكر غلبت عليه العاطفة في تحكيم الأصوات رغم خبرته الفنية الكبيرة لكنهما تشاركا في محاولة إيصال رسائل واضحة للمشتركين حول إمكانياتهم الصوتية، بطريقة لبقة وبكلمات واضحة وهادئة.
أما أحلام فقد لعبت دورها الذي اعتاد عليه الجمهور؛ بحيث تقول رأيها بصراحة –كما تعتقد- وبأسلوب قد يعتبره البعض قاسياً، أو تهلل للصوت الذي حاز على إعجابها بمبالغة واضحة، وأخيراً أصالة التي تستخدم في تحكيمها كلمات لا علاقة لها بجودة أو رداءة الأصوات، مثل "يا بيبي" و"يا حبيبي"، و"حبيتك"، و"أطربتني"، دون التطرق بطريقة تفكيكية أو حرفية لنوعية صوت المشترك أو قدراته الغنائية وفنياته، وطبعاً تثير هذه الآراء عصبية أحلام لتسألها في كل مرة: شو يعني أحسنت؟
مشاركة السعوديات
ليس غريباً اهتمام الخليج العربي أولاً والعالم العربي ثانياً ببرنامج سعودي آيدول، فقد لفتت السعودية في السنوات الأخيرة الأنظار لها لسرعة الانفتاح الفني الذي أحرزته من خلال رعايتها للأعمال الفنية وأبرزها مهرجان الرياض السنوي، والفعاليات الفنية العالمية التي تستضيفها هيئة الترفيه على مدار السنة، فلم نعتد عربياً على أن تخرج الأصوات السعودية عبر مسارح سعودية في انطلاقتها؛ فقد تعرفنا إلى محمد عبده عبر مسارح مصر ولبنان والعالم قبل أن يسمح له بالغناء في المملكة.
ماجد المهندس نقد الأصوات بصورة أكاديمية، وأصيل أبو بكر غلبت عليه العاطفة، وأحلام -كالعادة-تقول رأيها بصراحة قد يعتبرها البعض قاسية، أما أصالة فاستخدمت مصطلحات لا علاقة لها بجودة الأصوات مثل "يا بيبي" و"يا حبيبي"
اليوم صار بوسع المغني السعودي اعتلاء مسرح بلده والغناء أمام العالم، بالإضافة لنقطة هامة في برنامج محبوب/ة السعودية وهي كثافة مشاركة النساء السعوديات في مراحل تجارب الأداء، ونسبة كبيرة منهن تقدمن لمرحلة التجارب مرتديات الحجاب والزي السعودي التقليدي، ومتمكنات من الغناء، وواثقات من أنفسهن.
لم تحظ الأصوات التي تأهلت من مرحلة المجموعات التي تلت تجارب الأداء إلى مرحلة البث المباشر بإعجاب ورضا الجمهور، فقد أشار عدد كبير من المغردين على تويتر على أن أهم الأصوات المشاركة خرجت من البرنامج بسبب تصويت الجمهور، مثل المشارك ابراهيم الدربي والمشاركة سارة اليوسف، وقد أيدت أحلام رأي الجمهور بأن التصويت تسبب باستبعاد أهم الأصوات في البرنامج.
بيجامة أحلام وشباب أصالة
حتى اللحظة تسلط الميديا الضوء على أحلام وأصالة وما يدور بينهما في حلقات البرنامج من جهة، وعلى إطلالاتهن في كل حلقة، وتركز التقارير على نحافة أحلام وأناقتها اللافتة في هذا الموسم، وعلى ملامح أصالة التي تصغر في السن سنة تلو أخرى، مع تركيز أقل على المشاركين وهذا نمط نجّح مواسم عديدة لبرامج الهواة، إذ تتصدر الترند مقاطع حوارات وخلافات الفنانين بين بعضهم أو أمام المشتركين.
بدأ عرض برنامج آراب أيدول عام 2011 وهو النسخة العربية عن برنامج الغناء العالمي "Pop idol" الذي اخترعه سيمون فيلر وطوّرته شركة فريمانتل البريطانية، وقد ضمت المواسم السابقة مشاركين من السعودية، منهم المشارك السعودي في الموسم الثاني من "أراب آيدول" ابراهيم عبدالله، وعبد العزيز الشريف وماجد المدني في الموسم الثالث، حيث أحرز ماجد المدني المركز الثالث في البرنامج عام 2014، إلا أن السعوديات لم يشاركن في المواسم السابقة من البرنامج.
في الإعلان المبدئي للبرنامج أطلت الفنانة أحلام الشامسي مرتدية بجامة، تخبر الجمهور عن برنامج الهواة الأضخم في الرياض، وقد لاقت إطلالتها جدلاً كبيراً بين المغردين في تويتر، رغم أنها في عرض الموسم الأخير من أراب أيدول 2016-2017 ارتدت أيضاً بيجاما في الإعلان الترويجي للبرنامج، هذا الخيار فتح الباب على مصراعيه للتعليقات، إلى الحد الذي ظهر سؤال حول ثمن هذه "البيجاما" وخرجت نادين نجيم مدافع عن أحلام وعن حريتها في اختيار ما ترغب بارتدائه.
في الإعلان أطلت أحلام وهي مرتدية "بيجامة"، لتخبر الجمهور عن برنامج الهواة الأضخم في الرياض، وقد لاقت إطلالتها جدلاً كبيراً بين المغردين في تويتر، خصوصاً في التساؤل عن سعر "البيجاما" و"الشبشب"
وهذا ما يفسّر اهتمام الإنتاج بأحلام لكون وجودها يكثّف نسب المشاهدة للعمل، فهي جريئة في اختياراتها خاصة حركة "البيجامة" التي اقتبستها من الفنانة العالمية سيلينا جوميز، ومن جهة أخرى بسبب كونها من أهم الأصوات الخليجية، إذ تركز هذه البرامج عند اختيار لجنة التحكيم على وضع توازن ما بين الفن والشهرة ومحبة الجمهور والأهم إثارة الجدل، وجميعها لدى أحلام.
أجمل الأصوات
انتقل اثني عشر مشاركاً للحلقة القادمة من البرنامج، وقد تصدر وسمي سعد الكلثم وهمس فكري الترند في السعودية، إذ عبّرت لجنة التحكيم عن إعجابها بأدائهما، وأذهلتهم قوة صوت همس في الغناء وقد شارك الجمهور مقاطعاً من غناء المشاركين في الحلقة الأولى وعلقوا عليها، ويجدر بالذكر أن همس فكري تغني من قبل مشاركتها في البرنامج، إذ لها عدة أغاني انتشرت في السنوات السابقة، مما زاد من تمكنها من فنيات الغناء في الأداء على المسرح.
السعودية تغني بأجمل أصواتها
لم نعتد في نسخ سابقة من آراب أيدول أن يتم الترويج للبرنامج عبر القائمين على إنتاجه كما يحدث اليوم في النسخة السعودية، فقد تم ترويج العمل منذ البداية من خلال مجموعة MBC وتركي آل شيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه، واستمر هذا الترويج حتى أثناء عرض الحلقات، فقد شارك تركي عبر تويتر بآرائه بالأصوات، وعبر عن إعجابه طالباً من اللجنة أن تعتبره مشاهداً فقط، وهو ما يمكن أن يفسّر بكونه احتفال بهذا الإنجاز السعودي وبتخصيص منصة اعتدناها عربية لتصبح سعودية ولو مرحلياً.
من سيفوز بلقب "محبوب السعودية" من بين الأسماء التي لمعت حتى الآن، سعد الكلثم أم همس فكري، أم متنافس آخر سينتزع اللقب منهما؟
ما يحدث في السعودية في السنوات الأخيرة يثير الاستغراب والإعجاب في الوقت ذاته، فقد تكثفت الأحداث التي ستنجح قريباً جداً في نزع صورة الخليج المنغلق في الذهنية العربية والعالمية، فما يحدث اليوم ليس شعارات ومطالب شعبية بالتغيير، إنما تغييرات جذرية في سياسة الدولة جعلت الشعب السعودي منخرطاً في الفن والرياضة والجمال والثقافة من داخل أرضه وعبر منصاته التي يشاهدها العالم العربي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ 17 ساعةالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يوموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت