شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
مجتمع مضاد على المدرجات... كلمات الألتراس وحكاياته

مجتمع مضاد على المدرجات... كلمات الألتراس وحكاياته

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الثلاثاء 6 ديسمبر 202205:10 م

في البدء، ينساب صوت ناي حزين، وبعد فاصل صمت قصير، يعلو صوت منشدي ألتراس أهلاوي، مرددين بإيقاع شجي: "الكورة لما جينا كانت كذب وكانت خداع... كـانـت مـغيبـة للـعـقـول، كـانت للـسـلـطـة قناع، بيــحاولـوا يــجمـلـوهـا وتبـقى هَمْ للـبلاد ونــاسيين المدرج اللي مليينـه الآلاف.. اقـتـل في الفكرة كمان، والظلم في كل مكان".

يستعرض الدكتور عماد عبد اللطيف، أستاذ البلاغة وتحليل الخطاب، مطلع نشيد "حكايتنا"، الذي أصدره ألتراس أهلاوي عام 2012، والذي يروي فيه حكايته المتشابهة مع حكايات "ألتراسات" عربية أخرى؛ وذلك في مقدمته لكتاب "بلاغة الجماهير.. الكرة والوطن والهوية" لباحث الماجستير المغربي، جعفر لعزيز.

قدّم الباحث في كتابه مقاربة بلاغية لخطاب الألتراس.

 صِيغ نشيد "حكايتنا" بغضب وتحدٍّ وجمال بربري

"كعادة خطابات الألتراس المفعمة بالعنفوان، والمحفَّزة بالمواجهة، صِيغ نشيد "حكايتنا" بغضب وتحدٍ وجمال بربري، يتجلى في كلماته وإيقاعه وأدائه"، يقول عبد اللطيف.

تبدأ الحكاية، بحسب الباحث، مما قبل زمن الألتراس، قبل أن يتحول مشجعو كرة القدم إلى جماعة منظمة، تتخذ من الانتماء الكروي لنادٍ كروي نقطة التقاء، ينضوي تحتها آلاف الشباب المنظمين، المترابطين المتعطشين للتعبير عن شغفهم وهُويَّاتهم.

في ذاك الزمن الذي يعود إلى ما قبل الألفية الثالثة، الكرة هي "كذب، وخداع، مُغيِّبة للعقول، وقناع لسلطة مشوهة تظلم وتقتل الفكر"، بحسب مفردات نشيد "حكايتنا" نفسه.

مواجهة تلاعب السلطة

يعتبر أستاذ البلاغة وتحليل الخطاب أن هذا الإدراك للعلاقة بين كرة القدم والسلطة يكاد يشكل نقطة قوة الألتراسات العربية، ومحور مأساتها في الآن ذاته، فبفضل موقف الألتراس المناهض للظلم الاجتماعي والسياسي لبعض الأنظمة العربية، اكتسبت شعبية هائلة.

ولكن معظم الألتراسات العربية تعرضت لممارسات تفكيك، وسحق، وتطويع بسبب هذا الموقف المناهض للسلطة.

وقد عبَّر خطاب الألتراس نفسه عن هذا الصراع بين السلطة والألتراس، على نحو ما يتجلى في أناشيد مثل "حكايتنا"، و"في بلادي ظلموني".

يشدد الأكاديمي المصري على أن شباب الألتراس أدركوا أن نشأتهم بوصفهم جماعات تشجيع منظمة ليست امتدادًا لسياسات التشجيع السابقة عليهم، بل قطيعة معها. واستعمال تعبير "لما جينا" في نشيد يروي حكاية ألتراس أهلاوي، قاطع بأن إدراك الألتراس لهويتهم وثيق الصلة برفضهم لاستغلال السلطة لكرة القدم، أداة إخفاء لحقيقتها، وتجميل لها، وتغييب لعقول الشعوب وخداعها، ومن ثمَّ، يقدم الألتراس قصته على أنها قصة مواجهة لتلاعب السلطة، وتعرية لأقنعتها.

هذا ما جرى على مدار سنوات طويلة، كان صوت الألتراسات العربية هو الأنقى والأشجع في التعبير عن المجتمعات العربية بأسرها، لتتحول المدرجات إلى فضاءات بلاغية غير تقليدية، تحاول أن تعوض غياب فضاءات عمومية تقليدية لممارسة المواطنة الحقة بما فيها التعبير الحر عن الآراء والطموحات والمخاوف المتعلقة بوطنهم، فتمكنوا بذلك من خلق فضاء فريد للحرية، واستثاروا عداء المؤسسات التي رأت في هذا الفضاء تهديداً لها.

الملاعب وحريات التعبير

يتطرق الدكتور عماد عبد اللطيف في مقدمة الكتاب إلى ما يسميه "الفضاءات المعطلة"، و"الفضاءات البديلة"، مشيراً إلى أن معاناة معظم المجتمعات العربية من انغلاق الفضاءات العمومية التقليدية أمام ممارسة الشباب لحرياتهم في التعبير والتنظيم الاجتماعي والثقافي والسياسي؛ فمعظم البلدان العربية تفتقد مؤسسات أو كيانات ممكَّنة من احتضان الشباب الراغب في التعبير والعمل السياسي والاجتماعي في الفضاءات العمومية الحيّة، مثل مؤسسات المجتمع المدني، والأحزاب، والنقابات، والجمعيات، وغيرها.

في حين تميل بلدان أخرى إلى تقييد إمكانيات نفاذ الشباب إلى الفضاء العمومي الحي، ولا تتيح الولوج إليه إلا لمن يتماهى مع خطابها، ويردد صوتها، مقيِّدة من قدرة المؤسسات الاجتماعية على إتاحة فضاءات خطابية عمومية لشباب المجتمع، يمكنهم فيها من ممارسة حريات التعبير والتنظيم والعمل الاجتماعي والسياسي.

شباب الألتراس أدركوا أن نشأتهم بوصفهم جماعات تشجيع منظمة ليست امتداداً لسياسات التشجيع السابقة عليهم، بل قطيعة معها، وإدراكهم لهويتهم وثيق الصلة برفضهم لاستغلال السلطة لكرة القدم، كأداة إخفاء لحقيقتها، وتجميل لها، وتغييب لعقول الشعوب وخداعها

وفي الحالتين، يجد الشباب أنفسهم مجبرين على الانحباس في فضاءات التواصل الافتراضي البديلة أو إجراء تحويل في وظيفة بعض الفضاءات الحيَّة لتصبح منصة يمارسون من خلالها مواطنتهم، ويعبِّرون في إطارها عن تصوراتهم، وأحلامهم، ومطالبهم، وإحباطاتهم، مثل ملاعب كرة القدم.

ويُفسّر الأكاديمي هذا الحرص من الأنظمة العربية على تقييد إمكانية تعبير الشباب عن أنفسهم، وتنظيم طاقاتهم في عمل اجتماعي أو سياسي إلى طبيعة الأنظمة السياسية في معظم المجتمعات العربية، بأن الأنظمة التي تحتكر السلطة، وتحولُ دون تداولها، تفزعها أصوات الجماعات الشبابية المنظَّمة الحرة التي لا تعرف الخوف، ولا المساومات، لذا تسعى هذه الأنظمة إلى إغلاق الفضاءات العمومية الحيّة في وجه الشباب، فتعيد هندسة الساحات والميادين بما يُقيد إمكانية تجمع حشود غفيرة، وتسنُّ ترسانات قوانين تقيد حركتهم، وتُنكِّل بتجمعاتهم، وقبل كل ذلك، تبتكر وسائل لتشتيت طاقات الشباب العقلية والروحية بواسطة تحويل الانتماء الكروي إلى تعصب ضيق، وتحويل تشجيع الكرة إلى حروب خطابية بين مشجعي الأندية المختلفة، والأوطان.

بحسب عماد، هذا ما جعل التحويل الذي أحدثته الألتراسات العربية في خطاب التشجيع الكروي عاصفاً؛ فقد ارتقت بخطاب التشجيع ليصبح خطاب مواطنة بالأساس، وحملت على عاتقها هَم التعبير عن شوق الشعوب العربية للحرية، والعدل، والكرامة، والعيش الكريم. وناصر الألتراس العربي القضايا المصيرية ذات البعد الإنساني الأصيل، بحسب مقدمة الباحث عماد، مثل: القضية الفلسطينية. وغدا خطاب الألتراس، في وقت ما، الأنقى والأعلى صوتاً في التعبير عن شعوب بأكملها، وعلى وجه التحديد، في ألتراسات المغرب العربي، لا سيما في العقد الثاني من الألفية الجديدة.

الألتراس مجتمع مضاد على المدرجات

يمكننا القول إن "بلاغة الجماهير.. الكرة والوطن والهوية"، هو أول كتاب عربي يُخصص لدراسة خطابات الألتراس من منظور بلاغي، كذلك أول دراسة شاملة لخطاب ألتراس بعينه من الألتراسات المتعددة المنتشرة في أرجاء العالم العربي، لا سيما في شمال إفريقيا، مثل ألتراس "الوينرز"، المشجع لفريق الوداد البيضاوي المغربي، أحد أهم فرق كرة القدم المغربية والعربية.

وتظهر الفكرة الرئيسة للكتاب في أمرين، الأول متجلّ في أنّ بلاغة الجمهور قادرة على مقاربة مختلف الخطابات التي تكون مؤثرة وبليغة في آن واحد، وتحضر فيها الاستجابة النقدية والثقافية والدينية، وغيرها من الاستجابات المختلفة، ومن ثمة فقد حاولت بيان حضور بلاغة الجمهور في خطاب ألتراس الوينرز، مع استحضار خطابات ألتراسات عربية ومغربية.

في ذاك الزمن الذي يعود إلى ما قبل الألفية الثالثة، الكرة هي "كذب، وخداع، مُغيِّبة للعقول، وقناع لسلطة مشوهة تظلم وتقتل الفكر"، حتى جاء الألتراس

والأمر الثاني مرتبط بالتأكيد على أن الكلمة في فصائل كرة القدم عالم مُصَوّر بألحان موسيقيَّة، وكلمات متناسقة، ولغة بليغة ومؤثرة، تتواشج مع صورة الواقع المعيش، وتتناسب مع الوضعيات المضادة للوضعيات السائدة، التي يرغب الإنسان في تغييرها وجعلها وضعياتٍ حسنة.

الألتراس، بحسب الكتاب، مجتمع مضاد على المدرجات، ويظهر ذلك في اللافتات المعلقة، والأغاني المنشودة بصرخاتهم المتعالية، والتيفوات المرفوعة، كلُّ هذا يحمل بلاغة مؤثرة، مسعاها تغيير مساوئ الواقع المعيش، ومطباته ومفاجعه.

وتم اختيار ألتراس "الوينرز" كنموذج لتحديد تجليات بلاغة الجمهور في خطاباتها المكتوبة والمسموعة والمصورة، بمقاربة مظاهر بلاغة الجمهور في أغانيهم، وفي لوحات هواتفهم، وفي بلاغاتهم وهاشتاغاتهم.

الألتراس يشبه بعضه بعضاً

يشدد باحث الماجستير المغربي ومؤلف الكتاب، جعفر لعزيز، على أن الملامح الأساسية لحكايات الألتراسات العربية تتشابه بنسبة كبيرة، خاصة أنّ جميع الألتراسات تلقت معارضة كبيرة من السلطة أثناء نشأتهم، والدليل على ذلك كثرة الاعتقالات التعسفية في صفوفهم، مبيناً أنها تجتمع كلها في فكرة أنّ الألتراس أسلوب من أساليب الحياة، وتلتقي خطاباتهم وبلاغاتهم وهاشتاغاتهم وتليفوناتهم في موضوعات متعددة، تتجلى في أنها صوت الشعوب المقموعة.

إذ هي تعبّر بالضرورة عن مآسيهم وأحزانهم، وتتحدث عن مطالبهم المشروعة وحاجاتهم الرئيسة، الظاهرة أساساً في ضمان الحقوق، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وإصلاح التعليم والصحة، وغيرها من المطالب الشعبية التي تُعاش الحياة بضمانها وتحققها. واستحضرت مسائل أخرى تلتقي فيها، وبادية في كسر وتبديد التمثلات الخاطئة عن الألتراس، ثم استحضار أمجاد النادي وألقابه، مع المطالبة دائما بحرية المسجونين من أفراد الفصائل.

ويصف لعزيز العلاقة بين كرة القدم والسلطة في العالم العربي بأنها علاقة ترابط ومنفعة بحكم أنّ السلطة والدولة عموماً تحظى بمكانة وشأو عظيمين بنجاح مشروعها الكروي، فالانتكاسات الكروية يعود بالضرر عليها، والنجاحات الكروية يعود عليها بأفضال كثيرة. علاقة المنفعة تتبدى بالأساس في استفادة السلطة من شعبية كرة القدم لتسويق مشاريعها ومنجزاتها، خاصة في ربط الكرة بالمنطق الربحي أو الرأسمالي، وهو الوجه السيئ الذي تكرهه الألتراسات، مؤكداً أن مختلف الدول العربية تعاني من الانغلاق البنيوي للفضاءات العمومية التقليدية، التي تمكن الشباب من ممارسة حرياتهم في التعبير، والتنظيم الاجتماعي والثقافي والسياسي.

كما عبّر عن ذلك أستاذه عماد عبداللطيف، في ظل هذا القيد والمنع المانع الشباب من ممارسة حرياتهم في الفضاءات والمؤسسات العمومية المعطلة، لجأ الشباب إلى عالم الألتراس، بوصفه البديل النقابي للممارسة هذه الحريات من جهة، وبوصفه أسلوباً من أساليب الحياة من جهة أخرى.

بديل سياسي ونقابي

يوضح لعزيز لرصيف22: "قبل ظهور الألتراس، كان التشجيع على المدرجات عشوائياً، وبعد ظهورها أصبح التشجيع بمبادئ وقوانين تفرضها الألتراس، ولعل السبب المباشر الذي جعلها تتخذ مدرجات كرة القدم مكاناً مرآة لظهورها لأن كرة القدم هي الأكثر شعبية في العالم، وقد حظيت بقبول بشريّ غير مسبوق، مستشهداً بقول سيد الوكيل، في كتاب "سيكولوجيا المونديال تشوّف لا يقاوم لفكرة السوبرمان"، الصادر من مجلة الدوحة: "كرةُ القدمِ لَمْ تَعُد مجرَّد لعبة لتزكية أوقات الفَراغ، ولا حتّى لمجرَّد إثبات التَّفوق، بل هي ثقافةٌ في حدِّ ذَاتها حظيت بقبولٍ بشريّ غير مسبوقٍ"، مضيفاً أن الألتراس استغل شعبية كرة القدم لضمان الاستجابة أولاً، والاستمرارية ثانياً، وتشارك الشعبية ثالثاً، وتمكنت بعدها بالانتقال من نمط التشجيع إلى نمط آخر تكون فيه البديل النقابي للفضاءات العمومية المعطلة".

الكلمة في أغاني الألتراس تصور العالم وتعبّر عن المجتمع بكل ما فيه... هل استمعتم إلى أغاني الألتراس في بلادكم؟ هل تتفقون مع أفكار الكتاب؟

ويؤكد الباحث أن الألتراس يكون مجتمعاً مضاداً على المدرجات، حينما تعارض سياسة الدولة في تدبير بعض الشؤون الاجتماعية، المتعلقة بالتخلص مثلاً من الهجرة، وتقليص نسبة البطالة والعطالة، ومحاربة التشرد والفقر، وإصلاح منظومة الصحة والتعليم، وتحقيق العدالة والتنمية، معتبراً أنها "بديل سياسي ونقابي، يسعى إلى التحرر من قيود الانتماءات السياسية والحزبية التي تفرضها الدولة، ومن ثمة، فهم فئة شبابية متحررة، تنخرط في الفصائل لتكون صوت الشعوب، ومن الطرق المتبعة في ذلك، أنها تصدر الأغاني الاحتجاجية، أو تعلق لوحات تحمل عبارات معينة، أو تكتب جداريات، وقد تنظم وقفات احتجاجية حينما يتعلق الأمر بالدفاع عن النادي".

ويُشير إلى أن خطاب الألتراس يُقدّم قيماً متعددة، منها القيم الوطنية، الظاهرة أساساً في حب الوطن وخدمته، والتضحية والفداء من أجله، وقيم أخلاقية، وقيم إسلامية، تتضح في حث الألتراس على التعاون والمساعدة، وانخراطها أيضاً في الأعمال الاجتماعية والتضامنية، وأن الكلمة في أغاني "الألتراس" تصور العالم وتعبّر عن المجتمع بكل ما فيه.

ويضيف: "التجربة المعيشية التي نعاين مشاهدها في الواقع، يتم تصويرها كما هي في أغاني وأناشيد الألتراسات، وخير مثال على ذلك، استحضاري لأغنية "قلب حزين" و"فبلادي ظلموني" و"هذي بلاد الحكرة"، مجمل هذه الأغاني احتجاجية تعبر عن قضايا اجتماعية وسياسية واقتصادية".

ترتبط مسألة استحضار الألتراسات العربيّة لأمجاد الذاكرة النضالية في خطاباتها بالفريق الذي تسانده، بحسب حديث المؤلف، فمثلاً نادي الوداد الرياضي الذي تشجعه ألتراس "الوينرز"، "وهو ينتمي إلى موروث كروي، وطني تأسس من أجل مقاومة الاستعمار الفرنسي، ومحاربة الظلم والفساد، معناه أن الروح الوطنية تجسدت في الفرق التي تلعب كرة القدم، ومن ثمة؛ فإن الأندية التي تشكلت من أجل الدفاع عن الوطن، ومواجهة بؤس الاستعمار، دائماً ما تعمد الألتراسات المساندة لها إلى استحضار هذه الأمجاد النضالية، بالإضافة إلى الإنجازات الكروية"، يختم المؤلف.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image