شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
تسع سنوات على رصيف22... آمالُنا نحن مَن يبقيها حيّة

تسع سنوات على رصيف22... آمالُنا نحن مَن يبقيها حيّة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ندخل عامنا العاشر على وقع تغيّرات جوهرية سمتها الأساسية تراجع حالة حقوق الإنسان في كل الدول العربية بدون استثناء وغضّ الدول الغربية ناظريها عن الانتهاكات التي ترتكبها الأنظمة الحاكمة في منطقتنا بشكل لا مثيل له منذ الربيع العربي.

عادت الدول الغربية إلى ترجيح كفّة مصالحها وتفضيلاتها الجيوستراتيجية لوضع منطقتنا على كفّة الدعوة إلى احترام حقوق الإنسان، ودَفَعتها إلى هذا التموضع جملة أحداث على رأسها الاتفاقات الإبراهيمية وما ترافق معها من غض نظر تجاه انتهاكات كثيرة في سبيل التقريب بين أنظمة عربية وبين إسرائيل، وارتفاع أسعار النفط وما أفرزته من ميل للتقارب مع دول منتجة للنفط على حساب حقوق الإنسان، والحرب الروسية على أوكرانيا وما يترافق معها من محاولات لمحاصرة روسيا وعزلها دولياً ومنعها من تعزيز حضورها في الشرق الأوسط.

رغم ذلك، ندخل عامنا العاشر بطاقة لم تنضب، ولا تزال مشاهد جماهير الشعوب المطالِبة بمستقبل أفضل ترفدها بآمال وأحلام بأن ما نعيشه اليوم وما نعاني منه حالياً ليس قَدَراً لا فكاك منه، وإنْ كان العمل على تجاوزه لن يكون سهلاً البتة ولن يكون بلا أثمان باهظة.

نحن الشعوب مَن يحدد أفقنا وسقف طموحاتنا. نحن مَن يتصور مستقبله ويرفض كل واقع تعاند تفاصيله وصولنا إليه. ونحن مَن عليه التحرّك ليغيّر في معادلات استعبادنا واستبعادنا عن المشاركة في رسم صورة غدنا.

ندخل عامنا العاشر بطاقة لم تنضب، ولا تزال مشاهد جماهير الشعوب المطالِبة بمستقبل أفضل ترفدها بآمال وأحلام بأن ما نعيشه اليوم وما نعاني منه حالياً ليس قَدَراً لا فكاك منه، وإنْ كان العمل على تجاوزه لن يكون سهلاً البتة ولن يكون بلا أثمان باهظة

على مشارف مرور عقد على انطلاقتنا، لا يخفى على أي أحد كيف أعادت الانقلابات والتحركات المعادية لثورات الربيع العربي عقارب الساعة إلى الوراء، وإلى ما قبل عام 2011، ولكن لن نطبّع مع المسارات المناهضة للديمقراطية، وسنبقى نكتب بمعايير ترقى إلى أحلامنا التي ولّدتها ثوراتنا. لن نفاضل بين الخبز والحرية. نريد الاثنين في الوقت نفسه. لن نفاضل بين الاحتلال والقمع الداخلي. نريد بلاداً حرّة وديمقراطية في الوقت نفسه. نريد كل ما حلمنا به في الوقت نفسه ولن نبدّي حلماً على آخر. لن نقبل بتجزئة أحلامنا تمهيداً لقتلها كلها.

في آخر 12 شهراً، تصفح القراء 32 مليون صفحة من صفحات موقعنا... 36% منها لأشخاص دون سنّ الـ34، و39% منهم نساء، وهو رقم لا يستهان به في منطقة قليلاً ما تقدّم وسائل الإعلام فيها للمرأة موادّ تُعنى بمشاكلها وآمالها بدون تنميط أو محاولة لتبرير الوضع القائم وتأبيده.

نحن الشعوب مَن يحدد أفقنا وسقف طموحاتنا. نحن مَن يتصور مستقبله ويرفض كل واقع تعاند تفاصيله وصولنا إليه. ونحن مَن عليه التحرّك ليغيّر في معادلات استعبادنا واستبعادنا عن المشاركة في رسم صورة غدنا

85% من قرائنا كانوا من الدول الناطقة بالعربية، وتوزع الباقون على 234 دولة، أُولاها الولايات المتحدة وألمانيا. وعلى صفحات فيسبوك، وصلت منشوراتنا عضوياً 39 مليون مرة إلى المتابعين. وعلى تويتر، ظهرت تغريداتنا 90 مليون مرّة.

يسهر 34 صحافية وصحافياً على الإنتاج اليومي في الموقع، يساندهم حوالى 170 صحافية وصحافياً يعملون معنا بشكل حرّ لتغطية المواضيع الأهم في جميع المجالات الحيوية. ينشر الفريق قرابة 16 قصة يومياً، ليستمر رصيف22 في تأمين مساحة افتراضية تُطرَح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا، في حين تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.

استمرارنا ما كان ليكون ممكناً لولا القرّاء الذين دعمونا بـ65,000 دولار في عامنا التاسع. فبرغم قرارنا ألا نحصر تقديم محتوى رصيف22 بمَن لديهم قدرة على الدفع، اختار عدد كبير من القراء أن يدعمونا ويساهموا في التغيير والخروج من دوّامة النقاش عن عدم جهوزيتنا، كشعوب عربية و/أو مسلمة، للديمقراطية.

لن نفاضل بين الخبز والحرية. نريد الاثنين في الوقت نفسه. لن نفاضل بين الاحتلال والقمع الداخلي. نريد بلاداً حرّة وديمقراطية في الوقت نفسه. نريد كل ما حلمنا به في الوقت نفسه ولن نبدّي حلماً على آخر. لن نقبل بتجزئة أحلامنا تمهيداً لقتلها كلها

وهذا أيضاً لم يكن ليكون ممكناً لولا المؤسسات المانحة المعنية بالصحافة المستقلة وحقوق الإنسان، والتي دعمتنا في سبيل تطوير الموقع والمحتوى من دون أي شرط. ونخصّ بالذكر برنامج الصحافة المستقلّة في مؤسسة المجتمع المفتوح، ومبادرة غوغل للأخبار، والوكالة الفرنسية للتنمية الإعلامية CFI، ومؤسسة تومسون رويترز، والمعهد الجمهوري الدولي، وأوت-رايت أكشن، والمؤسسة الدولية لدعم الصحافة IMS، ومنظمة مدافعون عن الحقوق المدنية CRD، وآخرين.

في عامنا العاشر، سنواصل ما بدأنا بهِ. سنبقى منصة إعلامية حرّة ومستقلّة تحتضن أصوات الناس وتطرح قضاياهم وهمومهم وتواجه كل شكل من أشكال الاستبداد وكل شكل من أشكال قتل الأمل فينا.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel

لا ليل يطول، ولا خريف

بعد ربيعٍ عربي كان يزهو بفورات الأمل ونشوة الاحتجاج، ها هي نوستالجيا الحريّة تملأ قلوب كلّ واحد/ ةٍ منّا حدّ الاختناق.

نوستالجيا أفرغها الشلّل القسريّ الذي أقعدنا صامتين أمام الفساد العميم والجهل المتفشي. إذ أضحت الساحات أشبه بكرنفالاتٍ شعبية، والحقيقة رفاهيةً نسيناها في رحلتنا المضنية بحثاً عن النجاة.

هنا في رصيف22، نؤمن بالكفاح من أجل حياةٍ أفضل لشعوب منطقتنا العربية. ما زلنا نؤمن بالربيع العربي، وربيع العالم أجمع.

Website by WhiteBeard